[align=right][align=center]غادر أهل المنزل
.......[/align]غادر أهل المنزل تاركين خلفهم فيض من الذكريات، كان هناك في صحن المنزل شجرة تين أقامت علاقة حب مع الأرض فأنجبت ثمارها كل حين، يمر أمام المنزل جدول من الماء يجري بمرح فيغازل زهرة صغيرة نبتت على حافته فتحاول أن تلحق به فتمسك الأرض بجذورها خوفا عليها وهي تعاتبها عتاب الأم لابنتها محاولا الحفاظ عليها من الضياع، وهناك ليس ببعيد بئر صغير تفيض عيناه بالدموع كلما القينا به بدلو صغير فيملاءه ماء عذب، في غرفة الابنة عروسة من القماش تحنو عليها وتدرب بذرة الأمومة التي بداخلها، في ركن المنزل تقبع رحاية من الصخر كثيرا ما قست على حبات القمح، تعاقبه لمحاولته الهروب من بين كفيها فتطحنه دقيق ابيض وترسله إلى الفرن الطيني القابع خلف المنزل فيرق قلبه عليه ويحتويه ويدفئه بناره من بطش الرحاية وبرد الشتاء ولا يتركه إلا بعد أن يتماسك من جديد على هيئة خبز طازج، المنزل له باب خشبي يرفض أن يفتح إلا بعد أن يطمئن على مفتاحه بحضنه ذلك المفتاح الذي غادر معهم.
غادر أهل المنزل وقبل رحيلهم خبأ الفتى بذرة زيتون من أخته بجوف الأرض أصبحت الآن شجرة عمرها ستة عقود، شجرة أبت أن تنبت حداداً على غارسها.
غادر أهل المنزل فخاصم التين أغصانه، هجرت الزهرة النبع بعد أن جف ماؤه، توقف البئر عن البكاء فليس هناك من يقذفه بالدلو الصغير، اسودت العروسة القماشية بعد أن ضاع منها حنين أمومة الابنة ، عقدت الرحاية معاهدة مع حبات القمح فتوقفت الأولى عن الدوران والثانية عن النمو، استسلم الفرن الطيني لبرد الشتاء فذهبت ناره، لكن الباب حافظ على عهده و أبى أن يفتح في غياب مفتاحه.
غادر أهل المنزل فبكت عليهم السماء، أعلنت الرياح عن غضبها و أقسمت الشمس إنها لن تشرق إلا بعد عودتهم من جديد.[/align]
.......[/align]غادر أهل المنزل تاركين خلفهم فيض من الذكريات، كان هناك في صحن المنزل شجرة تين أقامت علاقة حب مع الأرض فأنجبت ثمارها كل حين، يمر أمام المنزل جدول من الماء يجري بمرح فيغازل زهرة صغيرة نبتت على حافته فتحاول أن تلحق به فتمسك الأرض بجذورها خوفا عليها وهي تعاتبها عتاب الأم لابنتها محاولا الحفاظ عليها من الضياع، وهناك ليس ببعيد بئر صغير تفيض عيناه بالدموع كلما القينا به بدلو صغير فيملاءه ماء عذب، في غرفة الابنة عروسة من القماش تحنو عليها وتدرب بذرة الأمومة التي بداخلها، في ركن المنزل تقبع رحاية من الصخر كثيرا ما قست على حبات القمح، تعاقبه لمحاولته الهروب من بين كفيها فتطحنه دقيق ابيض وترسله إلى الفرن الطيني القابع خلف المنزل فيرق قلبه عليه ويحتويه ويدفئه بناره من بطش الرحاية وبرد الشتاء ولا يتركه إلا بعد أن يتماسك من جديد على هيئة خبز طازج، المنزل له باب خشبي يرفض أن يفتح إلا بعد أن يطمئن على مفتاحه بحضنه ذلك المفتاح الذي غادر معهم.
غادر أهل المنزل وقبل رحيلهم خبأ الفتى بذرة زيتون من أخته بجوف الأرض أصبحت الآن شجرة عمرها ستة عقود، شجرة أبت أن تنبت حداداً على غارسها.
غادر أهل المنزل فخاصم التين أغصانه، هجرت الزهرة النبع بعد أن جف ماؤه، توقف البئر عن البكاء فليس هناك من يقذفه بالدلو الصغير، اسودت العروسة القماشية بعد أن ضاع منها حنين أمومة الابنة ، عقدت الرحاية معاهدة مع حبات القمح فتوقفت الأولى عن الدوران والثانية عن النمو، استسلم الفرن الطيني لبرد الشتاء فذهبت ناره، لكن الباب حافظ على عهده و أبى أن يفتح في غياب مفتاحه.
غادر أهل المنزل فبكت عليهم السماء، أعلنت الرياح عن غضبها و أقسمت الشمس إنها لن تشرق إلا بعد عودتهم من جديد.[/align]
تعليق