مدرس عربي (غير ليبي) يزور ليبيا لأول مرة , اسمه الأستاذ حنفي بسيوني أحبه التلاميذ كثيرا وأحبوا ممازحته ..
يؤمن بأهمية مهنة التدريس وضرورتها ولهذا طلب من تلامذته كتابة موضوع عن صعوبة التدريس والمشاكل التي تعوقه في أول لقاء بهم...
وفوجيء بإجابة أحدهم وكان يتمتع بأسلوب جميل ورائع .. لكنه كان يغرد خارج السرب .. ونص الموضوع :
" التدريس يكون صعبا , صعبا للغاية في الأماكن المزدحمة .. وعلى الطرق السريعة .. ففي الأماكن المزحمة بالكاد تجد مساحة كافية للتدريس .. أما في الطرق السريعة فإنه يصبح خطرا على السيارات التي تمر بسرعة فائقة .. ولأن المثل الليبي يقول : (اللي في الوسع سواق ) , فإن علينا أن ندرك أن التدريس يصبح أيضا سهلا للغاية في الأماكن الواسعة .. مثله مثل القيادة ..
إن التدريس فن لا يتقنه أي شخص .. لأن هناك أماكن قد تخال أنه من المحال التدريس فيها ويأتي غيرك ليقوم بالتدريس فيها بكل سهولة ويسر .. والسبب أنه في هذه الحالة يكون قد امتلك مهارة أكبر منك حتى وإن رفضت الاعتراف بذلك .. والرجل في الغالب أكثر قدرة على التدريس من المرأة .. وهذا يرجع إلى التكوين الفسيولوجي المختلف لكليهما .. فالرجل الماهر يقوم بالتدريس في نصف المدة التي تحتاجها المرأة .. "
وطال الموضوع .. ولم يفهم المدرس شيئا .. قرأ الموضوع مرارا وتكرارا .. واستغرب لفصاحة كاتب الموضوع وسعة ثقافته .. لكنه لم يفهم الموضوع إطلاقا ولهذا قرر منح علامة صفر لهذا التلميذ النجيب ..
وبعد أن طال مكوثه في ليبيا .. اشترى سيارة فيات 128 .. ورجع بها إلى شقته .. وعندما وصل إلى الساحة بحث عن مكان لركن السيارة .. وفوجيء بالتلميذ الذي كتب الموضوع واقفا في الساحة ينادي بأعلى صوته : " التدريس بخمسين قرش .. من اللي يبي يدرس هنا ؟ "
كان التلميذ يدرس (بضم الراء) في الصباح .. ويدرس (بتشديدها) السيارات في المساء ..
وعرف أن التدريس في ليبيا يعني ركن السيارات ..
وعرف أنه ظلم هذا التلميذ وقرر منحه 10/10 .. لأول مرة في تاريخ تدريسه لمادة الإنشاء ..
ولنا عودة مع الأستاذ حنفي بسيوني إن شاء الله ويوميات أخرى ...
يؤمن بأهمية مهنة التدريس وضرورتها ولهذا طلب من تلامذته كتابة موضوع عن صعوبة التدريس والمشاكل التي تعوقه في أول لقاء بهم...
وفوجيء بإجابة أحدهم وكان يتمتع بأسلوب جميل ورائع .. لكنه كان يغرد خارج السرب .. ونص الموضوع :
" التدريس يكون صعبا , صعبا للغاية في الأماكن المزدحمة .. وعلى الطرق السريعة .. ففي الأماكن المزحمة بالكاد تجد مساحة كافية للتدريس .. أما في الطرق السريعة فإنه يصبح خطرا على السيارات التي تمر بسرعة فائقة .. ولأن المثل الليبي يقول : (اللي في الوسع سواق ) , فإن علينا أن ندرك أن التدريس يصبح أيضا سهلا للغاية في الأماكن الواسعة .. مثله مثل القيادة ..
إن التدريس فن لا يتقنه أي شخص .. لأن هناك أماكن قد تخال أنه من المحال التدريس فيها ويأتي غيرك ليقوم بالتدريس فيها بكل سهولة ويسر .. والسبب أنه في هذه الحالة يكون قد امتلك مهارة أكبر منك حتى وإن رفضت الاعتراف بذلك .. والرجل في الغالب أكثر قدرة على التدريس من المرأة .. وهذا يرجع إلى التكوين الفسيولوجي المختلف لكليهما .. فالرجل الماهر يقوم بالتدريس في نصف المدة التي تحتاجها المرأة .. "
وطال الموضوع .. ولم يفهم المدرس شيئا .. قرأ الموضوع مرارا وتكرارا .. واستغرب لفصاحة كاتب الموضوع وسعة ثقافته .. لكنه لم يفهم الموضوع إطلاقا ولهذا قرر منح علامة صفر لهذا التلميذ النجيب ..
وبعد أن طال مكوثه في ليبيا .. اشترى سيارة فيات 128 .. ورجع بها إلى شقته .. وعندما وصل إلى الساحة بحث عن مكان لركن السيارة .. وفوجيء بالتلميذ الذي كتب الموضوع واقفا في الساحة ينادي بأعلى صوته : " التدريس بخمسين قرش .. من اللي يبي يدرس هنا ؟ "
كان التلميذ يدرس (بضم الراء) في الصباح .. ويدرس (بتشديدها) السيارات في المساء ..
وعرف أن التدريس في ليبيا يعني ركن السيارات ..
وعرف أنه ظلم هذا التلميذ وقرر منحه 10/10 .. لأول مرة في تاريخ تدريسه لمادة الإنشاء ..
ولنا عودة مع الأستاذ حنفي بسيوني إن شاء الله ويوميات أخرى ...
تعليق