الملاك الطاهر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبدالحميد ناصف
    أديب وكاتب
    • 05-02-2013
    • 146

    الملاك الطاهر

    حين انحنيت بسيارتى ممتطيا الطريق الترابى المؤدى الى مزرعتى ‘ طالعت وجهها.
    غير مألوف لى على الرغم من مرورى اليومى على هذا الطريق..
    أعرف كل مرتاديه. وان كنت لا أعرف أسماءهم..
    إلا هذه الواقفة على جانبه ،تنوء بحمل ثقيل فوق رأسها الصغير..
    أمعن النظر لعلى أقارب بين ملامحها وملامح من أراهم على هذا الطريق..
    هاتان العينان الضيقتان وذاك البريق وتلك الوجنتان المتغضنتان..
    لم أراهما هنا من قبل.. لكن هذه الملامح مرت على من قبل!
    شرعت أقلب صفحات باهتة فى ذاكرتى عن تلك الملامح.
    وأنا أتوقف لتركب الى جوارى
    .. أسألها عن اسمها
    - إيه عبد الباسط..
    وقبل أن تكمل .أكملت أنا
    - عبد الباسط أحمد عبد الباسط..
    أومأت بالإيجاب.. أطبقت يدى على مقود السيارة التى انطلقت دون تدخل منى .. و عدت بذاكرتى للوراء .
    تداعت الصفحات أمامى واضحة كالشمس رغم مرور عقود طويلة تزاحمت فيها الذكريات ومحت بعضها الاخرى..
    بدت لى الأحدث والشخوص واضحة تتحرك كأنها حدثت بالأمس.
    . حين كنا صغار
    فى فصل رابعة أول بسبورة كالحة اللون مثل أرضيته .
    رطوبة تسرى فى حوائطه. تنخر أسفلها . تخلف قطع من الطين الرطب . تنبعث منها رائحة عطنة ألفتها أنوفنا الصغيرة.
    يجلس عبد الباسط الى جوارى. يقرأ موضوع الملاك الطاهر..
    دائما هو الذى يقرأ وكلنا يردد خلفة.
    دائماهو الذى يحيى العلم
    بذلك الصوت الملائكى الذى اقترن فى مسامعى
    بصوت الشيخ عبدالباسط عبد الصمد
    والذى كان صوته يملأ جنبات قريتنا الصغيرة مساء كل سبت..
    يرتفع صوت عبد الباسط بالقراءة ..
    ينفتح باب الفصل بأزيزه المميز.لتمتد يدا من خارجه لتغلق الباب.
    انها يد ناظر المدرسه .نعرفها جيدا.يفعل ذلك كثيرا.
    ربما لا يريد أن يقطع علينا استيعابنا للدرس .
    أو حتى لا يطغى صوت عبد الباسط على أصوات المدرسين
    فى الفصول الأخرى .
    فهو يتخذ من صالة المدرسة مكتبا له.
    يتابع ما يحدث داخل الفصول بدقة
    عبد الباسط قارب على الانتهاء من القراءة..
    (وأخذه ابوه الى عين الماء ليريه صورة الملاك الطاهر)
    لنسمع طرقات سريعة على باب الفصل.
    يتوقف عبد الباسط عن القراءة..
    قبل أن يهم مدرسنا بفتح الباب ..
    نرى يد الناظر تمتد هذه المرة لفتح الباب..
    يدخل وفى اثره رجل قصير القامة ..
    واهن الجسد تغطى رأسه الصغيرة طاقية مهترئة الحافة
    تكاد تحجب عينينه الصغيرتين
    يلف وسطه بذيل جلباب متهالك . حافى القدمين.
    يحاول جاهدا أن يمنع تساقط الدموع من عينه برفع وارتعاد وجنتيه
    ..أحداقنا الصغيرة ترقب الرجل والناظر الذى أشار لنا بالجلوس ونحن نصف قيام ...
    يقترب من عبد الباسط الذى ظل واقفا ليربت على كتفه
    ويشير له أن يجمع حاجياته.
    ليصحبه مع الرجل الى خارج الفصل..
    يشر لى المدرس باكمال القراءة وكأن شىء لم يحدث
    شرعت أكمل القراءة بلسانى وذهنى مشغول بعبد الباسط
    هل أصبح عبد الباسط لا يذاكر دروسه ولا يرتب ملابسه
    ولا يساعد المحتاجين ولا يحترم الكبير ولا يذهب الى مدرسته مبكر.
    وأخذه أبوه الى بئر الماء ليريه الملاك الطاهر .كما فهمنا من الدرس
    هل سينظر عبد الباسط فى البئر ليرى صورته
    صورة الملاك الطاهر الذى كان مثالا للتفوق والنظام والنظافة....
    هكذا صورت لى عقلى الصغيرة فى ذاك الوقت
    ..فى خارج المدرسة..أصوات ترتفع ..زحام.. سيارات تزمجر..
    غبار يملأ الشارع المجاور.يتدافع من شباك فصلنا
    ليلف رؤوسنا الصغغيرة
    دقات جرس الفسحة.ترتفع لترتفع أصواتنا ونحن نتدافع للخروج .
    لمتابعة ما يحدث .حدث غريب ...
    سيارات بالقرية!
    يلتف الجميع حولها .الا انا.أبحث عن صديقى
    أستند بظهرى الى حائط المدرسة.أجول بعينى
    أتفحص صناديق السيارات المكتظة بالأطفال والنساء
    وأدوات معيشتهم من أغطية وأوانى بل وحيوانت صغير وطيور.
    وكأنهم راحلون عن القرية.
    أبحث عنه..أخشى أن يكون بين هؤلاء..
    تتحرك السيارات..مخلفة غبارها ..
    الأولى .. الثانيه....الأخيره تمر من أمامى ..
    من بين ذرات الغبار أرى الطاقية المهترئة
    ووجه عبد الباسط وقد أحاطه أبوه بذراعيه .
    خطان متربان قد انسابا فوق وجنتيه المنتفختين .
    .نظراته الحزينة تغمرنى بهالة من السواد والغبار
    تجعلنى أغمض عينى ..
    وأتابع بأذنى كلمات الحفاه العائدين من توديعهم....
    أكل العيش مر.....بلاد بعيده فيها شغل ..
    يمكن تحلا لهم العيشه هناك..
    اليوميه هناك أحسن من هنا...هو هنا لاقين شغل؟
    ...صعبان علي العيال اللى طلعوهم من المدرسه...
    بيقولوا هناك مدارس...يا راجل أنت مصدق؟ ...
    يشتغلوا فى الفاعل هم وأولادهم
    عشان يعيشوا
    أسدل جفناى بقوة على صورة الملاك الطاهر بين ذراعى والده
    بعيناه الدامعتان ..تلك الصورة التى ظلت قابعة بذاكرتى ..
    أرهق عقلى الصغير بأسئلة كثيرة
    لا تقنعنى اجابات والدى وأساتذتى عنها
    وأصدق تخيلاتى بأن أبوه قد أخذه الى البئر ليريه صورته
    صورة الملاك الطاهر
    ويعود.......
    .....
    ولم يعد الملاك الطاهر
    الى أن رأيت ملامحه تكاد تطل من وجه ابنته أيه الجالسة الى جوارى
    والتى تشير لى بالتوقف .
    لأجدنى أمام نفس العينين الغائرتين
    لرجل ترك الزمان على جبهته وحول فمه الصغير خطوط متعرجة....
    برزت عظمتا الوجنتين ليزداد غور العينين ..
    الا أنهما لازلتا تحملان ذاك البريق.
    يلف رأسه بعمامة مغبرة ..
    ويلف وسطه بذيل جلباب يزينه وحل الأرض
    يقترب من باب سيارتى
    ويفتحها ويعانقنى عناق حاار كنت فى شوق اليه
    يخبرنى أننى أمر عليه يوميا من هنا
    رغم شوقه لى
    لم يحادثنى ظننا منه أننى لن أتذكره

    فهو حارس هذه المزرعة التى تجاور مزرعتى !!
    التعديل الأخير تم بواسطة عبدالحميد ناصف; الساعة 05-03-2013, 21:29.
  • عائده محمد نادر
    عضو الملتقى
    • 18-10-2008
    • 12843

    #2
    الزميل القدير
    عبد الحميد ناصف
    هذا ثاني نص أقرأه لك
    نص شجي وفيه شجن يتغلغل داخل الروح
    من أين يأتي هذا الحزن الذي نتشابه فيه
    منذ قليل قرأت نصا للزميل منتظر السوادي وكان أيضا حزينا وموجعا بقدر وجع العراق
    وقبله قرأت للرائع سالم وريوش الحميد ليتك تقرأ له نص احتضار نص مهول
    وها أنا هنا أشرب من منهل روحك الشفافة وذاك الحزن المحفور بين الثنايا
    مؤكد شابت النص بعض الأخطاء وإن أحببت ادخل وصححها
    فصلك بين الجمل يقلل من جمالية النص فليتك تعتني بهذه الجزئية البسيطة
    أحببت سردك وأحببت كل هذا القدم الموغل في الذاكرة
    جميل
    أسعدني التعرف بك أكثر
    تحياتي وشتائل ورد جوري
    الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

    تعليق

    • عبدالحميد ناصف
      أديب وكاتب
      • 05-02-2013
      • 146

      #3
      الأستاذة القديرة
      عائده
      كم أسعدنى مرورك وقراءتك وكلماتك وشتائل ورودك التى نثرت هنا
      ويسعدنى أكثر أن تصححى الأخطاء التى شابت النص .وأى نص أخر أكتبه هنا
      وذلك لحداثة عهدى بالكتابة هنا

      تحياتى وتقديرى
      التعديل الأخير تم بواسطة عبدالحميد ناصف; الساعة 23-02-2013, 20:52.

      تعليق

      • عائده محمد نادر
        عضو الملتقى
        • 18-10-2008
        • 12843

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة عبدالحميد ناصف مشاهدة المشاركة
        الأستاذة القديرة
        عائده
        كم أسعدنى مرورك وقراءتك وكلماتك وشتائل ورودك التى نثرت هنا
        ويسعدنى أكثر أن تصححى الأخطاء التى شابت النص .وأى نص أخر أكتبه هنا
        وذلك لحداثة عهدى بالكتابة هنا

        تحياتى وتقديرى
        من عيوني الإثنين زميلي
        وأتوسم بك أن تقرأ لبعض الزميلات والزملاء وتقرأ لهم وتبدي رأيك ورؤيتك فهي مهمة
        أنت حين تقرأ نصا تأخذ خبرة وتعطي خبرة أيضا من خلال رؤيتك صدقني
        تحياتي لك
        الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

        تعليق

        • ميساء عباس
          رئيس ملتقى القصة
          • 21-09-2009
          • 4186

          #5
          فى فصل رابعة أول بسبورة كالحة اللون مثل أرضيته .
          رطوبة تسرى فى حوائطه. تنخر أسفلها . تخلف قطع من الطين الرطب . تنبعث منها رائحة عطنة ألفتها أنوفنا الصغيرة.
          يجلس عبد الباسط الى جوارى. يقرأ موضوع الملاك الطاهر..

          عبد الحميد الراقي
          الموجع حرفه
          جميبلة
          والله جميلة
          ونبضت قصتك في سمائي وفي قلبي
          وكأنني كنت فيها
          سرد رائع
          قصة متقنة الفصول
          لأول مرة أقرأ لك
          لكن حرفك خبير
          روح القصة هي الأهم
          كانت جميلة جدا
          دافئة

          كما فكرتها راقية
          لاتشعرنا بحاجز بين القصة وبيننا
          لذا ترانا نتألم
          أحسنت وبارك الله بك
          وماأجمل صوت عبدالباسط
          أتخمتنا ذكريات
          يحق لهذا الملاك التحليق بضعة سماء
          كل التقدير
          ميساء العباس
          مخالب النور .. بصوتي .. محبتي
          https://www.youtube.com/watch?v=5AbW...ature=youtu.be

          تعليق

          • آسيا رحاحليه
            أديب وكاتب
            • 08-09-2009
            • 7182

            #6
            بداية مشوّقة و سرد سلس ..
            نصٌ يخبر عن قلم يعي مقوّمات القص .
            لابد من تصحيح الأخطاء ليكتمل الجمال .
            سررت بالقراءة لك .
            تحياتي .
            يظن الناس بي خيرا و إنّي
            لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

            تعليق

            • محمد فطومي
              رئيس ملتقى فرعي
              • 05-06-2010
              • 2433

              #7
              لن تخلو السّاحة القصصيّة من الإبداع مادام هناك من هو قادر على إنتاج نصوص على درجة من النّضج و التماسّ مع الواقع بمنتهى الأريحيّة و الصّدق ، بعيدا عن الكتابة الصّفريّة الإنشائيّة. كمثال هذا النصّ.
              لديّ دائما يقين أنّ القصّة هي الجمع بين الفنيّ و البسيط و الرّسالة في آن.و طوبى لمن استطاع الجمع بينها.

              أخي عبد الحميد أسعدني كثيرا التعرّف إليك عبر هذا النصّ الرائع.

              نحوا و رسما أهمس لك أنّ هناك بعض الأخطاء التي ينبغي مراجعتها.
              أمّا جوهريّا فأرى أنّ القفلة بقدر ما كانت موفقّة بقدر ما اصطبغت بالقليل من التّقريريّة و الشّرح.
              محبّتي الخالصة أخي العزيز.
              مدوّنة

              فلكُ القصّة القصيرة

              تعليق

              • عبدالحميد ناصف
                أديب وكاتب
                • 05-02-2013
                • 146

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة ميساء عباس مشاهدة المشاركة
                فى فصل رابعة أول بسبورة كالحة اللون مثل أرضيته .
                رطوبة تسرى فى حوائطه. تنخر أسفلها . تخلف قطع من الطين الرطب . تنبعث منها رائحة عطنة ألفتها أنوفنا الصغيرة.
                يجلس عبد الباسط الى جوارى. يقرأ موضوع الملاك الطاهر..

                عبد الحميد الراقي
                الموجع حرفه
                جميبلة
                والله جميلة
                ونبضت قصتك في سمائي وفي قلبي
                وكأنني كنت فيها
                سرد رائع
                قصة متقنة الفصول
                لأول مرة أقرأ لك
                لكن حرفك خبير
                روح القصة هي الأهم
                كانت جميلة جدا
                دافئة

                كما فكرتها راقية
                لاتشعرنا بحاجز بين القصة وبيننا
                لذا ترانا نتألم
                أحسنت وبارك الله بك
                وماأجمل صوت عبدالباسط
                أتخمتنا ذكريات
                يحق لهذا الملاك التحليق بضعة سماء
                كل التقدير
                ميساء العباس
                العزيزة ...ميساء
                الجميلة هى كلماتك ..والراقية هى عباراتك الرقيقة
                شرفت بقراءتك لقصتى...وسعدت بتثبيتك لها

                وان كنت أود أن أنشر هنا قصتى ثورة الحملان , وقصة لم تكتمل
                اللتان قد شاركت بهما فى المسابقة قبل معرفتى بقسم القصة القصيرة
                فهل يحق لى نشرهما .أم أنتظر حتى تنتهى المسابقة

                تحياتى وتقديرى

                تعليق

                • ميساء عباس
                  رئيس ملتقى القصة
                  • 21-09-2009
                  • 4186

                  #9
                  صباحكم خير احبتي
                  يسعدنا جدا هذا الأهتمام
                  التعاون والمشاركة جميعا
                  حقا شيء مفرح
                  وياعائدة القلب ..قلت من عيوني انك سوف تصصحين الأخطاء الواردة
                  ؟؟!!
                  لذا نرجو تصحيحها منك او من الأديب الجميل عبد الحميد

                  مخالب النور .. بصوتي .. محبتي
                  https://www.youtube.com/watch?v=5AbW...ature=youtu.be

                  تعليق

                  • عبدالحميد ناصف
                    أديب وكاتب
                    • 05-02-2013
                    • 146

                    #10
                    [quote=آسيا رحاحليه;920097] بداية مشوّقة و سرد سلس ..
                    نصٌ يخبر عن قلم يعي مقوّمات القص .
                    لابد من تصحيح الأخطاء ليكتمل الجمال .
                    سررت بالقراءة لك .
                    تحياتي .
                    [/quote

                    الأستاذة أسيا رحاحلية
                    أشكر اطرائك وأسعد بكلماتك القصيرة المشجعة
                    أما عن التصحيح فسأتركه لمشرفى القسم
                    تحياتى
                    عبدالحميد

                    تعليق

                    • عبدالحميد ناصف
                      أديب وكاتب
                      • 05-02-2013
                      • 146

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة محمد فطومي مشاهدة المشاركة
                      لن تخلو السّاحة القصصيّة من الإبداع مادام هناك من هو قادر على إنتاج نصوص على درجة من النّضج و التماسّ مع الواقع بمنتهى الأريحيّة و الصّدق ، بعيدا عن الكتابة الصّفريّة الإنشائيّة. كمثال هذا النصّ.
                      لديّ دائما يقين أنّ القصّة هي الجمع بين الفنيّ و البسيط و الرّسالة في آن.و طوبى لمن استطاع الجمع بينها.

                      أخي عبد الحميد أسعدني كثيرا التعرّف إليك عبر هذا النصّ الرائع.

                      نحوا و رسما أهمس لك أنّ هناك بعض الأخطاء التي ينبغي مراجعتها.
                      أمّا جوهريّا فأرى أنّ القفلة بقدر ما كانت موفقّة بقدر ما اصطبغت بالقليل من التّقريريّة و الشّرح.
                      محبّتي الخالصة أخي العزيز.
                      مستشارنا الأدبى الراقى محمد فطومى
                      أسعدنى كثيرا ما كتبت عن هذا النص
                      وأشاركك الرأى في ملاحظتك عن التقريرية التى كانت عليها النهاية
                      وقد توقفت عندها كثير .لكنى رأيتها هكذا كى يفهم القارىء حال بطل القصة الذى لم تتح له فرصة التعليم على الرغم من تفوقه وذلك بسبب الفقر والحاجة
                      أشكر مرورك وفهمك ورؤيتك التى أغبطتنى
                      تحياتى وتقديرى
                      عبد الحميد

                      تعليق

                      يعمل...
                      X