كلَّ مساء ..
يتأهّبُ لحضورٍ ملكيٍّ
يكونُ بين ذراعي صمتٍ ..
وأنثى ..
تنسجُ الليلَ دمىً
مشانقَ لبناتِ نبضها
تبادلهُ النكاتِ ..
و قبلاتٌ مسجورةٌ ..
يمضغُها قهرٌ وثنيٌّ
سحبُ دخانٍ متهالكةٌ
لا يدري ..
من أيِّ اتجاه ..
و إلي أيِّ مسربٍ
تتخلى عن لهاثِها
يربتُ وحشتَه
و يزيلُ بعضَ دمعاتٍ
كلما أمعنتْ
في نسجِها
وواربتْ عينيها ..
عن عينها التي لا تنطفئ !
كلَّ مساء
يستدرجُه الوهمُ
يضغطُه في ذاتِ الثلجِ
كنبتٍ متوحدٍ في عزلتِه الضوئيةِ
محاصرًا بشغفِه ..
الممتدِ في فراغٍ معتلٍ
تلتهمُه أنفاسُ النائمين
على ساعدي صرختِه الموءودة
عينٌ تومضُ و تنطفئُ
ما بين قبضةِ كابوسٍ ..
و شهقةِ نجاةٍ ..
يشتكي نهداها
غيابَ بعضِ تمائمٍ
وعبثَ إحدى أيقوناتِها
مع الليل ..
النردِ ..
وغادةٍ غلّقتْ على حلمِها
سبعَ وخزاتٍ ..
وحكمةً عتيقةً
"ليس الفتى ما كان "
عبرَ مسلخِ القبيلة
وشهداءِ الفقر !
المساءاتُ تخوضُ
بركَ الملحِ ..
بزهرِ الصبرِ ..
الأشواقِ المعتّقةِ ..
وأنينٍ مذعورٍ ..
من هولِ ما أباحَ عرافُ الوقتِ
ما استنزلَ من لعناتٍ
لكسرِ ضلعِ الرؤيةِ
وإفسادِ بهجةِ اللون
كمؤامرةٍ .. فكّتْ قيودَها
بعد كثيرِ خمشٍ
و كثيرِ مشاغبةٍ
فبأي آلاءِ الغبار ..
يشرقُ الياقوتُ بكلِّ هذا اليتم ؟
و أنتَ على مهجةٍ ..
يلاطمُها الليلُ ..
بين صمتٍ ..
و أنثى ..
تنقضُ ما يُنسجُ
تنسجُ ما يُنقضُ ..
ليس سواها الرياحُ ..
تلتهمُ ما تشتهي ..
من ذبذباتِ الإعجاز ..
ولواعجِ البين ..
وقهرِ المساءات !
كلما أمعنتْ
في نسجِها
وواربتْ عينيها ..
عن عينها التي لا تنطفئ !
تعليق