من فنون الصّناعات الحرفيّة اللبنانيّة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • حسين أحمد سليم
    أديب وكاتب
    • 23-10-2008
    • 147

    من فنون الصّناعات الحرفيّة اللبنانيّة

    من فنون الصّناعات الحرفيّة اللبنانيّة
    بقلم: حسين أحمد سليم
    يعودتاريخ فنون الصّناعات الحرفيّة اللبنانيّة في غالبيّتها إلى العصر الفينيقي,تطوّرت على مرّ العصور والحقب التّاريخيّة, وتفتّق ذهنيّة اللبناني عن إبتكارصناعات حرفيّة جديدة ومستحدثة, إتّصفت بالإبداع في التّصميم والتّقنيّة فيالتّصنيع, ممّا جعلها تتواكب وتتجدّد مع الأيّام... وفنون الصّناعات الحرفيّةاللبنانيّة, هي مزيج خاصّ من الحرف التّقليديّة المصنوعة يدويّاً، ونذكر منها علىسبيل المثال, الصّواني النّحاسيّة المطروقة والمزيّنة بالزّخرفة العربيّة، والسّكاكينذات القبضات المصنوعة من قرون الحيوانات، والعلب الخشبيّة والمفروشات المحفورة،والحلي، وألواح صابون زيت الزّيتون، والفخّار والخزف، والمصنوعات النّحاسيّة،والأقمشة، والبياضات، والتّطريز, وأشغال الرّقش والمنمنمات, وغيرها من المنتجات. هذا, وتشتهر غالبيّة المناطقاللبنانيّة المختلفة, بمساهمتها المميّزة في رفد الصّناعات الحرفيّة اللبنانيّة,بالكثير من تشكيلات هذه الصّناعات الحرفيّة الفنّيّة التّ{اثيّة والتّقليديّة, بمايعكس لمسات فنّيّة تشكيليّة تتجلّى في معالم الحضارة اللبنانيّة...إكتشفالإنسان اللبناني خصائص الطّين و أدرك أنّ بإمكانه أن يقوم بتصنيعه يدويّا, ويجعلهصلباً بتعريضه للنّأر, ثمّ إكتشف صناعة الخزف... والأرض اللبنانيّة غنيّة بهذهالمادّة, وما على المحترف الفاخوري إلاّ أن يتعرّف عليها ويستعملها، بجميع ألوانهاالتّرابيّة وأينما وُجدت فوق الأراضي اللبنانيّة... وكثيرة هي المدن والقرى التي قامالبعض من سكّانها بصناعة الفخّار وإن بدائيّا... ومنها قرية آصيا اللبنانيّة فيجبل لبنان قرب جبيل, حيث يتمّ صناعة الفخّار فيها يدويّا, وهي حرفة تقتصر اليدالنّسائيّة العاملة, بحيث تتولّى النّساء الحرفيّات تحضير مختلف الصّفائح, القعروالجوانب الدّاخلية اللازمة, لتكوين الوعاء ثمّ تثبيتها بضغط الطّين بالأصابع منأسفل إلى أعلى... أمّا تحديد الشّكل النّهائي للقطع، فيتمّ من خلال التّربيت علىالطّين بواسطة مطرقة من الدّاخل والخارج... هذا وتعمل النّساء الحرفيّات على إبتكارأواني الحساء و الأطباق و الصّحون البنيّة اللون المشهورة بمتانته و نقاوة أشكالها... وتشهد قرية بيت شبات، شرقي بيروتفي جبل لبنان، إستمراراً لحرفةٍ عرفت إزدهاراً طويلاً فيما مضى إذ لا تزال عائلةمن الحرفيين, تصنع جراراً بإرتفاع متر, كانت تُستخدم قديماً لحفظ الزّيت والزّيتونو الخلّ والعرق و القورما و تساعد الفلاّحين اللبنانيين على حفظ مونتهم لقضاء فصلالشتاء... وفي الجنوب اللبناني, وفي راشياالفخّار شرقي مرجعيون, التي نجد فيها الدّواق, و هي عبارة عن أباريق من الفخّار,تحمل رسوماً هندسيّة, درج اقتناؤها في المنازل لتبريد المياه... من جهة أخرى, وفيما يتعلّق بحرفةصناعة ونفخ الزّجاج, فتعود حرفة نفخ الزّجاج لصناعة أباريق تقديم الشّراب، وأباريقالمياه والكؤوس الملوّنة إلى العصر الفينيقي، ولعلّ ما تمّ العثور عليه بين آثاراتالمدن اللبنانيّة السّاحلية خير دليل على عراقة صناعة هذه الحرفة, وهناك نماذجكثيرة معروضة في المتحف الوطني اللبناني ببيروت... والمشهور أنّ مهارة نافخي الزّجاجالفينيقيين ضاهت ونافست مهارة الحرفيين البندقيين... ومن إحدى أشهر القرىاللبنانيّة بهذه الحرفة هي بلدة الصرفند السّاحلية, جنوب لبنان، حيث يُصنع الزّجاجالمنفوخ من مواد مكرّرة، ويتوفّر بعدد من الألوان الزّاهية الشّفّافة والجميلة...هذا, وقد تطوّرت حرفة صناعة نفخ الزّجاج في لبنان, بحيث أصبح من الممكن الحصول علىألوان جديدة عبر مزج التقنيتين التّقليديّة والحديثة، كما يمكن صقل الشّكل والحجمحسب التّصميم المراد تنفيذه, وعلى أيدي مهرة بهذه الحرفة... أمّا بالنّسبة لحرفة صناعةالصّابون في لبنان, فيكتسب الصّابون المصنوع من زيتِ الزّيتون، صابون لبنان التّقليدي،شعبيّة عالميّة بفضل نقاوته وميّزاته الترطيبيّة الطّبيعية... فإذا كان يُصنعتقليديّاً من الزّيت الخاصّ الذي تعصره كلّ عائلة من أشجار الزّيتون التي تملكها، فيتمنقش اسم العائلة على ألواح الصّابون بالعربيّة أو غيره من الرّموز، دلالة على نوعيّةالزّيت المستخدم، ومهارة صانع الصّابون، أو وصفته السّريّة... وفي لبنان مناطق عديدة تشتهربصناعة صابون زيت الزّيتون كمدينة طرابلس في شمالي لبنان, والكورة، وحاصبيا، وصيداوالشوف وغيرها... وبحسب تقاليد التّراث اللبناني، يشفي صابون زيت الزّيتون أكثر منداء, ويمنع من تساقط الشّعر، ويقضي على القشرة في شعر الرّأس, ويشفي من الإكزيما,الحساسيّة الجلديّة... وفي الكثير من المناطق اللبنانيّة,يتمّ صناعة صابون زيت الزّيتون, بطريقة مميّزة وخاصّة, بحيث تمزج فيه تقليديّاًأنواع مختلفة من الزّيوت النّباتيّة، بواسطة تقنيّات مستوحاة من تقليد شرق أوسطيشمالي في صناعة الصّابون... هذا, وتشتهر معامل إنتاج الصّابون في بعض المناطقاللبنانيّة كطرابلس مثلا, بالزّيوت الخاصّة للتّدليك والمنتجعات الصّحيّة التي إستخدمتهاالحمّامات التّركيّة... ويُعدّ استخراج الملح من البحرالأبيض المتوسّط عند الشّوطيء اللبنانيّة, من التّقاليد القديمة في أكثر من مدينةوقرية لبنانيّة ساحليّة... ومن بينها، قرية أنفة اللبنانيّة الشّماليّة، الموقعالتّاريخي والحالي لإنتاج الملح في لبنان, ومن النّوعيّة الممتازة والصّالحةللإستخدام في الطّبخ... هذا, ويستخدم الملح البحرياللبناني في الحمّامات لفوائده على البشرة والجسد... وغالباً ما تُعطّر الأملاحبالزّيوت الخاصّة لإستخدامها في علاجات المنتجعات الصّحيّة أو الأكياس المعطّرةالتي تُوضع بين الثّياب وفي الخزائن... ولقد نشأت تقليديّا حرفة صناعةالقشّ القروي من الحاجة لإستعمال المواد المحلّيّة لصناعة بعض المنتوجات العمليّةللإستخدام اليومي... وما زال هذا التّقليد سارياً في عدّة مناطق لبنانيّة لصناعةبعض المنتجات بأشكال وأحجام مختلفة...وقدنشأت في السّنوات الماضية حركة متنامية هدفها إعادة إحياء تقنيّات صناعة القشّالتي تصل الإبداعات الحديثة بالجذور اللبنانيّة... ففي بلدة عمشيت اللبنانيّة،تقوم إحدى المحترفات, بإحياء تقنيّة قديمة جداّ, تقوم على صناعة أوراق النّخيللإنتاج قطع مفروشات بغاية الجمال, تناسب المفروشات العصرية... وفي عكّار، شمالي لبنان, يستعمل بعض السّكّانالنّباتات المزروعة محليّاً لصناعة بعض المنتجات الحرفيّة. فيما تصنع في قرى أخرىالسلال من البامبو المحليّ المسمّى بالعود... وتتضمّن بعض المنتجات اللبنانيّةالمصنوعة محليّاً سلالاً، وقبّعات، وبسط من القصب وأوراق النّخيل وشرائح قضبانالقصب الذي ينمو عند ضفاف الأنهار وخاصّة في الجنوب اللبناني... أمّا المنسوجات في لبنان, فتتميّزببساطة نقوشها وشكلها الهندسي ورموزها المستوحاة من الطّبيعة اللبنانيّة...ويستخدم الكثير من أهل القرى في حرفة صناعة النسيج اليدوي آلة النّول... ونشأت فيأكثر من منطقة لبنانيّة منظّمات إجتماعيّة، أنشئت تعاونيّات نسائيّة لإحياء تراثحرفة صناعة النّسيج... مساهمة في إحياء نمط الحياة التّقليديّة مع مربّي المواشيورعاته الذين يوفرّون الموادّ الأوّليّة للنّاسجات... وتشتهر بلدتا عرسال و الفاكهة فيالبقاع اللبناني بصناعة المنسوجات من بسط معقودة و سجّاد, حيث يُصبغ صوف الحمل والماعز بصباغٍ خفبف, ويُغزل بعدها و يبدأ النّسيج... أمّا فيما يختصّ بحرفة الحفر علىالخشب في لبنان, يصنع الحرفيون اللبنانيون منتوجات جميلة من خشب أشجار الزّيتون،المشهور بطول عمره وحبوبه الطّبيعية الجميلة... حيث يقوم حرفيوّ هذه الصّناعة بينقشالصّناديق والمفروشات الخشبيّة المصمّمة بعناية ويُطعّمونها بالصّدف, أو بقطعصغيرة من الخشب الدّاكن أو الفاتح اللون... ومن المنتجات الشّعبيّة المسابحوأباريق الماء، التي تمثّل تذكارات عمليّة من صناعة الحرفيين في لبنان... وفيما يتعلّق بحرفة وصناعة فنونالتّطريز في لبنان, فهذه الحرفة الشّعبيّة, تُعتبر من العلامات المميّزة في التّراثاللبناني، والتي ينتج عنها مفارش المائدة والأسرّة المطرّزة بإتّقان... وتُعدّأعمال فنون التّطريز من الحرف المنزليّة التي تناقلتها أجيال النّساء، وطوّرنهاطوال أشهر وسنين, عملن جاهدات مع الإبرة والخيط والقماش خلال أيّام السّنين المتعاقبة... وفي بعض القرى اللبنانيّة، هناك تقليدموروث, يُجيز للشّابّات بعد الإنتهاء من تطريز أغطية أسرّتهن, أنّهنّ أصبحن علىجهوزيتهنّ للزواج... وتتنافس النّساء في لبنان لإنتاج أفضل الإبداعات، والتّشكيلات والتّقنيّاتفي فنون التّطريز... وتتداخل الفنون التّطريزيّة فيالهندسة المنزليّة الدّاخلية، من خلال إنتاج بعض الأغراض, كالوسائد واللوحاتالجداريّة، و كقطع بعض الملابس، والحلى، والحقائب اليدويّة، والكفوف وأغطيةالرّأس, وغيرها من أغراض الزّينة للنّساء... أمّا بالنّسبة للأواني المنزليّة,فإنّ الصّواني النّحاسيّة المطروقة, تُعتبر من الأساسيّات في لبنان، إذ يُصادفوجودها في كلّ الأماكن, في الأسواق القديمة مثلا, وفي ردهات المقاهي العصريّة,وتُستخدم في أرقى المجالس وفي غرف الإستقبال في المنازل... وتُستخدم هذه الصّواني،في ضيافة القهوة، و الشّاي و الحلويات التي تقدّم
    عليها، وترمز إلى ثقافة الإسترخاء اللبنانيّة مع ما يُصاحبها من فنون التّرفيه...
    ويقوم الحرفيّ النحّاس بطرق الصّوانيالنّحاسيّة الحمراء والصّفراء بأحجام وأشكال مختلفة وزخرفة أطرافها برسوم ومنمنماتورقوش عربيّة... وتشتهر لوازم المائدة منالنّحاس الأحمر والفضّة, التي تُصنع في بعض قرى لبنان, كبلدة القلمون الشّماليّة,بطرازها الشّرقي، وزينتها التي يتمّ طرقها يدويّأ... و أهمّ لوازم المائدة كالسّكاكينمثلا, فيتمّ صنعها في قرية جزّين الجنوبيّة... بحيث يقوم الحرفيّون بتطعيم السّكاكينالجزّينيّة المميّزة بقبضاتها المصنوعة من العظم بقطع من الذّهب، والفضّة، وغيرهامن المعادن الثّمينة... وغالبا ما تأخذ القبضات شكل طاووس أو طائر وتطلى بألوانزاهية... هذا, وتحظى هذه السّكاكين بسمعة طيّبة, ممّا جعلها تُقدّم كهدايا مميّزةللشّخصيّات المهمّة في لبنان وخارجه...
    حسين أحمد سليم
    hasaleem
  • ريما الجابر
    نائب ملتقى صيد الخاطر
    • 31-07-2012
    • 4714

    #2
    تداخلت الأحرف في بعض السطور
    تحية تليق
    http://www.pho2up.net/do.php?imgf=ph...1563311331.jpg

    تعليق

    • أمنية نعيم
      عضو أساسي
      • 03-03-2011
      • 5791

      #3
      كل الشكر والامتنان لتعريفنا بهذا الابداع
      استاذنا القدير
      نعم ف لبنان بلد الحضارات والثقافات المتنوعه
      بلد الأطياف السبعة والفصول الأربعة
      هي بلد الدفء في المشاعر
      والرقي في التعامل
      بوركت وسلم قلبك
      [SIGPIC][/SIGPIC]

      تعليق

      يعمل...
      X