القبلة ..الأخيرة
دخلتْ متشحة بالضباب وحزن معمّرفي عينيها ،تنهار قربي وتفتح أناتها حتى السماء : احتقنت طفولتي العاشقة للحب وللحياة ،عوّدت نفسي على الجدية والوقار في حياة لاهدنة فيها ،فمابين الواجب والواجب ..واجب .استمررت معه كآلة مبتلعة أحلامي ، وعصافير عشقي يسقط كل يوم منها قتيل وهو مستعجل هارب ويمضي عمري معه ..مغادرة . ذات الحوار .. صباح الخير ..نعم لتناول الطعام .. لنتابع محمود درويش الذي وحده كان يجمعنا لكن .. في مقبرته ..عذرا درويش لوثنا صمتك . كنت أخفي نظراتي العاشقة ..لامحل لها من الأعراب ، وشرقيته الكثيرة تحول بينه وبين مدارج امرأتي.. كتمت آلاف القبلات كنت أودّها حين يستيقظ ..حين يغادر ..حين يسافر ..حين يناديني .. ياأنت رجولة صوتك في ندائي هاوية . وماذا أقول لربي حين ألقاه ويسألني: أأكملت له دينه ؟! فأمد فراغي بورقة شاحبة .. صك زواج !! كنت أحيا طفولتي والعشق الذي يطفو بروحي بعيدة عنه، أغني وأرقص ..كعادات سرية أخاف فضيحتها ، وحين يباغتني أحيانا ويدخل بهو رقصي كنت أقف بسرعة وأعيد ملامحي للجدية والوقار لست لأنني رعديدة لكني متورطة حتى آخر رملة نفضتها عن قدمي ، وخلف ظهره أعود لأكمل بعضي لأبقى على قيد أنوثة . كنت أكره الصباح أباغته بانتظاري ثم اعتذراي أقفله وأنام ..تصبح على مساء وماسأفعل بتلك الصباحات المنتفخة في عيني ؟!! لست لأني متزنة لكن حتى لاتنهبني الحياة ريشة تلو الأخرى فأغدو كصفير رياح في جوف ناي. تعلمت كيّ بنطاله الذي غب ربع العمر ومااستقامت خطواته ، وقميصه الشاخص بوجهي بدونه. وحيدة أمضي بلا أنفاس ،أفرغتها في يدي رجل كانتا كقفازين ..امتصتا البرد والتعب فزدتُ صوفه زخم صحراء ورائحة احتراق لبن . اقتنصُ فرصة حلول عيد ميلاده ،وأحضر وجبة يعشقها علها تلتقيني عيناه ويعرف كم أنا مرهقة .. نسيت ُاللغات .. تركت لك باباً مهجورا وشرفة باردة الكرسيين .. كيف ستصعدني وتنتف عني خناجري ورقادي ......... وحول المائدة يتلقف الطعام .. يهز برأسه مكتفيا : ممممممم حقا لذيذ ،وأرد عليه غير مكتفية : صحة .
تتوالى ذات الأرقام وذات الصباحات المتآكلة وذات العزلة وحدك يدري عزلتي في جذورك وماتفعله ريحك في الرقص على قدري .................. تعال واخفض درجة عيني تتقاسمني يومياتي .. يوميات امرأة عزلاء ، أرتب كل مساء أبجدية الروح حتى لاتتشرد وتضيع مني وأغفو في حضن أغنيتي ....(مين .. مين دالي ياخدني منك ..ولا ..ولايبعدني عنك ) على غير العادة يفتح بابي بوجه الفرح قائلا : ممممم اسمعي اليوم سيأتي خالد .... ابتسمت بشدة وتوقف هنا المشهد ..صورة فوتوغرافية بالأبيض والأسود..وشريط خالد يمر كبرق تلو الآخر.. مرحه ، تفاؤله ..حبه لي وباقات ورده وانتظاراته قبل زواجي ......... وأقتطفَ مشهدي مكملا : سنسهر اليوم ونحتفل بعودته من الغربة وأيضا بنبأ خطوبته من صديقته التي تعمل معه هناك بذات الشركة هززت رأسي بتودد .. نعم .. وغادرَ . كان يوما جميلا على غير العادة ..النشاط والحماس يدبان بعروقي وكل طاقات الحياة الكامنة تفجرت بي نظفت المنزل بحب وكم كانت زواياه معتمة معنكب عليها قلبي ،أخرجت الزهور التي كانت مخفية مثلي بدرج في مكتبة البيت ، وضعتها منتصف القلب والمائدة ،جهزت عشاءا بسيطا إلى جانب سلطات وتبولة سورية ،واستلقيت وسيجارتي ريثما يحين موعد الفرح ،وأغنيتي حولي تتراقص دمعا فرحا ..(زي الهوى ياحبيبي زي الهوى ..وآه من الهوى ياحبيبي ..وخدتني من إيدي ياحبيبي ومشينا تحت القمر غنينا وفرحنا واحكينا ،وبعز الكلام ضاع مني.......
و ............ قُرع الفرح ركضت وكلي فضول وسعادة وبقفزات ثلاثية أصل الباب ويدي تشنجت على قبضته ومشهد آخر أبيض وأسود ، يدي على قبضة الباب وعيناي خلفه وعمارخلفي .. ياقبضة حياتي عندما تغيب يضيع بابي وتصبح غرفتي ممدوة الألسن وريح هوجاء تنخرني فكيف ستأتي على بردي على هلعي .. تعال غزيرا كدموعي ..لاتأتني متعقلا كحبات مطر أيلول يخبئ تهوره لأشجار الزيتون . وعلى صوت خالد المشاغب : ممم وك افتحوااا ..ننتفض من المشهد وفتحته ................ عيناك تشبه قلبي ..وابتسامتك مثل مراهقتي وعندما تغيب أُشبهك كثيرا .هاهي عيناه الواسعتان أملا ..العسليتان حبا ، اشتبكت بهما وفجأة قدمي من الأسفل تقفز كنابض متسلقه رأسه ،أحتضنه لأقبله ،منفصلة عن زماني ومكاني فافسحوا لي يابنات آوى الملتصقات على ظهري وهذه رقصتي على سكة الجليد في عينيه فتأرجح ياحبيبي على ارتباكي وطاشت أغنيتي أُركب دو ..ري ..الدوري الراحل ..ري مي ..ريمي الحزين ..فا ..صل ..فاصل يطارد عشقي ..صل ..لا .......تهت بينهما أأصل أم لا ؟!
فوقعت سي الأخيرة بالفخ ، ورمح حارق يخترق رأسي يُسقطني منه على الأرض بلاقبلة ،أنظر خلفي عمار متسمر ومن أمامي خالد متسمر .. مشهد بكامل ألوانه يبتلعني ،أغمض عيني ودموعي تغرغر تحرق حدقة العمر ،مازال الباب مفتوحا كإن سنن الكون اختلت... واختلفت سنن العشق ، خرجت منه وخلفي احتفال ينتظرهما ، وبخطى مثقلة ............ ((وفضلت مستني بآمالي ومالي البيت بالورد بالحب بالأغاني ياحبيبي ياحبيبي..
بشمع قايد بأحلى كلمة فوق لساني كان دا حالي ياحبيبي
وبعز الأمان ضاع مني الأمان وتريني ..................
.............
محبتي ميساء العباس
دخلتْ متشحة بالضباب وحزن معمّرفي عينيها ،تنهار قربي وتفتح أناتها حتى السماء : احتقنت طفولتي العاشقة للحب وللحياة ،عوّدت نفسي على الجدية والوقار في حياة لاهدنة فيها ،فمابين الواجب والواجب ..واجب .استمررت معه كآلة مبتلعة أحلامي ، وعصافير عشقي يسقط كل يوم منها قتيل وهو مستعجل هارب ويمضي عمري معه ..مغادرة . ذات الحوار .. صباح الخير ..نعم لتناول الطعام .. لنتابع محمود درويش الذي وحده كان يجمعنا لكن .. في مقبرته ..عذرا درويش لوثنا صمتك . كنت أخفي نظراتي العاشقة ..لامحل لها من الأعراب ، وشرقيته الكثيرة تحول بينه وبين مدارج امرأتي.. كتمت آلاف القبلات كنت أودّها حين يستيقظ ..حين يغادر ..حين يسافر ..حين يناديني .. ياأنت رجولة صوتك في ندائي هاوية . وماذا أقول لربي حين ألقاه ويسألني: أأكملت له دينه ؟! فأمد فراغي بورقة شاحبة .. صك زواج !! كنت أحيا طفولتي والعشق الذي يطفو بروحي بعيدة عنه، أغني وأرقص ..كعادات سرية أخاف فضيحتها ، وحين يباغتني أحيانا ويدخل بهو رقصي كنت أقف بسرعة وأعيد ملامحي للجدية والوقار لست لأنني رعديدة لكني متورطة حتى آخر رملة نفضتها عن قدمي ، وخلف ظهره أعود لأكمل بعضي لأبقى على قيد أنوثة . كنت أكره الصباح أباغته بانتظاري ثم اعتذراي أقفله وأنام ..تصبح على مساء وماسأفعل بتلك الصباحات المنتفخة في عيني ؟!! لست لأني متزنة لكن حتى لاتنهبني الحياة ريشة تلو الأخرى فأغدو كصفير رياح في جوف ناي. تعلمت كيّ بنطاله الذي غب ربع العمر ومااستقامت خطواته ، وقميصه الشاخص بوجهي بدونه. وحيدة أمضي بلا أنفاس ،أفرغتها في يدي رجل كانتا كقفازين ..امتصتا البرد والتعب فزدتُ صوفه زخم صحراء ورائحة احتراق لبن . اقتنصُ فرصة حلول عيد ميلاده ،وأحضر وجبة يعشقها علها تلتقيني عيناه ويعرف كم أنا مرهقة .. نسيت ُاللغات .. تركت لك باباً مهجورا وشرفة باردة الكرسيين .. كيف ستصعدني وتنتف عني خناجري ورقادي ......... وحول المائدة يتلقف الطعام .. يهز برأسه مكتفيا : ممممممم حقا لذيذ ،وأرد عليه غير مكتفية : صحة .
تتوالى ذات الأرقام وذات الصباحات المتآكلة وذات العزلة وحدك يدري عزلتي في جذورك وماتفعله ريحك في الرقص على قدري .................. تعال واخفض درجة عيني تتقاسمني يومياتي .. يوميات امرأة عزلاء ، أرتب كل مساء أبجدية الروح حتى لاتتشرد وتضيع مني وأغفو في حضن أغنيتي ....(مين .. مين دالي ياخدني منك ..ولا ..ولايبعدني عنك ) على غير العادة يفتح بابي بوجه الفرح قائلا : ممممم اسمعي اليوم سيأتي خالد .... ابتسمت بشدة وتوقف هنا المشهد ..صورة فوتوغرافية بالأبيض والأسود..وشريط خالد يمر كبرق تلو الآخر.. مرحه ، تفاؤله ..حبه لي وباقات ورده وانتظاراته قبل زواجي ......... وأقتطفَ مشهدي مكملا : سنسهر اليوم ونحتفل بعودته من الغربة وأيضا بنبأ خطوبته من صديقته التي تعمل معه هناك بذات الشركة هززت رأسي بتودد .. نعم .. وغادرَ . كان يوما جميلا على غير العادة ..النشاط والحماس يدبان بعروقي وكل طاقات الحياة الكامنة تفجرت بي نظفت المنزل بحب وكم كانت زواياه معتمة معنكب عليها قلبي ،أخرجت الزهور التي كانت مخفية مثلي بدرج في مكتبة البيت ، وضعتها منتصف القلب والمائدة ،جهزت عشاءا بسيطا إلى جانب سلطات وتبولة سورية ،واستلقيت وسيجارتي ريثما يحين موعد الفرح ،وأغنيتي حولي تتراقص دمعا فرحا ..(زي الهوى ياحبيبي زي الهوى ..وآه من الهوى ياحبيبي ..وخدتني من إيدي ياحبيبي ومشينا تحت القمر غنينا وفرحنا واحكينا ،وبعز الكلام ضاع مني.......
و ............ قُرع الفرح ركضت وكلي فضول وسعادة وبقفزات ثلاثية أصل الباب ويدي تشنجت على قبضته ومشهد آخر أبيض وأسود ، يدي على قبضة الباب وعيناي خلفه وعمارخلفي .. ياقبضة حياتي عندما تغيب يضيع بابي وتصبح غرفتي ممدوة الألسن وريح هوجاء تنخرني فكيف ستأتي على بردي على هلعي .. تعال غزيرا كدموعي ..لاتأتني متعقلا كحبات مطر أيلول يخبئ تهوره لأشجار الزيتون . وعلى صوت خالد المشاغب : ممم وك افتحوااا ..ننتفض من المشهد وفتحته ................ عيناك تشبه قلبي ..وابتسامتك مثل مراهقتي وعندما تغيب أُشبهك كثيرا .هاهي عيناه الواسعتان أملا ..العسليتان حبا ، اشتبكت بهما وفجأة قدمي من الأسفل تقفز كنابض متسلقه رأسه ،أحتضنه لأقبله ،منفصلة عن زماني ومكاني فافسحوا لي يابنات آوى الملتصقات على ظهري وهذه رقصتي على سكة الجليد في عينيه فتأرجح ياحبيبي على ارتباكي وطاشت أغنيتي أُركب دو ..ري ..الدوري الراحل ..ري مي ..ريمي الحزين ..فا ..صل ..فاصل يطارد عشقي ..صل ..لا .......تهت بينهما أأصل أم لا ؟!
فوقعت سي الأخيرة بالفخ ، ورمح حارق يخترق رأسي يُسقطني منه على الأرض بلاقبلة ،أنظر خلفي عمار متسمر ومن أمامي خالد متسمر .. مشهد بكامل ألوانه يبتلعني ،أغمض عيني ودموعي تغرغر تحرق حدقة العمر ،مازال الباب مفتوحا كإن سنن الكون اختلت... واختلفت سنن العشق ، خرجت منه وخلفي احتفال ينتظرهما ، وبخطى مثقلة ............ ((وفضلت مستني بآمالي ومالي البيت بالورد بالحب بالأغاني ياحبيبي ياحبيبي..
بشمع قايد بأحلى كلمة فوق لساني كان دا حالي ياحبيبي
وبعز الأمان ضاع مني الأمان وتريني ..................
.............
محبتي ميساء العباس
تعليق