ترنيمة الصعود

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • صادق حمزة منذر
    الأخطل الأخير
    مدير لجنة التنظيم والإدارة
    • 12-11-2009
    • 2944

    ترنيمة الصعود

    ترنيمة الصعود

    عذبني حلمُ الأصدافِ
    يُماشي غضبَ الموجةِ
    يُشبعها ملاحمَ دفء ٍ
    وتُوليهِ قيادَ عطشِها
    يلتحفُ الشصُّ أقاصيصاً مالحة ً في أرجاءِ اللحم ِالباردْ
    لن تسعفهُ قواقعُ الغَواءِ
    حتى يَضِلَّ الطوقُ
    وتَغرقُ أسطورةُ الأشقياءِ على سواحلِ الوقيعة
    ,,
    في خضمِّ استعادةِ اللحظةِ من دوامةِ القنوط ْ
    حينَ استرخى هُدبُ الشوقِ هنيهة ً
    خانَ المركبُ وجهتَه ُ
    على وقع ِ تمزُّق ِ أشرعة ِ الحقيقة
    كانَ الأبعدَ حينَ
    اسنتفرَ عظمُ المجذافِ جراحَ الماءِ
    ليُبعدَ أقربَ شطوطِ الخواء
    وهكذا ظل يقتسمُ المرضُ أسرّةَ الشهورِ
    على مروحةِ أيامِ الحمى
    ,,
    والحلمُ يعذبني مازالْ
    يُطاردُ سنونوةَ الشغفِ
    فتقبعَ تحتَ جناحِ الخصب ِ
    تُطلقُ أعنّةَ الضجيجِ المُحلّى بدفوفِ الوساوس
    بناياتِ الرنيمِ االراقص
    تَعتنقُ آخرَ هرطقاتِ القبلِ الموسميّة
    تحتفي بربيعٍ أخّاذٍ يسرقُ أجنّةَ الصعود
    ,,
    من يُوقفُ كرنفالَ الصعودِ ..؟؟
    من يُخرسُ جوقةَ الترتيلِ النبيّة ..؟؟
    من قتلَ كاهنَ الرؤى ..؟؟
    من اقترفَ الحبَّ في أروقةِ الجراد السامّ ..؟؟
    من فعلَ ..؟؟ ومن لم يفعلْ ..؟؟
    هل يَسمعُ أجنادُ الظلامِ وقائعَ مهرجانِ الغواية ..؟؟
    هيا .. ليَحتشدِ الآتونَ من كاتدرائيةِ بَعْلَ زُبولْ (1)
    ليَفترسوا طوابيرَ المعتنقينَ وشاحَ الأرض المقدسة
    ليفعلوا .. ولكن
    لن يصمتَ الضوءُ
    سيقاطعُ فوغا / كوريللي (2)
    ليعتنقَ ريتورنيللو/ فيفالدي (3)
    سيُطلُّ في إغماءةِ كونشيرتو
    منتحباً على إيقاعٍ جديدْ
    ,,
    لاتحاولُ الأمنيةُ الصمودَ في مهبِّ الحسرة
    فالصدمةُ كانت أخمصَ أسانيدِ الادّعاءْ
    حينَ أضاعَ رعاعُ التيمُّمِ شرفَ السجودْ
    ارتجفتْ زَمزميّةُ (4) الدواعي
    أُجهضتْ كلُّ احتمالاتِ الانطفاءْ
    ليتخطى ساطورُ الهجمةِ جحيمَ النقمةْ
    ,,
    وفي لحظةِ نبوغٍ
    على ترنيمةِ الانفلاتِ المحمومْ
    سطى على أجسادِ الصعودِ
    حزامُ الجلدِ المريضِ الملتحمِ بإبزيمِ الخديعة
    التفَّ حولَ الشواظِ الأسودِ
    ليوقفَ لهاثَ خلايا الاشتعالْ
    مُعلنا سقوطَ آخرَ انفاسِ الدخانِ
    على جثةِ وطنْ
    ,,
    كان لا بد للعاصفةِ من العبورِ
    جاهلةً صبرَ الصاعدينَ
    على ساريةِ الدمعِ الهاربِ صعوداً
    وقفتْ نوارسُ الحزنِ
    ترادفتْ أسرابُ القطيعةِ ..
    هنا كان يقفُ وليُّ الحَطبِ
    بعد قتلِ الحطّاب
    ......


    1- بعل زبول : رئيس الشياطين
    2- كوريللي Corelli/ فيفالدي Vivaldi : مؤلفان سيمفونيان
    3- فوغا vogue / ريتورنيللو ritornello: أسلوبان في تأليف القطع الموسيقية
    ( الكونشيرتو Concerto ) وهو نوع من التأليف الموسيقي الغربي
    4- الزمزمية : نوع من جعب الماء الصغيرة يحملها الأطفال الصغار




  • سليمى السرايري
    مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
    • 08-01-2010
    • 13572

    #2

    رائع هذا الهطول أيّها الشاعر والناقد صادق حمزة منذر
    ترنيمة قاسية مليئة بوجع الانسان والأوطان...................



    كأنّ الحلم هنا مليئ بالسلبيّة، حلم يتلاشى بسرعة الموج رغم الماء الذي وضّفه الشاعر في عدّة مواقف مثل
    :

    الأصدافِ- الموجةِ- الشصُّ- سواحلِ- المجذافِ - المركبُ- سواحلِ-
    زَمزميّةُ- أشرعة ِ- شطوطِ-

    كلّها مفردات لها صلة متينة بالماءو بالأحرى بالبحر، لنعرف أن الكاتب يتحدّث عن غرق مليئ بالوحل فكلمة شطوط هي أوحال شديدة الملوحة، لنعود إلى حلم متشح بوجع الانسان، هذا الانسان الذي يعشق الهدوء والسلام موضّفا جانبا من شخصّيه الموسيقيّة فكانت الموسيقى حاضرة بقوّة هنا من خلال :
    كوريللي- فيفالدي-
    بيان لغوي خاص جدّا أو هو يقوّض المعنى المنطقي ويستولد صورا بعيدة المأخذ للنفذ معه إلى ترنيمة الماء أو ترنيمة الغرق التي عبّر عنها بترنيمة الصعود التي أشار لها الشاعر بطريقة ذكية جدا وهي كما نعرف "مزامير داوود" يمجّد فيها الله هذه الترنيمة المقدّسة التي شُوّهتْ من بعض دعاة السلام، فكان الغرق وكان فشل. الربيع العربي وسقوط الثورات لتحلّ محلّها ثورات تنتظر الانفجار. فالكاتب على جانب كبير من الوعي الانساني تناول موضوع الساعة ألا وهو وجع الأوطان كما أشرت في أوّل التعليق.

    ليختم بما هو أهمّ من كلّ شيء و أكبر من كلّ شيء
    التيار الخطير الذي يجرف المجتمع العربي بهولاء : مثل "الأحزاب"
    والتكالب على الكراسي فلا يقف في طريقهم أي شيء ويدوسون على الجميع فقط لغاية في نفوسهم المريضة فكانوا الحطب و يعتقدون انهم يقتلون الحطاب .
    غير أن طريق الجنّة لا يوفّرها سوى الله مهما زرعوا الرعب وصعدوا المناصب.

    ترنيمة الصعود ،
    دعوة للانسانيّة

    دعوة للخير
    للحب



    شكرا أديبنا الكبير صادق حمزة منذر
    راجية ان تتقبّل مروري المتواضع.

    تحياتي
    ولك الألق



    لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

    تعليق

    • آمال محمد
      رئيس ملتقى قصيدة النثر
      • 19-08-2011
      • 4507

      #3



      جمال نثري آخاذ
      لم يكتف بالحس الشعري والذي سيطر على السطور
      إلا اتاه بعميق المعنى

      المعنى الرابط في أعالي النفس
      المعنى السائل

      حرفة اللغة الأولى

      وكان للآسئلة هنا ...شرعية تتبع الرؤى
      بفكر خصب
      وميزان لغوي ثقيل

      تقديري




      تثبت
      التعديل الأخير تم بواسطة آمال محمد; الساعة 01-03-2013, 01:53.

      تعليق

      • فوزي سليم بيترو
        مستشار أدبي
        • 03-06-2009
        • 10949

        #4
        وجبة دسمة هذا النص . فليتربع على كرسي الحرف
        محلقا في سماء الإبداع .
        هيا .. ليَحتشدِ الآتونَ من كاتدرائيةِ بَعْلَ زُبولْ (1)
        ليَفترسوا طوابيرَ المعتنقينَ وشاحَ الأرض المقدسة
        ليفعلوا .. ولكن
        لن يصمتَ الضوءُ
        سيقاطعُ فوغا / كوريللي (2)
        ليعتنقَ ريتورنيللو/ فيفالدي (3)
        سيُطلُّ في إغماءةِ كونشيرتو
        منتحباً على إيقاعٍ جديدْ

        النص ليس سهلا قرائته ، استيعابه . ربما يحتاج
        إلى ذائقة من نوع خاص لها من الثقافة باع كبير .
        لا يكفي مرور القاريء المتلقي على " بعلزبول
        فوغا ، كوريللي ، ريتورنيللو ، فيفالدي .. "
        هكذا مرورا عابرا دون معرفة فعلية .
        الحق أقوله أن ربط وسلسلة هذه العناوين في نص
        سردي شعري تتطلب مقدرة ، كان كاتب النص الأستاذ صادق حمزة منذر ندا لها ، فأبدع .

        في " ترنيمة الصعود "
        هذه الفقرة القمة في معناها ، وأعتقد أنها الرسالة
        التي رغب الكاتب إيصالها :
        اتحاولُ الأمنيةُ الصمودَ في مهبِّ الحسرة
        فالصدمةُ كانت أخمصَ أسانيدِ الادّعاءْ
        حينَ أضاعَ رعاعُ التيمُّمِ شرفَ السجودْ
        ارتجفتْ زَمزميّةُ (4) الدواعي
        أُجهضتْ كلُّ احتمالاتِ الانطفاءْ
        ليتخطى ساطورُ الهجمةِ جحيمَ النقمةْ

        هذه رؤيتي المتواضعة في هذا النص المحلّق أخي صادق .

        وتحياتي لك

        فوزي بيترو

        تعليق

        • مليكه محمد
          ملكة القلوب
          • 20-07-2012
          • 297

          #5
          حصن منيع هذا القصيد أحب التحدي والغموض سأعود للغوص فيه قريبا بإمكانياتي الضعيفة بعد انتهاء اختباراتي .
          أعجبتني هذه المعزوفة
          (( وفي لحظةِ نبوغٍ
          على ترنيمةِ الانفلاتِ المحمومْ
          سطى على أجسادِ الصعودِ
          حزامُ الجلدِ المريضِ الملتحمِ بإبزيمِ الخديعة
          التفَّ حولَ الشواظِ الأسودِ
          ليوقفَ لهاثَ خلايا الاشتعالْ
          مُعلنا سقوطَ آخرَ انفاسِ الدخانِ
          على جثةِ وطنْ ))
          قد كان لي أمل تبعثر في الليالي.. و اندثر
          قد كان لي عمر ككل الناس..ثم مضى العمر
          فاروق جويدة
          همسة : ما زلت " طالبة " فضلا لا أحب أن يناديني أحد ما " أستاذة " ، ودمتم بود

          تعليق

          • نجلاء الرسول
            أديب وكاتب
            • 27-02-2009
            • 7272

            #6
            أخي الأديب صادق تحيتي لك ولحرفك الجميل جدا
            وما منحته من طيب الصور التي تبهج أحيانا كثيرة لجمال صيدها وتوظيفها داخل النص
            وفي المقطعين من بداية النص كان هناك توهج رائع جدا قد تم شد الذاكرة إلى حروفه

            تحيتي لك وتقديري ولهذا النفس الطويل
            حفظك الله أخي الشاعر
            نجلاء ... ومن بعدها الطوفان


            مستوحشاً مثل رقيم تقرأه الخرائب
            أوزع البحر على السفن .. أوزع انشطاري

            على الجهات التي عضها الملح
            لم أكن في ذاك الرنين الذي يبزغ منه دم الهالكين
            وكنت سجين المكان الذي لست فيه ..

            شكري بوترعة

            [youtube]6CdboqRIhdc[/youtube]
            بصوت المبدعة سليمى السرايري

            تعليق

            • وليد مروك
              أديب وكاتب
              • 12-11-2011
              • 371

              #7
              قد عدت من جديد
              فقد عانقت هذه الأخاذة المترامية
              حد السيمفونيات الخالدة
              ولكنني أجلت ردي كي أقرأ
              ثانيا و ثالثا و ...........
              لا أمل أخي صادق
              لا أمل و لا أهدأ
              وكأن الجوقة الموسقية تعزف
              وأنت تكتب
              تساميت وارتفعت حد التلاق المستطاع
              لي أنا بطرف الحبل يد تمسك ما بقي
              من هذا الرداء
              أي قلم هذا أيها الباذخ المتفرد
              دمت ودام يراعك أستاذ صادق

              تعليق

              • صادق حمزة منذر
                الأخطل الأخير
                مدير لجنة التنظيم والإدارة
                • 12-11-2009
                • 2944

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة سليمى السرايري مشاهدة المشاركة

                رائع هذا الهطول أيّها الشاعر والناقد صادق حمزة منذر
                ترنيمة قاسية مليئة بوجع الانسان والأوطان...................



                كأنّ الحلم هنا مليئ بالسلبيّة، حلم يتلاشى بسرعة الموج رغم الماء الذي وظّفه الشاعر في عدّة مواقف مثل :

                الأصدافِ- الموجةِ- الشصُّ- سواحلِ- المجذافِ - المركبُ- سواحلِ-
                زَمزميّةُ- أشرعة ِ- شطوطِ-

                كلّها مفردات لها صلة متينة بالماءو بالأحرى بالبحر، لنعرف أن الكاتب يتحدّث عن غرق مليئ بالوحل فكلمة شطوط هي أوحال شديدة الملوحة، لنعود إلى حلم متشح بوجع الانسان، هذا الانسان الذي يعشق الهدوء والسلام موظّفا جانبا من شخصّيته الموسيقيّة فكانت الموسيقى حاضرة بقوّة هنا من خلال :
                كوريللي- فيفالدي-
                بيان لغوي خاص جدّا أو هو يقوّض المعنى المنطقي ويستولد صورا بعيدة المأخذ لننفذ معه إلى ترنيمة الماء أو ترنيمة الغرق التي عبّر عنها بترنيمة الصعود التي أشار لها الشاعر بطريقة ذكية جدا وهي كما نعرف "مزامير داوود" يمجّد فيها الله هذه الترنيمة المقدّسة التي شُوّهتْ من بعض دعاة السلام، فكان الغرق وكان فشل. الربيع العربي وسقوط الثورات لتحلّ محلّها ثورات تنتظر الانفجار. فالكاتب على جانب كبير من الوعي الانساني تناول موضوع الساعة ألا وهو وجع الأوطان كما أشرت في أوّل التعليق.

                ليختم بما هو أهمّ من كلّ شيء و أكبر من كلّ شيء
                التيار الخطير الذي يجرف المجتمع العربي بهولاء : مثل "الأحزاب"
                والتكالب على الكراسي فلا يقف في طريقهم أي شيء ويدوسون على الجميع فقط لغاية في نفوسهم المريضة فكانوا الحطب و يعتقدون انهم يقتلون الحطاب .
                غير أن طريق الجنّة لا يوفّرها سوى الله مهما زرعوا الرعب وصعدوا المناصب.

                ترنيمة الصعود ،
                دعوة للانسانيّة

                دعوة للخير
                للحب



                شكرا أديبنا الكبير صادق حمزة منذر
                راجية ان تتقبّل مروري المتواضع.

                تحياتي
                ولك الألق




                العزيزة الرائعة سليمى السرايري الشاعرة والتشكيلية والناقدة الجميلة ..
                أعجبني اقترابك من بيئة النص وتفصيلك لهذا الاندفاع اللوني الشفاف
                أكان اللون المادي الخارجي ( الماء ) أم النفسي الداخلي ( الوجع )
                وهذه الثنائية كثيرا ما تصنع مادة الصراع في المعاناة الإنسانية
                والتي أخذت بعدا وطنيا في النص كما أشرتِ وتعمقتْ في رسم
                حدود الوجع والجرح الوطني النازف ليبقى الصراع مفتوحا على
                مصراعيه ولتأخذ المعاناة الإنسانية هذا الشكل الفادح في الاتساع
                والاستمرار ..

                شكرا لك سليمى كنت قريبة من كل أحاسيس ترنيمة الصعود

                مودتي وامتناني لك




                تعليق

                • صادق حمزة منذر
                  الأخطل الأخير
                  مدير لجنة التنظيم والإدارة
                  • 12-11-2009
                  • 2944

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة آمال محمد مشاهدة المشاركة



                  جمال نثري آخاذ
                  لم يكتف بالحس الشعري والذي سيطر على السطور
                  إلا اتاه بعميق المعنى

                  المعنى الرابط في أعالي النفس
                  المعنى السائل

                  حرفة اللغة الأولى

                  وكان للآسئلة هنا ...شرعية تتبع الرؤى
                  بفكر خصب
                  وميزان لغوي ثقيل

                  تقديري




                  تثبت
                  الزميلة الشاعرة الناقدة آمال محمد
                  أشكرك على هذه الروحية العالية في متابعة مسالك النص
                  والعناية به لغويا وبنائيا ومتابعة المفردات والمعاني والمقاصد ..
                  وأحييك على التوصيف الدقيق والمختصر لما تميز به النص
                  وقد أسعدني جداا أن النص نال إعجابك وأشكرك على تثبيته

                  مودتي وامتناني لك




                  تعليق

                  • صادق حمزة منذر
                    الأخطل الأخير
                    مدير لجنة التنظيم والإدارة
                    • 12-11-2009
                    • 2944

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة فوزي سليم بيترو مشاهدة المشاركة
                    وجبة دسمة هذا النص . فليتربع على كرسي الحرف
                    محلقا في سماء الإبداع .
                    هيا .. ليَحتشدِ الآتونَ من كاتدرائيةِ بَعْلَ زُبولْ (1)
                    ليَفترسوا طوابيرَ المعتنقينَ وشاحَ الأرض المقدسة
                    ليفعلوا .. ولكن
                    لن يصمتَ الضوءُ
                    سيقاطعُ فوغا / كوريللي (2)
                    ليعتنقَ ريتورنيللو/ فيفالدي (3)
                    سيُطلُّ في إغماءةِ كونشيرتو
                    منتحباً على إيقاعٍ جديدْ

                    النص ليس سهلا قرائته ، استيعابه . ربما يحتاج
                    إلى ذائقة من نوع خاص لها من الثقافة باع كبير .
                    لا يكفي مرور القاريء المتلقي على " بعلزبول
                    فوغا ، كوريللي ، ريتورنيللو ، فيفالدي .. "
                    هكذا مرورا عابرا دون معرفة فعلية .
                    الحق أقوله أن ربط وسلسلة هذه العناوين في نص
                    سردي شعري تتطلب مقدرة ، كان كاتب النص الأستاذ صادق حمزة منذر ندا لها ، فأبدع .

                    في " ترنيمة الصعود "
                    هذه الفقرة القمة في معناها ، وأعتقد أنها الرسالة
                    التي رغب الكاتب إيصالها :
                    اتحاولُ الأمنيةُ الصمودَ في مهبِّ الحسرة
                    فالصدمةُ كانت أخمصَ أسانيدِ الادّعاءْ
                    حينَ أضاعَ رعاعُ التيمُّمِ شرفَ السجودْ
                    ارتجفتْ زَمزميّةُ (4) الدواعي
                    أُجهضتْ كلُّ احتمالاتِ الانطفاءْ
                    ليتخطى ساطورُ الهجمةِ جحيمَ النقمةْ

                    هذه رؤيتي المتواضعة في هذا النص المحلّق أخي صادق .

                    وتحياتي لك

                    فوزي بيترو

                    أشكرك أخي الحبيب د. فوزي سليم بيترو على هذه القراءة الجميلة
                    والمتابعة المباشرة للحدث الشعري في النص ..
                    وأيضا تلمس الرسائل المتضمنة فيه ..
                    والحقيقة أن النص ربما يكون كما ذكرت فيه جرعة صغيرة
                    من أروقة الثقافة الموسيقة العالمية وهي ليست بهذا الثقل
                    فقد دأب الموسيقيون قبل فيفالدي في مؤلفاتهم الموسيقية
                    القصيرة الفردية من نوع الكونشيرتو الذي تمثل القطعة
                    فيه حوارا بين الفرقة وبين آلة معينة .. دأبوا على
                    استخدام أسلوب الفوغا vogue وهو أسلوب
                    الأجزاء المتناثرة وكانت هي الرائجة وكان كورللي
                    آخر من استخدم هذا الأسلوب حتى جاء فيفالدي
                    فاعتمد أسلوب ريتورنيللو ritornello الذي
                    يمثل نمطا مكررا في اتساق مدروس ..
                    إنه انتقال من فوضى إلى نظام في اللحن الحواري ..

                    عموما أشكرك أنك بمداخلتك أتحتَ لي الفرصة كي أقدم
                    هذا الشرح البسيط حول الكونشيرتو واساليب بنائها
                    القديمة والحديثة ..

                    مودتي وامتناني لك




                    تعليق

                    • صادق حمزة منذر
                      الأخطل الأخير
                      مدير لجنة التنظيم والإدارة
                      • 12-11-2009
                      • 2944

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة مليكه محمد مشاهدة المشاركة
                      حصن منيع هذا القصيد أحب التحدي والغموض سأعود للغوص فيه قريبا بإمكانياتي الضعيفة بعد انتهاء اختباراتي .
                      أعجبتني هذه المعزوفة
                      (( وفي لحظةِ نبوغٍ
                      على ترنيمةِ الانفلاتِ المحمومْ
                      سطى على أجسادِ الصعودِ
                      حزامُ الجلدِ المريضِ الملتحمِ بإبزيمِ الخديعة
                      التفَّ حولَ الشواظِ الأسودِ
                      ليوقفَ لهاثَ خلايا الاشتعالْ
                      مُعلنا سقوطَ آخرَ انفاسِ الدخانِ
                      على جثةِ وطنْ ))
                      أديبتنا الراقية مليكة محمد

                      أسعدني كثيرا إعجابك بالنص
                      وإثارته لروح المغامرة لديك وحماسك للغوص فيه
                      وهذا سيسعدني كثيرا بكل تأكيد وسوف بانتظارك
                      مع كامل العازفين لتقودي أنغام الحروف ..
                      مع أمنياتي لك بالتوفيق في اختباراتك بإذن الله

                      تحيتي وتقديري لك




                      تعليق

                      • صادق حمزة منذر
                        الأخطل الأخير
                        مدير لجنة التنظيم والإدارة
                        • 12-11-2009
                        • 2944

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة نجلاء الرسول مشاهدة المشاركة
                        أخي الأديب صادق تحيتي لك ولحرفك الجميل جدا
                        وما منحته من طيب الصور التي تبهج أحيانا كثيرة لجمال صيدها وتوظيفها داخل النص
                        وفي المقطعين من بداية النص كان هناك توهج رائع جدا قد تم شد الذاكرة إلى حروفه

                        تحيتي لك وتقديري ولهذا النفس الطويل
                        حفظك الله أخي الشاعر

                        شاعرتنا الراقية نجلاء الرسول
                        أشكرك جدا على التحية وأسعدني كثيرا إعجابك بالنص
                        وأعجبت بمقاربتك التحليلية له
                        ولا شك أن المتعة يجب أن تتوفر في النصوص الأدبية عموما والشعرية خصوصا
                        , المتعة الأدبية والفكرية التي يجب أن ترافق
                        المتلقي في شتى أرجاء النص مواكبة ومترافقة مع الحدث الشعري
                        لتحقيق أكبر مساحة من التأييد والإقناع لديه بالقضايا والرسائل
                        المطروحة خلال النص وإلا كان النص عبثيا غير مسؤول
                        وغير ناضج ..


                        ولك كل الشكر والمودة والتقدير




                        تعليق

                        يعمل...
                        X