[table1="width:93%;background-image:url('http://www.m5zn.com/newuploads/2013/01/25/gif//m5zn_9eea394bf582d89.gif');background-color:#e6e6e6;border:2px groove orange;"][cell="filter:;"][align=left][align=center]
[table1="width:81%;background-image:url('http:///up/uploads/images/w-4cba786cc0.gif');background-color:#000066;border:2px groove orange;"][cell="filter:;"][align=right]
لا مساسَ أيّها الغريبْ

كذئابِ غيابٍ بيضاءْ
حائمةٍ حولَ فريستها
ترقصُ حولَ ألسنةِ الحضور
بطيفها الشهيّ
تغزلُ آخر رقصات البجع
لسماءٍ من ماءْ
غريبةً يعزفها الموج الباهت
على أغصان الذاكرة
غريبةً يرسمها اللهب الصامت
في مواقد الشرود
وأنا زائر الغبار
المؤثّث لزرازير الوجع
سقفا من فوسفور الندم
أدوّنني في صُحُفِ النسيان المحترقة
بجمرة الخواء

الغد الخارج من أصابع حزني
يكفنني بالعراء
كأنني قصيدة على مقاعد الرحيل
يكتبها شاعر الغبار
كأنّها سكةعلى حليب النسيان
ربّتها ذاكرة بيضاء

الهزائمُ التي تعدّني
أجملَ انتصاراتها
تشُجرُ دمي في عرائشِ الرحيل
الأسئلةُ طيورٌ أبابيل
تهزم أفيال البحث بأحجار المتاه
أخرّ قربي
أمسك يديَ الداميةَ
أنظر في عينيَّ
يشهق عباد الأسئلةِ
فأغرق في محبرة الحيرة
أتوارى
كخطيئة تطارد زهرةً بتولْ
كحياة في نعش الوقت
تبرأت منها الأسماء

متوكئا عوسجَ الحلم أحملني
حتى تنقطع أنفاس الفقد
في شوارع الوجد
أمسك يدَ قلبي
أجرّنا بعيداً عن العشق
كيلا نحترق
كساكنِ ظلٍّ
يؤرّخُ لهشاشةِ عصا
في غفلة من ضياء

يتعثر صوتي بجثّة الذهول
قاب اندلاع الهواء
في شراييني المحترقة
ترتجف قطاة الروح
من عويل الفجيعةِ
يبيضّ نرجس القلب
تهجرُ الشمس أمَّها السماءْ
فيهبط المساء دفعةً واحدةً
ليصعدُ البكاءُ
فارشاً صبّاره على
غضاضة السماءْ

ينضّدني المساءُ كوسائد غيمٍ
على سرير بحرٍ حافي المراكب
خافقي أسئلةُ عصفورٍ هرمٍ
ينقرُ زجاجَ الأمنياتِ
بمنقار الحسرةِ
للحزنِ ألفُ وجهٍ
للدمع وجهةٌ واحدةٌ
ولي موائد الخواءْ

أنجبني الحضور الذي
أنجب غيابها اليتيم
جارانِ من ماءٍ
عذبةٌ و مالحٌ أنا
و بيننا يظلّ برزخٌ من ماءْ
هل قدر الجذور ألّا ترى أغصانها؟؟
هكذا صرخ العطشُ في أعماقِ اليباسْ
و هل ستلتقي الأسماك حين أوبها
بأرحامها الأولى ؟؟
هكذا غنت الريح حول مركبي
فأورق العراءْ

يلسعني نحل البكاء في حدائق الذاكرة
والحنين فلاح يبذرني
في تربة الحزن الرجيم
موثقا إلى صواري الاغتراب
تعزفني ربّات المتاه وطنا وطنا
أسّاقط مطراً على وعورة البياض
عاري الأحلام أنوء بمفاتح الانتظار
وعيناها تغتالان وحشة المرافئ
تفضان بكارة النوم
بسكين الاشتهاء

ذات شهوة قال لي الحب
لا مساسَ أيها الغريبْ
أشاد جدرانَ الهاوية حول دمي
ففرّت الظباء من أصابع القلب
فرَّ ماءٍ في رحال لصّ الشمس
فرَّ طائراتِ حلمٍ حطّمت قيودّها
واختارت الفضاءْ

De Souleyma Srairi
[/align][/cell][/table1][/align][/align][/cell][/table1]
تعليق