عيناه...
عيناه بحرٌ من زرقة إذا ما ارتدى الأزرق ومروج خضراء إذا ما عانق الأخضر، عيناه تلملم كل حكايات الطفولة المنثورة من ثنايا لهوهما معا على أركان الزوايا...زوايا الايام...ففي زاوية هنالك كان ضحكهما،لعبهما، مشاحناتهما وتضاربهما و في زاوية أخرى هدية حب منه :دبٌ أحمر بات يشتهي منذ عامين أن تعانقه ذراعاها ،كأنه في موعد أبدي مع الإنتظار، قد أضناه الإنتظار...انتظارها !! وميداليةٌ لقلبٍ منصوف أهدته إياها حينما سافر للدراسة. وعندما حان دورها -بعد ذلك- للسفر استنسخت من ضحكته نسخا ثلاث خبأتها في مستودعات ثلاث: قلبها، عقلها وروحها .تعود إليهم هذا العام في جسدين اثنين ،قد كبرت الصغيرة ،يا أخاها،قد صارت أماً ! تكبر في كل الحيوات وتبقى صغيرة اذ ما طرقت بابكم،بابك... لتعود تماماً كما عهدتها: مشاكسة متسلطة وممازحة لكن في روح مشتاقة...
تسكُننا بعض المدن دون إستئذان! هكذا بكل تمردٍ ووقاحة! وقاحة محمودة ! نعم، لا تناقض! فهي،ربما،بوقاحتها تلك ستكون،يوماً، أمينةً للحظات آنية، لشخوصٍ قد يُفرقهم مستقبلٌ سرابيّ المعالم ، ليعودوا بعد ذلك من طرقٍ مختلفة مُشتتين! في محاولة لتجميع قطع تلك اللحظة المبعثرة - إما من شارع او حارة او مقهى في تلك المدينة: مهد لحظة الذكرى - ليحملوها- أي قطع اللحظة- جميعا في رحلة حبهم وشوقهم وبحثهم عن الآخر، ما داموا في محكومية الزمن المُفَرق لهم وبينهم. تسكنُنا بعض المدن و"عمان" تسكنها فنسائمها ممزوجةٌ بعطره وسماؤها بصورته، قد ارتدت "عمان" حلةً من حب منذ أن سكنها طالب التصميم ذاك. ومنذاك تغيرت خارطتها المناخية مرة وحتى نهاية العمر، فغدت مدينة من مطر قطراته أوقاتهما فيها معاً....
جميل القالب هو ،جميل القلب، طيب أريجه كشجر الياسمين .واذ ما حركته نسائم الصباح أو المساء فاح بالحب والجمال والنقاء.
عيناه بحرٌ من جمال: جمال امتزاج الخضرة والزرقة معاً...عيناه بحرٌ لها! تُبحر فيهما كلما اشتدّ عليها لظى الحنين،لتقطعه في رحلةٍ من ضنّى حتى تصل إلى شواطىء أمسٍ رمالها مزيج رائحة من هو وهي ...مزيجٌ حلوٌ ومُر من أمس واليوم.
تعليق