الأستاذ الكريم سالم العامري؛
بادئ ذي بدء أقول فكل الأجناس الأدبية تنبري من نقطتين مفصليتين:
- إما الكتابة البيانية التي تعمد إلى البلاغة بكل أصنافها (علم المعاني ، البيان والبديع) ؛
- وإما الفن التصويري ؛ والفن التصويري كلما كان هلامي ضبابي يتيح تعدد الرؤى والتصور وكلما اقترب من الوصف شابته شوائب الكتابة البيانية، وإليها انتسب.
وها أنت رميت ما جئت به من مقاربة لتعريف الشاعرية؛ ووسبق لي القول بأنها زئبقية لا تمسك وأضيف بأنها حرباء تتلون بلون لوحتها الفنية ، وما شأني أضيف ما رفضته من قبل فهاك تعاريف لأدباء مقتدرين لها :
يقول سامي البارودي : " لما كان الشعر من حيث هو فيض الشعور والوجدان نتيجة اهتزاز أوتار النفس البشرية أمام الحياة الكامنة في الأشياء، فإنه على قدر الاهتزاز وقوته يكون على مقدار عمق الشاعرية في الشعر؛ ذلك أن الهزة التي تستولي على نفس الشاعر كلما كانت قوية تكشفت أسرار الحياة ومعانيها لوجدان الشاعر في حقيقتها، فتجعل الشاعر قادرا على النفوذ عن طريق وجدانه إلى ما وراء المظاهر الخارجية للأشياء.
ومن هنا يمكن أن يقال بأن الطبيعة تلقي جانبا من معانيها الخالدة لنفس الشاعر في اهتزازات أوتار نفسه أمامها. فالشاعرأشبه بآلة موسيقية أمام الطبيعة، والطبيعة كالأنامل التي توقع عليها، والأنغام كالشعرالذي يفيض به وجدان الشاعر" .(II-167)
ويقول عبد الواحد الخفاجي[8] سيرا على درب الوزاني في الخلط بين الشعر والشاعرية: " الشاعرية : اللغة التي يغيب فيها المعنى لصالح الدلالة، وتغيب فيها الدلالة المباشرة والصريحة لصالح الدلالة الإيحائية،-التخييلية-، كما يتأكد اعتناؤها بالمقصدية الواعية لدى منتج النص إلى مجاوزة الأساليب المعهودة،أو السائدة، أو السائد من المعهود اللغوي، أو بالمعنى هي تؤكد على طموح منتج النص/المبدع إلى انجاز نص شعري أمثل، متفوق على غيره من النصوص، ومن هنا يكفي الناقد لنفي الشاعرية عن النصوص تحديد الشائع من الأساليب أو استخدامات لغوية مستهلكة" دراسة لديوان" النفخ في الرماد للشاعر سعد عبد الرحمن" عن موقع:
www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=8687
ويعرب عبد العلي الوزاني عن الشاعرية بقوله : " وظاهر أن الشاعرية هي قبل كل شيء ملكة روحية تعتمد على الأصول الطبيعية في ذات الشاعر, فتقوى وتضعف تبعا لحظ تلك الأصول من القوة والضعف. وهذه الأصول التي تقوم عليها الشاعريةقد فرغ الناس من القول بأنها هبة من هبات الطبيعة ؛ فطبيعي أن تكون الشاعرية التي ترتكزعليها هي الأخرى توهب بالفطرة, وإذا لم توجد أصولها في الطبع فلن تستطيع أية وسيلةأن تخلقها وتكونها."[7]
وويقول أيضا : " كون الشاعرية في معناها العملي التطبيقي هي عواطف أصيلة صادقة مصوغة في قالب جميل مؤثر له إيقاع، وهي بهذا التعريف البسيط تتحقق عند من نسميه شاعرا، وقد تتحقق حتى عند من نسميه ناثرا."
أتراهم جاءوا بشيء غير الذي أبنته سابقا ؟
بادئ ذي بدء أقول فكل الأجناس الأدبية تنبري من نقطتين مفصليتين:
- إما الكتابة البيانية التي تعمد إلى البلاغة بكل أصنافها (علم المعاني ، البيان والبديع) ؛
- وإما الفن التصويري ؛ والفن التصويري كلما كان هلامي ضبابي يتيح تعدد الرؤى والتصور وكلما اقترب من الوصف شابته شوائب الكتابة البيانية، وإليها انتسب.
وها أنت رميت ما جئت به من مقاربة لتعريف الشاعرية؛ ووسبق لي القول بأنها زئبقية لا تمسك وأضيف بأنها حرباء تتلون بلون لوحتها الفنية ، وما شأني أضيف ما رفضته من قبل فهاك تعاريف لأدباء مقتدرين لها :
يقول سامي البارودي : " لما كان الشعر من حيث هو فيض الشعور والوجدان نتيجة اهتزاز أوتار النفس البشرية أمام الحياة الكامنة في الأشياء، فإنه على قدر الاهتزاز وقوته يكون على مقدار عمق الشاعرية في الشعر؛ ذلك أن الهزة التي تستولي على نفس الشاعر كلما كانت قوية تكشفت أسرار الحياة ومعانيها لوجدان الشاعر في حقيقتها، فتجعل الشاعر قادرا على النفوذ عن طريق وجدانه إلى ما وراء المظاهر الخارجية للأشياء.
ومن هنا يمكن أن يقال بأن الطبيعة تلقي جانبا من معانيها الخالدة لنفس الشاعر في اهتزازات أوتار نفسه أمامها. فالشاعرأشبه بآلة موسيقية أمام الطبيعة، والطبيعة كالأنامل التي توقع عليها، والأنغام كالشعرالذي يفيض به وجدان الشاعر" .(II-167)
ويقول عبد الواحد الخفاجي[8] سيرا على درب الوزاني في الخلط بين الشعر والشاعرية: " الشاعرية : اللغة التي يغيب فيها المعنى لصالح الدلالة، وتغيب فيها الدلالة المباشرة والصريحة لصالح الدلالة الإيحائية،-التخييلية-، كما يتأكد اعتناؤها بالمقصدية الواعية لدى منتج النص إلى مجاوزة الأساليب المعهودة،أو السائدة، أو السائد من المعهود اللغوي، أو بالمعنى هي تؤكد على طموح منتج النص/المبدع إلى انجاز نص شعري أمثل، متفوق على غيره من النصوص، ومن هنا يكفي الناقد لنفي الشاعرية عن النصوص تحديد الشائع من الأساليب أو استخدامات لغوية مستهلكة" دراسة لديوان" النفخ في الرماد للشاعر سعد عبد الرحمن" عن موقع:
www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=8687
ويعرب عبد العلي الوزاني عن الشاعرية بقوله : " وظاهر أن الشاعرية هي قبل كل شيء ملكة روحية تعتمد على الأصول الطبيعية في ذات الشاعر, فتقوى وتضعف تبعا لحظ تلك الأصول من القوة والضعف. وهذه الأصول التي تقوم عليها الشاعريةقد فرغ الناس من القول بأنها هبة من هبات الطبيعة ؛ فطبيعي أن تكون الشاعرية التي ترتكزعليها هي الأخرى توهب بالفطرة, وإذا لم توجد أصولها في الطبع فلن تستطيع أية وسيلةأن تخلقها وتكونها."[7]
وويقول أيضا : " كون الشاعرية في معناها العملي التطبيقي هي عواطف أصيلة صادقة مصوغة في قالب جميل مؤثر له إيقاع، وهي بهذا التعريف البسيط تتحقق عند من نسميه شاعرا، وقد تتحقق حتى عند من نسميه ناثرا."
أتراهم جاءوا بشيء غير الذي أبنته سابقا ؟
تعليق