قراءة في : ق ق ج ج ج ج ج

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • منار يوسف
    مستشار الساخر
    همس الأمواج
    • 03-12-2010
    • 4240

    #31
    المشاركة الأصلية بواسطة سليمى السرايري مشاهدة المشاركة
    رائعة منار

    اتساءل

    من أين اكتسبت هذه الروح المرحة و المرنة وهذا الهطول الأدبي الساخر
    رغم اني على يقين أنك لست ابنة الأستاذ محمد سليم ولا اخت بونيف
    ههههههه
    جميييييييييييييييييلة



    الصديقة الغالية
    سليمى
    لو كان الأدب الساخر بالوراثة لأسعدني أن أكون من عائلة عمالقة الساخر
    محمد سليم و مصطفى بونيف
    و لكنت افتريت على توفيق الحكيم و ادعيت أني أبنته
    لكنها الروح الساخرة التي لا يستطيع المرء الفكاك من أسرها
    تعرفي سليمى
    بقدر ما أن هذه الروح هبة رائعة من الله إلا أنها قد تسبب أزمات
    فلا أستطيع أن أمر على موقف مرور الكرام
    قبل أن ألتقط تلك المفارقة التي تقفز في ذهني مثل الضفدع
    فإما أن أعلق أو أكتب عنها بحرص شديد
    و إلا وقعت في حرج أو مشكلة
    (
    و مش كل مرة حتسلم الجرة عزيزتي )
    لذا عليك أن تحجزي لي غرفة في العناية المركزة
    أو .. غرفة في مصحة عقلية ههههه

    شكرا لك سليمى الغالية
    محبتي و تقديري

    تعليق

    • جمال عمران
      رئيس ملتقى العامي
      • 30-06-2010
      • 5363

      #32
      الاستاذة منار
      لكِ تحيات ( زعيم الغلابة ) فقد راحت نفسى بددا متخيلا طعوم وروائح ودخان شواء و..طشة ..
      حاكيتك فى شبيهة بها .. ربما تنال ثناءك ..
      مودتى وتحاياى ..
      *** المال يستر رذيلة الأغنياء، والفقر يغطي فضيلة الفقراء ***

      تعليق

      • منار يوسف
        مستشار الساخر
        همس الأمواج
        • 03-12-2010
        • 4240

        #33
        المشاركة الأصلية بواسطة عبد الرحيم محمود مشاهدة المشاركة
        صحيح راح الأرنب وبقي الحمار !!
        دائما الضعيف يدفع الثمن حتى ولو
        لحمار متنفذ ، آه لو كان للأرنب نابان
        ومخالب !! / تحيتي .
        شاعرنا القدير
        عبد الرحيم محمود
        شكرا لهذا المرور لمتصفحي المتواضع
        و الحمد لله أن الأرانب بدون أنياب
        و إلا صارت ذئابا
        و ما راحت في الطنجرة ههههههه

        شكرا لك
        تقديري و كل الاحترام

        تعليق

        • منار يوسف
          مستشار الساخر
          همس الأمواج
          • 03-12-2010
          • 4240

          #34
          المشاركة الأصلية بواسطة نادية البريني مشاهدة المشاركة
          المبدعة منار يوسف
          هذه أولى مصافحاتي لملتقى الساخر تحت إشرافك
          جميل ما قرأت هنا: طبخة سياسيّة لذيذة رغم أنّي كرهت السيّاسة هذه الأيّام باتت حلقاتها طويلة عندنا في تونس تجاوزت المسلسلات الترّكيّة...
          لك قلم ذكيّ
          كنت أدخل هذا الملتقى الخاص في ما مضى وأستمتع بلدغات الرقيقة رشا عبادة
          وجدت المتعة فيما قرأت لك اليوم
          دمت بخير
          العزيزة نادية البريني
          و أنا سعدت كثيرا بمصافحتك لملتقى الساخر
          فشكرا لك عزيزتي
          و لو أن الطبخة ليست سياسية بل هي انتقاد ساخر للقصة القصيرة جدا
          لكن .. يبدو أن السياسة أصبحت كل شىء بحياتنا
          فكله في النهاية طبخ و سياسة

          شكرا لك عزيزتي
          شرفني حضورك
          و أتمنى دوام تواجدك معنا في الساخر
          تقديري و محبتي

          تعليق

          • عبدالله بن بريك
            عضو الملتقى
            • 11-11-2010
            • 42

            #35
            تحليلٌ ممتعٌ طريفٌ لعنوانِ ق.ق.ج.،ترى كيف سيكون تحليل المتن السرديّ؟.
            تحياتي أستاذة منار.

            تعليق

            • منار يوسف
              مستشار الساخر
              همس الأمواج
              • 03-12-2010
              • 4240

              #36
              المشاركة الأصلية بواسطة د .أشرف محمد كمال مشاهدة المشاركة
              بصراحة يا أخت منار أنت قلت كل حاجه على الق ق ج بس من غير ماحد يمسك عليكي حاجه..!!
              لذا أحييك على هذه اللباقة والكياسة والحداقة والفتاكة وروحك الفاكهة الساخرة الماكرة الساحرة المستديرة
              يعني الواحد بيستعد للأكلة قصدي القصه من دول ومجرد مايشمر ساعديه ويقول بسم الله يلاقيها خلصت قبل ماتبتدي..
              وفطت ونطت وراحت زي فص ملح وداب..!!
              ودائما يقولون المعنى في بطن الكاتب ..وواضح إن الكاتب كان بخيل لدرجة إنه نسى يكتب أو كتب في سره..ومش عاوز حد يعرف إلي كتبه..!!
              الموضوع ده فكرني برضو بشاعر حلبنتيشي كتب قصيدة عصماء أسماها علامة استفهام وكانت القصيدة عباره عن ؟؟؟؟؟؟؟
              الق ق ج نوع صعب من الكتابه لا يستطيع كتابته إلا القلة القليلة من الكتاب لكنه أصبح متاح لكل من هب ودب ومن لا يعرف شيئاً عن الأدب..ومن لم تسعفه قريحته إلا نظم القليل من الكلم ..ويدافع عنه الكثيرون ممن يمتهنون مهنة من لا مهنة لهم محتمين بتلك المقولة المعنى في بطن الزير وكان الله بالسر عليم.
              شكرا لك أخي العزيز دكتور أشرف على كلامك الطيب
              و صدقا أنا لا يغيظني شىء بقدر مقولات مثل " المعنى في بطن الشاعر " " تفسير النص يقتله " و هي مقولات تعطي الكاتب فرصة لأن يكتب دون محاسبة و دون أن يطالبه أحد بالتفسير و التحليل .. و من ثم " يكعبلنا في كتاباته المعجزة و يهرب
              و يحدث هذا في قصائد النثر و القصة القصيرة جدا
              و كان الله بالسر عليم
              شكرا على مشاركتك القيمة خفيفة الظل
              تقديري و احترامي

              تعليق

              • منار يوسف
                مستشار الساخر
                همس الأمواج
                • 03-12-2010
                • 4240

                #37
                المشاركة الأصلية بواسطة عبدالرؤوف النويهى مشاهدة المشاركة
                العنوان

                ملوخية بالأرانب

                النص

                راح .. و
                قراءة كلاسية فى قصة "ملوخية بالأرانب"
                ********************************

                كلما تأطر الإبداع إنسحت الفواصل وتدحرجت النقاط وتخثرت مسارب الإبداع تحت مزاريب الشجن .
                هكذا تباينت الفصول فى زخم الكلمات .
                فإبداع القصة القصيرة فى حضارة الألفية الثالثة المشتبكة مع عنصر التأقلم ،تبدت لنا ساطعة فى جوهر التحلل الفوقى .
                فالقصة القصيرة وعبر تاريخ الحضارات المتأرجحة ،تمكنت من غرس أوتار الإنقضاض الجحيمى فى بنية التراتب اللحمى للقصة الحرفية .
                وعظمة الإبداع للقصة الحروفية تنعكس بمضامينها على سقف الفضاء السفلى فتنحط معه مستويات التلقى المزعم تشكيله عبر قراءة هرمنيطقية تتخلل تيار اللا وعى بإستثناء الأجرومية القواعدية لرسم القيم الأبدية فى بوتقة الزمن.
                وسنحاول التشمير والتكثيف وبيان القدرة الزلقة للقصة الحروفية .
                وهذا نوع جديد إنبثق من خارطة الطريق الدولى للإبداع الباذخ .
                ونتوقف هنيهة عند أستاطيقا العنوان. ملوخية بالأرانب.
                وعهدى المتضحم بالذات المسلوبة لقضية القصةالحروفية تنهمر مداراراًنتيجة منطقية للأرانب ..
                لكنى أعيب على القاصة النابغة أنها قدمت الملوخية على الأرانب والأصح كما أزعم من وجهة النظر التأويلية ( أرانب بالملوخية ) لأن الفرق شاسع شسوع الأرض عن السماء والبحار والمحيطات والجبال أيضاً.
                وأما من جهة النص فلى عنده وقفات تطول تطول تطول
                فهو نص باذخ ومتألق ولايوجد له مثيل عبر سنوات الإبداع الكلونيلى من ملحمتى الإلياذة والأوديسا حتى ملحمة كتكوت الأمير.
                ولنتأمل عبقرية الإيجاز والتكثيف والتنقيط فيما تسرده القاصة الشامخة شموخ برج بابل .
                فحروف القصة راح..و (الراء الألف الحاء النقطة الأولى النقطة الثانية الواو ) أى إبداع وعبقرية وتفرد فى إستخدام الحروف المنطوقة ثم النقطتان ، فلايمكن أن تجتمع فى أى عمل إبداعى سابق النقطتان معاً،ومع حروف لغوية منطوقة بحرفية عالية وتمكن وسبق لامثيل له.
                هذا تطوير فى مسار التجديد الفجائى للإبداع الفنى السيكولوجى المهمازى وتعد من روائع القص العالمى .
                وأشد على يد القاصةالبارعة المتألقة الباذخة الشامخة ،وأتمنى لها مستقبلًا حافلاً بالقفزات الحروفية والنقط المتناحرة .

                يا سلااااااااااااااام على القراءة يا نااااااااااس
                أين النقاد ليتعلموا و يعرفوا كيف يكون النقد و كيف تكون القراءات ؟
                نورت المحكمة أستاذنا الأديب الناقد عبد الرؤوف النويهي
                كانت قراءتك عميقة سحيقة متوغلة في دهاليز الأنفاق الشعورية المسبهلة المتفجرة
                و استطاعت أن تستخلص كينونة الحالة الباذنجانية المتأخرة لدي المبدع المعجزة
                بارك الله فيك
                فقد ألقيت ضوء الشمس و القمر و لمبة الجاز و الكشافات و سحبت كهرباء مصر كلها لكي تكشف لنا ما خفي عنا من بهاريز النص و ما انغلق علينا من معاميقه
                و إلا كنا سنظل على جهلنا بهذا النص الإعجازي
                جزاك الله خيرا على التفسير و التنوير و التحليل الدقيق المتدقق المتدفق نقدا
                رائع أنت و أكثرررررررررر

                أستاذنا الأديب و المفكر البارع
                عبد الرؤوف النويهي
                و الله كانت مشاركتك النقدية الساخرة قمة في الإبداع
                و قراءة أخرى للنص أعطت له بُعدا ساخرا لم أكن أستطيع أن أصل له أبدا
                شكرا لك من القلب
                أسعدني مرورك كثيرا
                كما أسعدتني تلك القراءة الساخرة التي تنم عن روح ساخرة لها نكهة السحر
                تقديري و كل الاحترام

                تعليق

                • عبدالله محمد عبدالله
                  أديب وكاتب
                  • 10-02-2013
                  • 365

                  #38
                  السلام عليكم
                  لدي رؤية أود ربطها عندكم قبل أن تهرب كالأرنب ..
                  أرأيتم كم كان النص رائعا وفتح أبوابا مغلقة , وأخرج معان من البطون ما كانت لتخرج لولا الارنب عند البعض , والملوخية عند البعض الاخر . والدليل كثرة المشاركات و عمقها على ما فيها من سخرية...
                  ماذا لو كثفنا العنوان واختزلناه ليفتح عندنا بعدا جديدا ولنطلق عليه ( أقترح ) " بعد الرائحة " أو " بعد النكهة " ... والسبب أصبح معروفا عند الجميع ... و سأسكت اختزالا ...
                  فيصبح العنوان " أر .. مل " بعد قلب " مل .. ار " المختزلة أصلا .. ف " مل " اختزال " ملوخية و تفسح مجالا للملوكية كما يسميها البعض ...
                  و "أر " اختزال وإفراد " ارانب " فالباء زائدة وال التعريف حشو .
                  و " ار,, مل " ايحاء ان الميت كان أرملا مما يفهمنا سهولة القبض عليه وذبحه .
                  أما بعد الكنهة أو الرائحة فليكن " فل "
                  فيكتمل العنوان "ار.. مل .. فل " وال "فل" تشير للفلفل الاسود او الاخضر
                  ولا تستبعد رائحة الفلافل .
                  وهكذا يتعانق العنوان مع النص بالبعد الجديد ف : فل , بمعنى : راح , وباختزالها كي لا نقع في التكرار الممل
                  يصبح العنوان
                  " ار.. مل .. فل "
                  والنص
                  " "
                  ببعد النكهة ...
                  ودمتم
                  ------
                  اعذروني فانا أحاول تعلم الادب الساخر كما أحاول تعلم ال (ق ق ج )
                  وروائعكم شجعتني
                  كما صاحب السبق تفضل و أفضل
                  فيا لها من مبدعة ...
                  و شكرا
                  التعديل الأخير تم بواسطة عبدالله محمد عبدالله; الساعة 23-03-2013, 21:32.

                  تعليق

                  • منار يوسف
                    مستشار الساخر
                    همس الأمواج
                    • 03-12-2010
                    • 4240

                    #39
                    المشاركة الأصلية بواسطة مُعاذ العُمري مشاهدة المشاركة
                    ثمة واو، لو كان لنصفها المقوس، ما كان لنصفها الملتف، لما انزلقت في طنجرة الملوخية وراحت واو واو

                    القديرة منار يوسف

                    كان ممتعا ومشوقا وساخرا متمصخرا

                    أعجبني العمل إعجابي بالملوخية شوربة لا طبخة

                    تحية خالصة
                    مرحبا بأديبنا القدير
                    معاذ العمري
                    يعجبني نظرتك الفريدة المتفردة لحرف الواو
                    حتى أني صرت أراه كحرف أسطوري
                    و الحمد لله أنك لم تدخل و معك المقصلة و المشنقة و المحرقة
                    ربما قد تستبدل الأرنب .. بطبخة أخرى بشرية هههههه

                    شكرا لروحك الساخرة و قلمك المبدع
                    سعدت بمرورك و ذوقك و جميل ردك
                    تقديري و احترامي لك

                    تعليق

                    • منار يوسف
                      مستشار الساخر
                      همس الأمواج
                      • 03-12-2010
                      • 4240

                      #40
                      المشاركة الأصلية بواسطة جمال عمران مشاهدة المشاركة
                      الاستاذة منار
                      لكِ تحيات ( زعيم الغلابة ) فقد راحت نفسى بددا متخيلا طعوم وروائح ودخان شواء و..طشة ..
                      حاكيتك فى شبيهة بها .. ربما تنال ثناءك ..
                      مودتى وتحاياى ..
                      الأديب القدير
                      زعيم الغلابة
                      جمال عمران
                      حللت أهلا ووطئت سهلا في مطبخ منّورة
                      شكرا لجميل حضورك
                      المهم أن الطبخة تكون عجبتك
                      خاصة و أن الطشة كانت مع شهقة أم علي هههههه

                      شكرا لك أديبنا الرائع
                      تقديري و احترامي

                      تعليق

                      • منار يوسف
                        مستشار الساخر
                        همس الأمواج
                        • 03-12-2010
                        • 4240

                        #41
                        المشاركة الأصلية بواسطة عبدالله بن بريك مشاهدة المشاركة
                        تحليلٌ ممتعٌ طريفٌ لعنوانِ ق.ق.ج.،ترى كيف سيكون تحليل المتن السرديّ؟.
                        تحياتي أستاذة منار.
                        مرحبا أديبنا القدير
                        عبد الله بريك
                        و هل أنا حللت العنوان فقط
                        و ( الواو ) و ( راح ) أين غطسوا هههههه
                        شكرا لجميل حضورك و مشاركاتك الساخرة
                        أسعدني تواجدك
                        تقديري و احترامي

                        تعليق

                        • الهويمل أبو فهد
                          مستشار أدبي
                          • 22-07-2011
                          • 1475

                          #42
                          فن السخرية هو عمل أدبي شعرا كان أو نثرا، يهزأ من أمرء أو شخص أو هيئة ما، ولعل أقرب ما يكون له في الأدب العربي هو فن المعارضة خاصة الساخرة، رغم أن المعارضة والسخرية قد لا تكون هازلة دائما، بل قد تعارض أراء قيمة بأن تبدي عوارها وما تنطوي عليه من شرور اجتماعية خاصة سواء كان موضوع المعارضة شخصا بعينه كما هي الحال السخرية الفارونية (نسبة إلى Varro الروماني) أو الجيوفالينية (نسبة إلى Juvenal الروماني أيضا)، أو انحرافات ذهنية بوصفها المعادل الموضوعي للشر على مستوى الفكر الذي ينخر الحياة الاجتماعية. والفن الساخر يبتذل مادة عالية القيمة ليشبعها احتقارا وامتعاضا أخلاقيا أسيديا لاذغا

                          وربما هوراس (Horace الروماني-- 70 ميلادي) هو أشهر الغربيين الكلاسيكيين المعروفين عربيا، لكن سخريته مؤدبة متحضرة لأنه على صلة بالطبقة العليا وبالمجتمع المخملي وبالنخبة، فجاء نقده الساخر خافت الحدة رغم تقيده بادوات السخرية وبُعد إحالاته وتعقيدها.

                          ويستهدف الفن الساخر كشف الحماقات في كل أشكالها سواء ارتدت قناع الجنون أو جنون العظمة أو كانت تحت لفاع النفاق الأخلاقي أو الديني أو الحذلقة المتعالمة: أي تدعي المعرفة الدقيقة المعمقة (وتكثر بشكل حاد في ملتقانا)، الغلو المنغلق عرقيا عنصريا أو دينيا أو فكريا أيديولوجيا أو ادعاء الشفافية العاطفية المفرطة، أو المغالاة في التبجيل والاعجاب الذي يصل حد الأصنمة (من صنم)، والاشخاص المتحمسين جدا لقضية من القضايا، والاشخاص التي تبدلت أحوالهم فجأة نتيجة ثراء مفاجئ أو من منصب رسمي لم يحلموا به، لكنهم اجتماعيا وسلوكيا غير مهيئن لهذه النقلة النوعية (ولا شك أن الربيع العربي أفرز نوعيات جديرة بالتأمل) يضاف إلى هذه النماذج من اكتسب علما في حقل معين وأصبح يرى الدنيا بأكملها من خلال هذه المعرفة، والمغالي بحماسة رغم انحرافه، والبخلاء بخلا مفرطا لدرجة احتيالهم على الغير والنهب، وكل هذه النماذج تُسْتَهدَف من أجل الإصلاح وذلك بتعرية عيوبها وأمراضها الكثيرة التي تنخر في بناء أي مجتمع.

                          أما السخرية المنيبية (نسبة إلى الأغريقي Menippe)، والتي تمتد إلى اليوم فتختلف عن سخرية غيره بأنها نثر روائي تتخللها مقطوعات شعرية، وأقرب نماذجها لغة وبنية هي الرواية، وتستهدف بالدرجة الأولى العيوب الفكرية والعقلية/الذهنية وليس الأشخاص. فهي ترى أن هذه العيوب الذهنية بوصفها مصدر أمراض وشرور المجتمع. وتأتي غالبا في صورة الـ Burlesque (والتي تُعني بابتذال مادة عالية القيمة وتسطيحها لدرجة الانحطاط)، فهي تستخدم مختلف الفنون النثرية لتنتقد الأساطير الموروثة في الثقافة التقليدية خاصة المرتبطة بطبيعة الراوي والرواية المتجزئة المتقطعة، والانتقال السريع بين أساليب مختلفة ووجهات نظر متغايرة مرورا بكل النماذج المجتمعية السابقة لكشف عوارها الذهني وانحرافها بسبب تشبثها بغلو ومغالة مشينة لتغلق الأفق بدل أن تفتحه على أفاق جديدة تثري ولا تفقر. وكما نرى، ففن االسخرية انقسم بين فن يستهدف الأشخاص بوصف حماقاتهم مصدر وباء على المجتمع وآخر يرى أن الحماقات ذاتها افراز مجتمعي يؤطر الشخصية أو الطرح الفكري، وهي بالتالي شرور وأمراض فكرية ذهنية منحرفة تقتضي الاصلاح بتعرية عوارها وتجسيدها في مفارقة حادة لا يخطئ إدراكها مجنون ناهيك عمن يملك ذرة عقل.

                          وهذا هو ما نراه في قراءة منار، فالطرح لا يهاجم شخصا بعينة كما هي حال سخرية جيوفنيال وفارو وهوراس بل هاجمت توجها نقديا بأكملة هو ما يترجمة العرب بالتفكيك وبالانجليزية والفرنسية ديكونستراكشن. وأنا بدوري لا أستطيع أن أجزم بقربه من التفكيك المهنجي، لكنه بالتأكيد طبخة لم تنضجها عن قصد، فعمدت إلى التجزئية والاستعانة بحرف (الواو) لبعثرتها وتفتيتها ربما في طنجرة أو معدة خاوية. ومع أن المسخرة غلبت كثيرا على السخرية إلا أن الأستاذة منار بالتأكيد نجحت حيث أرادت النجاح في بنائها المفارقة التي يقوم عليها كل فن ساخر. فهي عمدت إلى بناء طبختها على تواز مطرد بين لغة نقدية قوية تتعارض مع مضمون متاهفت مبتذل، فهي تبدأ من عتبة العنوان كما يقول النقاد المخضرمين وتحليله حتى تأتي إلى حرف الواو فتستعين شأن الباحثين الجادين باستطلاع أراء أهل العلم الذين لم يبخلوا عليها بمعلوماتهم القيمة في هذا الحرف الذي لو التفَ على نفسه لأصبح ذا عينين مبصرتين، بل أن لغة الطبخ اختلطت بلغة النقد منذ البداية حتى أصبح الترادف بين الابداع والجوع دليلا يبوح بالمضمون والهدف المستهدف، ومع أن العنوان هو (راح.. و)، على تفاهته إلا أنها تصفه "بالسرد المقتضب" وتؤكد بأننا أمام حالة اعجازية بلاغية فسيولوجية ديناميكية التهامية. وهنا، حتى نجاريها في الصفات، نقول إنها زاوجت بين اللغة النقدية من حيث الاعجاز البلاغي والديناميكية لكنها خرقت وخرمت هذا التوجه وقطعته بالفسيولوجيا والإلتهام الاشتهائي حتى يتوائم القاموس النقدي مع قاموس الطبخ والمعدة، ثم أضافت عبارات شاعرية (مثل "مضمخة بالأسى و الحسرة") وبهذا جاءت بكل انواع النثر والشعر. بل خلطت المعدة بالذهن، ولا شك لدي أنها إحالة أقرب من اليد إلى الفم في مقولة ("المعنى في بطن الشاعر"، ونحن نعلم جيدا ما في بطنه). وجدير بنا أن نتذكر معارضة "مررت على الديار ديار ليلى أقبل ذا الجدار وذا الجدار"، إذ قال الشاعر مررت على الديار وضعت فيها (وباقي البيت معروف).

                          وكان حريا بها أن تحيل إلى هذا المعنى بصيغة أفضل من زلة لسان حيث قالت (و بالطبع أول ما يتبادر على معدتنا .. قصدي ذهننا .. أن الأرنب راح ..) ومع راح وما يتداعي لها من جراح، يأتي حرف الواو ليؤكد لنا حماس المبدعين في تفسير ما فاتها من أمره من معرفة ثمينة، لتجد أنه من الخطوره يحتل الصدارة، فهي تقول:

                          نأتي للأمر الأخطر في النص ألا و هو حرف ( الواو ) و لأني لم أكن أعرف دلالة هذا الحرف في النصوص استعنت ببعض آراء المبدعين في الملتقى عن هذا الحرف و التي كانت بمثابة إضاءة قوية لي لفتح ما انغلق عني

                          ونحن نعلم أن مثل هذا الموقف (إدعاء الجهل وطلب العلم ممن يدعون العلم) هي حالة علاقة الغافل بالمتغافل وهي في المسرح الأغريقي العلاقة بين Iron (المفارقة) وبين Alazon (المتحاذق) ومدعي العلم. فمهمة شخصية المفارقة أن يقود مدعي العلم المتحاذق إلى هوة سحيقة ليستوعب جهلة بنفسه ويدرك أن المتغافل هو الأكثر علما وخبثا فيستوعب الخصمُ الدرسَ القاسي! هذا هو الخط الذي سار عليه سقراط في مناظراته وحواراته.

                          والدرس الذي تعلمناه أن "الواو" يقتضي فيما يقتضي التبعية وكان حريا بنا التخلص منه، أي التخلص من مما يقتضية من غموض خاصة أنه يأتي في العنوان ثم يتوالد في النص حتى نهايته. فعلى المبدع أن يكون أكثر وضوحا بتخلصه من الواو، فتقول:

                          و بهذا نكون قد اطمئنينا أن النص في مأمن من هذا الحرف الكارثي
                          و نتأكد أنه إما .. الأرنب راح خارج المطبخ وهرب
                          أو أنه: راح داخل الطنجرة
                          أو أن المبدع راح في نزهة صاروخية داخل عقولنا المسكينة
                          و بالهناء و الشفاء


                          هذا هو الاصلاح في صيغة عبثية الذي ينشده دائما فن السخرية. فهل كان مقنعا أم غير مقنع؟ لنترك القول الفصل فيه لكل قارئ، لكن المؤكد أن النص كان ممتعا وهذه السمة هي إحدى أهداف فن السخرية ووظائفه (بواو التبعية)!
                          التعديل الأخير تم بواسطة الهويمل أبو فهد; الساعة 27-03-2013, 23:32.

                          تعليق

                          • منار يوسف
                            مستشار الساخر
                            همس الأمواج
                            • 03-12-2010
                            • 4240

                            #43
                            المشاركة الأصلية بواسطة عبدالله محمد عبدالله مشاهدة المشاركة
                            السلام عليكم
                            لدي رؤية أود ربطها عندكم قبل أن تهرب كالأرنب ..
                            أرأيتم كم كان النص رائعا وفتح أبوابا مغلقة , وأخرج معان من البطون ما كانت لتخرج لولا الارنب عند البعض , والملوخية عند البعض الاخر . والدليل كثرة المشاركات و عمقها على ما فيها من سخرية...
                            ماذا لو كثفنا العنوان واختزلناه ليفتح عندنا بعدا جديدا ولنطلق عليه ( أقترح ) " بعد الرائحة " أو " بعد النكهة " ... والسبب أصبح معروفا عند الجميع ... و سأسكت اختزالا ...
                            فيصبح العنوان " أر .. مل " بعد قلب " مل .. ار " المختزلة أصلا .. ف " مل " اختزال " ملوخية و تفسح مجالا للملوكية كما يسميها البعض ...
                            و "أر " اختزال وإفراد " ارانب " فالباء زائدة وال التعريف حشو .
                            و " ار,, مل " ايحاء ان الميت كان أرملا مما يفهمنا سهولة القبض عليه وذبحه .
                            أما بعد الكنهة أو الرائحة فليكن " فل "
                            فيكتمل العنوان "ار.. مل .. فل " وال "فل" تشير للفلفل الاسود او الاخضر
                            ولا تستبعد رائحة الفلافل .
                            وهكذا يتعانق العنوان مع النص بالبعد الجديد ف : فل , بمعنى : راح , وباختزالها كي لا نقع في التكرار الممل
                            يصبح العنوان
                            " ار.. مل .. فل "
                            والنص
                            " "
                            ببعد النكهة ...
                            ودمتم
                            ------
                            اعذروني فانا أحاول تعلم الادب الساخر كما أحاول تعلم ال (ق ق ج )
                            وروائعكم شجعتني
                            كما صاحب السبق تفضل و أفضل
                            فيا لها من مبدعة ...
                            و شكرا
                            و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
                            الأستاذ القدير عبد الله
                            أضحك الله سنك فقد تفوقت عليّ في السخرية
                            جميلة كانت القراءة الجديدة للنص المعجزة
                            و جميلة هذه الروح الساخرة التي تتمتع بها
                            في انتظار كتاباتك الساخرة قريبا بإذن الله
                            لتنضم لكوكبة أدباء الساخر
                            شكرا لك

                            تقديري و احترامي

                            تعليق

                            • منار يوسف
                              مستشار الساخر
                              همس الأمواج
                              • 03-12-2010
                              • 4240

                              #44
                              المشاركة الأصلية بواسطة الهويمل أبو فهد مشاهدة المشاركة
                              فن السخرية هو عمل أدبي شعرا كان أو نثرا، يهزأ من أمرء أو شخص أو هيئة ما، ولعل أقرب ما يكون له في الأدب العربي هو فن المعارضة خاصة الساخرة، رغم أن المعارضة والسخرية قد لا تكون هازلة دائما، بل قد تعارض أراء قيمة بأن تبدي عوارها وما تنطوي عليه من شرور اجتماعية خاصة سواء كان موضوع المعارضة شخصا بعينه كما هي الحال السخرية الفارونية (نسبة إلى Varro الروماني) أو الجيوفالينية (نسبة إلى Juvenal الروماني أيضا)، أو انحرافات ذهنية بوصفها المعادل الموضوعي للشر على مستوى الفكر الذي ينخر الحياة الاجتماعية. والفن الساخر يبتذل مادة عالية القيمة ليشبعها احتقارا وامتعاضا أخلاقيا أسيديا لاذغا

                              وربما هوراس (Horace الروماني-- 70 ميلادي) هو أشهر الغربيين الكلاسيكيين المعروفين عربيا، لكن سخريته مؤدبة متحضرة لأنه على صلة بالطبقة العليا وبالمجتمع المخملي وبالنخبة، فجاء نقده الساخر خافت الحدة رغم تقيده بادوات السخرية وبُعد إحالاته وتعقيدها.

                              ويستهدف الفن الساخر كشف الحماقات في كل أشكالها سواء ارتدت قناع الجنون أو جنون العظمة أو كانت تحت لفاع النفاق الأخلاقي أو الديني أو الحذلقة المتعالمة: أي تدعي المعرفة الدقيقة المعمقة (وتكثر بشكل حاد في ملتقانا)، الغلو المنغلق عرقيا عنصريا أو دينيا أو فكريا أيديولوجيا أو ادعاء الشفافية العاطفية المفرطة، أو المغالاة في التبجيل والاعجاب الذي يصل حد الأصنمة (من صنم)، والاشخاص المتحمسين جدا لقضية من القضايا، والاشخاص التي تبدلت أحوالهم فجأة نتيجة ثراء مفاجئ أو من منصب رسمي لم يحلموا به، لكنهم اجتماعيا وسلوكيا غير مهيئن لهذه النقلة النوعية (ولا شك أن الربيع العربي أفرز نوعيات جديرة بالتأمل) يضاف إلى هذه النماذج من اكتسب علما في حقل معين وأصبح يرى الدنيا بأكملها من خلال هذه المعرفة، والمغالي بحماسة رغم انحرافه، والبخلاء بخلا مفرطا لدرجة احتيالهم على الغير والنهب، وكل هذه النماذج تُسْتَهدَف من أجل الإصلاح وذلك بتعرية عيوبها وأمراضها الكثيرة التي تنخر في بناء أي مجتمع.

                              أما السخرية المنيبية (نسبة إلى الأغريقي Menippe)، والتي تمتد إلى اليوم فتختلف عن سخرية غيره بأنها نثر روائي تتخللها مقطوعات شعرية، وأقرب نماذجها لغة وبنية هي الرواية، وتستهدف بالدرجة الأولى العيوب الفكرية والعقلية/الذهنية وليس الأشخاص. فهي ترى أن هذه العيوب الذهنية بوصفها مصدر أمراض وشرور المجتمع. وتأتي غالبا في صورة الـ Burlesque (والتي تُعني بابتذال مادة عالية القيمة وتسطيحها لدرجة الانحطاط)، فهي تستخدم مختلف الفنون النثرية لتنتقد الأساطير الموروثة في الثقافة التقليدية خاصة المرتبطة بطبيعة الراوي والرواية المتجزئة المتقطعة، والانتقال السريع بين أساليب مختلفة ووجهات نظر متغايرة مرورا بكل النماذج المجتمعية السابقة لكشف عوارها الذهني وانحرافها بسبب تشبثها بغلو ومغالة مشينة لتغلق الأفق بدل أن تفتحه على أفاق جديدة تثري ولا تفقر. وكما نرى، ففن االسخرية انقسم بين فن يستهدف الأشخاص بوصف حماقاتهم مصدر وباء على المجتمع وآخر يرى أن الحماقات ذاتها افراز مجتمعي يؤطر الشخصية أو الطرح الفكري، وهي بالتالي شرور وأمراض فكرية ذهنية منحرفة تقتضي الاصلاح بتعرية عوارها وتجسيدها في مفارقة حادة لا يخطئ إدراكها مجنون ناهيك عمن يملك ذرة عقل.

                              وهذا هو ما نراه في قراءة منار، فالطرح لا يهاجم شخصا بعينة كما هي حال سخرية جيوفنيال وفارو وهوراس بل هاجمت توجها نقديا بأكملة هو ما يترجمة العرب بالتفكيك وبالانجليزية والفرنسية ديكونستراكشن. وأنا بدوري لا أستطيع أن أجزم بقربه من التفكيك المهنجي، لكنه بالتأكيد طبخة لم تنضجها عن قصد، فعمدت إلى التجزئية والاستعانة بحرف (الواو) لبعثرتها وتفتيتها ربما في طنجرة أو معدة خاوية. ومع أن المسخرة غلبت كثيرا على السخرية إلا أن الأستاذة منار بالتأكيد نجحت حيث أرادت النجاح في بنائها المفارقة التي يقوم عليها كل فن ساخر. فهي عمدت إلى بناء طبختها على تواز مطرد بين لغة نقدية قوية تتعارض مع مضمون متاهفت مبتذل، فهي تبدأ من عتبة العنوان كما يقول النقاد المخضرمين وتحليله حتى تأتي إلى حرف الواو فتستعين شأن الباحثين الجادين باستطلاع أراء أهل العلم الذين لم يبخلوا عليها بمعلوماتهم القيمة في هذا الحرف الذي لو التفَ على نفسه لأصبح ذا عينين مبصرتين، بل أن لغة الطبخ اختلطت بلغة النقد منذ البداية حتى أصبح الترادف بين الابداع والجوع دليلا يبوح بالمضمون والهدف المستهدف، ومع أن العنوان هو (راح.. و)، على تفاهته إلا أنها تصفه "بالسرد المقتضب" وتؤكد بأننا أمام حالة اعجازية بلاغية فسيولوجية ديناميكية التهامية. وهنا، حتى نجاريها في الصفات، نقول إنها زاوجت بين اللغة النقدية من حيث الاعجاز البلاغي والديناميكية لكنها خرقت وخرمت هذا التوجه وقطعته بالفسيولوجيا والإلتهام الاشتهائي حتى يتوائم القاموس النقدي مع قاموس الطبخ والمعدة، ثم أضافت عبارات شاعرية (مثل "مضمخة بالأسى و الحسرة") وبهذا جاءت بكل انواع النثر والشعر. بل خلطت المعدة بالذهن، ولا شك لدي أنها إحالة أقرب من اليد إلى الفم في مقولة ("المعنى في بطن الشاعر"، ونحن نعلم جيدا ما في بطنه). وجدير بنا أن نتذكر معارضة "مررت على الديار ديار ليلى أقبل ذا الجدار وذا الجدار"، إذ قال الشاعر مررت على الديار وضعت فيها (وباقي البيت معروف).

                              وكان حريا بها أن تحيل إلى هذا المعنى بصيغة أفضل من زلة لسان حيث قالت (و بالطبع أول ما يتبادر على معدتنا .. قصدي ذهننا .. أن الأرنب راح ..) ومع راح وما يتداعي لها من جراح، يأتي حرف الواو ليؤكد لنا حماس المبدعين في تفسير ما فاتها من أمره من معرفة ثمينة، لتجد أنه من الخطوره يحتل الصدارة، فهي تقول:

                              نأتي للأمر الأخطر في النص ألا و هو حرف ( الواو ) و لأني لم أكن أعرف دلالة هذا الحرف في النصوص استعنت ببعض آراء المبدعين في الملتقى عن هذا الحرف و التي كانت بمثابة إضاءة قوية لي لفتح ما انغلق عني

                              ونحن نعلم أن مثل هذا الموقف (إدعاء الجهل وطلب العلم ممن يدعون العلم) هي حالة علاقة الغافل بالمتغافل وهي في المسرح الأغريقي العلاقة بين Iron (المفارقة) وبين Alazon (المتحاذق) ومدعي العلم. فمهمة شخصية المفارقة أن يقود مدعي العلم المتحاذق إلى هوة سحيقة ليستوعب جهلة بنفسه ويدرك أن المتغافل هو الأكثر علما وخبثا فيستوعب الخصمُ الدرسَ القاسي! هذا هو الخط الذي سار عليه سقراط في مناظراته وحواراته.

                              والدرس الذي تعلمناه أن "الواو" يقتضي فيما يقتضي التبعية وكان حريا بنا التخلص منه، أي التخلص من مما يقتضية من غموض خاصة أنه يأتي في العنوان ثم يتوالد في النص حتى نهايته. فعلى المبدع أن يكون أكثر وضوحا بتخلصه من الواو، فتقول:

                              و بهذا نكون قد اطمئنينا أن النص في مأمن من هذا الحرف الكارثي
                              و نتأكد أنه إما .. الأرنب راح خارج المطبخ وهرب
                              أو أنه: راح داخل الطنجرة
                              أو أن المبدع راح في نزهة صاروخية داخل عقولنا المسكينة
                              و بالهناء و الشفاء


                              هذا هو الاصلاح في صيغة عبثية الذي ينشده دائما فن السخرية. فهل كان مقنعا أم غير مقنع؟ لنترك القول الفصل فيه لكل قارئ، لكن المؤكد أن النص كان ممتعا وهذه السمة هي إحدى أهداف فن السخرية ووظائفه (بواو التبعية)!

                              أستاذنا الناقد و المفكر الكبير
                              الهويمل أبو فهد
                              حقيقة لا تسعفني الكلمات حتى أشكرك بما تستحق على هذا المجهود الذي بذلته في هذه القراءة الأكثر من رائعة
                              فقد وجدتني أكتشف نفسي من جديد .. بل و انتبهت لأمور ربما كانت غائبة عني من خلال هذه الإطلالة الثقافية المدهشة التي صقلت ثقافتي عن الأدب الساخر
                              سعدت حقيقة جدا بحضورك الغرفة الصوتية
                              و سعدت أكثر بقراءتك القيمة للنص
                              و ما أروعها من قراءة جعلتني اكتشف الكثير في النص و في نفسي
                              فكل الشكر و كل التقدير و كل الاحترام لشخصك النبيل
                              و شتائل زهر لعطاءك و ثقافتك الواسعة و مرورك المضىء هنا

                              تعليق

                              يعمل...
                              X