على نار هادئة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مريم بن بخثة
    أديبة وكاتبة
    • 08-06-2012
    • 33

    على نار هادئة

    مشهد 1
    والتفت الساق على الساق ، تشابكت العيون يلتهمها وهج الشهوة ، و الأنفاس تتسارع في الاتجاهين ، تحركت يده نحو يدها المرتعشة ،جذبها نحوه بعنف شبقي ترددت ، حاولت أن تسحب يدها من يده لكن قوة تمسكه بها لم تمنحها فرصة لذلك فاستكانت،أرادت أن تعدل من هيئتها المبعثرة، لكنها استسلمت أخيرا تحت تأثير نظراته الملتهبة ، فتح ذارعيه ليحضن فرحتها الأولى ، تباطأ و هو يتأمل إطلالتها المنيرة كبدر متألق يغازل سواد الليل ، قامت من قربه و ابتعدت قليلا ، كانت ثيابها الشفافة تعكس أنوثتتها البكر ، ظل ينظر إليها ملتهما كل تقاطيعها الصغيرة و هو نشوان بحظيته هذه الليلة التي تمناها طويلا، زفر زفرة بث فيها صبره الطويل و أطلت من بين شفتيه ابتسامة المنتصر الذي استطاع أخيرا أن يقطف أول ثمار شهده ، مد يده داعيا إياها إلى حضن خالدٍ، هكذا كان يريدها أن تراه فلا ملاذ لها سوى حضنه الدافئ المشبع بالرغبة القوية ، رماها فوق سرير المتعة يسعى أن يفتض حلمه الجميل بجعله واقعا يعيشه ارتمى عليها ، فإذا به يهوى بجسده على الأرض مبللا كحلمه ، كانت برودة المكان كافية أن تعيده إلى زنزانة الواقع و صوت أنثوي قريب منه ينادي عليه :مابك يا محمد كل مرة تسقط مثل الأطفال على الأرض و أنت نائم .
    مشهد 2
    كان الغروب يعانق كل الضلال المترامية و حمرته قد منحت المكان رونقا خلابا ، وهدير مياه البحر بين مده و جزره سمفونية تفوق برقتها و عذوبتها سمفونية بتهوفن ، على الرمال كان هناك ظلان يتهاديان في مشية مسترخية ، كأنهما بخطوهما البطيئ يمددان جمال المكان و بهاءه ، تشابكت أيديهما بنعومة لتوحد نبضهما الصاخب ، كان فكره المتاجج و أفكاره التي ركضت بعيدا أمامه تستبق اللحظات المشتعلة التي ستضيء ليلهما في هذا المكان الذي سيكون جنتهما الأولى ، نظر إليها بعينين أرادهما مرسول عشق و هيام عساها تنجذب بشعاع الرغبة المتوهجة، حاولت أن تتملص من سطوة توهجه تحركت بعيدا عنه ، ركضت و كأنها تقول له لست فرسا مروضة كي تمتطيني من أول وهلة ،ظل للحظة يتأمل قوامها الممشوق الذي يسلب اللب ، تفحصه كما يتفحص الجواهري قطعة ماس مميزة ، تقاطيعها الصغيرة ، سيقانها البان، عودها الممشوق، شعرها الأسود الكثيف المنسدل على ظهرها ، لم يكن في حاجة الى رؤية أعمق من ذلك فلباس البحر الذي كانت ترتديه كشف عن المستور ، ازدادت رغبته ، اشتعلت بنيران الشهوة ركض إليها ، كفارس يصطاد فريسته ، احتضنتها ذراعاه ، هويا على الرمال التي مازالت تحمل دفئ يوم مشمس ، كانا يلهثان من شدة الركض و أشياء أخرى أغمضا عينيهما يستمتعان باللحظة ، هو مازالت أفكاره تسبقه بلحظات شبقية مجنونة ، ازداد نبضه ، أخذت يده تتلمس طريقها بشكل عبثي ...
    ساعتها أحس بعصا غليظة تلمس كتفه المتعرقة و يد تقودهما الى سيارة الشرطة.
    المشهد 3
    كانت قاعة السينما شبه فارغة إلا من بعض عشاق الأفلام الرومانسية ، جلسا جنب بعض ظلت تحدثه طوال الوقت قبل ولوجهما صالة العرض ، و هو كان مشدوها اليها كوليد بحبله السري ، يشرب كلماتها و يغوص في ذاتها منتشيا ، كلما تحركت يمنة أو شمالا ، حين تلوي بعنقها إلى الخلف لم يكن يشتهي سوى أن يطبع قبلة محمومة عليه ، فكر حينها ان صالة العرض و الإنارة غير متاحة ستفي له بالغرض ، ابتسم سعيدا بهذه الفكرة ، لم يكن صمته إلا غيابا في لحظات شبقية مجنونة كانت تراود مخيلته، ازداد ت رغبته في عناقها اكثر ، في التعرف على تقاطيعها المختفية تحت ملابسها الضيقة .
    هل كانت تدرك ذلك ، وحدها كانت تتكلم ،ووحدها كانت تسأل و تجيب و هو بعينين مشبعتين بعوالم أخرى كان ينظر إليها ، لحظة احساسها بمدى تفحصه لجسدها البض كانت تضربه على يده بدلال و غنج ، يشيان بتتبعها لكل حركاته .
    يبدأ الفيلم الرومانسي و ما أحلاها الرومانسية بين ان تشاهدها على الشاشة أو تلامسها على الواقع ، وحده كان يعرف الفرق ،تردد قليلا بعدبدء الفيلم توهجت أحداثه و و عاشا ابطاله لحظات ساخنة ، جعلته غير قادر على أن يتاملها من بعيد ، قرر هتك الحاجز ليباشر معها فيلما رومانسيا على أرض الواقع ، لم يجد منها إلا صفعة مدوية على وجهه تعلمه ، ان بين الواقع و الخيال مسافات ضوئية لم يقطعها بعد.

    هامش
    بين المشاهد الثلاث كان الكاتب قد احتسى عشرة فناجين قهوة سوداء بدون سكر و دخن خلالها ثلاثة علب سجائرو سرق من زمن عمره ساعات طوال.
    ثلاث مشاهدمجنونة لم تكف الكاتب ليكشف عن أفكاره الايروتيكية بعد .
    قام فمزق كل الأوراق التي دون فيها مشاهده لأنه اكتشف في نهاية المطاف أن العيب فيه لا في مشاهدة بطله كيف يخترق فواصل الممنوع.تأكد لديه وحده دون علم قرائه، أنه لا يجيد فن الغواية و المتعة.
  • نادية البريني
    أديب وكاتب
    • 20-09-2009
    • 2644

    #2
    قرأت المشاهد الثّلاثة مريم
    وجدت اللغة متينة باستثناء أخطاء قليلة لا تقلّل من ثراء لغتك:
    دفئ الهمزة تكتب على السطر لأنّها في آخر الكلمة وما قبلها ساكن تكتب: دفء
    المشاهد الثلاث ونقول المشاهد الثّلاثة (نؤنّث مع المذكر)
    وجدتك تمتلكين القدرة على استبطان أعماق الشخصيّة البطلة و تتابعين كلّ ملامحه النّفسيّة.
    المشاهد الثلاثة: البطل واحد والموضوع واحد والنهاية متشابهة
    أتراها صورة متكرّرة لذلك الذي لا يستطيع مغالبة الشّهوة رغم أنّه يوجد في كلّ مرّة طرف يوقظه ويؤدّبه...في مجتمعاتنا صور لسلوكات متعفّنة...وإذا ما وجدت الطفيليات فإنّها تترعرع وتقوى
    هكذا قرأت النّص أختي المبدعة
    دمت بخير
    التعديل الأخير تم بواسطة نادية البريني; الساعة 12-03-2013, 20:31.

    تعليق

    • ميساء عباس
      رئيس ملتقى القصة
      • 21-09-2009
      • 4186

      #3
      أسلوب جميل رشيق
      سرد متمكن
      حرف جريء واثق
      كلمات مخضرمة
      مشاهد جميلة
      أحببت جدا أسلوبها
      لكن ليت كل مشهد كان يختلف بفكرته
      لقد كانت جميع المشاهد نفس الفكرة
      فسارت على نفس الطريق
      مما أفقد عنصر ال
      مفاجأة للقارىء
      سعدت بحرفك جدا
      أهلا بك مريم ومرحبا بقدومك الممطر جمالا
      ميساء العباس
      مخالب النور .. بصوتي .. محبتي
      https://www.youtube.com/watch?v=5AbW...ature=youtu.be

      تعليق

      • حسن لختام
        أديب وكاتب
        • 26-08-2011
        • 2603

        #4
        ثلاثة مشاهد تصور بدقّة وجع الجسد المقموعة غرائزه، والمكبوتة رغباته في المجتمعات المحافظة...مأساة الجسد المجروح.. والذي أصبح يدمي من تعدّد الكبت، والحرمان، والقهر...
        راقت لي لغة النص الشاعرية
        محبتي، أختي مريم

        تعليق

        • نشأت النادي
          أديب وكاتب
          • 15-07-2011
          • 61

          #5
          ربما عشق الأجساد طغى على المشهد بينما يبقى عشق الرواح عاليا لا يناله أحد
          لغة قوية وتوصيف رائع
          دمت بود

          تعليق

          • مريم بن بخثة
            أديبة وكاتبة
            • 08-06-2012
            • 33

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة نادية البريني مشاهدة المشاركة
            قرأت المشاهد الثّلاثة مريم
            وجدت اللغة متينة باستثناء أخطاء قليلة لا تقلّل من ثراء لغتك:
            دفئ الهمزة تكتب على السطر لأنّها في آخر الكلمة وما قبلها ساكن تكتب: دفء
            المشاهد الثلاث ونقول المشاهد الثّلاثة (نؤنّث مع المذكر)
            وجدتك تمتلكين القدرة على استبطان أعماق الشخصيّة البطلة و تتابعين كلّ ملامحه النّفسيّة.
            المشاهد الثلاثة: البطل واحد والموضوع واحد والنهاية متشابهة
            أتراها صورة متكرّرة لذلك الذي لا يستطيع مغالبة الشّهوة رغم أنّه يوجد في كلّ مرّة طرف يوقظه ويؤدّبه...في مجتمعاتنا صور لسلوكات متعفّنة...وإذا ما وجدت الطفيليات فإنّها تترعرع وتقوى
            هكذا قرأت النّص أختي المبدعة
            دمت بخير
            سعدت سيدتي بتعليقك هنا و كذا بملاحظاتك ما اجمل ان نختلف لنتلقي على اعتاب الحروف
            مودتي و معذرة للتاخير في الرد

            تعليق

            • مريم بن بخثة
              أديبة وكاتبة
              • 08-06-2012
              • 33

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة ميساء عباس مشاهدة المشاركة
              أسلوب جميل رشيق
              سرد متمكن
              حرف جريء واثق
              كلمات مخضرمة
              مشاهد جميلة
              أحببت جدا أسلوبها
              لكن ليت كل مشهد كان يختلف بفكرته
              لقد كانت جميع المشاهد نفس الفكرة
              فسارت على نفس الطريق
              مما أفقد عنصر ال
              مفاجأة للقارىء
              سعدت بحرفك جدا
              أهلا بك مريم ومرحبا بقدومك الممطر جمالا
              ميساء العباس
              سعدت بتوقيعك هنا غاليتي ميساء عباس ة اسعدني تفاعلك مع النص
              مودتي

              تعليق

              • عائده محمد نادر
                عضو الملتقى
                • 18-10-2008
                • 12843

                #8
                الزميلة القديرة
                مريم بن بخثة
                نصوص جاءت تحاكي واقع الشباب
                لك مقدرة على منح القاريء متعة القراءة لأنك تكتبين بطريقة جادة ورصينة وسلسة أيضا وهذه أدوات من يمتلكها يستطيع أن يكتب طويلا وكثيرا أيضا وسيقرأ له القراء
                ربما تشابهت القصص لكنها تأتي ضمن رؤية للواقع وإنارة لبعض مايعانيه الشباب من مشاكل نفسية يحدثها الكبت
                شكرا لك سيدتي
                كل الورد لك
                الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

                تعليق

                • حسن لختام
                  أديب وكاتب
                  • 26-08-2011
                  • 2603

                  #9
                  عليه أن يتعلم فن الإغراء..إن أراد أن يقتحم عوالم الجسد المثيرة والمغرية
                  شكرا لك، على لذة القراءة
                  محبتي وتقديري، مريم

                  تعليق

                  • محمد الشرادي
                    أديب وكاتب
                    • 24-04-2013
                    • 651

                    #10
                    أهلا أختي مريم
                    استمتعت بقراءة هذا النص الجريء.
                    تحياتي

                    تعليق

                    • سعاد محمود الامين
                      أديب وكاتب
                      • 01-06-2012
                      • 233

                      #11
                      مريم يامريم أيتها الأديبة
                      الله..الله على قصك
                      السرد الماتع..والفكرة المجنونة
                      أكتفي بذلك التعليق يخدشه
                      شكرا لك على هذا الأبداع
                      سلم القلم
                      بوركت
                      مصر ومامصر سوى الشمس
                      التي بهرت بثاقب نورهاكل الورى
                      والناس فيك إثنان...
                      شخص رأى حسنا فهام به
                      وشخص لايرى!

                      تعليق

                      • مريم بن بخثة
                        أديبة وكاتبة
                        • 08-06-2012
                        • 33

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة حسن لختام مشاهدة المشاركة
                        ثلاثة مشاهد تصور بدقّة وجع الجسد المقموعة غرائزه، والمكبوتة رغباته في المجتمعات المحافظة...مأساة الجسد المجروح.. والذي أصبح يدمي من تعدّد الكبت، والحرمان، والقهر...
                        راقت لي لغة النص الشاعرية
                        محبتي، أختي مريم
                        شكرا لمرورك اخي حسن لختام
                        سعدت بقراءتك للنص
                        تحياتي

                        تعليق

                        • مريم بن بخثة
                          أديبة وكاتبة
                          • 08-06-2012
                          • 33

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة نشأت النادي مشاهدة المشاركة
                          ربما عشق الأجساد طغى على المشهد بينما يبقى عشق الرواح عاليا لا يناله أحد
                          لغة قوية وتوصيف رائع
                          دمت بود
                          تحية لمرورك العطر \ربما طغيان لغة الجسد اكثر لاننا هذا ما نشاهد على الكثيرين ، اما لغة الارواح فلا يصل اليها الا من يملك روحا شفيفة تحيتي لحضورك المتميز

                          تعليق

                          • وسام دبليز
                            همس الياسمين
                            • 03-07-2010
                            • 687

                            #14
                            لاه بعد كل هذا الادب مزق الاوراق ؟؟؟؟؟؟
                            المهم أن قصة جميلة تحمل الغواية والأدب الرفيع والاحساس العالي وصلت هنا لتستقر بين أيدينا
                            دمت مبدعة ودام نزيف قلمك

                            تعليق

                            • مريم بن بخثة
                              أديبة وكاتبة
                              • 08-06-2012
                              • 33

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة عائده محمد نادر مشاهدة المشاركة
                              الزميلة القديرة
                              مريم بن بخثة
                              نصوص جاءت تحاكي واقع الشباب
                              لك مقدرة على منح القاريء متعة القراءة لأنك تكتبين بطريقة جادة ورصينة وسلسة أيضا وهذه أدوات من يمتلكها يستطيع أن يكتب طويلا وكثيرا أيضا وسيقرأ له القراء
                              ربما تشابهت القصص لكنها تأتي ضمن رؤية للواقع وإنارة لبعض مايعانيه الشباب من مشاكل نفسية يحدثها الكبت
                              شكرا لك سيدتي
                              كل الورد لك
                              الغالية محمد نادر
                              سعدت بتعليقك هنا و اكيد اننا نتشارك الكثير و تكفينا الرؤية الانسانية الاكثر شمولية معذرة للتاخير في الرد محبتي

                              تعليق

                              يعمل...
                              X