ماذا عن يوسف الصديق ونسوة المدينة ؟؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مباركة بشير أحمد
    أديبة وكاتبة
    • 17-03-2011
    • 2034

    ماذا عن يوسف الصديق ونسوة المدينة ؟؟

    ماذا عن يوسف الصديق، ونسوة المدينة ؟؟

    يقول الله تعالى ( فلما سمعت بمكرهن أرسلت إليهن وأعتدت لهن متكأ وآتت كل واحدة منهن سكينا وقالت اخرج عليهن فلما رأينه أكبرنه وقطعن أيديهن وقلن حاش لله ما هذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم )
    ولما سمعت زوليخة بمكر النسوة ، أرسلت إليهن من يأتي بهن لتوضح لهن ماخفي عنهن من أمر ذلك الفتى الذي راودته عن نفسه ، وكان سببا في سخريتهن منها كونها قد نزلت بكبريائها الأنثوي إلى الحضيض، وهي السيدة المطاعة ،فأعتدت لهن متكئا بمعنى وضَبت لهن أمكنة وثيرة للجلوس ، ووزعت عليهن سكاكينا ،ليس لأنها قدَمت إليهن فاكهة تتطلب التقشير بالسكين كالتفاح وماشابه ، ففي الغالب ،لا تقدم الفاكهة في بداية الجلسات، ثم أن القصد من حضورهن إلى القصر لم يكن من أجل الضيافة، وهن على ما أعتقد مجرد نساء من عامَة الشعب ،-ولغطهن يدلل على ذلك -،وليس طبعا للتقاتل بعد رؤية يوسف طلبا لإشباع عاطفي - كمايشير إليه أحد من قرأت لهم من المفسرين -،ولنفرض أن ذلك ماحدث فعلا ،فكيف بالطعنات لاتصيب إلا الأيادي ؟ فالذي تربكه ثورة الغريزة أو العاطفة ،لا يتوانى عن قتل من ينافسه ولايختار موضع الطعنة،ومالفائدة التي ستجنيها زوليخة إن تعاركت النسوة لأجل يوسف؟ .ولم توزع عليهن سكاكينا لاعتقادها أنهن سينبهرن بجماله ،وجراء ذلك سيقطعن أياديهن ،لأن الإنبهار لا يودي بالمرء إلى الإساءة لجسده ،بل إن العقل قد يصاب بشلل فجائي ،فلايقوى على ردود الأفعال ،و كيف بنفس التصرف أي التقطيع يسري عليهن جميعا ؟ ثم أن يوسف الصديق كان يتحرك في المدينة كباقي البشر ،ولم تكن تلك بالمرة الأولى التي تنظر إليه نساء المدينة من خادمات وسيَدات ،ونساء عاديات ،وإلا لتطرقت الآية الكريمة لذلك ،ولقد صار عزيز مصر بعد خروجه من السجن ،بدون أن تعترض طريقة امرأة .حتى زوليخة قد تابت إلى ربَها ،واعترفت بذنبها . إذن مالغاية من وجود السكاكين بقبضة النسوة ،ولماذا قطعن أيديهن حيال رؤيته ؟ وقبل أن نسترسل في ذكر السبب وجب أن نعلم أن كلمة تقطيع هنا معناها " تجريح" ،وهذا ما يعتقده بعض المفسرين أيضا، وليس القصد هو "البتر" فالقطع يكون مرة واحدة يقول تعالى: والسارق والسارق فاقطعوا أيديهما " وهناك فرق بين يقطع ويقطَع بالشدة ،والتي تدلل على تعداد الفعل والمبالغة فيه .فالذي يقطع يده مرة ،كيف له أن يكرر القطع مرات متتاليات ،؟؟؟
    يقول تعالى :" ولما رأينه أكبرنه وقطَعن أيديهن وقلن حاش لله ماهذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم ". إذن فبعد ما رأت النسوة يوسف الصديق الذي ازدرينه وتحدثن عنه باستهزاء كونه مجرد مملوك ،وخادم لدى زوجة العزيز ، أعظمنه أي رأينه كبيرا ،ورؤيته قد غرست في أنفسهن تقديرا له وإجلالا ، واستصغارا لشأنهن في حضرته ، فرحن يجرَحن أيديهن كناية على الزهد في الإمتلاك.من دفعهن لذلك ؟ إنها زوليخة التي أرسلت إليهن بغرض أن تضعهن تحت وطأة التجربة ،وتكشف عن ضعفهن أمامها ، وتنتقم منهن بفطنة وذكاء ، فخيَرتهن على وجه الرهان، مابين مراودتهن ليوسف إن استطعن إلى ذلك سبيلا ،أو تقطيع أياديهن بالسكاكين والركون إلى زاوية العجز ،وكانت قد خبأت يوسف خلف ستار .وإلا فلماذا قلن على صوت واحد :حاش لله عند رؤيته ؟ نفس الجملة التي تلفظن بها أمام الملك لمَا سألهن عن مراودتهن يوسف. يقول تعالى : : قال ماخطبكن إذ راودتن يوسف عن نفسه ،قلن حاش لله ماعلمنا عليه من سوء. أي أن الله منزه على أن يجعل من ذلك الملك الكريم ،عرضة للفساد والفجور ،وكيف سنراوده ونحن ماعلمنا عنه سفاهة أوتدنيا في الأخلاق ،.فالنسوة قد برئَن يوسف من السوء مرتين بقولهن " حاش لله " وهذا مدعاة لأن يشيَد بينهن وبينه حاجزا من الإكبار والتجلة. ولما قرأت في عيونهن تبجيلا ليوسف عليه السلام، وبعدما أوقعت بهن على ساحة الإقرار ، وأثبتن عدم مقدرتهن على مراودته ، ،لما يبدو عليه من طهارة ووقار، ووضاءة في الملامح ، جاء دورها زوليخة لتبرهن لهن أنها وحدها القادرة على مراودته ، بما أنها الأجملهن خلقة والأعلاهن مكانة، بل بمقدورها إخضاع يوسف على فعل ماتأمره به، و تستصغر من شأنه إذا أبى تنفيذ أوامرها،بالزج به في السجن. يقول تعالى ( قالت فذلكن الذي لمتنني فيه ولقد راودته عن نفسه فاستعصم ولئن لم يفعل ما آمره ليسجنن وليكونن من الصاغرين ) وعلى هذا الأساس فهي قد كشفت اللثام عن جبروت يكمن في دواخلها، وعاتبتهن بطريقة غير مباشرة، وحطَت من قدرهن ، وانتقمت لكرامتها منهن ،فمن رأينه كبيرا و قطَعن خيط الرجاء في مراودته ،باستطاعتها هي أن تسيَر إرادته وفق ما تشاء . وإذن فلا مخرج لهن من سخطها عليهن وقد ذكَرتهن بملامتهن وغيبتهن لها ،زوجة العزيز، إلا بالإذعان لتهديداتها المخيفة ،ولقد أحس منها يوسف ذلك، ورأى كيد النسوة ماثلا في تصرفاتهن مابين إكباره ،وكذا تأييد زوليخة -خوفا من بطشها بهن - في مافعلته سابقا وماتنوي إجباره عليه من معصية، فهرب إلى ربَه شاكيا ،راجيا رحمته .يقول تعالى.( قال ربَ السجن أحب إليَ مما يدعونني إليه وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين )وربما يتساءل سائل مالسر في إشارة يوسف إلى تقطيع النسوة أيديهن قبل خروجه من السجن . يقول تعالى ( وقال الملك ائتوني به فلما جاءه الرسول قال ارجع إلى ربك فاسأله مابال النسوة اللاتي قطَعن أيديهن إن ربي بكيدهن عليم )،ذلك لأن هذا الحدث يعتبر قرينة تنضح ببراءته، وشهادة تقدير سامية من النسوة على حسن أخلاقه، وردَ اعتبار له ،وهذا ما توضح جليا للملك بعد أن سألهن عن مراودتهن ليوسف عن نفسه، ليس لأن التقطيع يدلل على المراودة ،لكن لأن الملك بات يعلم أن يوسف ،الرجل الصالح، قد حُكم عليه بالسجن ظلما لمَا اتهمته إحدى النساء الرفيعات بمراودته لها عن نفسها. ثم أن تقطيع الأيدي ليس بالامر الهيَن الذي تنساه ذاكرة البشر، وإنها واقعة ستظل منقوشة على ناصية كل من سيقابل يوسف الصديق، الذي صار عزيز مصر، ولا أحد من الرعية بالتاكيد سيتجرأ على اتهامه بشيئ. وإن اعتراف زوليخة بذنبها لخير دليل على براءة يوسف الصديق ،وكذا براءة النسوة مما نسبته لهن الأجيال المتعاقبة يقول تعالى : ( قال ما خطبكن إذ راودتن يوسف عن نفسه قلن حاش لله ما علمنا عليه من سوء قالت امرأة العزيز الآن حصحص الحق أنا راودته عن نفسه وإنه لمن الصادقين )

    - والله اعلم -
  • عبد العزيز عيد
    أديب وكاتب
    • 07-05-2010
    • 1005

    #2
    رائع ما قرأت هنا هذا الفجر أخيتي الفاضلة الأستاذة مباركة بشير . ورائع قدرتك على قراءة هذا المشهد في هذه القصة العظيمة بطريقة أخرى غير تقليدية ، إذ المعلوم لدى الأعم الأغلب وحسبما ورد في كثير من التفاسير أن النسوة قطعن أيديهن تأثرا بجمال يوسف .
    وبهذه المناسبة - أي بمناسبة قراءتك الغير تقليدية - عندي سؤال .
    لماذا جعل الله تعالى من قصة يوسف أحسن القصص رغم أن تاريخ الأنبياء وسيرهم فيه وبه كثير من القصص الحسن والعبر الكثيرة ؟
    تحياتي لك وتقديري .
    الأحرار يبكون حريتهم ، والعبيد يبكون جلاديهم

    تعليق

    • مباركة بشير أحمد
      أديبة وكاتبة
      • 17-03-2011
      • 2034

      #3
      مرحبا بالأخ الكريم عبد العزيز عيد في أرض متصفحنا .
      وإنه ليسعدني حقا أن تحظى تخميناتي بإعجابك .
      وربما سأل أحد القراَء مستفسرا عن كيف تقدَم السكاكين دون فاكهة وعن معنى ( وإلاتصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين )وليس مقتنعا بأن النسوة لم يراودن يوسف عن نفسه بدليل كلمة " كيدهن ". فسأجيبه قائلة :
      *أولا يوسف عليه السلام ،لم يكن يمتلك جمالا خارجا عن نطاق الحسن البشري الذي ابتغاه الله كفضل منه عليه . فلوكان معجزة زمانه في الجمال لما باعه من عثر عليه في الجبَ بثمن بخس.على الأقل كان سيجني من الفضوليين أموالا ثمن الفرجة إلى وجهه ..
      *ولو أن النساء قطَعن أيديهن إنبهارا بجماله ،فهذا يعني أن كل امرأة في تلك المدينة وغيرها تصطدم عينها بملامحه ،ستقدم على إذاية نفسها بما تمتلك يداها من آلات حادَة كالسكَين وماشابه . ولو افترضنا هذا الإعتقاد الغريب ،فيوسف إذن خلق ليكون فتنة للنساء فقط، وليس نبيا داعيا إلى عبادة الله .
      * لماذا نستنكر توزيع السكاكين دون فاكهة ؟ إمرأة العزيز جرحت كرامتها بألسنتهن اللاذعة ،فوجب أن تنتقم منهن بطريقة ذكيَة تخرسهن إلى الأبد " بالرهان " ،وأيديهن المجرَحة ستكون شاهدا على عجزهن .فمن قال أنها كانت تنوي تدليلهن بما لذَ وطاب من الأطعمة الشهية ؟ كان الأحرى أن تقدَم لهن" سماَ هاريا" هههه.

      *يقول تعالى (( قال ربي السجن أحبَ إلَي مما يدعونني إليه وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين ))
      بعدما أكبرنه وقلن حاش لله ،ووصفنه بأنه ملك كريم ،وخشية من سخط زوليخة التي كشفت عن نيتها تجاههن،هنَ اللواتي لمنها في مراودتها يوسف عن نفسه وتحدثن عنها في غيبتها بسوء ، قد أظهرن تأييدا لها ووافقنها على فعلتها " فهي قادرة على أن تأمر بسجنهن نتاج طعنهن في شرفها"
      أما زوليخة فقد توعدته بالسجن ،إذا رفض أوامرها ولم يقدم على معصية الله.
      ففي هذا كلَه يبرز كيدهن ،نسوة المدينة وزوجة العزيز (.فابتهاله إلى الله عز وجل ،قد شمل نسوة المدينة وزوليخة التي توعدته بالسجن)
      فنسوة المدينة لايتمثل كيدهن في المراودة : أولا :لإكبارهن له أمام زوليخة، ثم أمام الملك .
      ثانيا : يراودنه على مرأى ومسمع من زوليخة التي كانت تعشقه ؟؟؟ مستحيل طبعا ،كانت ستمزق عيونهن بأظافرها ،قبل أن يقتربن منه ."فالعشق جنون"
      ثانيا : كيف لمن تنبح الجراح في يديه وتنزف منه الدماء يا حسرة ...أن يقبل على المراودة..؟؟
      " فدخول قصر زوليخة ليس كالخروج منه" ههه
      أماَعن سؤالك عن قوله تعالى :(
      نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين ) ،فذلك لأن قصة يوسف تعتبر واحدة من مجموع أحسن القصص التي أوحى بها الله لرسوله محمدصلى الله عليه وسلم، فقصص الأنبياء جميعها ،المنزَلة في القرآن الكريم ،إذا ما قورنت بقصص بشرية ،تعتبر الأفضل صياغة والأحسن شكلا ومضمونا من حيث التصوير الفني وتسلسل المشاهد، وتأثيرها على مخيَلة القارئ ،ومامن مفردة إلاَ ولها أبعادها التي تدلل عليها .فلوتأملنا قصص الأنبياء "نوح ،لوط ،إبراهيم ..عليهم السلام " فلكل قصة أحداثها المثيرة التي نستشف منها عبرا تزيدنا يقينا بقدرة الله عزوجل ،وتنمي في دواخلنا إحساسا بالمتعة فلانشبع من قراءتها أبدا .فقصة يوسف قصة إشتملت على حالات اجتماعية ،دينية ،نفسية ،فيزيولوجية ،مشاهد للشَر وأخرى للخير ،
      *معصية وإقرار بالذنب ،مكائد مختلفة ثم توبة ومغفرة " إخوة يوسف ، زوليخة ،نسوة المدينة"/
      *معيشة يوسف الصديق في البدو ثم القصر ، فتنة زوجة العزيز، ضعفه البشري أمام الإغراء ،الهروب إلى الله ،السجن ،...القصر من جديد ./ومشهد المراودة جاء في سياق نظيف ،تلميحا ،يلتزم مبادئ الأدب الرباني ،غير الفاضح ،والبعيد عن "الأدب الواقعي البشري" المقيت.
      "*القميص يكون شاهدا على موته ،براءته ثم على حياته "
      * يعقوب عليه السلام تبيض عيناه حزنا ثم يغدو بصيرا لماَ يلقى عليه قميص حبيبه الغائب.( معجزة أم دواء ؟)
      *بدأت القصة بالحديث عن رؤيا الكواكب والشمس والقمر ،وانتهت بتحقيقها وتفسيرها .
      ولقصة يوسف وجب أن تخصص الأوقات الطويلة ،لكي نحظى بما تكتنفه الكلمات الإلهية من جمال وروعة في معانيها
      .شكرا لك أخي الفاضل / عبد العزيز عيد
      وتمنياتي لك بالسعادة في الدارين ،الدنيا والآخرة
      مع أسمى تحاياي وتقديري




      _________________

      تعليق

      • جلال داود
        نائب ملتقى فنون النثر
        • 06-02-2011
        • 3893

        #4
        الأستاذة مباركة
        تحياتي وتقديري
        شكرا لإيراد هذه الرؤيا عن قصة يوسف وزوليخا ، وأسمحي لي بهذه النقاط لتفسيرك :



        يقول الله تعالى ( فلما سمعت بمكرهن أرسلت إليهن وأعتدت لهن متكأ وآتت كل واحدة منهن سكينا وقالت اخرج عليهن فلما رأينه أكبرنه وقطعن أيديهن وقلن حاش لله ما هذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم )

        ولما سمعت زوليخة بمكر النسوة ، أرسلت إليهن من يأتي بهن لتوضح لهن ماخفي عنهن من أمر ذلك الفتى الذي راودته عن نفسه ، وكان سببا في سخريتهن منها كونها قد نزلت بكبريائها الأنثوي إلى الحضيض، وهي السيدة المطاعة ،
        هؤلاء النسوة لم يكُنَّ من عامة الشعب ، بل من الطبقة التي تستضيفهن زوليخا ويستضفنها ، لأنهن لو كُنَّ من طبقة من عامة الشعب ، لِما يصلها سخريتهن منها في عشقها ليوسف، لأن عامة الشعب يتهامس في مثل هذه الأمور التي تخص طبقة الملوك، لذا فمن المرجح أنهن قريبات منها.


        فأعتدت لهن متكئا بمعنى وضَبت لهن أمكنة وثيرة للجلوس ، ووزعت عليهن سكاكينا ،ليس لأنها قدَمت إليهن فاكهة تتطلب التقشير بالسكين كالتفاح وماشابه ، ففي الغالب ،لا تقدم الفاكهة في بداية الجلسات،
        بل بالعكس سيدتي ، الفاكهة تقدم قبل الأكل ( وهو أمر أثبته الطب الحديث ، ومعمول به عند شرائح عريضة ، وهذا يدل على رُقِى طبقة زوليخا فش ذاك الوقت
        .

        ثم أن القصد من حضورهن إلى القصر لم يكن من أجل الضيافة، وهن على ما أعتقد مجرد نساء من عامَة الشعب ،-ولغطهن يدلل على ذلك -،وليس طبعا للتقاتل بعد رؤية يوسف طلبا لإشباع عاطفي - كمايشير إليه أحد من قرأت لهم من المفسرين -،ولنفرض أن ذلك ماحدث فعلا ،فكيف بالطعنات لاتصيب إلا الأيادي ؟ فالذي تربكه ثورة الغريزة أو العاطفة ،لا يتوانى عن قتل من ينافسه ولايختار موضع الطعنة،
        م
        ن الواضح أن زوليخا قصدتْ أن تناولهم الفاكهة والسكاكين في نفس لحظة إطلالة يوسف ، بمعنى أنها إختارت توقيتا كانت موقنة من أنهن سيقمن بتقطيع أيديهن التي كانت تمسك بالسكاكين وبالفاكهة ، وهي خطوة تريد أن تؤكد لهن بها بأنها غير ملامة على إفتتانها به.

        ومالفائدة التي ستجنيها زوليخة إن تعاركت النسوة لأجل يوسف؟ .ولم توزع عليهن سكاكينا لاعتقادها أنهن سينبهرن بجماله ،وجراء ذلك سيقطعن أياديهن ،لأن الإنبهار لا يودي بالمرء إلى الإساءة لجسده ،بل إن العقل قد يصاب بشلل فجائي ،فلايقوى على ردود الأفعال ،و كيف بنفس التصرف أي التقطيع يسري عليهن جميعا ؟
        جمال سيدنا يوسف لم يكن بالمستوى العادي ، وأعتقد أن زليخا كانت متأكدة من إنبهار النسوة لن يتم تأكيده إلا بهذه الطريقة العملية. وبالطبع دعوتهن لم تكن للضيافة ولكن كانت بمثابة إثبات دليل وحتى لا يلُمْنَها بعد ذلك
        .

        ثم أن يوسف الصديق كان يتحرك في المدينة كباقي البشر ،ولم تكن تلك بالمرة الأولى التي تنظر إليه نساء المدينة من خادمات وسيَدات ،ونساء عاديات ،وإلا لتطرقت الآية الكريمة لذلك ،
        أعتقد أن النسوة كُنَّ زوجات نبلاء في القصر ، أيْ يسكُنّ بالقصر ذاته، بدليل أن الآية تقول ( فلما سمعت بمكرهن أرسلت إليهن ) ، فلا يمكن أن تسمع زوجة العزيز بمكر نسوة يتجولن في الأسواق وفي الشوارع ، ولا يمكن أن تدعو زوجة عزيز مصر نسوة يتهامسن في بيوتهن وفي الشوارع ، فلا بد إذن أن النسوة من طبقة تعادلها أو طبقة قريبة منها على الأقل.


        ولقد صار عزيز مصر بعد خروجه من السجن ،بدون أن تعترض طريقة امرأة .حتى زوليخة قد تابت إلى ربَها ،واعترفت بذنبها . إذن مالغاية من وجود السكاكين بقبضة النسوة ،ولماذا قطعن أيديهن حيال رؤيته ؟ وقبل أن نسترسل في ذكر السبب وجب أن نعلم أن كلمة تقطيع هنا معناها " تجريح" ،وهذا ما يعتقده بعض المفسرين أيضا، وليس القصد هو "البتر" فالقطع يكون مرة واحدة
        يقول تعالى: والسارق والسارق فاقطعوا أيديهما
        " وهناك فرق بين يقطع ويقطَع بالشدة ،والتي تدلل على تعداد الفعل والمبالغة فيه .فالذي يقطع يده مرة ،كيف له أن يكرر القطع مرات متتاليات ،؟؟؟
        يقول تعالى :
        " ولما رأينه أكبرنه وقطَعن أيديهن وقلن حاش لله ماهذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم ".
        إذن فبعد ما رأت النسوة يوسف الصديق الذي ازدرينه وتحدثن عنه باستهزاء كونه مجرد مملوك ،وخادم لدى زوجة العزيز ، أعظمنه أي رأينه كبيرا ،ورؤيته قد غرست في أنفسهن تقديرا له وإجلالا ، واستصغارا لشأنهن في حضرته ،
        ا
        لنسوة لم يقمن بإزدراء يوسف أو التقليل من شأنه ، بل كل إستهزاءهن إنصب على زوليخا، ومن الواضح أنهن لم يرين يوسف ، بل سمعن بشغف زوليخا بإحد الخدم فقط.

        فرحن يجرَحن أيديهن كناية على الزهد في الإمتلاك.
        هذا تفسير يا سيدتي ينحو نوعا ما لصفة إسمها :
        " حب تعذيب النفس " أو كما يسميها علماء النفس " الماسوشية، وهي صفة عكس الصفة التي عند الرجال وهي السادية ( حب تعذيب الغير ). ولا أعتقد أن الصفة المذكورة كانت سائدة أيامها لعدة عوامل يطول شرحها هنا.

        من دفعهن لذلك ؟ إنها زوليخة التي أرسلت إليهن بغرض أن تضعهن تحت وطأة التجربة ،وتكشف عن ضعفهن أمامها ، وتنتقم منهن بفطنة وذكاء ، فخيَرتهن على وجه الرهان، مابين مراودتهن ليوسف إن استطعن إلى ذلك سبيلا ،أو تقطيع أياديهن بالسكاكين والركون إلى زاوية العجز ،وكانت قد خبأت يوسف خلف ستار .وإلا فلماذا قلن على صوت واحد :حاش لله عند رؤيته ؟ نفس الجملة التي تلفظن بها أمام الملك لمَا سألهن عن مراودتهن يوسف.
        يقول تعالى : : قال ماخطبكن إذ راودتن يوسف عن نفسه ،قلن حاش لله ماعلمنا عليه من سوء.
        أي أن الله منزه على أن يجعل من ذلك الملك الكريم ،عرضة للفساد والفجور ،وكيف سنراوده ونحن ماعلمنا عنه سفاهة أوتدنيا في الأخلاق ،.فالنسوة قد برئَن يوسف من السوء مرتين بقولهن " حاش لله " وهذا مدعاة لأن يشيَد بينهن وبينه حاجزا من الإكبار والتجلة. ولما قرأت في عيونهن تبجيلا ليوسف عليه السلام، وبعدما أوقعت بهن على ساحة الإقرار ، وأثبتن عدم مقدرتهن على مراودته ، ،لما يبدو عليه من طهارة ووقار، ووضاءة في الملامح ، جاء دورها زوليخة لتبرهن لهن أنها وحدها القادرة على مراودته ، بما أنها الأجملهن خلقة والأعلاهن مكانة، بل بمقدورها إخضاع يوسف على فعل ماتأمره به، و تستصغر من شأنه إذا أبى تنفيذ أوامرها،بالزج به في السجن.
        يقول تعالى ( قالت فذلكن الذي لمتنني فيه ولقد راودته عن نفسه فاستعصم ولئن لم يفعل ما آمره ليسجنن وليكونن من الصاغرين )
        وعلى هذا الأساس فهي قد كشفت اللثام عن جبروت يكمن في دواخلها، وعاتبتهن بطريقة غير مباشرة، وحطَت من قدرهن ، وانتقمت لكرامتها منهن ،فمن رأينه كبيرا و قطَعن خيط الرجاء في مراودته ،باستطاعتها هي أن تسيَر إرادته وفق ما تشاء . وإذن فلا مخرج لهن من سخطها عليهن وقد ذكَرتهن بملامتهن وغيبتهن لها ،زوجة العزيز، إلا بالإذعان لتهديداتها المخيفة ،ولقد أحس منها يوسف ذلك، ورأى كيد النسوة ماثلا في تصرفاتهن مابين إكباره ،وكذا تأييد زوليخة -خوفا من بطشها بهن - في مافعلته سابقا وماتنوي إجباره عليه من معصية، فهرب إلى ربَه شاكيا ،راجيا رحمته .يقول تعالى.
        ( قال ربَ السجن أحب إليَ مما يدعونني إليه وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين )
        وربما يتساءل سائل مالسر في إشارة يوسف إلى تقطيع النسوة أيديهن قبل خروجه من السجن .
        يقول تعالى ( وقال الملك ائتوني به فلما جاءه الرسول قال ارجع إلى ربك فاسأله مابال النسوة اللاتي قطَعن أيديهن إن ربي بكيدهن عليم )
        ،ذلك لأن هذا الحدث يعتبر قرينة تنضح ببراءته، وشهادة تقدير سامية من النسوة على حسن أخلاقه، وردَ اعتبار له ،وهذا ما توضح جليا للملك بعد أن سألهن عن مراودتهن ليوسف عن نفسه، ليس لأن التقطيع يدلل على المراودة ،لكن لأن الملك بات يعلم أن يوسف ،الرجل الصالح، قد حُكم عليه بالسجن ظلما لمَا اتهمته إحدى النساء الرفيعات بمراودته لها عن نفسها. ثم أن تقطيع الأيدي ليس بالامر الهيَن الذي تنساه ذاكرة البشر، وإنها واقعة ستظل منقوشة على ناصية كل من سيقابل يوسف الصديق، الذي صار عزيز مصر، ولا أحد من الرعية بالتاكيد سيتجرأ على اتهامه بشيئ. وإن اعتراف زوليخة بذنبها لخير دليل على براءة يوسف الصديق ،وكذا براءة النسوة مما نسبته لهن الأجيال المتعاقبة
        يقول تعالى : ( قال ما خطبكن إذ راودتن يوسف عن نفسه قلن حاش لله ما علمنا عليه من سوء قالت امرأة العزيز الآن حصحص الحق أنا راودته عن نفسه وإنه لمن الصادقين )

        كيف تراود النسوة مجتمعات عند زوليخا يوسف؟ هي فقط أرادت أن يرينه وتثبت لهن أنها هي التي راودته لهذا الجمال الذي جعلهن يقطعن أياديهن ، وعندما قلن أنهن لم يرين له من سوء فذاك كان جرّاء السمعة فقط ، فالمراودة تأتي من طرف واحد ، وقد كانت هنا المراودة من زوليخا وهي مراودة شاعت أنباؤها في القصر وردهاته.
        يوسف نفسه طلب حماية الله منهن ، وإلا أنه سيصبو إليهن ، ولم لا ، فهو خادم وهن نسوة البلاط.

        تبقى شيء أخير لم تتطرقي إليه سيدتي مباركة : وهو ذاك الرجل الذي إستفتاه زوج زوليخا في الأمر فكان حكمه عن طريق القرائن ، فالثوب المقدود من دُبُر كان دليل البراءة ، وأعتقد أن الرجل كان يتمتع بذكاء بوليسي متقدم جدا فأستعان بهذه القرينة التي فاتت على زوج زوليخا وفاتت حتى على يوسف ولم يطلب الإستعانة بها كدليل براءة.
        سياحة ممتعة أستاذتي


        - والله اعلم -

        تعليق

        • فلاح الربيعي
          أديب وكاتب
          • 05-03-2013
          • 50

          #5
          بسم الله الرحمن الرحيم ..الاخت الفاضلة مباركة ,,الاخوة الافاضل ,,السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,بيان القصص القراني الخاص بيوسف (عليه السلام ) والذي ملأ اركان كثير من الكتب المتصدية بيان اعرج لا يستند على النص لا من قريب ولا من بعيد , بل كان اتكاءا على تراث رجالات دين سابقين لا غير(تراث الاديان السابقة) , ولو ان المفسرين اعتمدوا فعلا على النص لجاءت تفاسيرهم مخالفة لما نراه اليوم , والقصة الجنسية الأسطورية الخاصة بيوسف هي من نسج خيال رجالات الدين وكبتهم كما في ( الولدان المخلدون ) فلا نسوة ولا سكاكين ولا شبق ولا جنس ولا مراودة جنسية ولا تجريح او بتر اطراف او حتى ولا تقطيع بمعناه الاصطلاحي الدارج فالنسوة في القصص القراني غير نسوة فهمهم , والمتكأ غير متكا فهمهم , والسكينة غير سكينة فهمهم , وبالتالي القصة كلها اساءة للقران ولشخوص القصص القرآني ليس الا, وعلى هذا الفهم السقيم رجحت ايضا قراءات شاذة على قراءة قرآنية كما في تغليب ( متكا) الخفيفة الساكنة حتى يستقيم المعنى مع تلك السكاكين التي تصوروها بأوهامهم .... اختي الفاضلة المتدبر للقران لا يجد فور قراءة متأنية للقصص القراني اي اشارة لجمال يوسف بل يجد انه ملك كريم ( من الملك والكرم) وهذا جاء على لسان تلك الطبقة المسماة (نسوة) فاين جمال يوسف ؟؟!! ولهذا القصص اشارة الى الوضع السياسي ابان فترة وجود يوسف النبي عليه السلام في ساحة السياسة في مصر لا اكثر ولا اقل ......

          تعليق

          • عبد الرحيم محمود
            عضو الملتقى
            • 19-06-2007
            • 7086

            #6
            هل تعتقد يا أستاذ ربيعي أن على المسلمين أن يحذفوا سورة يوسف ، أو أن يكذبوا الله تعالى ؟؟؟
            نثرت حروفي بياض الورق
            فذاب فؤادي وفيك احترق
            فأنت الحنان وأنت الأمان
            وأنت السعادة فوق الشفق​

            تعليق

            • مباركة بشير أحمد
              أديبة وكاتبة
              • 17-03-2011
              • 2034

              #7
              الأستاذة مباركة
              تحياتي وتقديري
              ولك التحية والتقدير أستاذنا الفاضل / جلال داود
              شكرا لإيراد هذه الرؤيا عن قصة يوسف وزوليخا ، وأسمحي لي بهذه النقاط لتفسيرك
              أسمح لك ياابن الكرام ..فباب المتصفح مفتوح على مصراعيه أمامك

              هؤلاء النسوة لم يكُنَّ من عامة الشعب ، بل من الطبقة التي تستضيفهن زوليخا ويستضفنها ، لأنهن لو كُنَّ من طبقة من عامة الشعب ، لِما يصلها سخريتهن منها في عشقها ليوسف، لأن عامة الشعب يتهامس في مثل هذه الأمور التي تخص طبقة الملوك، لذا فمن المرجح أنهن قريبات
              يقول تعالى : (وقال نسوة في المدينة ) ولم تحدد صفاتهن ،لكن وبما أن من هن من عامة الشعب لديهن صلة بخادمات القصر اللواتي في الغالب يتجسسن على أسيادهن ، وينشرن الأخبار ، وبما أنهن يتمتعن باجترار الأحاديث الخفية أي النساء العاديات،ويبرعن في تضخيم القصص ، فأعتقد أن النسوة لم يكنَ من علية القوم .ثم أن معروف على عامة الشعب أنهم يميلون بعض الشيئ إلى "التدين"والخوف من الله ،وهذا ما اتضح جليا من خلال كلماتهن : "حاش لله ...ملك كريم ".ولايفترض أن يكون الإنسان قريبا حتى يكتشف الأسرار ،فالخادمات والوصيفات أيضا لهن أسر ،وصديقات خارج القصور..
              ---------------------------------
              بل بالعكس سيدتي ، الفاكهة تقدم قبل الأكل ( وهو أمر أثبته الطب الحديث ، ومعمول به عند شرائح عريضة ، وهذا يدل على رُقِى طبقة زوليخا في ذاك الوقت
              ما يثبته الطبَ والتفاسير الحديثة شيئ ،والمعمول به في أزمنة ماضية حوالي 3600 سنة وفي زماننا الحاضر شيئ آخر ،وهذا مايتماشى والعادات البشرية في التغذية،فعلى الدوام تقدَم صنوف الأكل قبل الفاكهة ،وبحاجة إلى قرون قادمة لكي يغيَر البشر ماتعودوا عليه من سلوكات ثم أن الإكتشافات الطبية لازالت في بداياتها لكي يقرَ بفائدتها الناس .والقرآن لم يشر إلى فاكهة أو غيرها ،فسيظل اعتقاد المفسرين مبنيا على مجرد تخمينات لاغير.
              --------------------------------------------------- .
              الواضح أن زوليخا قصدتْ أن تناولهم الفاكهة والسكاكين في نفس لحظة إطلالة يوسف ، بمعنى أنها إختارت توقيتا كانت موقنة من أنهن سيقمن بتقطيع أيديهن التي كانت تمسك بالسكاكين وبالفاكهة ، وهي خطوة تريد أن تؤكد لهن بها بأنها غير ملامة على إفتتانها
              أما منهم واحدة قد سقط منها السكين سهوا ؟ أمامن امرأة سقطت مغشيا عليها من أثر الصدمة ؟ أمامنهن من تحجرت حركتها وبقيت على حالها كعمود المناسج لاتهش ولاتنش ههه؟ كلهن جرَحن أيديهن ،وفي وقت واحد ؟ثم كيف عرفت زوليخة أنهن سيقطعن أياديهن ؟ولايقطعن أفواههن من فرط الإنبهار بجمال يوسف ؟وماذا عن النسوة خارج القصر ؟ هل ثبت وأن قطَعت إحداهن يدها عندما صار يوسف الصديق ،عزيز مصر ؟خمس سنوات في السجن لن تنتقص من جماله شيئا .أم أنه كان يرتدي قناعا ،عندما يقابل النساء الساعيات لطلب أرزاقهن؟؟؟
              ----------------------------------------------------
              جمال سيدنا يوسف لم يكن بالمستوى العادي ، وأعتقد أن زليخا كانت متأكدة من إنبهار النسوة لن يتم تأكيده إلا بهذه الطريقة العملية. وبالطبع دعوتهن لم تكن للضيافة ولكن كانت بمثابة إثبات دليل وحتى لا يلُمْنَها بعد ذلك
              بل جماله كان عاديا بدليل أنه بيع بثمن بخس .ولنفرض أنه كان يفوق البشر ببعض حسن وجمال ،فحديث النسوة لم يكن عن "زرقة عينيه ولابياض بشرته ...ولاالشعر الحرير .إنما عن سمو روحه وملائكيته وحسن أخلاقه .ثم هل كل نبيَ يمتلك جمالا ،سيكون عرضة للمراودة ؟ فنبيَنا الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم كان نور وجهه يضيئ في الظلمات ،وابتسامته المشرقة تسبي الألباب ،ومع ذلك ،لم تراوده امرأة في حياته .وأنا امرأة ككل النساء ،وعندما أقول أن محمدا حبيبي ورسولي ،فإن شعوري تجاهه هو شعور مختلف عماَ كانت تكنَه له زوجته الحميراء من حبَ .

              يجب علينا أن نفهم أن الأنبياء ليسوا بشرا عاديين ،لكي يكونوا مطمعا للنساء .أما عن زوليخة ،فتلك حالة استثنائية ،فلقد تربى في كنفها ،واعتادت على وجوده معها ،وربماكانت تترقبه خلسة وهو نائم ،ييغيَر ثيابه ....لهذا فلقد عشقته بجنون
              --------------------------------------------- .
              أعتقد أن النسوة كُنَّ زوجات نبلاء في القصر ، أيْ يسكُنّ بالقصر ذاته، بدليل أن الآية تقول فلما سمعت بمكرهن أرسلت إليهن ) ، فلا يمكن أن تسمع زوجة العزيز بمكر نسوة يتجولن في الأسواق وفي الشوارع ، ولا يمكن أن تدعو زوجة عزيز مصر نسوة يتهامسن في بيوتهن وفي الشوارع ، فلا بد إذن أن النسوة من طبقة تعادلها أو طبقة قريبة منها
              بلى باستطاعتها أن ترسل إليهن في بيوتهن من يستدعيهن إليها ،فهي زوجة العزيز ،الرجل الثاني بعد الملك ،وسجن يوسف كان بتدبير منها ،فهي صاحبة سلطة ونفوذ وباستطاعتها أن تنتقم لنفسها ممن تحدث عنها بسوء ،ثم هل الطبقة القريبة ،ستتحدث عنها بصوت عال ، ولنفرض أن إحدى نساء عامة الشعب قد أخطأت في حق الملك أو عزيز مصر ،أليس له القدرة على جرجرتها من السوق أوحتى وهي ...نائمة ؟؟ لاموانع تحول بين الشعب و آل السلطة .أما عن السماع ،فالخدم والجواري ،كفيلات بهذه المهمة ، فالذي أوصل لها الخبر ،قد أسمعها ماكان يدور خلف ظهرها .والآية تشير إلى "نسوة في المدينة " وليس نسوة في القصر
              -------------------------------------------.
              النسوة لم يقمن بإزدراء يوسف أو التقليل من شأنه ، بل كل إستهزاءهن إنصب على زوليخا، ومن الواضح أنهن لم يرين يوسف ، بل سمعن بشغف زوليخا بإحد الخدم فقط.
              بلى لقد ازدرينه ،فلو أن زوليخة راودت رجلا من علية القوم ،لم يهتموا للأمر كثيرا ،ولكن بما أن نظرتهم إليه دونية ،فهذا ما دفعهن إلى الإستهزاء بزوليخة

              وكأنهن يقلن لها في غيبتها : أما وجدت غير الخادم حتى تراودينه عن نفسه ؟ يالك من ضالة مجنونة ؟ ولكن عندما رأينه أكبرنه بمعنى كنَ يحسبنه صغيرا ،واتضح لهن العكس تماما"
              -------------------------------------------- .
              فرحن يجرَحن أيديهن كناية على الزهد في الإمتلاك
              هذا تفسير يا سيدتي ينحو نوعا ما لصفة إسمها : حب تعذيب النفس " أو كما يسميها علماء النفس " الماسوشية، وهي صفة عكس الصفة التي عند الرجال وهي السادية ( حب تعذيب الغير ). ولا أعتقد أن الصفة المذكورة كانت سائدة أيامها لعدة عوامل يطول شرحها هنا
              زوليخة وزَعت عليهن سكاكينا لكي تصل بهن إلى هذا الفعل وهو تجريح أيديهن

              وقد خيَرتهن مابين مراودة يوسف عن نفسه ،وربما وعدتهن بمكافأة مالية ، أو أن يجرحن أياديهن ،وهنَ قبلن الرهان قبل رؤيته ،لكن بعد أن خرج عليهن ،واكتشفن أنه ليس بشرا عاديا ،إنما ملك كريم ،إعترفن بعجزهن في حضرته ورحن يجرحن أياديهن دلالة على الزهد في امتلاكه وليس تعذيبا لأنفسهن،فهن قد عقدن اتفاقا ،ووجب تأديته أمام السيدة زوجة العزيز.أماعن الماسوشية والسادية ،فالبشر هم البشر في كل مكان وزمان .
              --------------------------------------------.
              كيف تراود النسوة مجتمعات عند زوليخا يوسف؟ هي فقط أرادت أن يرينه وتثبت لهن أنها هي التي راودته لهذا الجمال الذي جعلهن يقطعن أياديهن ، وعندما قلن أنهن لم يرين له من سوء فذاك كان جرّاء السمعة فقط ، فالمراودة تأتي من طرف واحد ، وقد كانت هنا المراودة من زوليخا وهي مراودة شاعت أنباؤها في القصر وردهاته.
              يوسف نفسه طلب حماية الله منهن ، وإلا أنه سيصبو إليهن ، ولم لا ، فهو خادم وهن نسوة البلاط

              طبعا هن لم يراودنه ،وقد تحدثن بذلك أمام الملك ،لكن زوليخة كانت تسعى للإنتقام منهن ،ولتخرس ألسنتهن إلى الأبد لأنها كانت تعرف أن يوسف بعيد المنال عن أية امرأة ،فهي الفاتنة ،الساحرة، زوجة العزيز ،حاولت معه بكل ماأوتيت من قوة ومكر أنثوي ،لم تستطع أن تلَين جانبه نحوها ،فكيف إذن بهن ،وهن مجرد نسوة نكرة في المدينة.أما عن السوء ،فحتما فالرجل سيئ السمعة يعتبر فريسة سهلة أمام إغراءات النساء ،على عكس الرجل التقيَ ،البعيد عن الشبهات .فيوسف بالتأكيد قد وقف أمامهن غاضا لبصره ،محترما لنفسه وغيره .

              فالنساء لهن ردارت شعورية يميَزن بها الخبيث عن الطيَب من الرجال .ههه
              -----------------------------------------------.
              تبقى شيء أخير لم تتطرقي إليه سيدتي مباركة : وهو ذاك الرجل الذي إستفتاه زوج زوليخا في الأمر فكان حكمه عن طريق القرائن ، فالثوب المقدود من دُبُر كان دليل البراءة ، وأعتقد أن الرجل كان يتمتع بذكاء بوليسي متقدم جدا فأستعان بهذه القرينة التي فاتت على زوج زوليخا وفاتت حتى على يوسف ولم يطلب الإستعانة بها كدليل براءة.
              هذا الرجل لم يتطرق إليه يوسف الصديق ،لأنه كان يتصف بأخلاق الأنبياء ،ولم يشأ أن يشهَر بزوليخة زوجة من أكرمه وأحسن مثواه ،وإن اعترافه ذي قبل أمامه إنما لكي يزيل عنه ما سيبادره من شكوك نحوه ،فالعزيز كان كريما مع يوسف ،لذا فجزاء الإحسان هو الإحسان

              سياحة ممتعة أستاذتي

              .
              سياحة ممتعة بالتأكيد .

              تعليق

              • فلاح الربيعي
                أديب وكاتب
                • 05-03-2013
                • 50

                #8
                بسم الله الرحمن الرحيم ..الاستاذ عبد الرحيم,,هل اشارت لك مداخلتي: اني لا اؤمن بالنص حتى تقول على المسلمين ان يحذفوا سورة يوسف او ان يكذبوا الله تعالى ؟؟؟؟! بل على المسلمين ان لا يصدقوا تلك المهزلة الاسطورية والتي لا تنفع ان تكون (فلم كارتون ) لاطفال لم يصلوا الى وعي المفيد والمضر ...استاذي الفاضل برجاء الموضوعية اعد قراءة الرد وبعدها سيكون لكل حادثة حديث .دمت بود ....

                تعليق

                • عبد العزيز عيد
                  أديب وكاتب
                  • 07-05-2010
                  • 1005

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة فلاح الربيعي مشاهدة المشاركة
                  بسم الله الرحمن الرحيم ..الاخت الفاضلة مباركة ,,الاخوة الافاضل ,,السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,بيان القصص القراني الخاص بيوسف (عليه السلام ) والذي ملأ اركان كثير من الكتب المتصدية بيان اعرج لا يستند على النص لا من قريب ولا من بعيد , بل كان اتكاءا على تراث رجالات دين سابقين لا غير(تراث الاديان السابقة) , ولو ان المفسرين اعتمدوا فعلا على النص لجاءت تفاسيرهم مخالفة لما نراه اليوم , والقصة الجنسية الأسطورية الخاصة بيوسف هي من نسج خيال رجالات الدين وكبتهم كما في ( الولدان المخلدون ) فلا نسوة ولا سكاكين ولا شبق ولا جنس ولا مراودة جنسية ولا تجريح او بتر اطراف او حتى ولا تقطيع بمعناه الاصطلاحي الدارج فالنسوة في القصص القراني غير نسوة فهمهم , والمتكأ غير متكا فهمهم , والسكينة غير سكينة فهمهم , وبالتالي القصة كلها اساءة للقران ولشخوص القصص القرآني ليس الا, وعلى هذا الفهم السقيم رجحت ايضا قراءات شاذة على قراءة قرآنية كما في تغليب ( متكا) الخفيفة الساكنة حتى يستقيم المعنى مع تلك السكاكين التي تصوروها بأوهامهم .... اختي الفاضلة المتدبر للقران لا يجد فور قراءة متأنية للقصص القراني اي اشارة لجمال يوسف بل يجد انه ملك كريم ( من الملك والكرم) وهذا جاء على لسان تلك الطبقة المسماة (نسوة) فاين جمال يوسف ؟؟!! ولهذا القصص اشارة الى الوضع السياسي ابان فترة وجود يوسف النبي عليه السلام في ساحة السياسة في مصر لا اكثر ولا اقل ......
                  كلامك هذا يحتاج إلى مزيد من التفاصيل أخي العزيز الأستاذ فلاح الربيعي ، لأنه لو أخذ هكذا على إطلاقه لأسيء فهمه ، ولو أسيء فهمه لأسيء فهمك ، فرجاء توضيحا وتفصيلا ، وثق سيدي أنني واحد ممن يحب الأراء الغير تقليدية ولا أجد غضاضة في المناقشة حول مثل هذه الأراء ، خاصة وأنني تلمست من مشاركتك المبينة بالمقتبس أنك تريد طهارة ساحة القرآن الكريم وساحه نبي الله يوسف عليه السلام ، مما أدخل على هذه الجزئية من القصة من بعض التفاسير الشاذة .
                  فهات ما عندك .
                  وتقبل تحياتي .
                  التعديل الأخير تم بواسطة عبد العزيز عيد; الساعة 14-03-2013, 19:48.
                  الأحرار يبكون حريتهم ، والعبيد يبكون جلاديهم

                  تعليق

                  • مباركة بشير أحمد
                    أديبة وكاتبة
                    • 17-03-2011
                    • 2034

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة فلاح الربيعي مشاهدة المشاركة
                    بسم الله الرحمن الرحيم ..الاخت الفاضلة مباركة ,,الاخوة الافاضل ,,السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,بيان القصص القراني الخاص بيوسف (عليه السلام ) والذي ملأ اركان كثير من الكتب المتصدية بيان اعرج لا يستند على النص لا من قريب ولا من بعيد , بل كان اتكاءا على تراث رجالات دين سابقين لا غير(تراث الاديان السابقة) , ولو ان المفسرين اعتمدوا فعلا على النص لجاءت تفاسيرهم مخالفة لما نراه اليوم , والقصة الجنسية الأسطورية الخاصة بيوسف هي من نسج خيال رجالات الدين وكبتهم كما في ( الولدان المخلدون ) فلا نسوة ولا سكاكين ولا شبق ولا جنس ولا مراودة جنسية ولا تجريح او بتر اطراف او حتى ولا تقطيع بمعناه الاصطلاحي الدارج فالنسوة في القصص القراني غير نسوة فهمهم , والمتكأ غير متكا فهمهم , والسكينة غير سكينة فهمهم , وبالتالي القصة كلها اساءة للقران ولشخوص القصص القرآني ليس الا, وعلى هذا الفهم السقيم رجحت ايضا قراءات شاذة على قراءة قرآنية كما في تغليب ( متكا) الخفيفة الساكنة حتى يستقيم المعنى مع تلك السكاكين التي تصوروها بأوهامهم .... اختي الفاضلة المتدبر للقران لا يجد فور قراءة متأنية للقصص القراني اي اشارة لجمال يوسف بل يجد انه ملك كريم ( من الملك والكرم) وهذا جاء على لسان تلك الطبقة المسماة (نسوة) فاين جمال يوسف ؟؟!! ولهذا القصص اشارة الى الوضع السياسي ابان فترة وجود يوسف النبي عليه السلام في ساحة السياسة في مصر لا اكثر ولا اقل ......
                    وعليكم السلام أخي الفاضل /فلاح الربيعي
                    أتفق معك أن جمال يوسف عليه السلام ،لم تتطرق إليه السورة، إنما وصف بأنه ملك كريم من لدن نسوة المدينة ،وهناك من المفسرين من اتهم النسوة بالتكالب عليه ومحاولة إغرائه بشتى الوسائل
                    لست أدري من أين استنتجوا ذلك ؟،لكنهم رغم ذلك لم يخرجوا بتتفسيراتهم عن محدودية السورة الكريمة ،إنما تحمينات ذهنية كانت تسعى لإبراز مفاهيم قصصية أوحى بها الله سبحانه إلى رسوله غير مصرَح بها وهوالعزيز الحكيم ،ومن فضله سبحانه على عباده العلماء أنه يجازي المجتهد سواء أأخطأ أو أصاب بالأجر والثواب.
                    أما التلفيقات التي ملأت الكتب المحرَفة،فهذه ماوجب أن نعطيها اهتماما بالغا ."فكل إناء ينضح بما فيه "واليهودمن طبعهم الكذب وتزوير الحقائق ،حتى أن القارئ يصاب بالقرف إذا ما وقعت عينه على كلماتهم الماسخة في حق يوسف عليه السلام ."فالقرآن يثبت براءته ،لكنَهم يغوصون في الأوحال كعادتهم .
                    أي نعم في سورة يوسف مشاهد تحكي عن الحكم في ذلك الزمان وآل السلطة، وتكشف عن جانب من حياتهم ،لكن أيضا ماوجب أن نغض الطرف عن الأوضاع الإجتماعية، وكذلك الحالات النفسية المختلفة من " حنان أبوي جارف ،غيرة وحسد ،عشق وتمنَع ، تقدير وإكبار...توبة بعد المعصية .
                    .............
                    أشكرك أيها الأديب الفاضل /فلاح الربيعي على تواصلك وسخاء حرفك
                    وأتمنى أن تثبت قناعاتك ببعض أدلة وبراهين، حتى يطمئن قلب القارئ لما ترمي إليه من اعتقادات.
                    تحياتي وتقديري

                    تعليق

                    • مباركة بشير أحمد
                      أديبة وكاتبة
                      • 17-03-2011
                      • 2034

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة عبد الرحيم محمود مشاهدة المشاركة
                      هل تعتقد يا أستاذ ربيعي أن على المسلمين أن يحذفوا سورة يوسف ،.... ؟؟؟
                      ....................
                      غيرة محمودة على القرآن الكريم يا شاعرنا الكبير / محمود عبد الرحيم
                      تشكر عليها .والشكر موصول لمن استفزَمشاعرك، وجعلك تقتحم ديارنا ،وتعطَرها بزهر الكلمات.
                      تقديري والتحية

                      تعليق

                      • مباركة بشير أحمد
                        أديبة وكاتبة
                        • 17-03-2011
                        • 2034

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة عبد العزيز عيد مشاهدة المشاركة
                        كلامك هذا يحتاج إلى مزيد من التفاصيل أخي العزيز الأستاذ فلاح الربيعي ، لأنه لو أخذ هكذا على إطلاقه لأسيء فهمه ، ولو أسيء فهمه لأسيء فهمك ، فرجاء توضيحا وتفصيلا ، وثق سيدي أنني واحد ممن يحب الأراء الغير تقليدية ولا أجد غضاضة في المناقشة حول مثل هذه الأراء ، خاصة وأنني تلمست من مشاركتك المبينة بالمقتبس أنك تريد طهارة ساحة القرآن الكريم وساحه نبي الله يوسف عليه السلام ، مما أدخل على هذه الجزئية من القصة من بعض التفاسير الشاذة .
                        فهات ما عندك .
                        وتقبل تحياتي .
                        أصبت عين الحقيقة أيها الكاتب القدير / عبد العزيز عيد
                        فليس من السهل أن نلقي بأفكارنا على متصفح الواقع دون حج وبراهين .
                        يقول تعالى " مايلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد "صدق الله العظيم.
                        شكرا لك، مع التحية والتقدير.

                        تعليق

                        • فلاح الربيعي
                          أديب وكاتب
                          • 05-03-2013
                          • 50

                          #13
                          بسم الله الرحمن الرحيم ..الاخت الفاضلة مباركة ,,الاخ الفاضل عبد العزيز عيد ,,السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,لاشك ان ما طلبه الفاضل الاديب عبد العزيز كما الاخت الفاضلة مباركة يمت الى الحوار الموضوعي , وانا ((بالخدمة: لفظ نستخدمه في العراق لنلبي طلب الناس الطيبة امثالكم)) ,,, وقبل اعداد الرد الذي يحتاج الى مقدمات لغوية غير معتادة على مسامعنا اود الاشارة الى مسالة في غاية الاهمية : ان الالفاظ القرآنية لها دلالات ذاتية محددة مستقلة , تحافظ على استقلاليتها اينما تكون في اي نسق بمعنى اخر : ثبات معنى اللفظ بتباين وقوعه في النسق مع ثبات حركته الإعرابية ( رفعا- نصبا- جرا او خفضا)... ولوجود عشرات القرائن المعنوية لهذا القصص تصبح مسالة الابانة مسالة واقعة بحكم النص لا بحكم التنظيرات والاحتمالات او تصعيد اراء انسانية على تنظيرات انسانية اخرى بحكم القدم او القناعات الذاتية او ربما الاستسلام للهالة المعرفية للمتصدي دون بحث وتقصي... لي عودة قريبة لبيان مطلبي في هذا الموضوع ,,,, تقبلوا وافر شكري....دمتم بود ..
                          المشاركة الأصلية بواسطة مباركة بشير أحمد مشاهدة المشاركة
                          وعليكم السلام أخي الفاضل /فلاح الربيعيأتفق معك أن جمال يوسف عليه السلام ،لم تتطرق إليه السورة، إنما وصف بأنه ملك كريم من لدن نسوة المدينة ،وهناك من المفسرين من اتهم النسوة بالتكالب عليه ومحاولة إغرائه بشتى الوسائل لست أدري من أين استنتجوا ذلك ؟،لكنهم رغم ذلك لم يخرجوا بتتفسيراتهم عن محدودية السورة الكريمة ،إنما تحمينات ذهنية كانت تسعى لإبراز مفاهيم قصصية أوحى بها الله سبحانه إلى رسوله غير مصرَح بها وهوالعزيز الحكيم ،ومن فضله سبحانه على عباده العلماء أنه يجازي المجتهد سواء أأخطأ أو أصاب بالأجر والثواب.أما التلفيقات التي ملأت الكتب المحرَفة،فهذه ماوجب أن نعطيها اهتماما بالغا ."فكل إناء ينضح بما فيه "واليهودمن طبعهم الكذب وتزوير الحقائق ،حتى أن القارئ يصاب بالقرف إذا ما وقعت عينه على كلماتهم الماسخة في حق يوسف عليه السلام ."فالقرآن يثبت براءته ،لكنَهم يغوصون في الأوحال كعادتهم .أي نعم في سورة يوسف مشاهد تحكي عن الحكم في ذلك الزمان وآل السلطة، وتكشف عن جانب من حياتهم ،لكن أيضا ماوجب أن نغض الطرف عن الأوضاع الإجتماعية، وكذلك الحالات النفسية المختلفة من " حنان أبوي جارف ،غيرة وحسد ،عشق وتمنَع ، تقدير وإكبار...توبة بعد المعصية ..............أشكرك أيها الأديب الفاضل /فلاح الربيعي على تواصلك وسخاء حرفك وأتمنى أن تثبت قناعاتك ببعض أدلة وبراهين، حتى يطمئن قلب القارئ لما ترمي إليه من اعتقادات.تحياتي وتقديري

                          تعليق

                          • د.نجلاء نصير
                            رئيس تحرير صحيفة مواجهات
                            • 16-07-2010
                            • 4931

                            #14
                            الاخت الفاضلة :مباركة بشير أحمد
                            موضوع فتح أبوابا للاجتهاد واعمال العقل غاليتي وهذا ديدنك في الطرح دائما
                            لكن غاليتي هؤلاء النسوة لم يكن من عامة الشعب وربما نجد مايدل على ذلك في اعدادها لهن متكئا غاليتي ،فلو كن من عامة الشعب ما اجهدت نفسها لتعد لهن هذا المتكأ ، فالأرجح أن يكن رفيقاتها أو صديقاتها اللاتي اعتدن التواجد عندها وتبادل الزيارات والأحاديث ،لذلك وصلها خبر مكرهن فأعدت لهن هذه المكيدة التي كانت تهدف من ورائها ايجاد دليل قاطع وعذر يبرر فعلتها من أفواه اللاتي أخذن عليها فعلتها ...فكان ردها انتقامي ولو لم يكن أمامهن أطباقا للفاكهة فما الداعي لموافقتهن على الامساك بالسكين غاليتي ، كان كيد زليخة لهن عظيم ، ووقعن في فخها ومما يدلل أنهن وقعن في فخها حين قطعن أيديهن وهو دليل على استمرارية القطع مما يدل على أن جمال سيدنا يوسف عليه السلام وجاذبيته قد سلبتهن عقولهن واستمر فعل القطع دون أن يشعرن بألم القطع ، ومما يدل أيضا على إن رؤيتهن ليوسف كانت امرة الأولى لهن ولم تكن لهن سابق معرفة به عليه السلام فمن أين أتت الدهشة التي أصابتهن إذن إلا إذا كانت هذه هي المرة الأولى لهن
                            كما أنهن شبهنه بالملك الكريم لانهن لم يجدن مثلا من البشر يضربونه على هذا الجمال ، فذهبوا للمستحيل وهو الملك الكريم حيث لم يشهدن من قبل ملك ولم يشهد أحدمن البشر ملكا من قبل ،كل هذه دلائل على أنهن لم يسبق لهن رؤية سيدنا يوسف عليه السلام ، فلما تأكدت زليخة من أن جمال يوسف الصديق قد أذهب عقولهن جاهرت بفعلتها علنا للمرة الثانية تأكيدا منها على أنها لن تيأس من مراودته عن نفسه ...هذا والله تعالى أعلم
                            أشكرك غاليتي على هذا الطرح
                            تحياتي
                            sigpic

                            تعليق

                            • مباركة بشير أحمد
                              أديبة وكاتبة
                              • 17-03-2011
                              • 2034

                              #15
                              كل الشكر غاليتي نجلاء على تواصلك الجميل . تعترضين على كون النساء من عامة الشعب نظرا لأن زوليخة إعتدت لهن متكئا؟ طيَب يانجلاء ،أنت كإنسانة متحضرة ،وبالتأكيد بيتك مزين بأرائك فاخرة ،إذا ما زارتك نسوة من "البدو" مثلا ،هل ستخصصين لهن مكانا آخر للجلوس ؟ في باحة الفناء مثلا ؟بيد أن صديقاتك المتحضرات وحدهن من سيحضين بالجلوس في " الصالون" ؟فقصر زوليخة بالتأكيد فيه من الأرائك مافيه ،ثم أن المرأة مستعلية ومكانتها رفيعة ،وتسعى لأن يظهر ذلك جليا لهن .فإظهار النعمة أمام العدو ،يعتبرُ حربا نفسية ،يخرج منها مهزوما ويشعر بضآلة قدره ،فيخرس عن الكلام .هذا من جهة ،ومن جهة أخرى فكيف ستتجمع فكرة أن النسوة كنَ جالسات وهي توزع عليهن سكاكينا ؟لولا كلمة "متكأ"،فالجلوس دليل الإطمئنان والراحة في انتظار ما سيجود به المجهول من مفاجآت ...وخروج يوسف عليهن جالسات ،مرتاحات ،كان له التأثير البالغ على عقولهن ،وكانت ردة فعلهن إكبارا وإجلالا .و "حاش لله " تدلل على أن كلاما قد سبق خروج يوسف عليهن .ثم كيف لزوليخة أن توزع عليهن سكاكينا هي برفعة قدرها ؟ أوليس لديها من الخدم والحشم ما يملأ عين الشمس ؟ ولماذا تشير الآية الكريمة إلى السكاكين دون الفاكهة أواللحم ،وقد ذكرلفظ" المتكأ" فلماذا لاتذكر نوعية الأكل الفاخر أيضا ؟؟؟كانت هي المرة الأولى التي يرون فيها يوسف عليه السلام ،لاريب في ذلك ،لأنهن اعتقدنه مجرد غلام بسيط ،لكن سمة " النبوة" كانت بادية على وجهه ،فانتكسن عن مراودته وخشين الإقتراب منه ." فلو أحدثنا مقارنة بين امرأة متحجبة ،صالحة ،وأخرى سافرة ،مائلة"، ووقفن أمام رجال "مائعين" ،فأي النساء ستكون عرضة للمراودة ،وأيهن سينظر إليها نظرة إكبار ؟ " فالداعية الكبيرة "زينب الغزالي " أدخلوا عليها في سجنها رجالا سكارى، لكنهم لم يستطيعوا الإقتراب منها ،فمجرد النظر إلى الإنسان الصالح ،تشعرك بالرهبة تجاهه ،فكيف بمراودته ؟ فانبهار النسوة لم يكن لجماله إنما لعظمة قدره ،وسمو روحه ،ولم يركزَن أبدا على ظاهره فلو قلن مثلا : ما أجمل عينية أو ما أنصع بياض بشرته أو ..كأنه الشمس عند إشراقتها ،لاستنتجنا عكس ما اعتقدناه ذي قبل.وملك كريم ،تدلل على صفاء نفسه ،ونقاء سريرته ،فليس ذلك الواقف أمامهن إنسانا عاديا ،بمقدورهن إغراءه ومراودته عن نفسه ،لكنه أكبر ،وأعظم.- والله أعلم - تقديري لك وتحية صباحية وردية غاليتي نجلاء.
                              التعديل الأخير تم بواسطة مباركة بشير أحمد; الساعة 24-03-2013, 12:11.

                              تعليق

                              يعمل...
                              X