الدكتور سمير المليجي الفاضل ، تحياتي لك وبعد .
فقد قمت بتصحيح بعض الأخطاء النحوية في الموضوع حتى يمكن لك تداركها فيما بعد .
وأتفق معك في مضمون ما جاء بموضوعك القيم من أنه ينبغي على المسلمين أن يحتاطوا ويأخذوا حذرهم أثناء التحدث عن الله سبحانه وتعالى وألا يمثلوه بشيء من خلقه .
ولكن في ذات الوقت ينبغي على العامة ( أمثالي ) ألا يحكموا على أي كلام يسمعونه من إمام أو خطيب مسجد أو عالم بحلقة علم بصحة ما يقول من عدمه ، إلا أذا كان ما يقوله ظاهر فيه الخطأ أو البطلان ، وإنما عليهم أن يستفتوا في هذا الشأن أهل العلم والفتيا أو يسألوا فيه أهل الذكر .
ولقد بحثت فوجدت الحديث الثاني الذي ذكرته في الموضوع والخاص بالبطاقة المكتوب فيه لا إله إلا الله أن راويه عبد الله بن عمرو بن العاص وفيه يقول عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
" إن الله يستخلص رجلا من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة فينشر عليه تسعة وتسعين سجلا كل سجل مثل هذا ، ثم يقول أتنكر من هذا شيئا أظلمك كتبتي الحافظون ؟ فيقول لا يا رب ، فيقول أفلك عذر ؟ فيقول لا يا رب ، فيقول بلى إن لك عندنا حسنة وإنه لا ظلم عليك اليوم فيخرج بطاقة فيها أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، فيقول يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السجلات ؟ فقال إنك لا تظلم قال فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة فطاشت السجلات وثقلت البطاقة ، ولا يثقل مع اسم الله شيء " ..
وصحة الحديث : رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب ، وابن حبان في صحيحه والحاكم والبيهقى .
والحديث الغريب قال فيه علماء الحديث والأسانيد : " هو ما رواه ( الراوي ) متفردا بروايته فلم يرو غيره ، أو تفرد بزيادة في متنه أو اسناده " .. أي هو من جميع طرقه خاص برجل واحد .. مما يضعفه ويجعله أقل في المرتبة من الحديث الصحيح أو المتواتر ... على تفاضيل خاصة ودقيقة يضيق بذكرها المقام .
وقد قال فيه الإمام مالك رحمه الله : " شر العلم الغريب و خير العلم الظاهر الذي قد رواه الناس " ، وقال الإمام أحمد رحمه الله " " لاتكتبوا هذه الأغاريب فإنها مناكير و أغلبها عن الضعفاء "
فالأرجح عدم العمل به .
تحياتي لك ولغيرتك الدينية .