ليلــــــة معتمـــة !

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • كريم القيشوري
    أديب وكاتب
    • 03-03-2013
    • 149

    ليلــــــة معتمـــة !


    تمشي الهوينى، وتختال في خطوها كالطاووس مــمســـكة ذراعه. يتبادلان أطراف الحديث، ويقضمان حبات الزريعة..
    فجــأة، أبصر هو سيارة تعرض نفسها للبيع، بواسطة إعلان ملصق بواجهتها الزجاجية الخلفية، وصاحبها يحاول جادا أن يركنها بين سيارتين. استفزته السيارة المعروضة للبيع، لنوعيتها، ولجنسيتها الآرية . فك الارتباط من رفيقته مطالبا إياها انتظاره قليلا، لرؤيته صديقا عزيزا لم يره لسنوات.
    هرول بخطى مسرعة جهة صاحب السيارة الذي لازال يصارع مقودها ، فاجأه بالتحية من النافذة ، رد عليه بأحسن منها. سأله عن ثمن بيعها ، وعن سيرتها الذاتية. بعدها طلب منه إن كان بالإمكان ؛ القيام بتجربتها ؛ بلفــة قصيرة حول المكان؛ لكونه أعجب بالسيارة ، على اعتبار أن زوجته المرافقة له تركها تنتظر. أشار ببنانــه جهتها، أدار مالك السيارة رقبته للتأكد من صحة ما يدعي، ردت عليه هي بإشارة مثلها. إذاك اطمأن الرجل معتقدا أنه حان وقت التخلص من سيارته التي لم تعد صالحة إلا "لنقل الركاب". والتفكير في صنف جديد وعصري يتوفر على كل المواصفات..خاصة وأن المشتري المزعوم أعجب بها أيما إعجاب ، وأظهر الرضا لشرائها عندما فقط يلف بها للتأكد من قوة محركهـــا.
    خرج الرجل من السيارة دون أن يتم عملية التوقيف ، تاركا المحرك يدور، أذن للمشتري بالتفضل بالركوب ، شكره وصعد. استوى في مقعد القيادة، ربط حزام السلامة، نصحه صاحبها بعدم الإسراع في السياقة خاصة ونحن بالمدينة. طمأنه. مرر بيده قضيب السرعة إلى درجته الأولى، ضغط برجله على الدواسة ، وانطلـــــق..
    هي تنتـــظر ، هو ينتــظر، كلاهــما ينتظــران. تأخر بعض الوقت..ازداد قلقه، ازداد قلقــها.. دنا منها وسألــها : لقد تأخر زوجــك في هذه اللفــة القصيرة لتجريب السيارة ؟ صدمه ردها، وصعقته إجابتها. قائلة له: ليس زوجـــي
    ســألــها :ومن يكــون إذن ؟
    قالت له : كنت جالسة في مقهى ، فأذن بالجلوس معي ، بعدما طلب مني شرب شيء على حسابه. وفي حوار معه، اتفقنا على قضاء ليلة حمراء سويا في ضيافته مقابل مبلغ مالي فقبلت..استشاط الرجل غضبا، أرغى وأزبد ، سب وشتم ، ولعن .. "يا بنت العـــاهرة".أمسكها من تلابيب جيدها ، كاد أن يخنقها. تحلق بعض المارة حولهما يستطلعون الأمر. طرح عليهم المشكل باقتضاب. بدأ يفتش جيوبه. يد يمسك بها المرأة ، وأخرى تبحث في جيوب معطفه. أخرج هاتفه النقال واتصل بالشرطة التي حضرت إلى عين المكان لتنقل الاثنين إلى المخفــر للتحقيق في الحادث الذي جعل الرجل تضيع منه سيارته. والمرأة التي كانت تود قضاء ليلة حمراء، فإذا بالظروف تحولها وتغير لونها إلى داكن معتــم..
    وكما قال الشاعر : تجري الرياح بما لا تشتهي السفن
  • ميساء عباس
    رئيس ملتقى القصة
    • 21-09-2009
    • 4186

    #2
    أهلا ومرحبا بك دائما
    كما تنتظر أن يعلق عليك الزملاء لتنتعش روحك
    أيضا هم ينتظرونك لتنتعش حروفهم
    ليعم الخير والأبداع
    كل التقدير
    ميساء العباس
    مخالب النور .. بصوتي .. محبتي
    https://www.youtube.com/watch?v=5AbW...ature=youtu.be

    تعليق

    • ريما ريماوي
      عضو الملتقى
      • 07-05-2011
      • 8501

      #3
      أهلا فيك... لو واريت الكلمات التي تدل على النهاية..
      لجاءت القفلة صادمة أكثر... مثلا المزعوم لا حاجة بها..
      وكذلك اعتذاره لرفيقته، من يكذب في شيء
      هو كاذب في كل شيء... بعض الجمل
      تحتاج لتقوية.. لكن النص أعجبني.

      أهلا وسهلا بك... تحيتي.


      أنين ناي
      يبث الحنين لأصله
      غصن مورّق صغير.

      تعليق

      • كريم القيشوري
        أديب وكاتب
        • 03-03-2013
        • 149

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة ريما ريماوي مشاهدة المشاركة
        أهلا فيك... لو واريت الكلمات التي تدل على النهاية..
        لجاءت القفلة صادمة أكثر... مثلا المزعوم لا حاجة بها..
        وكذلك اعتذاره لرفيقته، من يكذب في شيء
        هو كاذب في كل شيء... بعض الجمل
        تحتاج لتقوية.. لكن النص أعجبني.

        أهلا وسهلا بك... تحيتي.
        قرائتك للنص والتأشير عليه بملاحظتك أسعدني . شكرا لمرورك المبدعة ريما ريماوي.

        تعليق

        يعمل...
        X