من كان يعلم
لم ننم يومها حتى الصباح , كل الحكايا حاضرة , ماء النيل كان يقطر من شفتيها , بقايا حبات الماء على شعرها المسدول خلف بياض وجهها.. عينان توغلان في النعيم . لكنها خجولةً رغم صحكاتنا الهستيرية ، خجولة كأنها النجوى المنقبضة.
قالت: لنكن شيئاً ما ، ماذا لو جربنا أن نكون أحراراُ – على الأقل – في أحلامنا
وكأن الشفتان قد ضاقتا ذرعاً بأطباقهما ملياً قبل أن تفكر بفتح فمها الرائع بانتظار قبلة
.
.
قلت: نعم أعزب لكني أتمتع بحرية يفتقدها كثيرون غيري .
أما الحب فهو ما نجهل كيفية حدوثه ولا يمكن أن يختزل بنهد بارز ولا بأحمر شفاه كما أراد ( نزار ).
قالت: من كان يعلم وأنا أمتع نفسي بوقائع الصباح الأولى , أن حدثا بالغ الضآلة سيقحمني عنوة في إشكالات لا حصر لها ويعيد ترتيب حياتي على نحو مغاير لما كانت عليه .
قلت: عشرون عاماً في مطارات الدنيا كافية للذبول .
أما اليوم فلا سبيل لدي غير المكوث في غرفة شبه فارغة إلا من ( تلفاز) و (لابتوب ) مقنعاً نفسي بأنني في كامل نضوجي وثباتي.
تعليق