دخل الصراف القرية ، وهو في نظر أهلها دائما ( البعبع المكروه ) ، وكان الوقت حوالي الساعة 11 ظهرا ،
فطرق باب أحد بيوت المدينين ، ففتحت له امرأة في منتصف العمر ، وقد توارت خلف الباب ،
ومن صوتها ظن أنها زوجة الفلاح ( المدين ) ،،
فسألها : أين زوجك ؟
قالت : ذهب إلي المسجد ليصلي الجمعة .
فدهش الصراف ، واحتد قائلا :
اليوم هو الأربعاء ، وليس يوم الجمعة .
فقالت له ، وبنفس درجة حدته :
قلت لك ذهب إلي المسجد ليصلي الجمعة ، إذهب ، ستجده هناك .
مشي الصراف ، وهو في دهشة وحيرة ،
وانتهي إلي حيث دار أخري ، فطرق الباب ،
وإذا بعجوز قابعة خلف هذا الباب ،
ففطن من ردها إلي أنها أم الفلاح ( المدين ) فسألها عن ابنها ،
فقالت :
لقد بكر كعادته إلي صلاة الجمعة ،
ثم قالت له :
إذهب يا بني ، والحق الخطبة من أولها ،
وهنا لم يملك الصراف نفسه ، وظن بنفسه سوءا .
فلم ينبس ببنت شفة ، وانسحب في صمت قاتل ، يتساءل :
ماذا جري لعقلي ؟
ولم يبق أمامه حينئذ إلا أن يعود خائبا إلي مدينته التي جاء منها إلي هذه القرية .
ولكن لم يطاوعه عقله ، فقرر أن يحاول مرة أخري ،
فذهب إلي بيت ثالث ،
وإذا بغلمان صغار ، أمام هذا البيت ، يتقاذفون حجرا صغيرا علي إعتبار أنه كرة فسألهم عن صاحب الدار ،
فأجابه طفل صغير قائلا :
أبي في المسجد يصلي الجمعة .
وهنا تأكد الصراف ، بما لايدع مجالا لشك أو ريب ، من أن قواه العقلية قد اختلت تماما ، إذ نزل يباشر عمله في هذه القرية يوم الجمعة ، أي في يوم العطلة الأسبوعية ،
فعاد ،
وفي أثناء ذلك ، سلك الطريق الوحيد المؤدية إلي خارج هذه القرية ، إذ هي الطريق الرئيسية فيها ،
وفيها يقع مسجد القرية ،
فلما قارب المسجد ، وجد الناس فيه ، وقد أنصتوا لإمامهم الذي كان يخطب خطبة الجمعة ، من فوق المنبر ، وصوته الجهوري يسمعه الجميع ، بل ويسمعه من بخارج المسجد ،
وهنا وقف الصراف ، وقد خارت قواه الجسدية ، فلم يستطع الحراك ،
فجلس علي مصطبة قريبة من المسجد ، ريثما يستعيد قوته ، ويمضي ،
وطال به المكث علي هذه الحال ،
حتي انتهت شعائر صلاة الجمعة أمام عينيه ،
وخرج أهل هذه القرية من المسجد ، يتمتمون بأذكار خواتيم الصلوات ،
وسلم عليه الكثيرون منهم ،
ووقف إليه بعضهم ، يسأله :
ألك حاجة يمكنني أن أقوم بها ، وأقضيها لك ؟
فقال الصراف :
لقد جئت اليوم لمباشرة عملي الذي تعرفه .
فقال له الرجل :
وكيف ذلك ، واليوم يوم الجمعة ؟
فقال الصراف : كنت أظن أن اليوم يوم الأربعاء ،
فقال الرجل علي الفور : أتصدق نفسك ، وتكذب هذا الإمام الذي رأيته بعينيك يخطب خطبة الجمعة من علي المنبر ، وكل أهل القرية قد حضروا صلاة الجمعة في المسجد ؟ .
إذهب أيها الغالي ، واعرض نفسك علي طبيب مختص ، ولا تأت إلينا إلا ومعك ما يثبت أنك صحيح العقل ، ولك منا خالص الدعاء بالشفاء القريب ، والسلام عليكم .
فقام الصراف ، وغادر القرية ، وقد تأكد أنه مريض عقليا ، ولايصلح للعمل بقية حياته .
انتهت هذه القصة ،،
ولكن ،،،
ما الرأي فيما لو كانت هذه الحكاية قصة واقعية ، وليست من نسج الخيال ؟!!!
قرية بأكملها ، رجالها ، ونساؤها ، وأطفالها ، جميعهم بلا استثناء يتفقون علي أمر واحد ، وينفذونه بإحكام دقيق !!!
حقا ، إنها من العجائب .
صلاح جاد سلام
فطرق باب أحد بيوت المدينين ، ففتحت له امرأة في منتصف العمر ، وقد توارت خلف الباب ،
ومن صوتها ظن أنها زوجة الفلاح ( المدين ) ،،
فسألها : أين زوجك ؟
قالت : ذهب إلي المسجد ليصلي الجمعة .
فدهش الصراف ، واحتد قائلا :
اليوم هو الأربعاء ، وليس يوم الجمعة .
فقالت له ، وبنفس درجة حدته :
قلت لك ذهب إلي المسجد ليصلي الجمعة ، إذهب ، ستجده هناك .
مشي الصراف ، وهو في دهشة وحيرة ،
وانتهي إلي حيث دار أخري ، فطرق الباب ،
وإذا بعجوز قابعة خلف هذا الباب ،
ففطن من ردها إلي أنها أم الفلاح ( المدين ) فسألها عن ابنها ،
فقالت :
لقد بكر كعادته إلي صلاة الجمعة ،
ثم قالت له :
إذهب يا بني ، والحق الخطبة من أولها ،
وهنا لم يملك الصراف نفسه ، وظن بنفسه سوءا .
فلم ينبس ببنت شفة ، وانسحب في صمت قاتل ، يتساءل :
ماذا جري لعقلي ؟
ولم يبق أمامه حينئذ إلا أن يعود خائبا إلي مدينته التي جاء منها إلي هذه القرية .
ولكن لم يطاوعه عقله ، فقرر أن يحاول مرة أخري ،
فذهب إلي بيت ثالث ،
وإذا بغلمان صغار ، أمام هذا البيت ، يتقاذفون حجرا صغيرا علي إعتبار أنه كرة فسألهم عن صاحب الدار ،
فأجابه طفل صغير قائلا :
أبي في المسجد يصلي الجمعة .
وهنا تأكد الصراف ، بما لايدع مجالا لشك أو ريب ، من أن قواه العقلية قد اختلت تماما ، إذ نزل يباشر عمله في هذه القرية يوم الجمعة ، أي في يوم العطلة الأسبوعية ،
فعاد ،
وفي أثناء ذلك ، سلك الطريق الوحيد المؤدية إلي خارج هذه القرية ، إذ هي الطريق الرئيسية فيها ،
وفيها يقع مسجد القرية ،
فلما قارب المسجد ، وجد الناس فيه ، وقد أنصتوا لإمامهم الذي كان يخطب خطبة الجمعة ، من فوق المنبر ، وصوته الجهوري يسمعه الجميع ، بل ويسمعه من بخارج المسجد ،
وهنا وقف الصراف ، وقد خارت قواه الجسدية ، فلم يستطع الحراك ،
فجلس علي مصطبة قريبة من المسجد ، ريثما يستعيد قوته ، ويمضي ،
وطال به المكث علي هذه الحال ،
حتي انتهت شعائر صلاة الجمعة أمام عينيه ،
وخرج أهل هذه القرية من المسجد ، يتمتمون بأذكار خواتيم الصلوات ،
وسلم عليه الكثيرون منهم ،
ووقف إليه بعضهم ، يسأله :
ألك حاجة يمكنني أن أقوم بها ، وأقضيها لك ؟
فقال الصراف :
لقد جئت اليوم لمباشرة عملي الذي تعرفه .
فقال له الرجل :
وكيف ذلك ، واليوم يوم الجمعة ؟
فقال الصراف : كنت أظن أن اليوم يوم الأربعاء ،
فقال الرجل علي الفور : أتصدق نفسك ، وتكذب هذا الإمام الذي رأيته بعينيك يخطب خطبة الجمعة من علي المنبر ، وكل أهل القرية قد حضروا صلاة الجمعة في المسجد ؟ .
إذهب أيها الغالي ، واعرض نفسك علي طبيب مختص ، ولا تأت إلينا إلا ومعك ما يثبت أنك صحيح العقل ، ولك منا خالص الدعاء بالشفاء القريب ، والسلام عليكم .
فقام الصراف ، وغادر القرية ، وقد تأكد أنه مريض عقليا ، ولايصلح للعمل بقية حياته .
انتهت هذه القصة ،،
ولكن ،،،
ما الرأي فيما لو كانت هذه الحكاية قصة واقعية ، وليست من نسج الخيال ؟!!!
قرية بأكملها ، رجالها ، ونساؤها ، وأطفالها ، جميعهم بلا استثناء يتفقون علي أمر واحد ، وينفذونه بإحكام دقيق !!!
حقا ، إنها من العجائب .
صلاح جاد سلام