السّلآمُ عَليكم ، هذهِ أوّلُ بّذرَةٍ أنثُرها هُنا بَينَ حُقولِكم .
مُلاحَظَة : أرجُو مراعاةَ كَونِي مُبتدأَة فِي الكِتابَة ..
أنآ هُنا مَع عائِلتِي كُلها ، نَقضِي وَقتاً جَميلاً وَ ممتِعاً على شاطِئ البَحر
فِي المساءِ حَيثُ سُكونِ الليلِ الحالِكِ ، حَيثُ توجَدُ أضواءُ المَصابيحِ وَ ألمَحُ القَمر .
النّسيمُ جَميل ، وَ المَنظَرُ رائِع ، وَ الحركَة تَدب في المكان .
أطفالٌ يَلعبون ، وَ أناسٌ جالِسونَ وَ يتحادَثونَ وَ فجأةً يَضحكون , وَ بعضُهم يَسيرونَ .. وَ كلٌّ في شُغلِه ،
وَ أنا كُنتُ أراقِبُ تَحرّكاتَ الجَميع ، إلا أنّ ما لَفتنِي كَثيراً ، مَنظَرُ عَمِي
وَ الذّي كانَ يحرّكُ مَهفَةً صَغيرَة لِيُسخّنَ الفَحم .. وَ يُشوِى اللّحم
أنظُرُ لشررِ النّار المُتطايِرِ ، وَ أشُمُ رائِحَةَ اللحم المَشوِي وَ الذّي يَبدو شَهياً !
إلا أنني لَم أستَسِغهُ أبداً ، بَل أخذتنِي الرّائِحَة لعالَمٍ آخَر..
عالَمٍ من الذّكرياتِ القَديمَة ، حَيثُ أنّ المَشهَدَ هوَ نفسِه وَ لكِن مَعَ شَخصٍ آخَر
شَخصٍ مُختَلف ، وَ كانَ هُوَ المُفضّلَ لَدي ، وَ الوَحيد أيضاً ..!
أتذّكَرُ تِلكَ الذّكرَى المَريرَة ..
حَيثُ كنتُ مع العائِلَة , وَ الرّجلُ الذّي أعنِيهِ هُوَ نَفسُه الذّي حَلّ مَحلّهُ عمِي الآن ..
كانَ يُحذرنِي دائِماً من تِلكَ الشّراراتِ المُتطايِرَة ، وَ يبعدنِي خوفاً من الاحتراقِ بالفَحم
الوَقتُ لم يَكُن يُوصَف بِتلكَ اللحظَة ..
لَقد كانَت آخِرَ ليلَةٍ أتذّوَقُ فيها الشواءَ من يَديهِ ، بَل آخِرَ ليلَةٍ قَضيتُها مَعه ..!
سَبقنِي القَدر ، ليأخُذَهُ راحِلاً عن دُنياي .
أنآ وَ هُوَ ، تأثّرنا بالحادِثِ الذّي أصابنا ، وَ لم تَكُن إصابَتِي بليغَة بِقدرِ ما كانتْ إصابَته
تألمت كَثيراً ، كَثيراً جِداً لأجلِه ، حَتى خِلتُ أنني السّبب .
وَضعِي كانَ مأساوِياً ، خُصوصاً بِعدما نُقِلَ إليّ خَبَرَ وفاتِه .
وَدّعتُ جَسدَهُ المُلقَى على السّريرِ الأبيَض ، عَيناهُ مُغلَقتان ، جَسدٌ فارِغ ، بلا رُوح
غآبَ وَ لَن يَعود , للأبَد ..
وَ لَم أرغَب بَعدها فِي تناوُلِ الشّواءِ إلا مِن كَفيّه !!
لَمْ يَكُنْ صَديقاً ، وَ لا حَبيباً ، وَ لا زَوجاً ,
لَقد كان .. أخِي الأكبَر !
تَمّت
23 مارس 2013
1:07 ص
تعليق