انطلق العداؤون سريعا بعد أن سمعوا رصاصة البدء..كانوا من مشارب مختلفة و أطياف متنوعة..و كان بينهم "علي "الذي أراد الفوز، فجعله نصب عينيه، و بداية أمله، و سبيل حصاد أيامه..
مازال صدى مدربه الذي أخضعه لتداريب قاسية، يرن في أذنيه، و يحفر أخاديده في نفسه:
_إنها فرصتك الذهبية لتثبت ذاتك بقوة في ألعاب القوى، و تخرج من دائرة التهميش إلى الضوء و تكون لك الحظوة..
صدقه و تشرب كلماته الصادقة، إذ جعلها طيور أحلامه، فكرس كل جهده للتداريب، فما اشتكى نصبا و ما تذمر من تعب ..
تذكر أمه و قد صلت لأجله:
_تعود ظافرا، بحول الله..ربي ينصرك و تحقق الفوز و حلمك، و ترفل في نعيم الحياة، و تنال رضى الآخرة..
أما أبوه فقد أصر على أن يتابع دراسته حتى يفوز بوظيفة تخرجهم من فقرهم..و لما لم يجد إذعانا فقد أوكل أمره لله، أمام مثل هذا العناد المستفز..
{يكفيه أنه تابع دراسته حتى نال شهادة البكالوريا، و لا يريد متابعة دراسته الجامعية لئلا يجد نفسه في آخر المطاف مقصيا، و أمام باب البرلمان صارخا و مطالبا، فقد منّ الله عليه بجسم قوي، و موهبة في العدو الكل يشيد بها، حرام أن تضيع، ثم إنها وسيلته لبلوغ مآربه ، سيحقق بها أمجادا ..}
سلم عليه و قال:
_سيوفقك الله لما يحبه و يرضاه..لك دعواتي بالفوز..و خالطت صوته حشرجة مجروحة..
و كان يبغي أن يوفقه الله في الفوز بيد حبيبته كما فاز بقلبها..فقد قالت له، و هما جالسان على كرسي إحدى الحدائق الغناء خارج المدينة و بعيدا عن أعين الفضوليين و المتلصصين:
_فوزك سيكون له وقع حسن على قلب أبي، و لا أظنه سيرفض لك طلبا..
طاب له الكلام و شحذ همته بكثير رغبة في تحطيم كل القيود..رأى نفسه يصل خط الوصول و يحطم الرقم القياسي..رأى نفسه محاطا بالتصفيقات الحارة و إعجاب المتفرجين و المشاهدين..رأى نفسه مرفوعا فوق الأكتاف و محاطا بالهتافات..رأى نفسه مكللا بالغار..
أيقظه من لذة التذكر و رونق الحلم اللذيذ لكزة من كوع متسابق يريد التجاوز..هو التدافع إذن..تخيل نفسه في زحام يدفع الناس بمنكبيه و يجند عضلاته ليشق طريقه..رأى التدافع يولد الضغينة و يدفع الأوائل إلى الهاوية ،ورأى الأقدام العجلى و المسكونة بالتنافس، تدوس الأجساد الساقطة..بدون رحمة و لا شفقة؛ و أنى لها أن تشفق و الصراع شعار المتنافسين..لم يعجبه المشهد..كما لم يعجبه هذا التدافع لأنه لا يقود إلا إلى أعتاب علية القوم و الأسياد لغرض خدمتهم..لا و ألف لا، هو صراع مع هذا العدو الذي لا يريد أن ينسحق..سيأتي وقت فيه يتحطم، بالإصرار و العزيمة..سيحطمه كما سيحطم أرنب السباق اللعين الموجود أمامه..
و بعزيمة انطلق يعدو يريد أن يحطمه، يحطم الرقم القياسي و خط الوصول..
وصل سريعا إلى فيلا حبيبته و دخلها دخول المنتصر..استقبله الأب قرب حوض السباحة بابتسامة عريضة و ترحيب حار..عانقه بمودة و قاده باتجاه الباب، حيث أخبره برفضه، فابنته من ثوب غير ثوبه، و معدنها نفيس لا يقبل الانصهار مع المعدن البخيس، مزاوجة مثل هاته تعد إهانة للحياة، و تقبيح للعلاقات، راجيا منه أن يتفهم موقفه، وقدم له نصيحة ثمينة، ألا يرفع رأسه إلى أعلى حتى لا يتعب عضلات عنقه، فتنكسر..نكس رأسه قليلا، في داخله بركان و في صوته يسكن الفراغ، أحس بغضب لم يقدر على إعلانه..،
كادت ريح الهزيمة تقوس ظهره ، استعاد كلام حبيبته و أمه ..فاستقام ضاحكا، فقد ترك في الداخل أثرا له..
مازال صدى مدربه الذي أخضعه لتداريب قاسية، يرن في أذنيه، و يحفر أخاديده في نفسه:
_إنها فرصتك الذهبية لتثبت ذاتك بقوة في ألعاب القوى، و تخرج من دائرة التهميش إلى الضوء و تكون لك الحظوة..
صدقه و تشرب كلماته الصادقة، إذ جعلها طيور أحلامه، فكرس كل جهده للتداريب، فما اشتكى نصبا و ما تذمر من تعب ..
تذكر أمه و قد صلت لأجله:
_تعود ظافرا، بحول الله..ربي ينصرك و تحقق الفوز و حلمك، و ترفل في نعيم الحياة، و تنال رضى الآخرة..
أما أبوه فقد أصر على أن يتابع دراسته حتى يفوز بوظيفة تخرجهم من فقرهم..و لما لم يجد إذعانا فقد أوكل أمره لله، أمام مثل هذا العناد المستفز..
{يكفيه أنه تابع دراسته حتى نال شهادة البكالوريا، و لا يريد متابعة دراسته الجامعية لئلا يجد نفسه في آخر المطاف مقصيا، و أمام باب البرلمان صارخا و مطالبا، فقد منّ الله عليه بجسم قوي، و موهبة في العدو الكل يشيد بها، حرام أن تضيع، ثم إنها وسيلته لبلوغ مآربه ، سيحقق بها أمجادا ..}
سلم عليه و قال:
_سيوفقك الله لما يحبه و يرضاه..لك دعواتي بالفوز..و خالطت صوته حشرجة مجروحة..
و كان يبغي أن يوفقه الله في الفوز بيد حبيبته كما فاز بقلبها..فقد قالت له، و هما جالسان على كرسي إحدى الحدائق الغناء خارج المدينة و بعيدا عن أعين الفضوليين و المتلصصين:
_فوزك سيكون له وقع حسن على قلب أبي، و لا أظنه سيرفض لك طلبا..
طاب له الكلام و شحذ همته بكثير رغبة في تحطيم كل القيود..رأى نفسه يصل خط الوصول و يحطم الرقم القياسي..رأى نفسه محاطا بالتصفيقات الحارة و إعجاب المتفرجين و المشاهدين..رأى نفسه مرفوعا فوق الأكتاف و محاطا بالهتافات..رأى نفسه مكللا بالغار..
أيقظه من لذة التذكر و رونق الحلم اللذيذ لكزة من كوع متسابق يريد التجاوز..هو التدافع إذن..تخيل نفسه في زحام يدفع الناس بمنكبيه و يجند عضلاته ليشق طريقه..رأى التدافع يولد الضغينة و يدفع الأوائل إلى الهاوية ،ورأى الأقدام العجلى و المسكونة بالتنافس، تدوس الأجساد الساقطة..بدون رحمة و لا شفقة؛ و أنى لها أن تشفق و الصراع شعار المتنافسين..لم يعجبه المشهد..كما لم يعجبه هذا التدافع لأنه لا يقود إلا إلى أعتاب علية القوم و الأسياد لغرض خدمتهم..لا و ألف لا، هو صراع مع هذا العدو الذي لا يريد أن ينسحق..سيأتي وقت فيه يتحطم، بالإصرار و العزيمة..سيحطمه كما سيحطم أرنب السباق اللعين الموجود أمامه..
و بعزيمة انطلق يعدو يريد أن يحطمه، يحطم الرقم القياسي و خط الوصول..
وصل سريعا إلى فيلا حبيبته و دخلها دخول المنتصر..استقبله الأب قرب حوض السباحة بابتسامة عريضة و ترحيب حار..عانقه بمودة و قاده باتجاه الباب، حيث أخبره برفضه، فابنته من ثوب غير ثوبه، و معدنها نفيس لا يقبل الانصهار مع المعدن البخيس، مزاوجة مثل هاته تعد إهانة للحياة، و تقبيح للعلاقات، راجيا منه أن يتفهم موقفه، وقدم له نصيحة ثمينة، ألا يرفع رأسه إلى أعلى حتى لا يتعب عضلات عنقه، فتنكسر..نكس رأسه قليلا، في داخله بركان و في صوته يسكن الفراغ، أحس بغضب لم يقدر على إعلانه..،
كادت ريح الهزيمة تقوس ظهره ، استعاد كلام حبيبته و أمه ..فاستقام ضاحكا، فقد ترك في الداخل أثرا له..
تعليق