الربيع والشباب والجمال
شعر/محمدأحمدحسن(محمدالشاعر)
وفي كل عام يجيء الربيـــــــع يزف إلينا الجمـــال خـــــــــــبرويرسم في الكون بعض النقوش ويصـــــــــنع فوق الوجوه العبر
ويجعل من ظلمة الليل ضـــــيَّا يعيد الزمـــــــــان الذي قد هجر
ويعرفهُ الكــــــــونُ عيداً وليداً يعانق فيه هـــموم الـــــــــــبشر
إذا مات عند الــــشتاء الجمالُ سيبقي الربيع الذي يفتــــــــخر
لأن الربيع الذي في المـــــساء يعيش الصــــباح ووقت السحر
يجيء الحياة لأن الشـــــــباب َ وكلَّ الذي حوله قد شـــــكر
يقبِّل في الكــــــون كل َّالورود ويشدو بــــشعر جمــــيل الوتر
عطائي جمال وفيضــي شباب وعمري حياة وضـــــوئي قمر
جُعلت كما النــــيل بين الربيّ وكالحب أحضن همس الشجر
وألبـسني الله ثوبــــــاً طهوراً كوقت الأصيل ومــوج البحر
وأُسكـــــــب حبي كنيل عظيم أجدد بالـــــــــحبِّ لونَ الزهر
وتعلو-لأيكي- فروع الجـــمال وأزرع زهرا بقلـــــب الحجر
أبيع الهــــــموم لأبقي الربيع وأكسو العرايا وأقضي الوطر
أُصيِّر عُري الفيـــافي ورودا وكل الخمــــــــائل بي تـــزدهر
وإني أُحيل جـــــليد الشـــــتاء نسيما وعطرا ووجـــــها نـضر
وأزرع في الناس حُبَ الجمال وأنقش في الكون بعض الصور
كأني العقـــــيق الذي في البحار ومثل اللآليء ,مـــــــــثل الدرر
فإن الربيــــــــــع شبابُ القلوبِ إذا ما يكـــــــــونُ, يفوحُ العطر
أما زال بعد الشــــباب جمال وبعد الربيع سوي المنــــــــحدر
فلا تسألوا الحـــسن عن سرِّه فبعضُ الجــــــــمال له ما ستر
محمد الشاعر
تعليق