إن الشعور السائد عند علماء المسلمين والأعتقاد الراسخ لديهم أن اللغة العربية لغة مقدسة ، ومرجع ذلك ينبثق من بُنيتها المُحكمة وسعة الفاظها و غزارة تصاريفها و حُسن اشتقاقها وكثرة جذورها وثباتها على مدى القرون وعدم إندثارها مقارنة باللغات الميتة ، وفوق ذلك كله قصورعلماء اللغة لبوغ شأوها وإدراك مداها في السرد والنظم والأشتقاق ، وقد توج ذلك كله نزول القرأن العظيم بهذه اللغة ، و أشار تبارك وتعالى في القرآن إلى أن عناية الخالق سبحانه أشرفت على لسان آدم عليه السلام ، فقرن علماء العرب هذه الإشارة بقوة اللغة وجمالياتها وحسن تعديل حروفها وفصاحة الفاظها وبريق معانيها ، إلا أن هذا الشعور بقي قاصراً في أسفار العلماء دون دليل يدعمه أو ركائز يستند عليها ، فدفع ذلك الهدف عدداً كبيراً من الباحثين العرب وأغراهم بعلوم اللغة منذ بداية الحركة العلمية في إطار الدولة الإسلامية ، فكانت لهم الجهود البارزة في مجال الأصوات وبناء الكلمة وبناء الجملة والمفردات ، إلا أنهم أغفلوا دراسة الحرف – الذي كان فيه مطلبهم وسنداً لمعتقداتهم - رغم أن الله عز وجل أشار إلى الحروف في فواتح السور ، وفَرَقَ الرسول الكريم بين الكلمة والحرف في الحديث الشريف ، لكن الله تعالى إذا أراد لعلم أن ينتشر سبقه بالأسباب وسخر له العباد .
أنظر كتاب فقه الحروف
www.fiqhalhuroof.com
أنظر كتاب فقه الحروف
www.fiqhalhuroof.com
تعليق