معذبتى

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبدالحميد ناصف
    أديب وكاتب
    • 05-02-2013
    • 146

    معذبتى

    معذبتى

    فى بدايات الصبا...فى صباح مشمس . خرجت من شارع عزبتنا الصغيرة

    التى تضم كافة أفراد العائلة..

    اختار الأجداد مكانها بعناية فائقة.فقد كانت تقع عند منتصف طريق ترابى

    يربط جسر النيل بالزراعية(طريق ترابى يسير موازيا لترعة كبير ه )يفصله عنها بضع امتار

    وكانت الزراعية هى الطريق الذى يربطنا والقرى المجاوره وكذا المدن...

    ربما أرادوا باختيار المكان هذا ليكون بعيدا عن النيل وفيضانه

    وكذا بعيدا عن الزراعية والتى تمر عليها العربات.والتى كانت تمثل لنا خطر داهم فى ذاك الوقت..

    كانت الأمتار الفاصلة بين الزراعية والترعة هى الملاذ لنا نحن الصبية فى ليالى الصيفلما تحويه من سجاجيد صغيرة من الرمال الناعم وسط ارض سوداء.
    تواجه الترعة التى تمثل لنا فى ذاك الوقت نهاية عالمنا الصغير.فبعدها صحراء قاحلة,لا نرى فيها سوى الشمس وهى تلقى بنفسها ساعة الغروب بين التلال الصفراء
    هناك كنت أجلس على احدى البقاع متكئا على الزراعية المرتفعةعن سطح الأرضوالتى تحجبنى عن العزبه والغيطان الخضراء.أواجه الترعة بما تحويه من نجوم متلئلئة تغوص فى أعماق الماء .
    هناك التقيها ...بعيدا عن الناس...حتى لا يرانى أحد..
    كثيرون كانوا يعلمون علاقتى بها ..ولكن لا أريد ان يروها معى.

    أخرج من الشارع موليا ناظراى الى هذه البقعة..حتى وقفت مشدوها ...
    هالنى مارأيت غبار يلف المكان دققت النظر ..
    سيارات تلقى بالرمال على الزراعيه ومعدات ثقيله تقوم بتسويته..
    عمل دءوب بتلك المنطقه التى بها مكانى المفضل..
    الرمال ترتفع فوقها..هناك دفنتها..فى ركن البقعة..والأن يهيلون عليها الرمال.
    ظللت طوال نهارى مشغول بها ..كثيرا ماأذهب الى هناك ...كمجرم يحوم حول مكان جريمته.. أرقب عن بعد .ينتابنى القلقل .أصبحت شغلى الشاغل فى هذا اليوم.
    أعرف مكانها جيد لكن كيف ساخرجها من تحت هذا الكم من الرمال..
    هل ستغادر هذه المعدات المكان؟..ام تبيت ليلتها فوقها؟؟
    عند الغروب وقفت فى أول الشارع أتطلع الى هناك...انفرجت شفتاى عن ابتسامة خفيفة.
    بعد ان فرغ المكان ..الا من سيارات قليلة تسير على الطريق
    حل الظلام .أسرعت الى هناك..وكلى شغف للقاء انتظرته طوال يومى..
    حتما سألتقيها.مهما تكبدت من تعب ومشقة
    خلعت جلبابى واتخذت الزراعيه دروة تحجبنى عن الناس .أعرف مكانها جيدا..
    شرعت أهيل عنها الرمال.بكل ما أوتيت من قوة..وسرعة ...
    أتصبب عرقا ..أتوقف عندما تمر سيارة الى جوارى...أعاود العمل..هنا أنا ذا قد اقتربت
    .وصلت لرمال السجاده انها مختلفة عن تلك التى أتت بها السيارات..
    سعادة تغمرنى حين وصلت اليها
    أجفف عرقى..أإغسل وجهى بماء الترعة ..أرتدى جلبابى...
    أتكىء على جانب الزراعية مواجها الترعة والنجوم..يلفنى الليل والسكون ونسمات الليل الرقيقة
    أخذ فمها بين شفتاى.. يمتلىء صدرى بعبقها.وأسبح بخيالى وسط هذا الكم من النجوم الزاهره....


  • أبوقصي الشافعي
    رئيس ملتقى الخاطرة
    • 13-06-2011
    • 34905

    #2
    أهلا بك أستاذي الفاضل
    أجدها أقرب للقصة
    منها للخاطرة
    فاسمح لي بنقلها هناك
    تقديري



    كم روضت لوعدها الربما
    كلما شروقٌ بخدها ارتمى
    كم أحلت المساء لكحلها
    و أقمت بشامتها للبين مأتما
    كم كفرت بفجرٍ لا يستهلها
    و تقاسمنا سوياً ذات العمى



    https://www.facebook.com/mrmfq

    تعليق

    • عبدالحميد ناصف
      أديب وكاتب
      • 05-02-2013
      • 146

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة قصي الشافعي مشاهدة المشاركة
      أهلا بك أستاذي الفاضل
      أجدها أقرب للقصة
      منها للخاطرة
      فاسمح لي بنقلها هناك
      تقديري
      عزيزى.. قصى
      يمر كل منا بمواقف فى حياته قد تكون طريفة أو تستحق التسجيل
      وقد بحثت بالمنتدى عن قسم يحوى هذه المواقف ولم أجد غير نثريات حرة لأسجله بها
      فهذا الذى سجلت لم أكتبه كقصة قصيرة لكنه حدث .مازال قابع فى ذاكرتى أردت تسجيلة

      وأتمنى أن يكون هنا بالمنتدى موضوع بعنوان (حدث بالفعل ) يسجل فيه أدباءنا الكرام مواقف حياتية بأسلوب أدبى

      تعليق

      • جمال عمران
        رئيس ملتقى العامي
        • 30-06-2010
        • 5363

        #4
        الاستاذ عبد الحميد
        هى قصة رائعه وبجدارة ...
        ولا تنس أن الخواطر هى قصة والقصة هى خواطر .. نحن فقط ندبلج ونتلاعب بالحدث والفكرة والمضمون والمفردات لتتناسب مع الموضع الذى نريد ..
        مودتى
        *** المال يستر رذيلة الأغنياء، والفقر يغطي فضيلة الفقراء ***

        تعليق

        • عبدالحميد ناصف
          أديب وكاتب
          • 05-02-2013
          • 146

          #5
          الأستاذ الراقى جمال عمران
          أشكر مرورك العطر وأسف لتأخرى فى الرد لأنها سقطت سريع الى ذيل القائمة لكثرة القصص والمشاركات ولم أرها الا اليوم
          أما عنها..فقد كتبتها عن علبة التبغ وما كانت تفعله بنا فى الصغر

          تعليق

          • نادرة فرج
            أديبة وكاتبة
            • 17-04-2013
            • 40

            #6
            القصة هنا على بساطة السرد تخبرنا أن لديك قدرة جيده على الوصول بنا إلى حيث تريد
            جميلة جدا
            التعديل الأخير تم بواسطة نادرة فرج; الساعة 19-04-2013, 10:41.

            تعليق

            • عبدالحميد ناصف
              أديب وكاتب
              • 05-02-2013
              • 146

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة نادرة فرج مشاهدة المشاركة
              القصة هنا على بساطة السرد تخبرنا أن لديك قدرة جيده على الوصول بنا إلى حيث تريد
              جميلة جدا
              الأجمل هى كلماتك الرقيقة ومرورك العطر..
              شكراا نادرة
              تحياتى وتقديرى

              تعليق

              • ريما ريماوي
                عضو الملتقى
                • 07-05-2011
                • 8501

                #8
                جميلة القصة فعلا ...
                ويا للسجائر، وما كانت تقعله بالصغار..

                إنطلاقة قوية...

                شكرا لك، تحيتي وتقديري.


                أنين ناي
                يبث الحنين لأصله
                غصن مورّق صغير.

                تعليق

                • عبدالرحيم التدلاوي
                  أديب وكاتب
                  • 18-09-2010
                  • 8473

                  #9
                  طيبة و مشوقة و معبرة..
                  دمت بالف الق.
                  مودتي

                  تعليق

                  • حسن لختام
                    أديب وكاتب
                    • 26-08-2011
                    • 2603

                    #10
                    جميل هذه العلاقة الحميمة بينك وبين مكانك المفضل..تظل الأشياء التي عشناها حاضرة في الذاكرة..
                    سرد جميل، ولغة بسيطة وسلسة
                    محبتي، أخي عبد الحميد

                    تعليق

                    • عبدالحميد ناصف
                      أديب وكاتب
                      • 05-02-2013
                      • 146

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة ريما ريماوي مشاهدة المشاركة
                      جميلة القصة فعلا ...
                      ويا للسجائر، وما كانت تقعله بالصغار.


                      إنطلاقة قوية...

                      شكرا لك، تحيتي وتقديري.
                      بل كل الشكر لمرورك أستاذة ريما
                      الجميلة هى كلماتك الرقيقة
                      تحياتى وتقديرى

                      تعليق

                      • عبدالحميد ناصف
                        أديب وكاتب
                        • 05-02-2013
                        • 146

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة عبدالرحيم التدلاوي مشاهدة المشاركة
                        طيبة و مشوقة و معبرة..
                        دمت بالف الق.
                        مودتي
                        المتألق دائما ..عبد الرحيم
                        شكرا لمرورك الكريم وطيب كلماتك
                        تحياتى وتقديرى
                        التعديل الأخير تم بواسطة عبدالحميد ناصف; الساعة 01-05-2013, 19:26.

                        تعليق

                        • عبدالحميد ناصف
                          أديب وكاتب
                          • 05-02-2013
                          • 146

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة حسن لختام مشاهدة المشاركة
                          جميل هذه العلاقة الحميمة بينك وبين مكانك المفضل..تظل الأشياء التي عشناها حاضرة في الذاكرة..
                          سرد جميل، ولغة بسيطة وسلسة
                          محبتي، أخي عبد الحميد
                          أستاذ..حسن
                          ستظل كلماتك مضيئة .وسلاستها معطرة..
                          شهادتك أعتز بها
                          لك كل التحية والتقدير

                          تعليق

                          يعمل...
                          X