معذبتى
فى بدايات الصبا...فى صباح مشمس . خرجت من شارع عزبتنا الصغيرة
فى بدايات الصبا...فى صباح مشمس . خرجت من شارع عزبتنا الصغيرة
التى تضم كافة أفراد العائلة..
اختار الأجداد مكانها بعناية فائقة.فقد كانت تقع عند منتصف طريق ترابى
يربط جسر النيل بالزراعية(طريق ترابى يسير موازيا لترعة كبير ه )يفصله عنها بضع امتار
وكانت الزراعية هى الطريق الذى يربطنا والقرى المجاوره وكذا المدن...
ربما أرادوا باختيار المكان هذا ليكون بعيدا عن النيل وفيضانه
وكذا بعيدا عن الزراعية والتى تمر عليها العربات.والتى كانت تمثل لنا خطر داهم فى ذاك الوقت..
كانت الأمتار الفاصلة بين الزراعية والترعة هى الملاذ لنا نحن الصبية فى ليالى الصيفلما تحويه من سجاجيد صغيرة من الرمال الناعم وسط ارض سوداء.
تواجه الترعة التى تمثل لنا فى ذاك الوقت نهاية عالمنا الصغير.فبعدها صحراء قاحلة,لا نرى فيها سوى الشمس وهى تلقى بنفسها ساعة الغروب بين التلال الصفراءهناك كنت أجلس على احدى البقاع متكئا على الزراعية المرتفعةعن سطح الأرضوالتى تحجبنى عن العزبه والغيطان الخضراء.أواجه الترعة بما تحويه من نجوم متلئلئة تغوص فى أعماق الماء .
هناك التقيها ...بعيدا عن الناس...حتى لا يرانى أحد..
كثيرون كانوا يعلمون علاقتى بها ..ولكن لا أريد ان يروها معى.
أخرج من الشارع موليا ناظراى الى هذه البقعة..حتى وقفت مشدوها ...
هالنى مارأيت غبار يلف المكان دققت النظر ..سيارات تلقى بالرمال على الزراعيه ومعدات ثقيله تقوم بتسويته..
عمل دءوب بتلك المنطقه التى بها مكانى المفضل..
الرمال ترتفع فوقها..هناك دفنتها..فى ركن البقعة..والأن يهيلون عليها الرمال.
ظللت طوال نهارى مشغول بها ..كثيرا ماأذهب الى هناك ...كمجرم يحوم حول مكان جريمته.. أرقب عن بعد .ينتابنى القلقل .أصبحت شغلى الشاغل فى هذا اليوم.
أعرف مكانها جيد لكن كيف ساخرجها من تحت هذا الكم من الرمال..
هل ستغادر هذه المعدات المكان؟..ام تبيت ليلتها فوقها؟؟
عند الغروب وقفت فى أول الشارع أتطلع الى هناك...انفرجت شفتاى عن ابتسامة خفيفة.
بعد ان فرغ المكان ..الا من سيارات قليلة تسير على الطريق
حل الظلام .أسرعت الى هناك..وكلى شغف للقاء انتظرته طوال يومى..
حتما سألتقيها.مهما تكبدت من تعب ومشقة
خلعت جلبابى واتخذت الزراعيه دروة تحجبنى عن الناس .أعرف مكانها جيدا..
شرعت أهيل عنها الرمال.بكل ما أوتيت من قوة..وسرعة ...
أتصبب عرقا ..أتوقف عندما تمر سيارة الى جوارى...أعاود العمل..هنا أنا ذا قد اقتربت
.وصلت لرمال السجاده انها مختلفة عن تلك التى أتت بها السيارات..
سعادة تغمرنى حين وصلت اليها
أجفف عرقى..أإغسل وجهى بماء الترعة ..أرتدى جلبابى...
أتكىء على جانب الزراعية مواجها الترعة والنجوم..يلفنى الليل والسكون ونسمات الليل الرقيقة
أخذ فمها بين شفتاى.. يمتلىء صدرى بعبقها.وأسبح بخيالى وسط هذا الكم من النجوم الزاهره....
تعليق