سريالية النار

محال .
أن يعبروا سرَ عطرٍ يدثرني
عطرٌ
لم يروهُ متماهياً بضفائر الياسمين
كحلم ينزلق في المرايا
ما فتئَ يعبث باللازَوَرد
بياضُ مسكٍ هذا الجبين
يغفو فوقه ألفُ قمرٍ يرتلُ الضّياء
كلما أخذتني أكفّ القدر للمدن الغريدة
لا أراني
إلا مزروعةً في ملائكية بهائهِ
مزروعة بين غابات القوافي حرائقَ
أنهارَ توتٍ تجري على الشّفاهِ
كلماتٍ بلا أجنحةٍ تطير
تجري من كرمٍ تدلّى يقطرُ العناب
يقطرهُ قطوفًا مزروعةً
ما بين ألف مهر ومهر يغفو في المرايا
وبين ألف سر يتوهني
كرمٌ
ينزرع في سهل القلب طَوداً مُنيفا
أتهجى فيه دماء الأبجدية
لتكتبه كما تحب القصيدة
لأكتبكَ
في شرياني حروفاً من حمرة الشفق
فأنت في دمي شموساً يشتاقها التفاح
يشتاقها الكرز
تأتيني
تهذيني شعراً
جُنوناً
منوناً
مطراً باذخاً حد الغرق
مطراً يربت الأرض بقوافي النّوار
فكيف لا تشتعل قارورة العطر
مَجامِراً تشعِلُ الوقتَ بالحنين ؟!
تأتيني من أعياد العشق دفئاً
تُفرح به عصافير مملكتي
تذهلُني
تربكُني
تَرتشفني
تشهقُني
أدوخُ بليل رمشٍ
بخوراً تبخرني
أزهارَ جلّنار تهدِيها شراييني
تقيم فيها أعراس الحرائق
تنزح إليك الحدائق شوقاً
أزهار انهكها ملح البعد
كل ما غشيني الشّذا
بكؤوس وردك ؛ يدركني الجوّى
يا لصباحٍ ..
يحملكَ في أحداقهِ ثورةً تجتاحني
برقٌ يسرقني
خارج حدود المعنى
يصهرني
في أحداقه كشمعةٍ تعانق اللّون
لتُحِيّلُهُ لوحةً تهذي سريالية النار
وأنت تتفرسُني ..
أسكبُ حُلمي في كفيكَ حمحمةَ بوحٍ
تنبتُ فيه الحروف جذلى
تتلقفُ الأنجم
تتسلقُ البصمات
تَمطرُ عاجية الأوار
سنونوة تهطلك ..
نقراً تلو نقر على حبات الكرز
نقر على وتر يغني
فأصحو من مقتلي الجميل
يعود الغناءُ يقتلني من جديد
ممسكاً بخيوط الرّضاب
ياسمينة تُغيّبُها رؤى خارج الرؤى
ولا تمتلئ
إلا بالشذا القادم من أفق العبير
تراتيل الضّياء
تصلي في صخب حفلة وهّاجة
شعاع يمسح من دفاتري لمعة الملح
المختبئ خلف لجة الصفحات
أكل هذا أنت شاسع أيّها البحر ؟!
كيف عرفتُكَ ذات حلم
أأعرفك من قصائدِ العشب
من الفيروز الأزرق
يغرقني حين ألقاك
أو من دندنة أجراس اللّجين
تلتمعُ في المرايا أناشيد نار ؟!
بي عشق أزلي لهاتين العينين
الفضاء
الرَواء
قد أحتمل رؤية الشّمس تصهر الشّفق
أحتمل رؤية العالم ضجيج قلق
أحتمل رؤية العالم قواقع جليد
أحتمل العالم لجة خوف
لكن لن أحتمل يوماً يحمل أناهيد عينيك ..
مواسمَ حب واصمت
كيف تصمت أزهار النرجس ..
عن غناء الشذا إذا ما عانقها الهواء ؟!
كيف يصمت الطوفان
إذا ما فار الشوق
المخبوء خلف القلاع ؟!
كيف ؟!
تعود ترسم المرايا صخب الجمر
سطوراً قديمة
سبابة تقطع السؤال أشششش ...
اسمعني إيقاعك الثلج , النار
أيها الوتر
.
تعليق