أخي الغالي وأستاذي القدير ركاد حسين : كل التحايا لشخصك النبيل ولقلمك الراقي ، وبعد .
فقد عودت نفسي سيدي ألا أخوض أي مواجهة فكرية أو ثقافية مع أحد أو مع موضوع إلا أذا أضطررت إلى ذلك ، ومن الإضطرار أن أجد سؤالا يخص مسألة عقائدية أو دينية يحتاج إلى جوابا فأجيب .
وعندما أجيب في هذا الشأن فلا أجامل ولا أناور ولكني أقول ما أعتقده حقا ، بغير أن يمنع ذلك من تقبل الرأي الآخر و مناقشته بالحسنى ، وبغير أن يمنع أيضا من الاعتراف بخطأي أو بعدم صواب رأيي إذا ما ثبت ذلك ، وهذا ما حدث مني فعلا في غير ما موضع فيما سبق .
ومن هذا المنطلق تأكد سيدي أنني أتقبل كلامك وكلام أي شخص مهذب مثلك برحابة صدر وبلا أي غضاضة .
ومن هذا المنطلق أيضا أقول :
لا توجد طائفية في التمسك بتعاليم الإسلام وأحكامه ومبادئه في مواجهة أي ديانة أخرى ، ولا توجد طائفية في التمسك بقواعد وأصول المذهب السني في مواجهة أي مذهب آخر .
بل الطائفية على الحقيقة هي فيمن يتمسك بباطل من هذا أو ذاك في مواجهة الحق الذي ينطق به ديني أو الذي يدل عليه مذهبي .
لذا فأن ما قلته في سياق مشاركاتي السابقة هو الجواب الذي أضطرني إليه السائل ، وهو الحق من وجهة نظري الذي أصر عليه ولا أجد له أي ظلا من الطائفية .
تقبل مودتي .

أخي الغالي ركاد

الشيطان يكمن في التفاصيل

هؤلاء القوم يتعمدون هذا الأسلوب الاستفزازي دائما في ردودهم .. يشخصون الموضوع ويتمادون حتى يصبح الشتم علنيا مقذعا ما لم يكن هناك من يردعهم من البداية

الاستفزاز والتحريض أسلوب يعاقب عليه القانون

قبل أن تطالب بحقك أعط الغير حقهم

ولا تخل بميزان الاحترام والأدب وأنت تطالب بحقك

هذه قواعد على الجميع احترامها وإلا فليغلق أي موضوع نقاش من بدايته.. درءا لما سيحصل بعده

تحياتي

الأخوة والأخوات الأعزاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قبل أن أدخل في صلب الإجابة على سؤال الأستاذ فايز حول هوية ملتقى الأدباء والمبدعين العرب أود أن أضع بين أيديكم عدة نقاط توضح النفسية التي تسيطر على بعض الأخوة الأعضاء والتي تنتج مثل هذه المغالطات والتوهمات .

أولا : يشعر الإنسان العربي عموما بعقدة اضطهاد السلطة له وتآمرها عليه ، ومكرها له بليل للإطاحة بــه وتدميره .. أي سلطة سواء أكانت في رئاسة الدولة أو وزارة أو مؤسسة أو اتحاد كتاب او حتى منتدى صغير مثل منتدانا هذا .. فرئيس الجمهورية ورئيس المؤسسة ورئيس المنتدى لاينام الليل ولايمل ولا يكل من التفكير المستمر بألإطاحة بمعارضيه أو مخالفية في الدين والمذهب والرأي .

ثانيا : استدعاء الاضطهاد إن لم يكن موجودا ، وتضخيمه إن لم يكن بالحجم المؤثر في المنظومة كلها .. ومن ثم تراه لاينظر إلا في الجزء الفارغ من الكوب .. ولاأقول نصف الكوب .. ولا ينظر إلا في بقعة سوداء في الثوب الأبيض .. فيراه كله أسود ناصع السواد .

ثالثا : خلط الحابل بالنابل وعدم تحرير الخلاف .. فتراه يتحدث عن قضية مركبة دون تفصيل ، فلا تعرف إن كان يقصد ( أ ) أو يقصد ( ب ) .. ثم يأتي من بعده من يتصدى للأمر دون محاولة للفهم وتحرير المسألة فتراها يجيب بما يزيد الطين بله كما يقولون .

رابعا : وفي المقابل تشعر إدارة الدولة أو إدارة المؤسسة أو إدارة المنتدى .. أن ثمة مؤامرة تحاك ضدها من الطرف الشاكي .. وشاهدها على ذلك تلك الأقلام التي تعمل على تأجيج الأمر وإشعاله بدلا من محاولة ترشيد الشعور بالاضطهاد وحصره في حدوده الحقيقية ، ثم محاولة الإصلاح .. وتتوالى ردود الأفعال من هؤلاء بشكل يوحي بقوة بوجود مؤامرة تحاك لهدم المكان .

نعود الآن للسؤال الذي طرحه الأستاذ فايز وقد انشغلت عن الإجابة عليه .. فأقول :

أولا : لدينا الآن ثلاثة ملتقيات منفصلة تماما عن بعضها وإن ربط بينها جدول تم تثبيته أعلى الملتقيات الثلاثة وهي :
ملتقى الأدباء والمبدعين العرب
ملتقى المفكرين والسياسين العرب
ملتقى إحياء علوم الدين

فعن أي ملتقى من هذه الملتقيات الثلاثة .. يتحدث الأستاذ فايز صاحب السؤال ؟

ثانيا : سنعتبر أن الأستاذ فايز يقصد ملتقى الأدباء والمبدعين العرب على أساس أنه طرح السؤال فيـه .. ونقول إن طبيعة ملتقى الأدباء والمبدعين العرب هي طبيعة مهنية بمعنى أن الحيثية الأساسية لما يطرح فيه هي أدبية إبداعية بحتة في إطار أخلاقي وقيمي يمثل القاسم المشترك بين العقلاء .. وقد قمنا بفصل الأقسام السياسية والفكرية لأجل الابتعاد عن مشاكل السياسة والفكر اللذين يسببان حساسية وخلافات ، ومن ثم عامل طرد للأدباء والمبدعين .. لكن هناك تداخلات لايمكننا الانفكاك عنها .. بين الأدب والفكر .. وبين الأدب والرأي .. يعبر فيها الشاعر أو الأديب عن رأيه السياسي في إطار أدبي ولإبداعي وليس من خلال نشرة أخبار أو التعليق السياسي .. بالإضافة إلى اصرار البعض على ادخال الأدباء والمبدعين في معمعمة السياسة والطائفية والمذهبية .. وخلاصة هذه النقطة أن ملتقى الأدباء والمبدعين العرب هو ملتقى أدبي إبداعي مهني له تعلقات دينية وسياسية وفكرية لايمكن الانفكاك عنها نقبلها في إطار أدبي غير مباشر .. ومع ذلك فلايمكن التحكم فيها بشكل كامل نظرا لكثرة الموضوعات والمشاركات وعدم توافر الخبرة والحيادية الإشرافية لدى كثير من الأخوة المشرفين والمشرفات .

ثالثا : الحكم على طائفية وتعصب الملتقى ينقسم بالضرورة إلى قسمين
- تعصب وطائفية الإدارة
- تعصب وطائفية الأعضاء
أما عن تعصب وطائفية إدارة الملتقى .. فالحكم يكون من خلال :
1- اسناد الوظائف الإشرافية والإدارية إلى طائفة معينة أو استبعاد طائفة معينة على اساس الجنس أو الدين أو العرق .. وهذه يكذبها تاريخ ملتقى الأدباء والمبدعين العرب ، ففيهم المسلم والمسيحي والعلماني والرجل والمرأة والمصري والسوري والجزائري وكل أبناء الوطن العربي دون تخصيص كونة أو حصة معينة لذلك .. فالكفاءة والولاء للمكان هما الاساس في الاختيار .. بل أشهد الله أنني لم أحاول يوما معرفة جنسية أو دين أي عضو بالملتقى منذ بداية افتتاحه وحتى يومنا هذا .. وإنما يهتم بذلك بعض الأعضاء المتعصبين فقط .
2- حذف رأي أو فكرة أو نص إبداعي على اساس ديني أو عرقي أو طائفي .. اللهم إلا فيما لايدخل أصلا في دائرة الأدب والفكر ويتجاوزه إلى السب والقذف والزدراء والتحقير أو الابتذال بصوره المختلفة .. وهي قواسم مشتركة بين الجميع .
3- طائفية التقاضي عند وجود مشكلة ما بين الأعضاء .. والميل مع خصم دون آخر على أساس عرقي أو طائفي أو ديني .. وهذا غير موجود مطلقا في ملتقى الأدباء والمبدعين العرب وتاريخ الخصومات شاهد على ذلك .

أما عن طائفية الأعضاء أنفسهم .. فهؤلاء والحمد لله قلة قليلة لايتجاوز عددهم أصابع اليد .. ونعتبرها نحن من الرأي مادامت بعيدة عن السب والتحقير والازدراء أو نتغاضى عنها إن وجدنا ردود أفعال من الطرفين ، ونتيجة لهذا التراكم في الردود والأخذ والرد يصعب علينا التدخل .. ويجب على الجميع الاتنتباه إلى العبارة الأخيرة المذيل بها صفحة الملتقى

اطرح بضاعتك يا أستاذ رجب وجادل بما شئت وكيف شئت ، ولا تلقى كلاما هيلاميا وفضفاضا ، وربما لا تعرف معناه .