http://


قدرا أن رزقت تلك العين الحاتمية
تبذل دمعها بسخاء
حتى اعشوشبت جبال أجا وسلمى
ولوبلها الهطال
... كالغيث المدرار
ابتذلت .. فسامها كل مفلس
هانت ..
فلم يعد لها قيمة ..
وتحجرت في سيولها صخور أهل المروءات والشيمة ..
بذلتها صادقة من مهجتي
لمن كنت أظنهم مهجة المهجة ..
فصاروا على حميل سيلها
يقيمون مهرجانات البهجة ..
عزمت وقتها
أن أبدل فطرتي
أن أمسخ جبلتي
حجرت المقل
وكحلت قلبي بأميال الخطل
أقمت السدود على المآقي
سجنت في غيابات جب النفس
لوعاتي وحر اشتياقي
نزلت ميدان المعركة
فقد أعددت العدة
وجيشت جحافل الجيوش
بأرتال النذير العريان ..
التقى الجيشان
التحم الصفان
وياللأسف
كان أول صريع
هي تلك الدمعة
التقت عيني بعينه
فسقطت الرايات السود
وتطايرت غربان الحاضر الحقود
فأسلمت عيني روحها
فانداحت ديمة غشت قلبي
فانسكب الدمع يغلي
وارتفع بخار نكران الذات
أيقنت ..
أن الطبع يغلب التطبع
وأن كل إنسان ينصهر في فطرته
وأن البوصلة لابد وأن تشير إلى
زاوية الخلاص
وهاهي أصداف قلبي الأسك
أصمت الآذان إلا عن ذلك النداء الخالد
وهاهي الدنيا تغني
أغنية المطر
وهاهو القلب يتفجر بأنها كوثرية
وعادت أسرابهم
تغني مجداد وتبتهج
فقد سقوا الغيث
بلا استسقاء
لاتفرحوا
فليس ذلك دليل صلاح
لكنه استدراج
سأملي لكم
ويوما ما
سيكون الأخذ بعزة
وسيحل بكم البوار بقدرة
إنه ألم شديد
ستتجرعون من ذلك الكأس
الذي ارتشفت منه
بل ستعبون
عبا كعب غرائب الإبل العطشى
يارياح زمجري
يا أصداف قلبي ترنمي
يا دمعاتي
لك الله ..
لك الله ..
لك الله ..
إنه يعلم السر .. وأخفى ..مشاهدة المزيد