البياض .. و الرحيل صوب الجحيم
الرحيل في البياض
كالموت بين ماء السؤال
رحابة في اشتقاقات المجاذيب
توغل في سكنات الأشياء
بلا عينين
بلا شفتين
عليك قائم و حيلة
ترتكب جلد الأنفاس
و ترقيم زفراتها أولا بأول
تدشينك على قلب المسافة
ما بين روحك و الطريق
محرقة تنضج بهدوء على ثلج غائم
فادخلها بسلام
لتدخلك دورة أبدية كخلايا
على وهج النصال !
لا فكاك في حضرة بنات الوهم
غواية الطريق إلي مساكن النهى
بعض من تشظي الظلمات
فيزياء تعانق زفير الأمير
في قبو تتصارع أنفاس الحكايات
تنسج الرجفة عمايته
تبيض اليمامات في أشداقه
لزجر ارتحالات التوجس
في جلباب أسفله جلباب
أسفله خارطة
هندسها الإله
وحاشاه هتف : إني خالقها
تزاحم نهم البلوغ في اعتلال البهاليل
في تجليات السفه
امتطاء صهوات الركع
صراع الديكة في أسواق الوهم
و في شروخ الليل الهاجسة ..
برحيل آت !
لم أستثن في البياض
سوى ما كان في عيونها
لكنه الموت
حين تغلق الأبواب على الحلم
لا يبقى إلا الرحيل في القيظ
مشاغبة الاسمنت حائل القلب
عله يفك تجاعيد المساءات
على وجه البياض
يسلخ قهقهات الريح بصرخة عاجزة
ثم يساقط جزءا جزءا
ساجدا لتابو لئيم
ومحنة عصية !
الثياب بيضاء
تصهل من حيث ينبت الليل
تتجشأ طعناتها بين ضلوع الغياب
والمدى صبي نزق
طائر بأجنحة القادم
مذ تخلت الأساطير
عن صبوة الفرسان
ألبس الملك " البيكار"
و ازدواجية البعث
في نشوة النجوم الزاهية
اختلال يطارد أجنة المشتهى
يفتضها في كل شارع
كل حارة
ثم يسوّق استباحاته
على رؤوس النخيل
و أخضر الغبار عند رأس الهرم
تنهدات الرغيف من سالف الفقر!
خذ الميزان
وحفنة من بخور
لا تجزع من العبث في بياض الرؤية
اسكب قليلا من الليل
لتلتئم نتوءات الصدع
و لو بزاوية عرجاء
الضباب يهلل برذاذ اشتهاءاته
يضع رماده على تشققات الشفاه
ثم يلتوي كصليب معقوف
على تشنجات البلاغة المنشاة
بالعمى
والخطب الملساء
اطلق جياد الرقية حسبما شئت
لن يغني شيء مثقال نجوى
كل في فلك يسبحون !
تعليق