الليلة السبت برنامج "على الأثير" يستضيف الأديب الساخر مصطفى بونيف
تقليص
X
-
من هو مصطفى بونيف ؟؟
مصطفى بونيف ..يقول عن مولده :
" ولــــدت في شهر التغيرات والانقلابات والثورات ..شهر السماء الرمادية ...في 19 من أكتوبر 1978 ..كنت على موعد مع الحياة ، فكانت صرختي الأولى في مدينة عين وسارة ، ومن يومها أنا أحترف فن الصراخ وفن التمرد على كل شيئ حولي . وأشعر بقرابة كبيرة تربطني بفئة القطط البرية والعواصف والزوابع ..."
والده الحاج بونيف الأديب الجزائري المعروف ، وعن علاقته بوالده يقول:
" ورثني أبي أسوأ ما يمكن أن يرث الطفل عن والده ، وهي عاهة الكتابة ، فالكتابة في نظري عاهة مستديمة ومرض مزمن لا يرجى منه شفاء ...فتحت عيوني على أسرة محافظة ككل أسر الشرفاء العلويين الذين يمتد نسلهم إلى الطاهره التقية النقية فاطمة الزهراء رضي الله عنها ..فتحت عيوني على أب مهنته التربية والتعليم ، ولكن حين رأيت اسم والدي وصوره على الجرائد في الصفحات الأدبية عرفت أنه يحترف مهنة أخرى ، وهي الصراخ والرفض ..فلا عجب أن تقلد الأشبال آباءها ...ولكن أبي يكتب بوجه واحد ، وبقلم واحد ، وبلون واحد ، والدي بقي محافظا على أصوله المحافظة ، وعلى أخلاقيات حوش الكرمة في دار الشيخ ..أما أنا فقد ركضت خارج المروج ..أكتب بقلم لا يعرف الحدود ، فأكتب خارج الورقة ..أكتب على ملابسي وعلى الجدران وفوق المياه. الفرق بيني وبين والدي كالذي تعلم في مدارس أرستقراطية راقية، والذي تعلم من الشارع والمقاهي ومن وجوه النساء وشقاوة الأطفال...والدي يمثل لي دائما في كتاباته ذلك النسر الكبير الذي يعلمني الطيران، وحين تقوى أجنحتي يجب أن أذهب بعيدا، أن أطير خارج السرب، وأن أموت بعيدا...والدي هو النبع الصّافي الذي يجب أن أشرب منه حتى تشفى معدتي من كل الذي هضمته في جميع رحلاتي، فالأدب الذي يكتبه أبي هو محصول هاملي خالص مثل الرمان والتوت والتين..أما أنا فقد بدأت أتحول إلى ضوء، إلى شبح لا يراني إلا من يريد أن يستحضرني كما تحضر الأرواح والعفاريت ".
تعلم مصطفى بونيف في طفولته الأولى بكتاتيب الهامل في عطل الصيف حيث كان يقضي الأجازة مع أهله بين الأشراف وعنها يقول " حين اصطحبني جدي الحاج ساعد رحمه الله إلى كتاب سي رابح رحمه الله، كنت أمشي بجنبه وأنا أقفز فرحا، لأني كنت سأتعلم رسم حروف اسمي..كان أول عهدي اللغة العربية في القرآن الكريم فعشقت الحروف والكلمات والجمل، ولكم أَكَلتْ من لحمي عصا الشيخ حين كنت أحاول رسم حروف على حافة اللوحة ..فألصق حرف الحاء مع الباء فتتشكل كلمة حب، دخلت إلى المدرسة الابتدائية وأنا شاعر...و كان الفضل لجدي رحمة الله عليه في تعلقي بحروف اللغة العربية، فكنت أكتب اسمه فيفرح ويهديني قطعة حلوى..وكنت أحفظ عليه ما تعلمته في الكتاب فيفرح ويهديني قطعة أخرى من الحلوى...لقد تخرجت من كتاتيب الهامل قبل أن أدخل المدرسة الابتدائية الحكومية وهذا سر تفوقي في المراحل الدراسية..ولا زلت حين أزور قرية الهامل أشعر بأني طفل، وحين أدخل مساجدها وكتاتيبها أجلس متربعا منتظرا دخول الشيخ، ولا زلت حين أفتح المصحف الشريف أميل بظهري..وأترقب سقوط عصا الشيخ لتجلدني...لا زالت أصوات الأطفال في كتاتيب هذه المدينة تصحبني إلى عالم من الروح..."
تلقى مصطفى بونيف تعليمه الابتدائي في مدينة عين وسارة أين كان يشغل والده منصب مفتش اللغة العربية وآدابها.
كانت مشاركاته في النشاطات المدرسية هي الدافع الأساسي ليكتب ويُسمع الناس صوته...
وعن هذا يقول :
"...في طفولتي جربت أشياء كثيرة..جرّبت أن أكون طبيبا فكنت أصطاد الأرانب والحمام والسّلاحف وأشق بطونها لأتعرف على أجسامها من الداخل وحين رأيت الدماء تتطاير بين أصابعي الصّغيرة شعرت بأن مهنة الطب لن تكون المهنة المناسبة لشخصي، فتوجهت إلى الموسيقى، فكنت أرفع صوتي بالغناء، وحين درسنا الموسيقى في المدرسة، وجدت أن الصولفاج علم أبله لا يناسبني، ففضلت أن استمع إلى الموسيقى وأتذوقها دون أن أتعلمها... دخلت فرقة المسرح في المدرسة وبعد فترة اكتشفت بأن التمثيل هو تقمص الولكل زمن رجالاته فقط..أن تتقمص دور القوي ودور الضّعيف ودور الشّجاع ودور الجبان..أن تقول ما لا تعتقده ولا تحبه، فانسحبت بهدوء من مسرح المدرسة...وانضممت إلى فريق المجلة...مجلة اسمها الصّراط كانت تصدر عن مدرسة محمد الصديق بن يحيى، هناك فقط شعرت بالاستقرار.فكنت أصفف الحروف كما تصفف قطع الدومينو فتتكون الكلمات وأصفف الكلمات فتتكون العبارة...فتعلقت بالكتابة ورضعت من نهدها ولم أرتو بعد..قرأت شعر أدونيس وأنا في المراحل الابتدائية الأولى وحفظت الكثير من قصائده التي كنت ولا زلت لا أفهمها..."
درس مصطفى بونيف بقسم علوم الطبيعة والأحياء بثانوية عمر إدريس في عين وسارة.." أثناء فترة الثانوية قرأت كثيرا، وبدأت أرسم ملامحي، ومن فرط ما قرأته أصبت بتخمة ولم أعد قادرا على القراءة كثيرا بعدها...لقد تزامنت فترة الثانوية في حياتي بمرحلة خطيرة جدا في تاريخ الجزائر وهي الحرب الأهلية والتي حرمتني من أنشأ في ظروف طبيعية، لم أستمتع في هذه الفترة... لقد كان صوت الرّصاص وعويل النّساء وضجيج المظاهرات أعلى من كل الأصوات الجميلة...فتمزقت في ذاكرتي كل تلك الصور الرائعة...إن الحرب هي أسوأ تجربة يمر بها الإنسان الواحد وأسوأ ما يمكن أن تعرفه الأمم..."
وبعد أن نجح في الحصول على بكالوريا علوم الأحياء، غير مصطفى وجهته الدراسية ليدخل كلية الحقوق بجامعة الجزائر العاصمة...فيقول " دخلت كلية الحقوق لأنها الكلية الوحيدة التي تناسب شخصا مثلي... وتهت في دوامة كتب القوانين والمحاضرات التي تشبه القهوة المرة، كنت اضطر إلى بلع حبوب الصّداع قبل وبعد كل كتاب قانون أقرؤه أو محاضرة أستمع إليها..كنت دراسة القانون تتعبني، ومع ذلك تابعتها بشوق وتفوق...كنت أبحث عن العدالة المفقودة، أفتش عن عصا موسى وملك سليمان الضائع عليهما السلام...لقد اضطرتني ظروف البلاد أن أبحث في القانون...
وفي غمرة الدراسة كانت فرصة تواجدي بالعاصمة مناسبة لحضور الأمسيات الأدبية التي كانت تنظمها التنظيمات الطلابية في الحي الجامعي، وكانت فرصة للتعرف على بعض الوجوه الأدبية...ولكن الرّجل الذي تظل صورته محفورة في خيالي هو الأديب الكبير أبو العيد دودو رحمة الله عليه، كنـت أترقبه كل يوم وهو يمشي يتوكأ على عصاه، ويرمق البلاد من حوله...نظراته سرقتني قبل أن تسرقني كتاباته الرائعة، إن رجلا مثله لايقل أهمية عن النفط في الصحراء...ومع ذلك ولأن بلادنا عودتنا على تكريم الموتى فقط، لم ينل هذا الرجل القمّة حقه من التكريم...
تخرجت سنة 2001 من كلية الحقوق بشهادة الليسانس..لألتحق بعد ذلك بقسم الكفاءة المهنية للمحاماة وتخرجت سنة 2002 بشهادة محامي..ويشاء الله أن أكون محاميا لكن مع وقف التنفيذ من جراء ممارسات نقابة المحامين... التي ترمي بملفات المتخرجين في سلة المهملات..نقابة اختارت أن تورث هذه المهنة لأبناء الشهداء الذين يفترض أن قضوا نحبهم في سبيل الله لا في سبيل أن يعيش أبناؤهم كالدبابات على أقفاصنا الصدرية..نقابة اختارت أن تكون مسلخة لكل متخرج جديد من أبناء البسطاء من الشعب..ولكي لا تفرم اصبعي مكيناتهم البغيضة...هربت بجلدي وعظامي وعقلي وقلبي...واخترت ما اختاره الله لي..."
اشتغل مصطفى بونيف مدرسا للغة العربية في إحدى مدارس عين وسارة المتوسطة لمدة سنتين، " اشتغلت في تدريس اللغة العربية في مدرسة كنت أحد طلابها، وهي مدرسة محمد الشريف بن عكشة، كنت أحاول من خلال هذه المهنة زرع بعض الورود الملونة في أراضي أصبحت كلها شوك وأعشاب ضارة...وأصدرت مرجعين للطلاب وهما...الوجيز في شرح قواعد اللغة العربية وآدابها. حيث احتويا على تبسيط للقواعد التي تخص النحو والصرف والعروض والبلاغة..وبعد انهاء العقد القصير أحلت إلى التقاعد عفوا البطالة "
نشر مصطفى بونيف مجموعة من القصائد على صفحات الجرائد الأدبية وبعض مواقع الانترنت..." توجهت إلى الرفض عن طريق الكتابة فنشرت قصيدة وسارة التي نالت إعجاب الكثيرين والتي اختصرت فيها المأساة...ثم نشرت قصيدة أبو حنيفة والحسن البصري في البيت الأبيض... والتي ردّدها الكثيرون.. و تعرّضت للنقد من حيث موضوعها وبنائها الشعري الذي اعتمد على الشعر النثري الذي لا توجد به قافية ولا وزن...وشرحت ذلك أن ما أكتبه لا أصنفه شعرا سوى لمدى ارتباطه بمشاعري، سموه ما شئتم سموه نثرا أو لا أدبا..سموه قمحا أو شعيرا أو خرطالا..كل ما أعرفه أني كتبت تلك النصوص بأعصابي..وشرحت وجهة نظري وتمسكي بتقاليد الشعر الأكاديمية من خلال قصيدة رسالة من الفراهيدي التي جلبت لي الكثير من الأعداء من الوسط الأدبي الجزائري..فمنعوا نشر ما أكتبه وهي أسوأ ما يمكن أن يعاقب به الكاتب
"
سافر مصطفى بونيف إلى مصر.. ويقول :
" سافرت إلى جمهورية مصر الحبيبه بحثا عن عصا موسى عليه السلام...بحثت هناك عن شيئ ثمين ووجدته..لقد وجدت الحب الذي فتشت عنه سنوات طويلة في بلادي فتشت عنه فوق الطاولات وتحت الطاولات..وفي وفي قلب الثمار والفواكه..وفي الكتب ..وجدت في مصر وفي نهر النيل شعر ليلى الذي فقدته منذ عشرين سنة....."
عاد مصطفى بعد رحلة قصيرة إلى أم الدنيا...وكتب عن هذه الرحلة مطبوعة بعنوان:
" مصر..أول رحلاتي.." ، ..
" كتبت هذه المقالة الطويلة..لأني اكتويت بعشق مصر، لأنني شممت أنفاس عباس العقاد وتوفيق الحكيم وطه حسين وأنيس منصور هناك، أصابني هذا الجنون الفرعوني فعدت بعقل محمل بملايين النجوم والأمنيات، ‘عدت مجروحا بعشق حوريات البحر الأحمر والأبيض ، وخواطر النيل الخالدة ، وقصائد فاروق جويدة .."
كتب مصطفى مجموعات كبيرة من المقالات السّاخرة جمعها في مطبوعة أسماها " خارج مجال التغطية " والتي جمعت بين الفكاهة والسياسة والأدب. والتي نشر موقع الهامل جزءا منها في المنتديات الأدبية ..كما نالت قصته الساخرة " عفريت من إسرائيل " نجاحا في مختلف الصّحف العربية وحققت قراءة كبيرة في المجلات الالكترونية على النت...نشرت " عفريت من اسرائيل " في صحيفة الصباح الفلسطينية. الأسبوع المصرية ، والساخر السعودية.
وكتب مؤخرا ديوانا شعريا عنوان.."حوار وطني إلى امرأة وطنية "
لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول
~~آخــــــرأنثـــى بلوريّـــــة~~
-
-
كوندي ليزا رايس...العرابة !
بقلم مصطفى بونيف
كان الشيطان نائما يحلم بالرز واللبن عندما اقتحمت عليه كوندي ليزا غرفته والشرر يتطاير من عينيها...
- ابليس...انهض...هيا انهض...أنت نائم هنا ولا تعلم ما يحدث في الخارج...
فتح ابليس عينيه بصعوبة بالغة....وهو يتثائب...."خير..خير..." ليراها منتصبة أمامه ثم صرخ.." أعوذ بالله...كوندي ليزا..." ثم بصق وعاد ليغط في نومه...
- أعتقد بأنني طلبت منك أن تنهض،...
- نعم ماذا تريدين، لقد أعطيتك توكيلا عاما بالتصرف في مكاني، هل لديك طلبات أخرى؟ اتركيني أنام، أمامك خريطة العالم اختاري ما تشائين ...واعملي عملتك..
- العراق...أريد أن أنشر الرعب في هذا البلد، سأحول العراقيين إلى عبيد...
- أمازلت تعانين من عقدة (العبيد) يا كوندي؟...أنا شخصيا عندما دخلت إلى البيت الأبيض للاجتماع بجورج وشاهدتك هناك اعتقدت في الوهلة الأولى بأنك الخادمة وكنت سأطلب منك الشاي..لولا أن بوش قال لي بأنك وزيرة خارجيته...هيا اذهبي يا كوندي...
- أين..؟
- هاتي لنا اثنين شاي...(ثم انفجر ضاحكا) ...أنا أمزح فقط...
- هذا ليس وقتا للمزاح يا ابليس....
- اذهبي للعراق...ما الذي يمنعك، مبارك حبيبنا، وطويل العمر مستحيل أن يرفض لك طلبا طالما أنك أنثى...ولو أن موضوع الأنوثة يعتبر مشكلا تقنيا في مثل حالاتك...
- حاصرنا العراق سنوات طويلة ولم يسقط...نريده أن يسقط الآن..وهذا سبب وجودي هنا...
- العراق لا يسقط بالصواريخ ...ولا بالطائرات أو الحصار...العراق بلد علم وحضارة عمرها بعمر الكرة الأرضية، يجب أن تضعوا هذا في حساباتكم جيدا...هل تعلمين ما هو سبب صمود صدام حسين إلى غاية اليوم..؟
- جبروته وظلمه وديكتاتوريته...
- بل لأنه يحكم العراق كله....ويوحد بين طوائفه في عدله وفي ظلمه...
- والحل...؟.
- الحل هو أن نشعل الفتنة بين السنة والشيعة، وصدام سني..إذا نجحنا في زرع الفتنة سيسقط صدام على يد الشيعة..وبأقل الخسائر...فهمت يا شاطرة؟.
- (بسعادة)..حقا أنت شيطان يا ابليس....
- وأنت أمنا الغولة يا كوندي....اقفلي الباب خلفك وأنت خارجة...
كان جورج بوش يراجع بعض الأوراق في مكتبه...فإذا بصوت قريب منه..
- جود مورنينينغ مستربريزيدانت..
رفع جورج بوش رأسه ليجد كوندي ليزا واقفة عند رأسه فشعر برعب شديد..
- سلام قولا من رب رحيم....انصرفي..انصرفي أيتها الروح الشريرة...
- لقد كنت عند ابليس اللعين لمناقشة مشروع احتلال العراق...
- ابليس اللعين، لماذا لا يزورنا في البيت الأبيض، اشتقنا إليه كثيرا ...ليتك أخبرته بأننا طردنا جميع المؤمنين من البيت الأبيض لأنه يخاف من ذكر الله...ماذا قال عليك وعليه واللعنة...
- وسائل الإعلام والعلماء في العالم العربي يقطعون بعضهم كالكلاب...السنة يأكلون الشيعة، والشيعة يأكلون السنة....سندعم الشيعة في العراق لنتخلص من صدام حسين، وندعم السنة في لبنان لنتخلص من حسن نصر الله ...كل ما علينا فعله مستر بريزيدانت هو أن نعلن الحرب من هنا من مكتبك...ثم نجلس لمشاهدة الكلاب وهي تنهش بعضها...تنظيم القاعدة السني يفجر ويدمر، وجيش بدر ومقتدى الصدر يذبح ويدمر...في أيام قليلة سوف يأتيك رأس صدام حسين...
- أنت لئيمة يا كوندي...
- هل شاهدت فيلم مليون سنة قبل الميلاد؟
- نعم شاهدته...
- العراق سيصبح هكذا...مليون سنة قبل الميلاد...
- اتصلي بالأصدقاء في إسرائيل ..وانقلي إليهم هذه الأخبار الجميلة...
- أخبرتهم، والجماعة في الحركة الصهيونية سعداء جدا...وهم بصدد تحضير مشروع قانون معاقبة سوريا...
- هاه..وبشار الأسد محسوب على الشيعة...وأصدقاؤه إيران وحزب الله...
- بالضبط مستر بريزيدانت
- سنحرض عليه السنة...والعلماء والفضائيات جاهزون...
- نعم كلهم جاهزون...
( ثم غرق بوش في موجة من الحزن والبكاء فجأة)
- ما بك مستر بريزيدانت؟
- سوف تنتهي عهدتي قبل أن تسقط سوريا على يدي...
- لا تقلق يا بوش...ابليس أخبرني بأنه حضر مكياجا أسودا يليق على بشرتك يا عزيزي...وستواصل انجاز مشاريعك بنفسك
- مكياج؟
- نعم مكياج ...تضعه على وجهك ...اسمه ( أوباما)...
لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول
~~آخــــــرأنثـــى بلوريّـــــة~~
تعليق
-
-
تعالوا لنشرب ال.."قهوة".. !!
صرخت إحدى (بائعات الهوى) في أحد المكاتب الحكومية وهي تضرب صدرها الممتلئ بيديها..ثم قالت ..." أنت لا تعرفني، سوف أعرفك مقامك أيها الحقير.."
نفس الجملة التي قالها القنصل ديفال للحاكم الجزائري "حسين داي " في حادثة المروحة..ثم احتلت فرنسا الجزائر...ودمرت وطنا طيلة قرن وأكثر من ثلاثين عاما....
وما هي إلا دقائق حتى كان قرار نقل الموظف إلى أبعد نقطة في الصحراء جاهزا.... !
حمل الموظف نفسه وسافر إلى قرية صغيرة في عمق الصحراء... وعمل هناك... حتى دخلت عليه (إحداهن) في مكتبه ووجدته مهموما...قال لها بأنه اشتاق إلى أولاده، وبأنه لم يستطع العيش في هذا المكان....
ضربت فخذها بكف يدها..وقالت " سوف أساعدك، وسترجع إلى مكتبك في العاصمة"...
وإن هي إلا دقائق حتى كان قرار نقل صاحبنا إلى العاصمة جاهزا على مكتبه....
حمل حقائبه..بعد أن قدم استقالته إلى الوزارة..وكتب فيها....( الوزارة بين صدر وفخذ عاهرة)...
ثم فتح كشك سجائر..
أنا شخصيا لم أكن أصدق بوجود الفساد، وكلما ناقشني أحدهم في الموضوع..أجد نفسي أدافع بشراسة عن الحكومة وموظفيها الذين يبذلون قصارى جهدهم لإسعاد الوطن والمواطن...وهل يجوز أن نشتم الحكومة ونسمح بكرامتها الأرض لأنها لم توفر لمواطن سكنا أو مهنة...أو زوجة.؟..الشعب أيضا أصبح يمسك في الحكومة كأنها أمه التي ولدته ويريد منها أن توفر له كل شيئ...وسيادة الرئيس يكثر خيره قالها بمنتهى الصراحة "طاب جناني" .بمعنى...هرمنا... !، ماذا ستفعل الدولة، أتركوها قائمة بدل أن (تهمل) وتتركنا نأكل بعضنا كالجراد، هكذا كنت أدافع عن الإدارة ..ولو سمعني فخامة الرئيس حينها لأعطاني وسام المواطن الصالح و(المغفل)...حتى أكرمني الله بأن جعلني وجها لوجه مع الفساد...
(أبو نشوة)..مدير عام بإحدى المؤسسات الحكومية، بطنه تمردت على حزام سرواله..لدرجة أن سرته تبتسم بين فتحات القميص، بينما تتدلى ربطة عنقه فأصبح لا معنى لوجودها على رقبته سوى (استفزاز مشاعر المواطنين)...وقفت أمامه وجها لبطن، وألقيت السلام..فاهتزت كرشه تحت القميص " نعم ماذا تريد؟"...
- أنا ... مصطفى ...وأصحابي في الشارع ينادونني "موستافا"...
اهتزت بطنه مرة أخرى: "وماذا تريد يا موستافا..كاخ كاخ كاخ؟"، و"كاخ" هو صوت الضحكة عندما تخرج من المعي الغليظ...
- لدي ملف أريد مراجعته على مستوى دائرة الشؤون القانونية لديكم، ومطلوب توقيع فخامتكم...
ارتعشت بطنه ..ثم قال " آه ..أنت مصطفى، كلمني سي مرزوق عنك كثيرا.."
قلت :- نعم أنا مصطفى ...وتكلمت مع مرزوق ...سي مرزوق رجل طيب وفيه الخير، الله يكثر من أمثاله...
اهتزت بطن المدير العام..ثم صرخ " أنا لا أحب الوساطات، والمحسوبيات، ...أنا رجل نزيه ونزيه جدا..."
هدأت من روعه وأمسكت كرشه: - سي مرزوق ابن كلب...أنا لم أتكلم معه أصلا، دائما يحشر أنفه..والله يا سيادة المدير لم أتكلم معه ولم أطلب وساطته...
ضحك (أبو نشوة) ثم قال :- ومع ذلك سي مرزوق حبيبنا، وصديقنا، ومن أجل خاطره سأدرس ملفك...
ابتسمت قائلا:- يكثر خيرك وخير سي مرزوق ..وجمعكما الله في مكان واحد يوم الدين...أنت ومرزوق ...
- تعال إلى الكافتيريا نشرب معا فنجان قهوة..ولا أنت بخيل؟
أن تشرب فنجان قهوة مع مسئول في بلادنا فهذا يساوي من حيث تكاليفه طبق جمبري واثنان وخمسين دجاجة، واثني عشر كيلو غراما موزا وتفاحا...
- شوف يا ابني...قلت لي ما اسمك؟
- مصطفى....
- شوف يا مصطفى توقيع ملف كهذا أمر صعب، وخطير، صعب أكثر مما تتصور..
- لماذا صعب يا سيدي، هذا مجرد ملف طلب سكن وليس معاهدة سلام مع إسرائيل لا سمح الله...؟
ثم بدأت ابحث عن كرشه التي اختفت تحت المكتب...وسقطت بشكل عجيب فوق ركبتيه...
- مكتوب في ملفك بأنك موظف...يعني الدولة وفرت لك عملا وتريدها أن توفر لك مسكنا، لا ينقص سوى أن تطلب منها تزويجك....
- والمانع؟...أنا مواطن ومن حقي أن أعمل وبأن أسكن، أم لأنني موظف لا بد أن أنام في الشارع...وإذا لم تزوجني حكومتي فمن سيزوجني يا ترى أوباما؟...
ضرب أبو نشوة المكتب بيديه، وصدر صوت غريب من كرشه ...
- اسمع يا ...الدولة لست مسئولة عن إسكان المواطنين، وسيصدر قانون تأجير المقابر...كل من يدفن في المقبرة يدفع بدل إيجار للحكومة...
- المقابر؟
- نعم المقابر...هي موجودة على أرض الدولة...
مسحت عرقي الذي بدا لي لو أنه سقط على أثيوبيا لقضى على مشكلة الجفاف...
ثم عاد يقهقه من فتحة لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة ....على اعتبار أن كرشه عبارة عن أسطوانة تلتف حول خاصرته...
- ابنتي دينا...طالبة سنة أولى حقوق...
- ما شاء الله....الله يخليهالك....
- تقدم لها عريس....تكاليف جهازها وصلت إلى 70 مليون...تخيل يا مصطفى...
- 70 مليون تكاليف زواج..يمين طلاق لو أعرف بأن زواجي سيكلف هذا المبلغ لطلبت نقل ليلة الدخلة على الجزيرة مباشر...
- اقتنيت لهما سكنا في حي من أحياء العاصمة بحوالي 800مليون...
- ولماذا تقتني لهم مسكنا؟، كرشك لوحدها عبارة عن شقة بخمس غرف وحمام..
والغاز والماء موجودين بدليل....صوت صفير البلبل في المعي الغليظ...
- شايف يا موستافا يا ابني ...قسما بالله أنا مدين لطوب الأرض...المهم أنت مثل ابني مادامت من طرف سي مرزوق...
- الله يكثر خيرك وخير سي مرزوق
- 20 مليون....
- 20 مليون ماذا؟
- قهوة الأحباب....الذين سوف يدرسون كرش ملفك..؟
- قهوة ب 20 مليون؟
حملت ملفي ...ثم نظرت إليه...
" شوف ...إذا كنت أنت أبو بطن ، فأنا أبو نيف...هذا ليس شغل حكومة ولكنه شغل عصابات..."...
أخرج أبو نشوة ورقة من مكتبه..وكتب عليها ...شكوى إلى النائب العام...الاعتداء على موظف أثناء خدمته...
ضحكت..ثم قلت له..." يااااه أنا أمزح معك فقط....بكم قلت لي قهوة الأحباب..؟"..
مصطفى بونيف ...
لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول
~~آخــــــرأنثـــى بلوريّـــــة~~
تعليق
-
-
المشاركة الأصلية بواسطة فوزي سليم بيترو مشاهدة المشاركةلقد فاتني متابعة السهرة مع برنامج على الأثيرفوزي بيترو
برفقة أخي وصديقي مصطفى بونيف
إعتذاري لسليمى ولأخي بونيف كان ظرفا قاهرا
أكبر تحية ومحبة
أهلا بك دكتور فوزي
نعم افتقذناك والأستاذة منار يوسف
وكم كنت أودّ حضوركما الجميل
كانت السهرة ناجحة ورائعة بالحضور الكريم الذي تفاعل إلى حدود الثالثة صباحا بتوقيت القاهرة
تسنّى لنا التعرّف أكثر على الأديب الساخر مصطفى بونيف.
شكرا دكتور على اهتمامك وإلى فرصة اخرى إن شاء الله.
تحيّاتي
لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول
~~آخــــــرأنثـــى بلوريّـــــة~~
تعليق
-
ما الذي يحدث
تقليص
الأعضاء المتواجدون الآن 67777. الأعضاء 7 والزوار 67770.
أكبر تواجد بالمنتدى كان 409,257, 10-12-2024 الساعة 06:12.
تعليق