أقدم لكم أحبائي الجزء الثاني من قصتي المطولة "الدار اللي هناك" آملا أن تجدوا متعة في قراءتها .. وسأدرج هنا رابط الجزء الأول لمن أراد أن يطلع عليه ..
مع كل حبي و تقديري و أيضا شكري لكل من يمر من هنا .
[align=justify]تمر السنون دون أن تشهد " المجرى " تغييرا محسوسا أو جديدا يذكر ، سوى أن بعض البنايات أضيفت لمركز القيادة وتوالى القواد عليها كل أربع سنوات .. فكان لكل واحد منهم طابعه الخاص و بصمته الواضحة وكذا سمعته . فكان من الطبيعي أن تسمع من الأهالي وصفا مختلفا من قائد لآخر . فهذا طيب وذلك حازم و آخر أحمق مجنون و غيره متسلط كزوجته التي لا تتورع عن نهب الغلال و المواشي في عقر المنازل و في وضح النهار.. يقابل ذلك خنوع تام من طرف الأهالي الذين كان شعارهم ألا مزاح مع النار و الماء و المخزن . أما في ما عدا ذلك ، فالحياة تستمر رتيبة لكنها هادئة ، و تزداد خمولا كل صيف بقيظه و جمود الحركة فيه بعد انتهاء الحصاد و الدرس .
في هذا المساء ، و الشمس قد آذنت بالمغيب وراء الجبل الكبير ، أجلس على ضفة النهر الذي تكاد تجف مياهه منه . تلك هي عادتي مذ كان جدي يجلس بجانبي ويحكي لي الغرائب و العجائب من الحكايات .. شعوري مزيج من الأسى لتوارد الذكريات الحزينة على ذهني ، ومن البهجة بفضل الهدوء التام الذي يسود المكان .. لكن إحساسا آخر نغص علي صفوي و جعلني مشوش الذهن . فمن جهة ، صرت مشغول الفكر بالرحيل المرتقب قصد متابعة دراستي الثانوية بمدينة الشاون ، و من جهة أخرى انشغلت برحيل لطيفة عند خالتها بتطوان لنفس السبب . لكن هذا لم يؤثر في كثيرا مثلما أزعجني تغير تصرفاتها معي . إذ صارت أكثر تحفظا من ذي قبل ولم تعد معاملتها تتسم بتلك الحيوية و المرح و اللهفة للخروج معا نركض عبر التلال و الوديان . بل طال تغيرها تواجدنا في حجرة الدراسة حيث أحس أنها كثيرا ما تتجنبني وتتحاشى النظر إلي ، وتعرض عن اقتراحي باللعب كعادتنا .. وكم من مرة ذهب ظني إلى أن ترقية أبيها إلى درجة قائد ممتاز قد تكون من وراء هذا التحول المفاجئ . لكني لم ألمس منها تكبرا أو افتخارا إزاء قريناتها البدويات فبالأحرى معي .
كانت ترقية والد لطيفة إيذانا برحيلها إلى مركز الدائرة على الساحل ، لكن الرجل فضل الإقامة بالمجرى و التنقل يوميا إذا اقتضى الحال بينها و بين بلدة "السطيحة "الساحلية . ولهذا تسنى لنا أنا و لطيفة عدم الافتراق ومتابعة الدراسة حتى التحاقنا بالإعدادية ، فكان ذلك مبعث سعادتي . لكن هذه السعادة لم تدم طويلا ، وعانيت كثيرا من تصرفات غريبة من طرف لطيفة ومن تقلب مزاجها . فتارة ألمس منها لهفة للهو و المرح ، فتضحك و تمازحني ، وتارة تغيب عني طويلا . وحين تظهر ، تحدثني باقتضاب أقرب للجفاء كأنها لا تعرفني ، فنبدو كغريبين يتعارفان لأول مرة . وليس هذا فحسب ، فقد شعرت أن معاملة أمها لم تعد كما كانت في السابق . إذ لم أعد أجد ذاك الترحاب لدى عروجي على منزلها و أنا عائد من نزهة قصيرة ، ولا تلك الحفاوة و أنا ألج المنزل لننجز واجباتنا المدرسية معا . فزاد هذا من إحباطي وفتر نشاطي فترة إلى أن انتبهت أمي لذلك ، خاصة حين نجلس حول المائدة . كانت تلاحظ سهومي وعزوفي عن الأكل . وحين يتنبه أبي إلى ذلك يتجاهل الأمر ولا يعير شرودي أي اهتمام ، بل يغير مجرى الحديث إلى أن أشعر أني طرف فيه دون وعي مني . كان يقول مثلا وهو يلمح إلى قرب سفري إلى الشاون :
- لو تضامن الأهالي وقدموا عريضة يطالبون فيها بإحداث السلك الثاني من الثانوي هنا لتمت الاستجابة لطلبهم .
و أتساءل شاردا :
- ولم لا يفعلون ؟ ما المانع من ذلك ؟
فيلتفت إلي مبتسما و عيناه تلمعان ويقول متنهدا :
- يا بني .. الناس هنا لا زالوا غير واعين ، ويخافون من كل شيء .. لا يعرفون حقوقهم من واجباتهم .
- وهل المطالبة بالسلك الثاني يخيف إلى هذا الحد ؟
- ألم أقل لك ؟ .. هيه .. قل لي الآن .. هل تفضل الإقامة عند عمتك أم في القسم الداخلي ؟
وجمت لحظة فتابع قائلا :
- أم تراك تريد البقاء هنا و الاكتفاء بما بهذا المستوى الإعدادي ؟
وضحك فابتسمت ، و ابتسمت أمي وهي دامعة العين . ربما من التأثر بقرب رحيلي ، أو لرؤيتي أبتسم بعد أيام من الوجوم . وقلت وذهني يسرح بعيدا :
- أفضل أن أقيم بالقسم الداخلي .
كنت متلهفا لأن أعيش كما حدثني من سبقني إلى هناك . ولطالما سمعت عن حكايات ومغامرات مختلفة عما أعيشه في قريتي الوديعة .. وهنا عاودتني الكآبة لتذكري فراقها الوشيك . وكأنما أدرك أبي ذلك وقرأ ما يدور بخلدي من أفكار فقال :
- أنا أدرك ارتباطك بالمجرى ..لكن الدراسة تتطلب الرحيل . و أنت الآن رجل .. ماذا سنقول عن الإناث ؟
أدركت أنه يعني لطيفة ، فقلت مبتسما :
- رجل في الخامسة عشرة من العمر ؟
- هي بداية الرجولة .. ألم تر إلى أقرانك هنا يتحملون المسؤولية وهم أقل منك سنا ؟ بل منهم من يتزوج في كثل عمرك .
احمر وجهي و ضحكت رغما عني و أنا أتخيل زميلي " الأرنب " الذي صار أبا وهو لا يكبرني سوى بعام واحد .
واستطرد ابي متشجعا بضحكتي يقول :
- وليس هذا فحسب .. بل هناك من سيرحل بعيدا .. إلى تطوان . بينما أنت على مرمى حجر من المجرى .
- تقصد لطيفة بينت القائد .. الممتاز ؟
حرصت على النطق بكلمة "ممتاز " مع شيء من السخرية .. ولم يغب ذلك عن أبي الذي أجاب :
- أجل صديقتك ..
- لا أدري إن كانت لا تزال صديقتي .
- ولم ؟ .. ما الذي حدث ؟
انتبهت إلى أبي استدرجني بذكاء إلى الحديث عما كان يقلقني ويقض مضجعي و أدركت أنه قد فات الأوان لكتم ما يعتلج في صدري فقلت بمرارة :
- لا أفهم ما يجري .. صارت غريبة الأطوار وكأن ترقية أبيها ...
هنا قاطعني أبي قائلا في شبه لوم :
- لا تسئ الظن بالناس يا بني .. ربما تكون مريضة أو تعاني من مشكل ما .. قد تكون غير راضية عن فراقها للقرية ومن فيها ..
شد انتباهي ما يحمله كلامه الأخير من تلميح ، لكني تجاهلته واستطردت قائلا :
- حسنا .. وكيف تفسر تصرفات أمها ؟ .. أين تلك المعاملة الخاصة و أين ترحيبها بي كلما لقيتني أو زرت منزلهم ؟
تبادل والداي نظرات ذات معنى ، ونهض أبي وهو يقول متنهدا :
- نعم يجب أن يكون لهذا سبب .. على كل حال .. كل واحد هو حر في تصرفاته وبيته ..
وتدخلت أمي لأول مرة بعد أن ظلت تتابع الحديث باهتمام وهي تحيك قميصا صوفيا وقالت :
- لا تشغل بالك يا بني .. فغدا ترحل وتلتقي أصدقاء جدد .
كان قولها بمثابة لطمة عنيفة أيقظتني من حلم جميل رغم ما اعتراه من توتر . هل يعني هذا أن كل شيء انتهى و أن لطيفة صارت مجرد ذكرى يجب علي نسيانها أو تناسيها ؟ أ يعقل هذا ؟ مستحيل .
خرجت مسرعا و اندفعت إلى الربوة المقابلة لمنزلنا ثم تابعت الصعود إلى المنبع محاذيا النهر .و أوغلت في الغالية على سفح الجبل لا ألوي على شيء . سلكت طريقا عادة ما يسلكه الرعاة متوجهين إلى القمة حيث يقضون هناك أسابيع ، بل شهورا إلى أن يقترب الخريف أو ينتصف ثم يعودون بقطعان المعز و قد ازدادت سمنة ، لتلزم الحظيرة طيلة فصل الشتاء القارس بعد أن يكون العلف قد تم تخزينه من قبل بكمية وافرة .
نظرت مليا إلى قمة الجبل الجاثم قبالتي و تحركت رغبتي من جديد في اكتشاف المجهول . ولم أكن قد خضت مغامرة منذ انتهاء حكاية المنزل المهجور الذي صار مأهولا الآن وزاد عدد ساكنيه بعد أن انضمت إلينا جدتي و ازدياد اثنتين من أخواتي .[/align]
مع كل حبي و تقديري و أيضا شكري لكل من يمر من هنا .
الدار اللي هناك -2-
(1)
[align=justify]تمر السنون دون أن تشهد " المجرى " تغييرا محسوسا أو جديدا يذكر ، سوى أن بعض البنايات أضيفت لمركز القيادة وتوالى القواد عليها كل أربع سنوات .. فكان لكل واحد منهم طابعه الخاص و بصمته الواضحة وكذا سمعته . فكان من الطبيعي أن تسمع من الأهالي وصفا مختلفا من قائد لآخر . فهذا طيب وذلك حازم و آخر أحمق مجنون و غيره متسلط كزوجته التي لا تتورع عن نهب الغلال و المواشي في عقر المنازل و في وضح النهار.. يقابل ذلك خنوع تام من طرف الأهالي الذين كان شعارهم ألا مزاح مع النار و الماء و المخزن . أما في ما عدا ذلك ، فالحياة تستمر رتيبة لكنها هادئة ، و تزداد خمولا كل صيف بقيظه و جمود الحركة فيه بعد انتهاء الحصاد و الدرس .
في هذا المساء ، و الشمس قد آذنت بالمغيب وراء الجبل الكبير ، أجلس على ضفة النهر الذي تكاد تجف مياهه منه . تلك هي عادتي مذ كان جدي يجلس بجانبي ويحكي لي الغرائب و العجائب من الحكايات .. شعوري مزيج من الأسى لتوارد الذكريات الحزينة على ذهني ، ومن البهجة بفضل الهدوء التام الذي يسود المكان .. لكن إحساسا آخر نغص علي صفوي و جعلني مشوش الذهن . فمن جهة ، صرت مشغول الفكر بالرحيل المرتقب قصد متابعة دراستي الثانوية بمدينة الشاون ، و من جهة أخرى انشغلت برحيل لطيفة عند خالتها بتطوان لنفس السبب . لكن هذا لم يؤثر في كثيرا مثلما أزعجني تغير تصرفاتها معي . إذ صارت أكثر تحفظا من ذي قبل ولم تعد معاملتها تتسم بتلك الحيوية و المرح و اللهفة للخروج معا نركض عبر التلال و الوديان . بل طال تغيرها تواجدنا في حجرة الدراسة حيث أحس أنها كثيرا ما تتجنبني وتتحاشى النظر إلي ، وتعرض عن اقتراحي باللعب كعادتنا .. وكم من مرة ذهب ظني إلى أن ترقية أبيها إلى درجة قائد ممتاز قد تكون من وراء هذا التحول المفاجئ . لكني لم ألمس منها تكبرا أو افتخارا إزاء قريناتها البدويات فبالأحرى معي .
كانت ترقية والد لطيفة إيذانا برحيلها إلى مركز الدائرة على الساحل ، لكن الرجل فضل الإقامة بالمجرى و التنقل يوميا إذا اقتضى الحال بينها و بين بلدة "السطيحة "الساحلية . ولهذا تسنى لنا أنا و لطيفة عدم الافتراق ومتابعة الدراسة حتى التحاقنا بالإعدادية ، فكان ذلك مبعث سعادتي . لكن هذه السعادة لم تدم طويلا ، وعانيت كثيرا من تصرفات غريبة من طرف لطيفة ومن تقلب مزاجها . فتارة ألمس منها لهفة للهو و المرح ، فتضحك و تمازحني ، وتارة تغيب عني طويلا . وحين تظهر ، تحدثني باقتضاب أقرب للجفاء كأنها لا تعرفني ، فنبدو كغريبين يتعارفان لأول مرة . وليس هذا فحسب ، فقد شعرت أن معاملة أمها لم تعد كما كانت في السابق . إذ لم أعد أجد ذاك الترحاب لدى عروجي على منزلها و أنا عائد من نزهة قصيرة ، ولا تلك الحفاوة و أنا ألج المنزل لننجز واجباتنا المدرسية معا . فزاد هذا من إحباطي وفتر نشاطي فترة إلى أن انتبهت أمي لذلك ، خاصة حين نجلس حول المائدة . كانت تلاحظ سهومي وعزوفي عن الأكل . وحين يتنبه أبي إلى ذلك يتجاهل الأمر ولا يعير شرودي أي اهتمام ، بل يغير مجرى الحديث إلى أن أشعر أني طرف فيه دون وعي مني . كان يقول مثلا وهو يلمح إلى قرب سفري إلى الشاون :
- لو تضامن الأهالي وقدموا عريضة يطالبون فيها بإحداث السلك الثاني من الثانوي هنا لتمت الاستجابة لطلبهم .
و أتساءل شاردا :
- ولم لا يفعلون ؟ ما المانع من ذلك ؟
فيلتفت إلي مبتسما و عيناه تلمعان ويقول متنهدا :
- يا بني .. الناس هنا لا زالوا غير واعين ، ويخافون من كل شيء .. لا يعرفون حقوقهم من واجباتهم .
- وهل المطالبة بالسلك الثاني يخيف إلى هذا الحد ؟
- ألم أقل لك ؟ .. هيه .. قل لي الآن .. هل تفضل الإقامة عند عمتك أم في القسم الداخلي ؟
وجمت لحظة فتابع قائلا :
- أم تراك تريد البقاء هنا و الاكتفاء بما بهذا المستوى الإعدادي ؟
وضحك فابتسمت ، و ابتسمت أمي وهي دامعة العين . ربما من التأثر بقرب رحيلي ، أو لرؤيتي أبتسم بعد أيام من الوجوم . وقلت وذهني يسرح بعيدا :
- أفضل أن أقيم بالقسم الداخلي .
كنت متلهفا لأن أعيش كما حدثني من سبقني إلى هناك . ولطالما سمعت عن حكايات ومغامرات مختلفة عما أعيشه في قريتي الوديعة .. وهنا عاودتني الكآبة لتذكري فراقها الوشيك . وكأنما أدرك أبي ذلك وقرأ ما يدور بخلدي من أفكار فقال :
- أنا أدرك ارتباطك بالمجرى ..لكن الدراسة تتطلب الرحيل . و أنت الآن رجل .. ماذا سنقول عن الإناث ؟
أدركت أنه يعني لطيفة ، فقلت مبتسما :
- رجل في الخامسة عشرة من العمر ؟
- هي بداية الرجولة .. ألم تر إلى أقرانك هنا يتحملون المسؤولية وهم أقل منك سنا ؟ بل منهم من يتزوج في كثل عمرك .
احمر وجهي و ضحكت رغما عني و أنا أتخيل زميلي " الأرنب " الذي صار أبا وهو لا يكبرني سوى بعام واحد .
واستطرد ابي متشجعا بضحكتي يقول :
- وليس هذا فحسب .. بل هناك من سيرحل بعيدا .. إلى تطوان . بينما أنت على مرمى حجر من المجرى .
- تقصد لطيفة بينت القائد .. الممتاز ؟
حرصت على النطق بكلمة "ممتاز " مع شيء من السخرية .. ولم يغب ذلك عن أبي الذي أجاب :
- أجل صديقتك ..
- لا أدري إن كانت لا تزال صديقتي .
- ولم ؟ .. ما الذي حدث ؟
انتبهت إلى أبي استدرجني بذكاء إلى الحديث عما كان يقلقني ويقض مضجعي و أدركت أنه قد فات الأوان لكتم ما يعتلج في صدري فقلت بمرارة :
- لا أفهم ما يجري .. صارت غريبة الأطوار وكأن ترقية أبيها ...
هنا قاطعني أبي قائلا في شبه لوم :
- لا تسئ الظن بالناس يا بني .. ربما تكون مريضة أو تعاني من مشكل ما .. قد تكون غير راضية عن فراقها للقرية ومن فيها ..
شد انتباهي ما يحمله كلامه الأخير من تلميح ، لكني تجاهلته واستطردت قائلا :
- حسنا .. وكيف تفسر تصرفات أمها ؟ .. أين تلك المعاملة الخاصة و أين ترحيبها بي كلما لقيتني أو زرت منزلهم ؟
تبادل والداي نظرات ذات معنى ، ونهض أبي وهو يقول متنهدا :
- نعم يجب أن يكون لهذا سبب .. على كل حال .. كل واحد هو حر في تصرفاته وبيته ..
وتدخلت أمي لأول مرة بعد أن ظلت تتابع الحديث باهتمام وهي تحيك قميصا صوفيا وقالت :
- لا تشغل بالك يا بني .. فغدا ترحل وتلتقي أصدقاء جدد .
كان قولها بمثابة لطمة عنيفة أيقظتني من حلم جميل رغم ما اعتراه من توتر . هل يعني هذا أن كل شيء انتهى و أن لطيفة صارت مجرد ذكرى يجب علي نسيانها أو تناسيها ؟ أ يعقل هذا ؟ مستحيل .
خرجت مسرعا و اندفعت إلى الربوة المقابلة لمنزلنا ثم تابعت الصعود إلى المنبع محاذيا النهر .و أوغلت في الغالية على سفح الجبل لا ألوي على شيء . سلكت طريقا عادة ما يسلكه الرعاة متوجهين إلى القمة حيث يقضون هناك أسابيع ، بل شهورا إلى أن يقترب الخريف أو ينتصف ثم يعودون بقطعان المعز و قد ازدادت سمنة ، لتلزم الحظيرة طيلة فصل الشتاء القارس بعد أن يكون العلف قد تم تخزينه من قبل بكمية وافرة .
نظرت مليا إلى قمة الجبل الجاثم قبالتي و تحركت رغبتي من جديد في اكتشاف المجهول . ولم أكن قد خضت مغامرة منذ انتهاء حكاية المنزل المهجور الذي صار مأهولا الآن وزاد عدد ساكنيه بعد أن انضمت إلينا جدتي و ازدياد اثنتين من أخواتي .[/align]
تعليق