ويمكننى أن اضيف أن القضة ربما تشير إلى مسألة الترف الفكرى!!


الترف الفكرى عند البعض مسألة تحتاج بعض التأمل.


فهل الإنشغال المعرفى عند المفكر والفيلسوف فى هذه ال ق ق ج هو نوع من الترف الفكرى؟


وهل للمفكر أو الفيلسوف أولويات ؟


وما أولويات المفكر و الفيلسوف الذى يعيش فى مجتمع ما، إذا اعترف أن له أولويات لها علاقة بالحياة و المجتمع الذى ولد فيه؟

الأستاذ الفاضل مصطفى

ثانياً: عندى تعليق بالنسبة لرأى حضرتك عن ال ق ق ج ، وتعدد الأسماء بين أقصوصة ..ومضة ...أو..

أما التوصيف بكلمة مشهد كما تعبر بها عن رأى حضرتك ، فلا أدرى هل لهذه الكلمة " مشهد" تعريف محدد بالنسبة للأجناس الأدبية؟

والحقيقة أن ال ق ق ج هى نوع جديد من الكتابة يناسب العصر الحالى حيث قصر عددالسطور وقلة الكلمات المستعملة فى التعبير عن فكرة ما أو ملمح ما من الحياة فى شكل قصة قصيرة أو أقصوصة أو ومضة أو ...

وكما تعلم فلفظ "مشهد" ليس له معنى خاص فيمكن أن يمثل جزء لم يكتمل فى قصة أو مسرحية ، أو خاطرة أو..

وال ق ق ج هى جنس جديد من أجناس الفن الأدبى احتارت حوله الأقلام ، فهناك من قبله وهناك من اعترض عليه و هناك من رفضه ، بناء على قبول تعريفه ، وقد تعددت التعريفات حوله ،فقد قالوا حول تعريفها الآتى ...

00-هى أقصوصة تنظر من زاوية واحدة لتلتقط صورة من بين أركان عالم فسيح.

00-هى قصة مكثفة إلى درجة عدم الإستغناء عن أي حرف فيها، تجمع أركان القص ويكون العنوان منارة للفكرة.

00-هى حكاية تحمل فكرة ، تعبر عن الطبيعة البشرية بحس عميق وأسلوب أدبي مكثف بلا زوائد، تذهب مباشرة الى الهدف كالرصاصة.

00-هي قصة تامة متكاملة من حيث البداية إلى النهاية مرورا بالحدث الرئيس أي العقدة ،والصياغة تكون بأقل ما يمكن من الكلمات والجمل المكثفة، ومما يزيد في جماليتها لمسة الغموض التي تجعل القارىء يبحث بين هذا النسيج الكثيف عن المعنى الكامن في خيال الكاتب و المختبئ خلف الكلمات.

00-يشبهون القصة الطويلة بمن ينظر إلى الربيع على شموله ، والقصة القصيرة كمن يرى الربيع من داخل حديقة غناء، بينما ال ق ق ج بمن ينظر إلى وردة أو نحوها ،والفارق الجوهرى هو مساحة العدسة واتساع البؤرة.

00-ال ق ق ج هى نقل مشهد من مشاهد الحياة بما قل ودل من الكلمات.

00-ال ق ق ج هي تعبير قصير لتوصيل معنى أو شعور بكلمات يُسّخر كل حرف منها لخدمة الفكرة عبر قالب قصصي.

00-القصة القصيرة جداً ، مازلت كياناً هلامياً غير محدد المعالم ، ومختلف عليه في الغالب ، فهي تعتمد على التكثيف بحيث لا يكون هناك لفظ زائد أو مكرر أو لا ضرورة له ، مع لغة شاعرية تعتمد على انتقاء اللفظ المعبر ، ثم نهاية صاعقة أو مدهشة للقارئ بحيث تهزه هزاً إن أمكن ، وفضلاً عن كل ذلك فهي عمل إبداعي يشترك فيه الكاتب والقارئ ، ومن هنا تكون للقصة الواحدة أكثر من قراءة بحسب ثقافة وطبيعة تكوين كل شخص يقرأها، ولابد أن تحمل روح الحكي لكي يكون لها جواز مرور إلى عالم القصة الذي ستحمل أسمه.

00-ال ق ق ج هى نص أدبي قصصي بكلمات جميلة ومركزة تشتمل على موضوع مرتبط بعنوان محاط بتكثيف وقفلة تبلغ المراد بدهشة ، ولها نهاية مفتوحة قابلة للتأويل.

00-ال ق ق ج هي كبسولة نص عميق الدلالات الرمزية القسمات والمشرعة على التأويل المتعدد.

00-ال ق ق ج هي جنس أدبي يعتمد على التكثيف الموحي المرتكن على بلاغة الإيجاز،وتتأرجح بين الواقعية والشاعرية والرمزية المقنعة.

و لذلك فرآى حضرتك هو رأى من الآراء و ليس حكم ، إلا أنه على العموم مازالت ال ق ق ج فى مرحلة التجريب والنمو وفى طريقها للنضج الفنى،و لم تستقر بعد كجنس أدبى جديد متفق عليه.


وتحياتى