أخى العزيز و الأستاذ الفاضل محمد فهمي يوسف

وعليكم السلام و رحمة الله و بركاته

فى الحقيقة كم أنا سعيد بوجود أستاذ مثل حضرتك على مواقع عربية ....مجهود و عطاء و رقى ....و اسأل الله أن يزيد من أمثال حضرتك.

وبالنسبة لهذا اللغز ، فهو وكما كتبت سابقا للأستاذة أمينه يحفز على تأملات فى غاية الأهمية لكل مهتم بالفكر و الثقافة.

1) تعدد الحلول

تصور أنه فى أشد العلوم صرامة و منطق يمكن أن نجد أكثر من حل لنفس المسألة ، فما بالك بمسائل الحياة الإنسانية التى هى أعقد كثيرا من الرياضيات ، ومع ذلك تجد عقليات لا تتصور إلا حل واحد أو رأى واحد لنفس المسألة مهما تعددت الأحوال و تغيرت الظروف ، وتجادل و تجادل....

2) الحل يعتمد على شروط ، و يتعدد بتغير الشروط

تصور أن من يتعامل مع قضايا الاجتماع والاقتصاد والسياسية استطاع أن يطبق مفهوم الشروط ،التى نبنى عليه الآراء و الأحكام ، وأدرك تعدد الشروط بتعدد الظروف و الأحوال ، وتحقق من شروط العدالة و الضبط فى قائل الرأى....

تصور وجود هذا النوع من المفكرين والمثقفين ..وتصور معى ماذا سيحدث لنوعيات الأسئلة و الآراء و الأحكام التى تلتزم بهذه الشروط ، ومن ثم تأثير ذلك على درجات الفوضى الفكرية و الثقافية التى غمرتنا حتى هذه اللحظة.

و دمت

تحية للأستاذ عبد الحميد
قليلون هم أولئك الذين يتعاملون مع المعطيات و القضايا والأحكام بعقلية الشروط كما تفضلت أو اعتبار النسبية كما أحب أو أعتقد أن أسميها، تلك هي النخبة والصفوة الموسوعية،النادرة التي حباها الله رجاحة الفكر،الفكر التحليليي الموضوعي الذي تفتقر الأمة إلى المضي اجتهادا فيه وهي آفة كرست التخلف وهي آفة تستند على أسبابها وشروطها الذاتية والموضوعية...

أحيي فيك أستاذي هذه النظرة الملمة المستكنهة وهذا الفكر المرجعي
تحياتي لك والشكر موصول للأستاذ العلامة محمد فهمي يوسف