سيارة الإسعاف

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • د.طاهر سماق
    طبيب وشاعر سوري
    • 24-10-2009
    • 154

    سيارة الإسعاف

    وصلتُ متأخِّراً وقد أخذَ اللّهاث من زفراتي مأخذ.
    كنتُ لحظةَ وصولي، بمواجهة طاولة المراقبين التي تتوسط القاعة

    لم يكن حوليَ من الطُّلاب الذين لم يلتزموا أماكن جلوسِهِم بعد إلا القليل القليل.

    بُعَيدَ وصولي بلحظة، وقبل أن ألتقِط أنفاسي .. بادرني رئيس الامتحان في الكلّية بقسوة:
    أنت .. يا طالب .. هيا إلى مكان جلوسِك بسرعة!

    للوهلة الأولى، قدَّرتُ أنَّ المقصودَ أحدٌ خلفي، فلم أكترث ..

    هنيهة، فإذا به ينتبر بغضب:
    أنت .. يا طالب .. ألم نسمع؟؟

    فأشرتُ من بعيد: هل تقصُدُني؟؟!
    قال:
    وهل سواك لم يجلس مكانَه بعد؟؟

    بادرته بابتسامةٍ تحملُ قدْراً من الزهو:
    لكنني لست طالب ..
    أنا الدكتور طاهر .. رئيس القاعة .. وهذه ورقة تكليفي .. !!

    تداعى الرجلُ إلى الاعتذارِ وقد أصابته الدهشة:
    آسف دكتور .. آسف .. لم أكن لأصدِّقَ نفسي ..
    ابتسمت مرة أخرى:
    لا عليك .. لا مشكلة!

    بعد قليل .. طلب منّي أن أوقِّعَ له محضر المراقبة وبيانات الغياب والحضور، وهو يقول:
    والله يا دكتور، إلى الآن لم أقتنع أنك سوى طالب ..
    ما شاء الله ..
    لم تترُكِ السِّنون أثرَها على مُحيّاك.

    فات له: لم يُخطئ حدْسُكَ على أية حال ..
    فأنا ..
    طالبٌ في السنة الثالثة في كلية الفنون الجميلة .. وهذه بطاقتي الجامعية
    سقط من يده القلم وفال وهو يشاركني الضحك:
    اطلبوا لي سيارة الإسعاف ...
يعمل...
X