وهذه من سيرة النسوان
----------------------
كيف رَبّت ابنها
قال الفضل بن يزيد: نزل علينا بنو ثعلبة في بعض السنين , وكنت مشغوفا بأخبار العرب , أحب أن اسمعها وأجمعها. فبينما أنا ادور في بعض أحيائهم ,إذا بامرأة واقفة في فناء خبائها, وهي آخذة بيد غلام قلّما رأيت مثله في حسنه وجماله, وهي تعاتبه بلسان رطب, وكلام عذب , تحن إليه الأسماع, وترتاح إليه القلوب. وأكثر ما أسمع منها : أي بني, وهو يبتسمفي وجهها, قدغلب عليه الحياء والخجل,لا يرد جوابا, فاستحسنت ما رأيت, واستحليت ما سمعت , ثم دنوت منه وسلمت عليه , فرد عليَّ السلام, فوقفت أنظر إليهما.
فقالت : يا حضريّ. ما حاجتك؟
قلت :الاستكثار مما أسمع, والسرور بما أرى من هذا الغلام.
فقالت يا حضريّ, إن شئت سقتُ إليك من خبره أحسن مما شاهدت من أدَبه,
فقلت: قد شئتُ - يرحمك الله!
فقالت: حملته والرزقُ عَسِر. والعيش نَكِد , حملا خفيفا, حتى إذا مضت له تسعة أشهر,فوربك ما هو إلا أن صار ثالث أبويه حتى أفضل الله عز وجل وأعطى . وأتى من الرزق بما كفى وأغنى, ثم أرضعته حولين كاملين, فلما استتم الرضاع نقلته من خرق المهد إلى فراش أبيه, فنشأ كأنه شبل أسد , أقيه برد الشتاء و حرّ الهجير , حتى إذا مضت له تسع سنين أسلمته إلى المؤدب, فحفظه القرآن فتلاه, وعلمه الشعر فرواه , ورغِب في مفاخر قومه وآبائه وأجداده , فلما أنْ بلغ الحلم , واشتد عظمه ,وكمل خلقه حملته على عتاق الخيل , فتفرّس فيه وتمرّس, ولبس السلاح, ومشى بين بويتات الحي الخيلاء, فأخذ في قرى الضيف , وإطعام الطعام , وأنا عليه وجلة, أشفق عليه من العيون أن تصيبه .
-------------------
والقصة أطول من ذلك في وصف الغلام وأفعاله , كتبت ما أظن أننا نحتاجه من صفة الأم المؤدّبة,,
وتمام القصة في " المستطرف "
----------------------
كيف رَبّت ابنها
قال الفضل بن يزيد: نزل علينا بنو ثعلبة في بعض السنين , وكنت مشغوفا بأخبار العرب , أحب أن اسمعها وأجمعها. فبينما أنا ادور في بعض أحيائهم ,إذا بامرأة واقفة في فناء خبائها, وهي آخذة بيد غلام قلّما رأيت مثله في حسنه وجماله, وهي تعاتبه بلسان رطب, وكلام عذب , تحن إليه الأسماع, وترتاح إليه القلوب. وأكثر ما أسمع منها : أي بني, وهو يبتسمفي وجهها, قدغلب عليه الحياء والخجل,لا يرد جوابا, فاستحسنت ما رأيت, واستحليت ما سمعت , ثم دنوت منه وسلمت عليه , فرد عليَّ السلام, فوقفت أنظر إليهما.
فقالت : يا حضريّ. ما حاجتك؟
قلت :الاستكثار مما أسمع, والسرور بما أرى من هذا الغلام.
فقالت يا حضريّ, إن شئت سقتُ إليك من خبره أحسن مما شاهدت من أدَبه,
فقلت: قد شئتُ - يرحمك الله!
فقالت: حملته والرزقُ عَسِر. والعيش نَكِد , حملا خفيفا, حتى إذا مضت له تسعة أشهر,فوربك ما هو إلا أن صار ثالث أبويه حتى أفضل الله عز وجل وأعطى . وأتى من الرزق بما كفى وأغنى, ثم أرضعته حولين كاملين, فلما استتم الرضاع نقلته من خرق المهد إلى فراش أبيه, فنشأ كأنه شبل أسد , أقيه برد الشتاء و حرّ الهجير , حتى إذا مضت له تسع سنين أسلمته إلى المؤدب, فحفظه القرآن فتلاه, وعلمه الشعر فرواه , ورغِب في مفاخر قومه وآبائه وأجداده , فلما أنْ بلغ الحلم , واشتد عظمه ,وكمل خلقه حملته على عتاق الخيل , فتفرّس فيه وتمرّس, ولبس السلاح, ومشى بين بويتات الحي الخيلاء, فأخذ في قرى الضيف , وإطعام الطعام , وأنا عليه وجلة, أشفق عليه من العيون أن تصيبه .
-------------------
والقصة أطول من ذلك في وصف الغلام وأفعاله , كتبت ما أظن أننا نحتاجه من صفة الأم المؤدّبة,,
وتمام القصة في " المستطرف "
تعليق