الْقُطَّارُ الذى يُنْقِلُهَا كُلَّ يَوْمَ تَعَطُّلِ فى الطَّرِيقَ . كَانَتْ تُسْبِحُ بَيْنَ عُرْبَاتِهُ وَالْخَوْفَ يملؤها وَبِيدَهَا طَفَلَ رَضيعِ يُكَادُ يَكُونُ قَدْ اِنْفَضَّ عَنْ الرضاعه مِنْ زَمَنِ ضَئِيلِ . وَيَدُهَا الاخرى قَابِضَهة عَلَى شدادِ يَتَوَسَّطُ العربة وَيَقِفُ فَوْقَ رُؤُوسِ الرُّكَّابِ خَوَّفَا مِنْ السُّقُوطِ . دَرَاهِمُ مَعْدُودِة ثُمْنُ التذكرهة التى لَا تَسْتَطِيعُ الحصول عَلَيهَا وَتَوْفِيرَهَا . الزَّوْجُ الذى كَانَ يَقُومُ بِرُعاِيَّتِهَا وَصِيَانَتَهَا قَدْ مَاتَ فى حادِثَ غَامِضِ وَهَى الآن بَيْنَ أَمَرِّينَ إِمَّا وَإِمَّا هُنَاكَ مِنْ الاعمال التى قَدْ تُدِرُّ عَلَيهَا دَخَّلَا وَافَيَا وَفِيرَا لَكِنْهَا فَضَّلَتْ الْعَمَلُ الشَّاقُّ مِنْ إى عَمَلَ أَخَرَّ . لَكُنَّ هَذَا الْعَمَلُ لَا يُكْفَى لِسَدَّ الرُّمُقُ وَتَوْفِيرَ إيجار السَّكَنَ وَمُتَطَلَّبَاتَ اِلْحِيَاهُ . فَمِنْ أَيْنَ ثُمْنُ التذكرة ؟ كَانَتْ تَتَحَسَّسُ المحصل فى رَكوبَهَا أَيْنَ يَقِفُ وَفَى أى عَرِبَهُ يَتَوَاجَدُ ثَمَّ تَتَحَرَّكُ أَمَامَه مُتَقَلِّبَة متقلدة بِالطِّفْلِ الذى تَحَمُّلَهُ مُتَصَنِّعَة التقرب إِلَى الْبَابِ لِلْنُزُولِ فى المحطه القادمة حَتَّى لَا يُدْرِكَهَا المحصل وَيُمِسُّكَ بِهَا . إعتادت عَلَى ذَلِكَ وَفَى قرارُهَا عَمَلَ إنه مَشِينِ لَكِنْهَا الحاجه أَطَالَ الْقُطَّارُ وُقُوفَهُ بِسَبَبِ الْعُطَلِ الذى أَلَمْ وأصابه وَهَى تُسْبِحُ بَيْنَ الرُّكَّابِ حَتَّى وَصَلْتَ إِلَى أَخَرَّ عُرْبُهُ بِالْقُطَّارِ لَا تَسْتَطِيعُ النُّزُولُ إِنَّ أَدْرَكَهَا المحصل إِنَّهَا الأن بَيْنَ ( قَابَ قَوْسِينَ أَوْ أَدُنى ) عَيْنَاهَا مُعَلَّقَة بالمحصل . أَذَّنَاهَا تَتَحَسَّسُ حَرَكَاتُهُ وَتَسْتَمِعُ لِصَوَّتْهُ خَوَّفَا مِنْ أَنْ يُدْرِكَهَا . وَبِسَبَبِ تَعَطُّلِ الْقُطَّارُ لَمْ يُعْتَلَى الْقُطَّارُ رِكابَ جددِ وَلِذَلِكَ إستطاع المحصل أَنْ يُطْوَى الْعُرْبَاتُ بِالْقُطَّارِ طَوِيَا . وَأَنْ يُلْحِقُ بالعربة التى تَقِفُ بِهَا . إِنَّهَا أَصْبَحَتْ فَرِيسُتهُ الأن . مَا الْعَمَلُ ؟ هَلْ تَنَزُّلُ وَطَفَلَهَا مَعَهَا لَكُنَّ إِلَى أَيْنَ ؟ هَلْ تَسْأَلُ أَحَّدَا مِنْ الرُّكَّابِ عَلَى ثُمْنُ التذكرة لَيْسَ ذَلِكَ مِنْ شِيَمَتِهَا اِسْتَسْلَمَتْ للأمر مَعَ صَوْتِ المحصل . وَهُوَ يُنَادَى تَذَكُّرُة يا أستاذ تَذَكُّرُة يا هانم . إرتعشت مَفَاصِلَهَا غَابَ لَوْنِ وَجْهِهَا كُسًاَهُ اللَّوْنَ الأصفر . الْقُلَّبُ يُكَادُ يَتَوَقَّفُ عَنْ ضَرْبَاتِهُ أرادت أَنْ تَخْرُجَ مِنْ هَذَا الْمَوْقِفِ هَمَتْ للمروق من قبضته لَكُنَّ المحصل كَانَ قَدْ أَدْرَكَهَا أطبقت فَكَيَّهَا عَنْ الْكَلاَمِ ألما وخوفا لكن لَا تَوَجُّدَ عِنْدَهَا إجابه . نَظَرُ إِلَيهَا المحصل وَهُوَ يَقُولُ تَذَكُّرُة يا هانم . لَمْ تَرِدْ وَلَمْ تَجِيبُ . اُحْسُ بشىء عِنْدَ هَذِهِ المرأه . تَفَحُّصُهَا مِنْ تَحْتَ نَظَّارَتِة الطبية إِنَّهَا لَيْسَتْ مِنْهُنَّ . تَبْدُو عَلَيهَا عَلاَّمَاتِ الْخَجَلِ حَدَثَتَهُ نَفْسُه بشىء لَا تَعَلُّمَهُ هى . مُدُّ يَدِهُ بِرُفُقِ وَأُمِسُّكَ بِمِعْصَمِ يَدِهَا . لَمْ تُقَاوَمْ وَلَمْ تَتَكَلَّمُ وَلَا تَعَرُّفَ إِلَى أين الْمَصِيرَ . كَانَ هَاجِسُهَا يَقُولُ لَهَا نُقَطَة الشرطه .لا محال عنها إنها القرارلها؛ يالها مِنْ حَيَّاهُ . جُرُّهَا خَلْفَه كَأَنَّهَا شَاهُ يَجِرُهَا صَاحِبَهَا إِلَى السُّوقِ . الطِّفْلُ الذى فى يَدِهَا إلتصق بِهَا . وَكَأَنَّه أَحِسَّ بِمَا تُحِسُّ بِهِ أَمَّهُ . وَهَى لَمْ تُسْتَطَعْ أَنْ تَمْنَعَ الْخَوْفَ الذى بِدَاخِلِهَا يَتَسَلَّلُ إِلَى الطِّفْلُ أَحَسَّتْ هى أيضا بِذَلِكَ ضَمَّتَهُ إِلَيهَا أَكْثَرُ . عِبَرُ المحصل بِهَا عُرْبَتَيْنِ وَعِنْدَ كُرْسِيَّ مزدوج خالى مِنْ الرُّكَّابِ أَشَارَ إِلَيهَا بِالْجُلُوسِ . لَمْ تُسْتَطَعْ المقاومة أَوْ الرَّفْضَ . إِنَّهَا تُرِيدُ الإفلات أطاعته وَجَلَسَتْ . نَادَى المحصل عَلَى أَحَدِّ الْبَائِعِينَ الجائلين بِالْقُطَّارِ وَاِشْتَرَى قِطَعَتَيْنِ مِنْ الْحَلْوَى . وَمَدُ يَدِهُ إِلَى الطِّفْلُ وَرِبَتْ بِيدُهُ عَلَيه وَمَسْحَ عَلَى رَأَّسَهُ وَنَظَرَ إِلَى عَيْنَاهَا كى يَقُولُ لَهَا اُعْطِيهُمَا لِلْطِفْلِ . تَمْنَعَ الطِّفْلُ أَنْ يَمُدَّ يَدُهُ إِلَيه خوفا؛ وَبَعْدَ مُهَادِنَةً مِنْ الام لِلْطِفْلِ مُدُّ يَدُهُ وَأَخَذَ الْحَلْوَى ثَمَّ أَتَى المحصل بِكُوبِ مِنْ الْمَاءِ وأعطاها إِيَّاهُ . أَحَسَّتْ بالإطمئنان جَلَسَ مُقَابِلَا لَهَا . وَبَدَأَ يُحَادِثُهَا تَكَلُّمَ معاها فى كُلَّ شىء وَهَى تَجِيبُ لَمْ تُكْذَبْ . كَانَتْ تُرِيدُ الْخلاصُ . لَكُنَّ شىء فى دَاخِلَهَا جُعَلَهَا تَطْمَئِنُّ إِلَيه فَقَصَتْ حكايتها وأوجاعها وحاجتها قصت عَلَيه كُلَّ شىء . كَانَ الْقُطَّارُ قَدْ تَحَرَّكَ وَقَطْعَ شَوَّطَا ومسافه وَاِقْتَرَبَتْ مِنْ مَحَطَّتِهَا المعتادة النُّزُولُ بِهَا نَظَّرَتْ إِلَيه مُتَوَسِّلَة أَنْ يَتْرُكَهَا تَمَضَّى لِحَالَ سَبِيلُهَا . لَكِنْه أَشَارَ إِلَيهَا بِالتَّرَيُّثِ مُدُّ يَدُهُ إِلَى الطِّفْلُ . وَعَيَّنَاهُ مَعَ يَدِيِهُ وَكَأَنَّه يَقُولُ لَهَا أعطنى الطِّفْلُ مِنْ فُضُلِكَ نَظَّرَتْ إِلَيه وَقَدْ إمتدت يَدَاهَا بِالطِّفْلِ لِيَأْخُذُهُ ضَمَّهُ إِلَيه وَأُمِسُّكَ بِمِعْصَمِهَا وَتَقَدُّمَ نَاحِيِهُ بَابَ العربه كَانَ الْقُطَّارُ قَدْ تَوَقَّفَ عَلَى الرَّصيفِ . اِنْحَنَى بِهَا جَانَبَا وَنَادَى عَلَى أَحَدِّ الْوَاقِفِينَ مِمَّنْ يُرْتَدَى زَيَّا مِثْلُه زىالمصلحة (زى عمال السكة الحديد) جَاءَهُ الرَّجِلَ سَلْمَ عَلَيه وَهَمْسَ فى أَذَّنَهُ بَعْضُ الشىء وَبَدَأَتْ البسمه عَلَى وُجُوهِهُمْ . كَانَتْ عَيْنَاهَا تَرَاقُبَه وقلبها يدق؛لاتعلم ماذا سيفعل بها وإنتابتها حالَةَ مِنْ الاندهاش وَالْاِرْتِبَاكَ لَكِنْهَا مُسْتَسْلِمَهُ . تَوَقَّفَا بَعْضُ الْوَقْتِ وَجَاءَ الرَّجُلُ بِزَميلِ لَهُ وَاِسْتَقَلُّوا سَيَّارَهُ أَجْرَه وَهَمْسَ فى أَذَّنَ السَّائِقُ وَاِنْطَلَقَتْ السياره تَطْوَى الشوراع . إِلَى أَنْ تَوَقَّفَتْ أَمَامَ أَحَدِّ الْعمارَاتِ . أَمَرُّهَا بِالنُّزُولِ وَهُوَ يُحَمِّلُ الطِّفْلُ بَيْنَ ذِراعِيِهُ . وَصُعَّدُ سَلالِمِ العماره وَتَوَقُّفَ فى أَحَدِّ الأدوار . كَانَتْ لاَفِتُهُ فَوْقَ الْبَابِ مَكْتُوبَ عَلَيهَا المأذون الشرعى نَظَّرَتْ إِلَيه وَالدَّموعَ تنساب مِنْهَا عَلَى خُدِّيِهَا لَا تَسْتَطِيعُ الْكَلاَمُ ضَرْبَاتِ قُلَّبِهَا إزدادت اِنْفَرَجَ بَابُ المأذون وَاِنْفَرَجَتْ مَعَهَا اِلْحِيَاهُ لَنْ تَخَافَ مَرَّةً أخرى مِنْ المحصل إِنَّهَا زَوْجَهُ محصل ....... تَمَّتْ بِحَمْدِ اللهِ سَيِّدِ يوسف مَرْسًى
تذكرة القطار
تقليص
X
ما الذي يحدث
تقليص
الأعضاء المتواجدون الآن 67711. الأعضاء 7 والزوار 67704.
أكبر تواجد بالمنتدى كان 409,257, 10-12-2024 الساعة 06:12.
تعليق