امرأة الصقيع

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مي بركات
    أديب وكاتب
    • 27-03-2012
    • 343

    امرأة الصقيع

    امرأة الصقيع
    كانت امرأة الصّقيع !!فقد تحولت مشاعرها في ظل الظروف الحياتيّة القاسيّة الباردة إلى جبالٍ جليدية تجاه شخصها، كان لها تلك القدرة العجيبة في نفي ذاتها وجلدها، ثم مواصلة الروتين المُقدّر بمذاقٍ طبيعي غريب، يتخلله الملل وفقدان الشغف تجاه أي شي... وكل شيء. كانت قد اعتنقت مع الأيام ودون ادراكٍ منها: مذهب السّاديّة، تُمارس فنونه كتابعٍ وفيٍّ مُخلص مع كل تنفس صُبحٍ وعسعسة ليل ، تستدمي قلبها لتسعد ،وكلما كان الإدماء أشد كانت السعادة الغامرة لها والمؤلمة أكثر فأكثر ،لم تكن سعادتها إلا وجهاً آخر للتعاسة ولكن بثغرٍ باسم، بملامح وجهٍ مُتعبة مُتألمة مُختبأة خلف قناعٍ ضاحك. منذ زمنٍ، توقف قلبها عن الخفقان إلا أنها بالرغم من ذلك كانت توقد ما تستطيع من بقاياه ناراً، لِتُدفىء بها أطفالها الخمسة وأصابعها العشرة، لتغزل من ضُمَم الصُّوف المُلونة بِضع قُبعات و سُترٍ صوفية تقي أطفالها برد الخارج والناس.
    كانت إمراة كهفية ذات أساليب حربيّة وقتالية همجية شرسة!! ربما تعود إلى القرون الاولى من صنع هذه الأرض. كان قتالها العنيف بتّاراً لمشاعرها الخاصة و،أيضا، ذِكراه التي كانت تَأنُّ كثيرا في صوامع النفس المُنكسرة. منذ رحل، طمرت ذكراه بأكوامٍ من: تكتمٍ وألمٍ وخوف وشوق ، فقد كانت تخشى من أن ينكشف للناس: ضعفها وأكثر من ذلك شوقها.
    حينما رحل اغتسلت بماءٍ قُطبي الخواص ، فقد كانت تظن حينها أن برودة الماء ستُطفىء جمر قلبها ،إلا ان النتيجة فاقت توقعاتها غير المحسوبة، فقد تجمدت مشاعرها إلى حد الدّهشة المُصِمة لصوت القلب والعقل معاً. حينما رحل ، كانت تَودُ لو أن تحظى بفرصةٍ أخيرة للعتاب ،عتابه!! كانت تحفظ مُعلقاتٍ من مَلامة ، من استصراخ ، من بُكاء ومن أسبابٍ دفعتها لتعتنق مذهب الجليد تجاهه ، لكنه رحل !! أدار لها ظهره ورحل!! لم يمنحها الفرصة ، أهداها كاتم صوتٍ وابتعد ، تحول كاتم الصوت مع الأيام إلى كاتمٍ للحياة ،للسلام الداخلي وراحة البال . مع مرور الوقت، صار الليل ثقيلاً ، أدخلته في دفاتر تصنيفات الضيوف غير المُرحب بهم ،فقد ولت تلك الليالي التي كانت تُسند رأسها إلى وسادتها لتنام مُخدّرة بأريج حبه ، منذ رحيله أصبحت ذاتُ الوسادة مُستودع أسرارها وشاهدٌ أبكم على بُكائها المُر على فراقه ، منذ ذاك الوقت أدركت أن للوسائد استعمالات أخرى غير تلك الإعتيادية والمُسّلم بها في دفتر إعدادات صناعتها. فللوسائد أرواح – تُنفخ فيها- حينما تُرسل إليها وحدها برقيات الترقب والإنتظار والألم واللهفة، تلك التي يبرُقها الناس لها حينما يُهمين السكوت ويضرب بيدٍ من بطء، أولئك الذين يخاصم النوم عيونهم المُتعبة اللاهثة وراء إغفاءة تنتحر على أعتابها لعنات التفكير. لا عجب، إذ تساوى الصامتون والمثرثرون في ذلك، فكلٌ لديه برقياته الخاصة والخاصة جدا.
    حينما قابلته وعدها بسريرٍ من وردٍ تنام عليه في قلبه ، من حُلة حبٍ يهديها إياها كلما بهت لون الحلة الأولى، من قُبلة أمان يطبعها على جبينها اذ شعرت هي بالوحدة والخوف ، من غد وافرٍ به وبصحبته، من أطفال تكون قرابينه لها ، من مظلة تقيها الدنيا ،من مدفأة شعورية تدفئها حين البرد والشتاء.
    كان كثير الوعد، قليل الوفاء ، كثير الكلام، قليل العمل وللإنصاف حقق لها بعض الوعود، فقد أهداها قرابين خمسة من الأطفال ورحل! ...فبهتت حلة الحب، وتلاطمتها الدنيا واجتاحها برد الشتاء وباتت كصحراء سيبيريا قاحلة من كل شيء الا الجليد والثلج.
    في زاوية الغرفة تجلس على كُرسيها ،تغزل من الصوف قبعةً حمراء لصغيرتها ، تبتغي أن تهديها إيّاها حينما تغدو صبيّة حُلوة، لتعمي ولتصد عيون المُحبين عنها ، همست للخيوط الصوفية بكثيرٍ من تعاويذ لتحمي تلك الصغيرة من الوقوع في فتنة الحب حين تغدو كبيرة . في الزاوية المقابلة ناداها :" نازك ...متى تذوبين؟ متى تعودين؟!!"، التفتت نحو الصوت بَصَرتهُ طويلاً، كانت الفرصة قد لاحت أخيراً: فرصة الملامة ...لامته طويلاً ، رمت عند أعتاب نفسه كل معلقاتها الحزينة، أنّبته ،عنَّفته بصمتٍ جليدي ثم أشاحت بوجهها عنه، روحها عنه، مرةً وإلى الأبد وهمست للحُب وللماضي" أنها لن تعود ...حتماً لن تعود".
    التعديل الأخير تم بواسطة مي بركات; الساعة 12-04-2013, 11:01.
    ياسمينيات http://yasmenyat.blogspot.com/
  • أحلام المصري
    شجرة الدر
    • 06-09-2011
    • 1971

    #2
    المشاركة الأصلية بواسطة مي بركات مشاهدة المشاركة
    كانت إمراة الصّقيع ، فقد تحولت مشاعرها في ظل الظروف الحياتيّة القاسيّة الباردة إلى جبالٍ جليدية تجاه شخصها، كان لها تلك القدرة العجيبة في نفي ذاتها وجلدها، ثم مواصلة الروتين المُقدّر بمذاقٍ طبيعي غريب، يتخلله الملل وفقدان الشغف تجاه أي شي... وكل شيء. كانت قد اعتنقت مع الأيام ودون ادراكٍ منها: مذهب السّاديّة، تُمارس فنونه كتابعٍ وفيٍّ مُخلص مع كل تنفس صُبحٍ وعسعسة ليل ، تستدمي قلبها لتسعد ،وكلما كان الإدماء أشد كانت السعادة الغامرة لها والمؤلمة أكثر فأكثر ،لم تكن سعادتها إلا وجهاً آخر للتعاسة ولكن بثغرٍ باسم، بملامح وجهٍ مُتعبة مُتألمة مُختبأة خلف قناعٍ ضاحك. منذ زمنٍ، توقف قلبها عن الخفقان إلا أنها بالرغم من ذلك كانت توقد ما تستطيع من بقاياه ناراً، لِتُدفىء بها أطفالها الخمسة وأصابعها العشرة، لتغزل من ضُمَم الصُّوف المُلونة بِضع قُبعات و سُترٍ صوفية تقي أطفالها برد الخارج والناس.
    كانت إمراة كهفية ذات أساليب حربيّة وقتالية همجية شرسة!! ربما تعود إلى القرون الاولى من صنع هذه الأرض. كان قتالها العنيف بتّاراً لمشاعرها الخاصة و،أيضا، ذِكراه التي كانت تَأنُّ كثيرا في صوامع النفس المُنكسرة. منذ رحل، طمرت ذكراه بأكوامٍ من: تكتمٍ وألمٍ وخوف وشوق ، فقد كانت تخشى من أن ينكشف للناس: ضعفها وأكثر من ذلك شوقها.
    حينما رحل اغتسلت بماءٍ قُطبي الخواص ، فقد كانت تظن حينها أن برودة الماء ستُطفىء جمر قلبها ،إلا ان النتيجة فاقت توقعاتها غير المحسوبة، فقد تجمدت مشاعرها إلى حد الدّهشة المُصِمة لصوت القلب والعقل معاً. حينما رحل ، كانت تَودُ لو أن تحظى بفرصةٍ أخيرة للعتاب ،عتابه!! كانت تحفظ مُعلقاتٍ من مَلامة ، من استصراخ ، من بُكاء ومن أسبابٍ دفعتها لتعتنق مذهب الجليد تجاهه ، لكنه رحل !! أدار لها ظهره ورحل!! لم يمنحها الفرصة ، أهداها كاتم صوتٍ وابتعد ، تحول كاتم الصوت مع الأيام إلى كاتمٍ للحياة ،للسلام الداخلي وراحة البال . مع مرور الوقت، صار الليل ثقيلاً ، أدخلته في دفاتر تصنيفات الضيوف غير المُرحب بهم ،فقد ولت تلك الليالي التي كانت تُسند رأسها إلى وسادتها لتنام مُخدّرة بأريج حبه ، منذ رحيله أصبحت ذاتُ الوسادة مُستودع أسرارها وشاهدٌ أبكم على بُكائها المُر على فراقه ، منذ ذاك الوقت أدركت أن للوسائد استعمالات أخرى غير تلك الإعتيادية والمُسّلم بها في دفتر إعدادات صناعتها. فللوسائد أرواح – تُنفخ فيها- حينما تُرسل إليها وحدها برقيات الترقب والإنتظار والألم واللهفة، تلك التي يبرُقها الناس لها حينما يُهمين السكوت ويضرب بيدٍ من بطء، أولئك الذين يخاصم النوم عيونهم المُتعبة اللاهثة وراء إغفاءة تنتحر على أعتابها لعنات التفكير. لا عجب، إذ تساوى الصامتون والمثرثرون في ذلك، فكلٌ لديه برقياته الخاصة والخاصة جدا.
    حينما قابلته وعدها بسريرٍ من وردٍ تنام عليه في قلبه ، من حُلة حبٍ يهديها إياها كلما بهت لون الحلة الأولى، من قُبلة أمان يطبعها على جبينها اذ شعرت هي بالوحدة والخوف ، من غد وافرٍ به وبصحبته، من أطفال تكون قرابينه لها ، من مظلة تقيها الدنيا ،من مدفأة شعورية تدفئها حين البرد والشتاء.
    كان كثير الوعد، قليل الوفاء ، كثير الكلام، قليل العمل وللإنصاف حقق لها بعض الوعود، فقد أهداها قرابين خمسة من الأطفال ورحل! ...فبهتت حلة الحب، وتلاطمتها الدنيا واجتاحها برد الشتاء وباتت كصحراء سيبيريا قاحلة من كل شيء الا الجليد والثلج.
    في زاوية الغرفة تجلس على كُرسيها ،تغزل من الصوف قبعةً حمراء لصغيرتها ، تبتغي أن تهديها إيّاها حينما تغدو صبيّة حُلوة، لتعمي ولتصد عيون المُحبين عنها ، همست للخيوط الصوفية بكثيرٍ من تعاويذ لتحمي تلك الصغيرة من الوقوع في فتنة الحب حين تغدو كبيرة . في الزاوية المقابلة ناداها :" نازك ...متى تذوبين؟ متى تعودين؟!!"، التفتت نحو الصوت بَصَرتهُ طويلاً، كانت الفرصة قد لاحت أخيراً: فرصة الملامة ...لامته طويلاً ، رمت عند أعتاب نفسه كل معلقاتها الحزينة، أنّبته ،عنَّفته بصمتٍ جليدي ثم أشاحت بوجهها عنه، روحها عنه، مرةً وإلى الأبد وهمست للحُب وللماضي" أنها لن تعود ...حتماً لن تعود
    امرأة الصقيع
    أختي الراقية أ/ مي بركات
    تقديري
    عزيزتي
    ألاحظ أن النص تم نسخه مراتٍ متعددة متلاحقة
    و لم أتمكن من معرفة السر وراء هذا ..و هل هو مقصود أم أنه خطأٌ في الإرسال
    النص في ذاته جميل و غني بـ اللغة الجميلة الرصينة رغم غرابة الفكرة
    أو قسوتها...وجهة نظري أتمنى ألا تزعجك
    و أظن أن السرد الجميل و البناء الحكائي فيها يجعلها منتميةً أكثر إلى الفن القصصي عن الخاطرة
    و في انتظار آراء الأخوة و الرفاق في الملتقى
    هي جميلة امرأة الصقيع هذه...قتلها الثلج رغم نارها المتقدة في روحها...
    كانت قفلتك جميلة متناسقة مع أثر العذاب الذي عانته تلك المرأة لـ عمرٍ طويل من الحرمان و الفقد
    تقديري و احترامي

    تعليق

    • ربيع عقب الباب
      مستشار أدبي
      طائر النورس
      • 29-07-2008
      • 25792

      #3
      امرأة الصقيع
      تحتاج بعض نار
      و كلمة دافئة
      و ربما كسرة من ريح عابرة
      تكسر الجرار الفارغة
      و تحمل ثعابين الموت من روحها

      انت معنية بالبحث خلف الصورة
      و أعماق النفس
      أي سيكلوجية الحالة
      و لكن .. لكل ظاهرة أسبابها .. ربما كان هنا بعضها ظاهرا
      و البعض ظل على خفائه وسط عتمة الروح
      ثم كيف يكون الصقيع و هي محاطة بجيش من الصغار
      لا يمكنها من ان تكون وحيدة مع الصقيع و الأسئلة التي لا تجد اجابات لها !
      ثم رفضها الأخير .. أكان عن قناعة ؟
      أم هي هكذا : مستوحشة برية ؟!

      تقديري و احترامي

      النص يحتاج مراجعتك مي الطيبة
      sigpic

      تعليق

      • مي بركات
        أديب وكاتب
        • 27-03-2012
        • 343

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة أحلام المصري مشاهدة المشاركة
        أختي الراقية أ/ مي بركات
        تقديري
        عزيزتي
        ألاحظ أن النص تم نسخه مراتٍ متعددة متلاحقة
        و لم أتمكن من معرفة السر وراء هذا ..و هل هو مقصود أم أنه خطأٌ في الإرسال
        النص في ذاته جميل و غني بـ اللغة الجميلة الرصينة رغم غرابة الفكرة
        أو قسوتها...وجهة نظري أتمنى ألا تزعجك
        و أظن أن السرد الجميل و البناء الحكائي فيها يجعلها منتميةً أكثر إلى الفن القصصي عن الخاطرة
        و في انتظار آراء الأخوة و الرفاق في الملتقى
        هي جميلة امرأة الصقيع هذه...قتلها الثلج رغم نارها المتقدة في روحها...
        كانت قفلتك جميلة متناسقة مع أثر العذاب الذي عانته تلك المرأة لـ عمرٍ طويل من الحرمان و الفقد
        تقديري و احترامي
        العزيزة الاستاذة احلام بادىء الامر حتما لم تكن الاعادة والتكرير او النسخ بقصد بل كان خطأ تقنيا صرفا ، ثانيا هذا اول مرور لك على مشاركاتي وهو مرور ميمون بهي ، اشكر لك رأيك الغالي هذا ....تقديري واحترامي الكبيرين لك
        ياسمينيات http://yasmenyat.blogspot.com/

        تعليق

        • مي بركات
          أديب وكاتب
          • 27-03-2012
          • 343

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة ربيع عقب الباب مشاهدة المشاركة
          امرأة الصقيع
          تحتاج بعض نار
          و كلمة دافئة
          و ربما كسرة من ريح عابرة
          تكسر الجرار الفارغة
          و تحمل ثعابين الموت من روحها

          انت معنية بالبحث خلف الصورة
          و أعماق النفس
          أي سيكلوجية الحالة
          و لكن .. لكل ظاهرة أسبابها .. ربما كان هنا بعضها ظاهرا
          و البعض ظل على خفائه وسط عتمة الروح
          ثم كيف يكون الصقيع و هي محاطة بجيش من الصغار
          لا يمكنها من ان تكون وحيدة مع الصقيع و الأسئلة التي لا تجد اجابات لها !
          ثم رفضها الأخير .. أكان عن قناعة ؟
          أم هي هكذا : مستوحشة برية ؟!

          تقديري و احترامي

          النص يحتاج مراجعتك مي الطيبة
          الاستاذ الكبير ربيع ،شكرا جزيلا لمرورك واشكر لك علامات تعجبك واستفهامك التي طرحتها هنا ، ساكون سعيدة جدا بأن اراجعه مع استاذي الكبير ربيع : سأبدأ من حيث انتهيت وهو تساؤلك ذو النكهة التعجبية او الاستنكارية عن وجود هذا الصقيع وهي المحاطة بجيش من اطفال ، سأرد عليك قائلة حينما كتبت هذه السطور لم تكن خيالية صرفة ، وبعض الذي بثثت هنا من نفسيتها ليس ايضا ضربا من الخيال او الدراما! ولتبدو منطقية اكثر،دعني اشبه لك قلب المرأة كأقسام قد يضمر قسم بينما الآخر حيّ موجود ، تعطيهم ما تبقى من قلبها نارا لتدفىء هذه النفوس الصغيرة حولها، الا ان هذا العطاء لا يعوض النوع الآخر من الحب ، سيعزز نوعا لكن لن يغني عن آخر !! على الرغم من اهمية النوع الاخر في حياتها وهي التي تحتاجه كأنثى لتبقى متقدة ولتبقى اكثر من ذلك أنثى تنبض بالحياة! ولو كانت صقيعا صرفا ما جلست تصنع قبعة صوفية لابنتها وهي المستهلكة عاطفيا....هو رحل! لكن ليس بجسده بل بقلبه وروحه عنها ،صارت مع الايام شيئا روتينيا مسلما به، فاخذته الحياة عنها وشواغلها فبردت وبردت وبردت، من جهتها هي فهي امراة معتدة بنفسها عزيزة النفس متكبرة ومكابرة على المها الداخلي وقبل ذلك الم قلبها! لذلك كانت تتجرع غصة قلبها بألم اقوى ما يكون عند الليل حينما النوم على مخدتها. حينما جاء ،جاء متأخرا يسالها متى تعود اليه ومتى تذوب ،هكذا دون اي اهتمام حقيقي، لم يكلف نفسه عناء ان يقطع الغرفة ليسالها هذا السؤال ،ربما لو اضاف عليه كلمة حبيبتي لتحركت تلك المشاعر التي حجرتها بشكل ارادي تجاهه، بل بقي هكذا وكأنها السبب في حالتها النفسية ،سؤال قد يظهر حال من الاهتمام الا انه يخفي حالة اللامبالاة المزعجة المؤلمة !نعم هي باردة وقررت ان تكون باردة تجاهه لانه تعامل معها من منطلق الاشياء اليومية المسلمة بها ، اعطته في بادىء الامر حبها لكن ستحرمه منه قصاصا وان كانت ايضا تقاصص نفسها في الآن نفسه!
          ياسمينيات http://yasmenyat.blogspot.com/

          تعليق

          • وسام دبليز
            همس الياسمين
            • 03-07-2010
            • 687

            #6
            نعم وحدها المرأة تدرك تلك الفجيعة حين يرحل شريك الدرب تاركا روحها في دهشة الفراق مع اطفال اطبقى اليتم عليهم بفكيه صقيع صقيع يمتد لروح والقلب فتعيش دوما على قتات الذكرى
            قصة رائعة بصورها وبجملها " منذ ذاك الوقت أدركت أن للوسائد استعمالات أخرى غير تلك الإعتيادية والمُسّلم بها في دفتر إعدادات صناعتها. فللوسائد أرواح – تُنفخ فيها- حينما تُرسل إليها وحدها برقيات الترقب والإنتظار والألم واللهفة، تلك التي يبرُقها الناس لها حينما يُهمين السكوت ويضرب بيدٍ من بطء، أولئك الذين يخاصم النوم عيونهم المُتعبة اللاهثة وراء إغفاءة تنتحر على أعتابها لعنات التفكير. لا عجب، إذ تساوى الصامتون والمثرثرون في ذلك، فكلٌ لديه برقياته الخاصة والخاصة جدا.
            دام هذا الابداع

            تعليق

            • ربيع عقب الباب
              مستشار أدبي
              طائر النورس
              • 29-07-2008
              • 25792

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة مي بركات مشاهدة المشاركة
              الاستاذ الكبير ربيع ،شكرا جزيلا لمرورك واشكر لك علامات تعجبك واستفهامك التي طرحتها هنا ، ساكون سعيدة جدا بأن اراجعه مع استاذي الكبير ربيع : سأبدأ من حيث انتهيت وهو تساؤلك ذو النكهة التعجبية او الاستنكارية عن وجود هذا الصقيع وهي المحاطة بجيش من اطفال ، سأرد عليك قائلة حينما كتبت هذه السطور لم تكن خيالية صرفة ، وبعض الذي بثثت هنا من نفسيتها ليس ايضا ضربا من الخيال او الدراما! ولتبدو منطقية اكثر،دعني اشبه لك قلب المرأة كأقسام قد يضمر قسم بينما الآخر حيّ موجود ، تعطيهم ما تبقى من قلبها نارا لتدفىء هذه النفوس الصغيرة حولها، الا ان هذا العطاء لا يعوض النوع الآخر من الحب ، سيعزز نوعا لكن لن يغني عن آخر !! على الرغم من اهمية النوع الاخر في حياتها وهي التي تحتاجه كأنثى لتبقى متقدة ولتبقى اكثر من ذلك أنثى تنبض بالحياة! ولو كانت صقيعا صرفا ما جلست تصنع قبعة صوفية لابنتها وهي المستهلكة عاطفيا....هو رحل! لكن ليس بجسده بل بقلبه وروحه عنها ،صارت مع الايام شيئا روتينيا مسلما به، فاخذته الحياة عنها وشواغلها فبردت وبردت وبردت، من جهتها هي فهي امراة معتدة بنفسها عزيزة النفس متكبرة ومكابرة على المها الداخلي وقبل ذلك الم قلبها! لذلك كانت تتجرع غصة قلبها بألم اقوى ما يكون عند الليل حينما النوم على مخدتها. حينما جاء ،جاء متأخرا يسالها متى تعود اليه ومتى تذوب ،هكذا دون اي اهتمام حقيقي، لم يكلف نفسه عناء ان يقطع الغرفة ليسالها هذا السؤال ،ربما لو اضاف عليه كلمة حبيبتي لتحركت تلك المشاعر التي حجرتها بشكل ارادي تجاهه، بل بقي هكذا وكأنها السبب في حالتها النفسية ،سؤال قد يظهر حال من الاهتمام الا انه يخفي حالة اللامبالاة المزعجة المؤلمة !نعم هي باردة وقررت ان تكون باردة تجاهه لانه تعامل معها من منطلق الاشياء اليومية المسلمة بها ، اعطته في بادىء الامر حبها لكن ستحرمه منه قصاصا وان كانت ايضا تقاصص نفسها في الآن نفسه!
              كم جميلة مي !
              أنا لم أطلب ردا ؛ فقد وعيت ما هنا
              و لكن إن جاء جوابك هكذا ؛ فسوف أستفزك في كل مرة تأتين بسلالك المترعة بالعطاء و الوعي !

              تقديري و مودتي
              التعديل الأخير تم بواسطة ربيع عقب الباب; الساعة 13-04-2013, 19:54.
              sigpic

              تعليق

              • مي بركات
                أديب وكاتب
                • 27-03-2012
                • 343

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة وسام دبليز مشاهدة المشاركة
                نعم وحدها المرأة تدرك تلك الفجيعة حين يرحل شريك الدرب تاركا روحها في دهشة الفراق مع اطفال اطبقى اليتم عليهم بفكيه صقيع صقيع يمتد لروح والقلب فتعيش دوما على قتات الذكرى
                قصة رائعة بصورها وبجملها " منذ ذاك الوقت أدركت أن للوسائد استعمالات أخرى غير تلك الإعتيادية والمُسّلم بها في دفتر إعدادات صناعتها. فللوسائد أرواح – تُنفخ فيها- حينما تُرسل إليها وحدها برقيات الترقب والإنتظار والألم واللهفة، تلك التي يبرُقها الناس لها حينما يُهمين السكوت ويضرب بيدٍ من بطء، أولئك الذين يخاصم النوم عيونهم المُتعبة اللاهثة وراء إغفاءة تنتحر على أعتابها لعنات التفكير. لا عجب، إذ تساوى الصامتون والمثرثرون في ذلك، فكلٌ لديه برقياته الخاصة والخاصة جدا.
                دام هذا الابداع
                الاستاذة وسام ، اسمحي لك في بداية الامر ان اشكرك لمرورك وبذلك العناء والاهتمام لقراءة سطوري هذه ، اقدر هذا الامر كثيرا...شكرا لك غاليتي مرة اخرى ، تحيتي وتقديري
                ياسمينيات http://yasmenyat.blogspot.com/

                تعليق

                • مي بركات
                  أديب وكاتب
                  • 27-03-2012
                  • 343

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة ربيع عقب الباب مشاهدة المشاركة
                  كم جميلة مي !
                  أنا لم أطلب ردا ؛ فقد وعيت ما هنا
                  و لكن إن جاء جوابك هكذا ؛ فسوف أستفزك في كل مرة تأتين بسلالك المترعة بالعطاء و الوعي !

                  تقديري و مودتي
                  ههههههه. اولا اسعدت مساء استاذي العزيز الكبير ربيع ، ثانيا : ربما لم يسعفني الفهم الدقيق " النص يحتاج الى مراجعة ..." فأخذت على عاتقي بمراجعته معك علناً لا مع نفسي فقط وذلك من خلال ما قمت!! فلا أدري هل وفقت ام أنني قمت بشيء آخر تماما؟! سواء وفقت ام لا، فأنا هنا لاتعلم منك وتحت ارشادك وتوجيهك . في جميع الاحوال، استفزازاتك "على راسي من فوق" سأكون في انتظارها ههههههه كما يكفيني انك مررت ثانية هنا وهذا وحده يكفيني ويسعدني ...اشكر لك مرورك استاذي
                  التعديل الأخير تم بواسطة مي بركات; الساعة 14-04-2013, 08:37.
                  ياسمينيات http://yasmenyat.blogspot.com/

                  تعليق

                  • ميساء عباس
                    رئيس ملتقى القصة
                    • 21-09-2009
                    • 4186

                    #10
                    كان لها تلك القدرة العجيبة في نفي ذاتها وجلدها، ثم مواصلة الروتين المُقدّر بمذاقٍ طبيعي غريب، يتخلله الملل وفقدان الشغف تجاه أي شي... وكل شيء. كانت قد اعتنقت مع الأيام ودون ادراكٍ منها: مذهب السّاديّة، تُمارس فنونه كتابعٍ وفيٍّ مُخلص مع كل تنفس صُبحٍ وعسعسة ليل ، تستدمي قلبها لتسعد ،وكلما كان الإدماء أشد كانت السعادة الغامرة لها والمؤلمة أكثر فأكثر ،لم تكن سعادتها إلا وجهاً آخر للتعاسة ولكن بثغرٍ باسم، بملامح وجهٍ مُتعبة مُتألمة مُختبأة خلف قناعٍ ضاحك.

                    منذ رحيله أصبحت ذاتُ الوسادة مُستودع أسرارها وشاهدٌ أبكم على بُكائها المُر على فراقه ، منذ ذاك الوقت أدركت أن للوسائد استعمالات أخرى غير تلك الإعتيادية والمُسّلم بها في دفتر إعدادات صناعتها. فللوسائد أرواح – تُنفخ فيها- حينما تُرسل إليها وحدها برقيات الترقب والإنتظار والألم واللهفة، تلك التي يبرُقها الناس لها حينما يُهمين السكوت ويضرب بيدٍ من بطء، أولئك الذين يخاصم النوم عيونهم المُتعبة اللاهثة وراء إغفاءة تنتحر على أعتابها لعنات التفكير.
                    مي الراقية
                    المترعة أنسانية
                    أظن امرأة الصقيع تعيشها أغلب النساء
                    قصتك مؤلمة خانقة
                    موجعة ..
                    صادقة وتحكي مشكلة كبيرة جدا
                    لكن ليست كل النساء تستطيع
                    أن تواظب حياتها مع أطفالها بشكل طبيعي
                    حين تقتل أنوثتها وأنسانيتها
                    تضطرب حياتها
                    وغالبا لاتستطيع أداء واجباتها
                    أسلوبك جميل جدا
                    وفي القصة شاعرية جميلة وراقية
                    النهاية كانت مازالت مفتوحة
                    محبتي مي الرائعة
                    ميساء العباس
                    مخالب النور .. بصوتي .. محبتي
                    https://www.youtube.com/watch?v=5AbW...ature=youtu.be

                    تعليق

                    • ريما ريماوي
                      عضو الملتقى
                      • 07-05-2011
                      • 8501

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة مي بركات مشاهدة المشاركة
                      امرأة الصقيع
                      كانت امرأة الصّقيع !!فقد تحولت مشاعرها في ظل الظروف الحياتيّة القاسيّة الباردة إلى جبالٍ جليدية تجاه شخصها، كان لها تلك القدرة العجيبة في نفي ذاتها وجلدها، ثم مواصلة الروتين المُقدّر بمذاقٍ طبيعي غريب، يتخلله الملل وفقدان الشغف تجاه أي شي... وكل شيء. كانت قد اعتنقت مع الأيام ودون ادراكٍ منها: مذهب السّاديّة، تُمارس فنونه كتابعٍ وفيٍّ مُخلص مع كل تنفس صُبحٍ وعسعسة ليل ، تستدمي قلبها لتسعد ،وكلما كان الإدماء أشد كانت السعادة الغامرة لها والمؤلمة أكثر فأكثر ،لم تكن سعادتها إلا وجهاً آخر للتعاسة ولكن بثغرٍ باسم، بملامح وجهٍ مُتعبة مُتألمة مُختبئة خلف قناعٍ ضاحك. منذ زمنٍ، توقف قلبها عن الخفقان إلا أنها بالرغم من ذلك كانت توقد ما تستطيع من بقاياه ناراً، لِتُدفىء بها أطفالها الخمسة وأصابعها العشرة، لتغزل من ضُمَم الصُّوف المُلونة بِضع قُبعات و سُترٍ صوفية تقي أطفالها برد الخارج والناس.
                      كانت إمراة كهفية ذات أساليب حربيّة وقتالية همجية شرسة!! ربما تعود إلى القرون الأولى من صنع هذه الأرض. كان قتالها العنيف بتّاراً لمشاعرها الخاصة وأيضا، ذِكراه التي كانت تَئنُّ كثيرا في صوامع النفس المُنكسرة. منذ رحل، طمرت ذكراه بأكوامٍ من: تكتمٍ وألمٍ وخوف وشوق ، فقد كانت تخشى من أن ينكشف للناس: ضعفها وأكثر من ذلك شوقها.
                      حينما رحل اغتسلت بماءٍ قُطبي الخواص، فقد كانت تظن حينها أن برودة الماء ستُطفىء جمر قلبها ،إلا ان النتيجة فاقت توقعاتها غير المحسوبة، فقد تجمدت مشاعرها إلى حد الدّهشة المُصِمة لصوت القلب والعقل معاً. حينما رحل ، كانت تَودُ لو أن تحظى بفرصةٍ أخيرة للعتاب ،عتابه!! كانت تحفظ مُعلقاتٍ من مَلامة ، من استصراخ ، من بُكاء ومن أسبابٍ دفعتها لتعتنق مذهب الجليد تجاهه ، لكنه رحل !! أدار لها ظهره ورحل!! لم يمنحها الفرصة ، أهداها كاتم صوتٍ وابتعد ، تحول كاتم الصوت مع الأيام إلى كاتمٍ للحياة ،للسلام الداخلي وراحة البال . مع مرور الوقت، صار الليل ثقيلاً، أدخلته في دفاتر تصنيفات الضيوف غير المُرحب بهم، فقد ولت تلك الليالي التي كانت تُسند رأسها إلى وسادتها لتنام مُخدّرة بأريج حبه، منذ رحيله أصبحت ذاتُ الوسادة مُستودع أسرارها وشاهدٌ أبكم على بُكائها المُر على فراقه، منذ ذاك الوقت أدركت أن للوسائد استعمالات أخرى غير تلك الإعتيادية والمُسّلم بها في دفتر إعدادات صناعتها. فللوسائد أرواح – تُنفخ فيها- حينما تُرسل إليها وحدها برقيات الترقب والإنتظار والألم واللهفة، تلك التي يبرُقها الناس لها حينما يُهمين السكوت ويضرب بيدٍ من بطء، أولئك الذين يخاصم النوم عيونهم المُتعبة اللاهثة وراء إغفاءة تنتحر على أعتابها لعنات التفكير. لا عجب، إذ تساوى الصامتون والمثرثرون في ذلك، فكلٌ لديه برقياته الخاصة والخاصة جدا.
                      حينما قابلته وعدها بسريرٍ من وردٍ تنام عليه في قلبه ، من حُلة حبٍ يهديها إياها كلما بهت لون الحلة الأولى، من قُبلة أمان يطبعها على جبينها اذ شعرت هي بالوحدة والخوف ، من غد وافرٍ به وبصحبته، من أطفال تكون قرابينه لها، من مظلة تقيها الدنيا، من مدفأة شعورية تدفئها حين البرد والشتاء.
                      كان كثير الوعد، قليل الوفاء، كثير الكلام، قليل العمل وللإنصاف حقق لها بعض الوعود، فقد أهداها قرابين خمسة من الأطفال ورحل! فبهتت حلة الحب، وتلاطمتها الدنيا واجتاحها برد الشتاء وباتت كصحراء سيبيريا قاحلة من كل شيء الا الجليد والثلج.
                      في زاوية الغرفة تجلس على كُرسيها، تغزل من الصوف قبعةً حمراء لصغيرتها، تبتغي أن تهديها إيّاها حينما تغدو صبيّة حُلوة، لتعمي ولتصد عيون المُحبين عنها، همست للخيوط الصوفية بكثيرٍ من تعاويذ لتحمي تلك الصغيرة من الوقوع في فتنة الحب حين تغدو كبيرة. في الزاوية المقابلة ناداها :" نازك ...متى تذوبين؟ متى تعودين؟!!"، التفتت نحو الصوت بَصَرتهُ طويلاً، كانت الفرصة قد لاحت أخيراً: فرصة الملامة ...لامته طويلاً ، رمت عند أعتاب نفسه كل معلقاتها الحزينة، أنّبته ،عنَّفته بصمتٍ جليدي ثم أشاحت بوجهها عنه، روحها عنه، مرةً وإلى الأبد وهمست للحُب وللماضي" أنها لن تعود ...حتماً لن تعود".
                      جميلة قصتك عزيزتي ...

                      أنا لم أرها سادية، ولا من جليد،
                      إنما مليئة بالحب المفقود كبركان خامد...
                      بسبب الانفصال النفسي المفروض عليها،
                      وبأي لحظة يثور...

                      كنت مع بطلتك قلبا وقالبا...

                      عوفيت، وسلم قلمك...


                      تحيتي وتقديري.


                      أنين ناي
                      يبث الحنين لأصله
                      غصن مورّق صغير.

                      تعليق

                      • مي بركات
                        أديب وكاتب
                        • 27-03-2012
                        • 343

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة ميساء عباس مشاهدة المشاركة
                        كان لها تلك القدرة العجيبة في نفي ذاتها وجلدها، ثم مواصلة الروتين المُقدّر بمذاقٍ طبيعي غريب، يتخلله الملل وفقدان الشغف تجاه أي شي... وكل شيء. كانت قد اعتنقت مع الأيام ودون ادراكٍ منها: مذهب السّاديّة، تُمارس فنونه كتابعٍ وفيٍّ مُخلص مع كل تنفس صُبحٍ وعسعسة ليل ، تستدمي قلبها لتسعد ،وكلما كان الإدماء أشد كانت السعادة الغامرة لها والمؤلمة أكثر فأكثر ،لم تكن سعادتها إلا وجهاً آخر للتعاسة ولكن بثغرٍ باسم، بملامح وجهٍ مُتعبة مُتألمة مُختبأة خلف قناعٍ ضاحك.

                        منذ رحيله أصبحت ذاتُ الوسادة مُستودع أسرارها وشاهدٌ أبكم على بُكائها المُر على فراقه ، منذ ذاك الوقت أدركت أن للوسائد استعمالات أخرى غير تلك الإعتيادية والمُسّلم بها في دفتر إعدادات صناعتها. فللوسائد أرواح – تُنفخ فيها- حينما تُرسل إليها وحدها برقيات الترقب والإنتظار والألم واللهفة، تلك التي يبرُقها الناس لها حينما يُهمين السكوت ويضرب بيدٍ من بطء، أولئك الذين يخاصم النوم عيونهم المُتعبة اللاهثة وراء إغفاءة تنتحر على أعتابها لعنات التفكير.
                        مي الراقية
                        المترعة أنسانية
                        أظن امرأة الصقيع تعيشها أغلب النساء
                        قصتك مؤلمة خانقة
                        موجعة ..
                        صادقة وتحكي مشكلة كبيرة جدا
                        لكن ليست كل النساء تستطيع
                        أن تواظب حياتها مع أطفالها بشكل طبيعي
                        حين تقتل أنوثتها وأنسانيتها
                        تضطرب حياتها
                        وغالبا لاتستطيع أداء واجباتها
                        أسلوبك جميل جدا
                        وفي القصة شاعرية جميلة وراقية
                        النهاية كانت مازالت مفتوحة
                        محبتي مي الرائعة
                        ميساء العباس
                        الاستاذة القديرة ميساء اسمحي لي اولا ان اعتذر عن هذا التأخر غير المقصود حيث تعود اسبابه لمشكلة تقنية كانت تحول دون دخول هذه الصفحة ثانيا اشكر لك مرورك البهي هذا ،نعم ! أنا معك انها مشكلة تعاني منها الكثير من النساء ومنهن من بتنّ جليدا تجاه كل شيء حتى تجاه أطفالهن ، كما اشكر لك رأيك العزيز وأقدره كثيررررا ....تحية حب وتقدير
                        ياسمينيات http://yasmenyat.blogspot.com/

                        تعليق

                        • مي بركات
                          أديب وكاتب
                          • 27-03-2012
                          • 343

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة ريما ريماوي مشاهدة المشاركة
                          جميلة قصتك عزيزتي ...

                          أنا لم أرها سادية، ولا من جليد،
                          إنما مليئة بالحب المفقود كبركان خامد...
                          بسبب الانفصال النفسي المفروض عليها،
                          وبأي لحظة يثور...

                          كنت مع بطلتك قلبا وقالبا...

                          عوفيت، وسلم قلمك...


                          تحيتي وتقديري.
                          العزيزة ريما ، لكل منا عينا خاصة ترى الامور من خلالها ، ولولا هذه العيون لما تعدد الجمال وتعددت الآفاق! ويسعدني ان ارى سطوري من خلال عينك العقلية الخاصة لذلك اشكر لك مشاركة رأيك معي ...اشكر لك مرورك الجميل ...تحيتي وتقديري
                          ياسمينيات http://yasmenyat.blogspot.com/

                          تعليق

                          • حسن لختام
                            أديب وكاتب
                            • 26-08-2011
                            • 2603

                            #14
                            قص جميل، ينتمي إلى الأدب النسوي الثائر في وجه سلطة الرجل واستبداده، وهزّ كيانه وضرب، بعرض الحائط، معاملاته الغير العادلة في حق المرأة،المعذبة النفس، سواء ظل الرجل معها أو رحل..
                            محبتي وتقديري، بركات

                            تعليق

                            • عائده محمد نادر
                              عضو الملتقى
                              • 18-10-2008
                              • 12843

                              #15
                              الزميلة القديرة
                              مي بركات
                              نص جميل
                              فتنني ذاك البوح الذي يملأ الروح شجنا آسرا
                              لغتك السردية فواحة سيدتي
                              ولي عودة معك على هذا النص لأني احببته
                              أي صبر مر تجرعته امرأة الجليد هذه
                              نص رائع وسرد سلس متقن
                              التكثيف محاولة ستكون أكثر من رائعة لأنه نص رهيب
                              محبتي واحترامي
                              نحن والنصوص القصصية/ وحديث اليوم

                              مساء النصوص القصصية عليكم أحبتي فكرت ألف مرة قبل أن أبدأ معكم رحلة أعيشها مع نصوصي القصصية قلت في نفسي من سيستفيد من تجربة ربما تكون مجنونة، وربما تكون هذيانات محمومة نتيجة الصراعات والأحداث التي عشتها في حياتي، وكانت الكفة الراجحة بسؤال طرحته على نفسي: - ماالذي سأخسره لو شاركت كل من أعرفهم هنا من زميلات وزملاء، وماالذي سيستفيد
                              الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

                              تعليق

                              يعمل...
                              X