شعب يبيع نفسه..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبدالرحيم التدلاوي
    أديب وكاتب
    • 18-09-2010
    • 8473

    شعب يبيع نفسه..

    نص مشترك

    عبدالله بوحنش و عبدالرحيم التدلاوي




    أمسكت بتلابيب نفسي وسقتها لسوق النخاسه. صحت أعد بالجهر- الثلاثه – : يا أصحاب المحافظ بعض التفاتة.

    أبرزت لهم نفسي بضاعه، وعددت مزاياها ببراعه. قلت هلموا يا أهل الألباب, فنفسي من جنس لباب, سافرة في التاريخ بلا نقاب.

    لو سألتم عن مسكني من الدور، فعيشي في ممتد القبور. أذكر الموت ملء الصدور، و الدنيا عندي دار عبور. تراني منكس الرأس، كأنما دقت بالفأس. ألين للسيد خضوعا و أنحني له سجودا وركوعا.

    أما مأكلي.. فخبزه القناعه و ماؤه شراب ما به وضاعه. علمت علم اليقين أن الصحة كنز ثمين. رضيت من الطعام بالقليل و شهيتي للصوم تميل.

    لباسي أخشنه حرير خفيف للشهوة يثير، أكسبني المناعه فجلعت من النسل صناعه، سعيت في كثرة العدد لآتي سيدي بالمدد.

    دوائي عشب به شفاء وللسقم فيه اكتفاء. أمراض النفس بي كثيره، تداويها الأضرحة النثيره و لإتمام النقاهه حسبي دجال يدعي فقاهه. تبيعني الوهم بالمال فتأخذ باليمين ما تعطيني بالشمال.

    قال بعض الحضور: هل تفقه الأمور وما في السياسة من بحور؟

    أجبت وأنا من لبيع نفسه احترف، ما لي وما أهلك السلف. ادع مني المشوره وإن لم تكن إليك بها ضروره. فأنا أدرى بأن تدبير المصالح، إسنادها للرعاع فادح. فالحكم موكول للأسياد وحسبي الهتاف في الأعياد.

    أما السوط فقد وجدت به حلاوه وله على ظهري طلاوه، به تستقيم العظام فتعم الاستقامة والنظام.

    الديمقراطية.. عندي جرم عظيم والعدل بدونه الحكم يستقيم، هي أمور ينفثها الأعداء في جسد الأمة كالأدواء.

    تقدم الثخين بعدما اقتنع أن مثلي لكل الكنوز قد جمع. تحسسني و خطب إنشادا، أسمعنا رأيك نتخذه إسنادا.

    صاح مني النخاس كالجرس، بضاعتي صماء، بكماء، بها خرس.

    اجتمع من للتاريخ عالم، فحاروا في كشف المعالم، قالوا: سيرة القوم بها التباس فما لأعمدتها أساس.

    لاح بين القوم شاعر، بقوله ألهب المشاعر. هبت إليه الجموع، ترجو ختما للموضوع. قال: اسمعوا يا سادة فما للجدال إفادة. أن يكون للقوم تاريخ أو لم يكن فهو مسيخ.

    فاعتبروا بالإفادة ، هذا قولي ولا زيادة.
  • سالم وريوش الحميد
    مستشار أدبي
    • 01-07-2011
    • 1173

    #2
    الأستاذان عبدالله بوحنش و عبدالرحيم التدلاوي ...
    مبارك هذا التعاون
    الأستاذان الرائعان
    استخدم القرآن السجع ليعطي الكلمة ثباتا واستقرارا وتأثيرا .. ويعطي الجملة موسيقى تؤثر في النفس والقلوب
    دون تكلف ولاتنافرا في اللفظ ولامعنى .. دون تعقيد لفظي ولاتعقيدا معنويا ، وقداستخدم العرب في خطاباتهم ورسائلهم
    السجع والجناس لأثارة الهمة والغيرة
    لقد كان نصا جميلا حاولت التجريب به .. فأثمر ذلك عن نص ينفذ إلى العمق بسهولة ويسر
    وهو خروج عن ماهو مألوف ، الرجوع فيه إلى الماضي القديم وماكان للسجع
    من شأن في الحياة الثقافية العامة للمجتمع العربي القديم وكأنك تريد بنا العودة إلى خلق أولئك الناس الذين كانت الكلمة
    هي شكلا من أشكال التعبير عن طرق عيشهم
    فلكل سجية من سجاياهم شكلا من أشكال الإشهار
    فللحب وللنخوة والحرب ، و للسلم ، والكرم ، والغزو
    والمدح والذم .خطاب .
    وكان للنخاسين طريقة خطاب خاصة بهم يستخدمون فيها السجع للترغيب ببضائعهم ...لذاجاءخطابك متوائما
    مع النص بل اضاف إلى قصدية المضمون رمزية قابلة للتأويل
    البائع لنفسه هنا لم يكن عبدا بل كان حكيما يتكلم الحكمة والموعظة
    ورغم إن النص فيه الكثير من الجمالية
    لكن برأيي أن مثل هذا الأسلوب قد يضر بالنص إن لم يملك الكاتب ثروة لغوية كبيرة
    في مجال المفردة والمترادف منها وماهو جناس ،
    لذا سيميل الكاتب إلى الإخلال بالمعنى
    وتقييد نفسه على حساب المضمون

    المضمون مثلما ذكرت جميل وفيه إسقاطات على واقعنا الحالي
    ولا أنصح باستخدام السجع في مجال القصة القصيرة
    ولكن استخدامك له هنا كان لغاية
    رمزية
    شكرا لك ودام إبداعك
    على الإنسانية أن تضع حدا للحرب وإلا فسوف تضع الحرب حدا للإنسانية.
    جون كنيدي

    الرئيس الخامس والثلاثون للولايات المتحدة الأمريكية

    تعليق

    • نشأت النادي
      أديب وكاتب
      • 15-07-2011
      • 61

      #3
      نص رائع يجسد شيئا من الواقع قدم به الأديب على نفسه صديقه الأريب الذي اشترك معه في التجسيد ليضرب لنا اروع الأمثال في الخضوع والامتثال لما يروي عن نفسه فهذا هو حالنا جميعا في الزمان الحالي والذي أبكانا على الأيام الخوالي رحم الله ضعفنا فإليه المرد والمشتكى

      تعليق

      • مصطفى الصالح
        لمسة شفق
        • 08-12-2009
        • 6443

        #4
        السجع والقافية من مميزات كتابة المقامة

        النص جاء بإسقاطات على واقعنا من قديم وحديث

        خلا من السهوات والاختلالات وهذا يعجبني جدا

        الفكرة رائعة

        والأسلوب مقامة

        تحية وتقدير
        [align=center] اللهم صل على محمد أفضل الخلق وعلى آله وصحبه أجمعين

        ستون عاماً ومابكم خجــلٌ**الموت فينا وفيكم الفزعُ
        لستم بأكفائنا لنكرهكم **وفي عَداء الوضيع مايضعُ

        رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ

        حديث الشمس
        مصطفى الصالح[/align]

        تعليق

        • وفاء الدوسري
          عضو الملتقى
          • 04-09-2008
          • 6136

          #5
          النص جميل..
          وننتظر الأجمل
          تحية وتقدير

          تعليق

          يعمل...
          X