"معنى" !
*********

صوت قادم من بعيد صفير قطار، الواحدة بعد منتصف الليل، المعنى لم يزل يسكن داخل الطفل ويتشكل طبقا للواقع ،هل المعنى هو معنى الكون ،وأن كان المعنى هو معنى الكون ،فكيف هو، وهل تشكل طبقاً للتجربة أم أن التجربة قامت على المعنى، يسير يقطف وردة من بستان جميل ويعطيها لأول امرأة ضحكتها مميزة، تزوجها وترك على هذة الأرض أثرا له، ولكنه ظل مستمر فى البحث، هل خلق الله المعنى قبل الكون أم أن الكون أصبح له معنى يربط الأشياء ببعضها ،الموسيقى ليست خضراء،يعود من عمله يقبل زوجته، يحضن طفله الصغير، ويعزف موسيقى جميلة لهم وتغنى زوجتة، الموسيقى لم تكن خضراء،ما معنى الموسيقى، هل هى أحدى مفردات معنى الكون،يستيقظ فجرا، ويشاهد بزوغ الفجر شروق الشمس، يغنى للصباح ويبدأ يوم جميل جديد،ما المعنى، فى الظهيرة وعندما كان يتنقل بين الحقول الخضراء ،كانت هى كأله لم يعرف أن زمن الألهه أنتهى فنزل على الأرض يتمشى بين الحدائق الخضراء، أحبها قبل أن يعلم أسمها قبل أن يتأكد من لون عينيها، كيف يحب الأنسان مرتين، ما الحب، عاد مسرعا إلى منزله حضن أبنه وقبل زوجتة وأعتذر لها فغفرت دون أن تعلم، حواء لا يمكن أن تسامح أدم أن أنشغل قلبه عنها،فى اليوم التالى رآها مرة أخرى ولم يستطع أن يكتم حبه ، أعترف لها، وكانت تعرفه، رفضت فأبتعدت، ولم يعد هو كما هو، هل الحب معنى من المعانى الكون الأزليه، هل خلقت الحياة للحب أم خلق الحب للحياة، لم يعزف لعائلته هذه الليلة، لم تغنى زوجتة، وأكتفى بشبح أبتسامة ترهق العائلة بدلا من أن تدفء قلوبهم فى ليالى الشتاء، لم تمنحة بنت الألهه فرصة أخرى فى اللقاء، هل الفراق قدر لا يمكن الفكاك منه ومعنى أزلى للكون، لم يرتاح له بال ولم تجتمع الأسرة ،الموسيقى لم تعد تسرى عنه بل تألمة، لأنه رأى جميع معانى الكون فيها وهى غابت كأن لم يكن مقدر للفيلسوف أن يعرف حقيقة ما ترك من أجله كل شئ، أكانت لهذا الحد تجسد صورة للمعانى مكتملة، ترك بيته وأخذ يبحث ولم يجدها مطلقا، وكأن كل شئ كان أقترب من أن ينكشف، وكأن الأسرار تجسدت ثم غابت، عاد إلى بيته يعزف اللحن القديم ولكن هذا اللحن ناقص هذا اللحن به سر يريد أن يعرفة، هذا الولد كيف جاء يشبه أباه وأمه إلى هذا الحد وكيف هو إلى الأن يعشق زوجته، ما التضحيه، أكان الموت هو طريق أخر للمعرفة، أكان الموت طريق أخر للعشق، كانت الساعة الواحدة بعد منتصف الليل ،وصوت القطار يقترب،وقف أمام الموت لعله يعرف المعنى ويقابلها مرة أخرى وليكمل العزف !