يوم قررت أن أحبك ..
أذكر أنه كان السحر
أو ربما مخاض فجر جديد
وأنا أنظر إلى الأفق ساهما
أتقدم بخطو وئيد
على المرج الأخضر
أنتظر نهارا جديدا يلفني ضياؤه
أهفو لشمس تغزل لي وشاحا
أهديه إليك عندما أعلن عليك الحب
يوم قررت أن أحبك
أذكر أنني رسمت في مخيلتي وجها
لم أره قطا
ربما كان وجه يمامة أو حورية
أو زنبقة يحتضنها الغدير الحالم
أو عود خيزران يبلله ندى الفجر
رسمت وجهك وانطلقت في رحلة
لا أدري وجهتي منها
دليلي تغريد البلابل
وشدو العصافير
وهديل الحمام
وجهك كان هنا وهناك
كان جدولا يسري بين الصخور
وكان ربوة تعانق زخات المطر
وجهك كان يملأ الأفق
وهجا وألقا وبهاء
وكنت أهفو إليه
وأسلم جسدي للريح
كي تنثرني ذرات على محياك الجميل
أذكر أني كنت أبحث عن أجمل الورود
لأشكل منها ما يكلل هامتك
فلم أجد أجمل منك
ولا أبهى من محياك
كل شيء كان يحدثني عنك
عن قربك مني
حدثني النهر عن عينيك
و الشجر عن شفتيك
والغدير عن نحرك
وحدثني المطر عن أنك تعشقينه
فصرت أغار عليك منه
وأذرع الفيافي و القفار
مستسلما لزخاته
لأني أعلم أنك مثلي تسيرين
تحت شآبيبه .. مبللة الجسد
أذكر أن المطر قال لي أشياء
حدثني عن عاداتك
وعن نزواتك ..
عرفت منه كيف أنك لازلت طفلة
فصرت طفلا
وأخبرني أنك تأنسين بالليل
وتعشقين السحر
فكان لا بد لي أن أهيم بالليل
و أسهر حتى السحر
نبأني الليل أنك تناجينه طويلا
فغرت منه
لكني همت به عشقته
وأنك تهمسين للقمر
فلم أزل أرنو إليه حتى لمني نوره
و حفتني هالته
نبأني الليل أنك لازلت صبية
تتهادين بضفائرك
تنطين هنا وهناك على المروج
تداعبين الياسمين وزهر الأقحوان
تنطلقين مع إطلالة الشمس
وتحتجبين مع بزوغ القمر
همس لي السحر أنك الندى
وأنك عبق الليل الداجي
وأنك سر هذا الصمت البهي
لا أدري من أين أتيت
وكيف أتيت
كل ما أعلمه أنك هنا
اقتحمت علي خلوتي
كطيف .. كنور .. أو كفراشة
كنسمة في مساء صيف قائظ
وكان قلبي موصدا قد علاه الصدأ
ففتحته عنوة
واقتحمته رغما عنه ..
فأدركت أنك أهل للحب ..
وانك أنت الحب ..
فكان قراري الأخير ..
أن أعلن عليك الحب ..
وأن أحبك ..
تعليق