محتوى الإنشاء الشفوي والإنشاء التحريري والإملاء والنحو .. وتحقيق الأهداف ال

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • فريد البيدق
    عضو الملتقى
    • 31-10-2007
    • 801

    محتوى الإنشاء الشفوي والإنشاء التحريري والإملاء والنحو .. وتحقيق الأهداف ال

    محتوى الإنشاء الشفوي والإنشاء التحريري والإملاء والنحو .. وتحقيق الأهداف الوجدانية

    عندما تقرأ كتب المناهج وطرق التدريس تجد إجماعا على أن الأهداف المعرفية المتمثلة في التذكر والفهم والتطبيق والتحليل والتركيب والتقويم- أهداف قريبة المنال وسهلة التحقيق؛ لذا يحققها معظم المعلمين.
    وتجد إجماعا مضادا على أن الأهداف الوجدانية التي تتمثل في الاستقبال والاستجابة والتقدير أو التقييم والتنظيم والتخصيص- أهداف يصعب قياسها؛ لامتدادها؛ لذا يهملها المعلمون.
    هكذا تقول الكتب التي قرأتها كما لو أن بعضها ينقل عن بعض، ولم يحاول كتاب أن يوضح نقاطا على درب التسهيل، ولم يحاول مؤلف أن يُفهم المعلم حتى تُمحى تهمة التقصير عن المعلمين.
    لا يحاول أحد رسم خريطة تفاعل للعلاج، لا تجد إلا التشخيص فقط، وكأنه كل شيء!
    وبعيدا عن عالم الكتب التربوية التي تقتصر على ما سبق، ودخولا في التجربة التعليمية العملية- نجد المساحة لغرس الأهداف الوجدانية رحبة ومتسعة قبالة المعلم.
    كيف؟
    إن الأهداف الوجدانية تتصل بالقيم والأخلاق والاتجاهات التي يراد بثها وتثبيتها في نفوس التلاميذ، وتحاول الكتب المقررة أن تحتوي على مادة تفيد في تنفيذ ذلك، وتقتصر مهمة المعلم على توظيفها إن وظفها.
    لكن الأمر لا يقتصر على ذلك؛ فهذه نسبة ضئيلة لا تتسع للمعلم الذي يحب عمله ويحب بناء الإنسان، فماذا يفعل هذا المعلم لو أراد بناء طلابه نفسيا وخلقيا؟
    هو في فسحة من أمره.
    كيف؟
    إنه يعايش طلابه عاما دراسيا ممتدا، ويرى طبائعهم، ويعيش تعاملهم بعضهم مع بعض، ويدرك أوجه النقص والخلل؛ لذا فإن أمثلة دروس الإملاء والنحو وقطع الإملاء وموضوعات الإنشاء الشفوي وموضوعات الإنشاء التحريري- يمكنه من خلالها أن يعالج الأمراض الخلقية التي يراها في تلاميذه؛ فلو وجد أن بعضهم يزدري بعضا لتدني المستوى التحصيلي عالج ذلك، ولو وجد حالة خصام بيّن أن الخصام ضعف وليس قوة، وإذا وجد طلابا يتزينون بزينة ظاهرة مثل السلاسل وغيرها وضّح لهم من خلال المادة العلمية في أمثلة النحو الإملاء وقطعها وموضوعات الإنشاء الشفوي وموضوعات الإنشاء التحريري أن الزينة الظاهرة من خصائص النساء وهن مطالبات بألا يبدينها إلى لمن يحل له رؤيتها، وإذا رأى اعتداء جسديا من بعضهم على بعض بين أن القوة الحقيقية تكمن في التحكم في الغضب تحقيقا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه البخاري: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ إِنَّمَا الشَّدِيدُ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ).
    وليس الاستثمار العلاجي هو الاستثمار الوحيد، فهو استمثار سلبي على الرغم من أهميته، ويبقى الاستمثار الإيجابي المقتضي غرس القيم الطيبة غرسا ابتدائيا، والمواقف التعليمية داخل حجرة الصف كثيرة ومتنوعة وكافية المعلم لو اراد أن يبني نفوسا ويربي عقولا.
    هذه التقاويم تقاويم غير مباشرة تأتي في ثنايا تعليمه القواعد، فإذا أضيف التعليم المباشر الذي يأتي تعقيبا آنيا على الأفعال الخاطئة والذي يأتي في ثنايا الكتب التعليمية، وإذا استحضرنا الزمن الذي يمتد عاما دراسيا، وإذا استمر المعلم على ذلك.
    إذا اجتمع كل هذا فإن الوجدان سيتغير، ويثبت فيه ما يراد تثبيته، ويخرج منه ما يراد إخراجه، وتنتفي تهمة التقصير عن المعلمين، وتتغير كتب المناهج وطرق التدريس عند ذكر الأهداف الوجدانية ومستوياتها.
    إن الأمر لا يحتاج إلى إلى معلم يرى أنه يؤدي مهمة المهام؛ فهو ينشئ الطبيب والمهندس والمحامي وغير ذلك من وظائف المجتمع!
  • غسان إخلاصي
    أديب وكاتب
    • 01-07-2009
    • 3456

    #2
    أخي الكريم فريد المحترم
    مساء الخير
    شكرا لك على جهدك الواضح والقيم لخدمة اللغة العربية . اسمح لي :
    المفضّل في الألفاظ الأتية أن نقول :
    -الإنشاء ------------ التعبير ، فالتعبير أكثر دلالة على ما يفيض من مشاعر الكاتب .
    شفوي-------------- شفاهي ، لأن شفوي من ( شفة ) أما : شافه ----- مشافهة وشفاها( فاعل ) له مصدران قياسي وسماعي ( لأنه غدا رباعيا ، أي ثلاثي مزيد بحرف واحد ). .
    - تحريري -------- كتابي ، لأن تحريري من حرّر بمعنى خلصه من الرق والعبودية ( فعّل المصدر منه : تفعيل ) أما اختبار كتابي فهي أدق وأصحّ.
    شكرا لك.
    تحياتي وودي لك .
    (مِنْ أكبرِ مآسي الحياةِ أنْ يموتَ شيءٌ داخلَ الإنسانِِ وهو حَيّ )

    تعليق

    • محمد فهمي يوسف
      مستشار أدبي
      • 27-08-2008
      • 8100

      #3
      معك أخي غسان إخلاصي
      تحياتي لتعليقك اللغوي اللطيف
      وإن كان المعلمون قد تعودوا على تسمية ( الإنشاء ) أي إنشاء الكتابة عن موضوع ما
      من الطلاب بأنفسهم دون الاعتماد على غيرهم ( إنشاءً ) وهي من جهة الترادف المعنوي
      تساوي ( التعبير المكتوب )
      أما ما أشرت إليه فيدخل في باب البلاغة من حيث نسبة التحرير إلى الحرية والتحرر من الرق
      فكلاكما على صواب في الحديث عن محتوى الإنشاء أو الكتابة التعبيرية من حيث التخيل والمشاعر
      أما عن شفهي وشفوي فهما من جارحة ( الشفه ) من الفعل : شفا : الواوي الأصل وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها ) ( شفا جرف هارٍ ) وعند النسب إلى الشفة أضفنا ياء النسب المكسور ما قبلها ( شَفَهِيٌّ ) أو قلبت الألف في الفعل إلى أصلها الواوي فقلنا :
      شفوي ، أو زدنا واوا مكسورة بعد ألف الفعل فقلنا ( شفاوي )
      أما ( شافه ) فتقول المعاجم :
      وشافَهَه أَدْنَى شَفتَه مِنْ شَفته فكَلَّمَه، وكلَّمه مُشافَهةً، جاؤوا بالمصدر على غير فِعْله وليس في كل شيء قيل مثلُ هذا
      وهذا قول سيبويه.
      الجوهري:
      المُشافَهةُ المُخاطَبةُ مِنْ فيك إلى فيه.
      فكيف يكون الفعل ( الثلاثي شفا ) رباعيا على وزن ( فاعل ) ؟ كما ذكرت أستاذ غسان
      أي بإضافة ألف زائدة بعد الحرف الأول : ش ا فا ؟


      تحياتي لكما

      تعليق

      • فريد البيدق
        عضو الملتقى
        • 31-10-2007
        • 801

        #4
        بوركت أخي الكريم الأستاذ غسان،
        وشكر الله تعالى للأستاذ الجليل الأستاذ محمد طيب رده وعمق جوابه!
        التعديل الأخير تم بواسطة فريد البيدق; الساعة 25-04-2013, 07:34.

        تعليق

        يعمل...
        X