صناعة الابداع في الأدب والثقافة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • الشربيني المهندس
    أديب وكاتب
    • 22-01-2009
    • 436

    صناعة الابداع في الأدب والثقافة

    هل ما زال للنخبة دور في قيادة المجتمع ..
    وهل هم المثقفون أم الحكام أم أصحاب الأعمال ..
    والسؤال هل يستطيع الحكام وأصحاب الأعمال صناعة الثقافة والأدب وهل انتهي دور الإبداع .. اسئلة تراود الخاطر .. وهل أصبح الأدب صناعة أكثر منه إبداعا .. سؤال يطرح نفسه مع الشعور بالانبهار المعرفي ووضوح الأزمة الثقافية وتراجع دورها في المجتمع .. رغم غزو الفضائيات وإمكانياتها ووسائط الشبكة العنكبوتية المتعددة لعالمنا المعاصر فما زال للكتاب الورقي مكانته المعرفية والثقافية لدي القراء وللحدوته رونقها طالما يملك الأدب استشراف المستقبل وقراءة الماضي وقدر من الخيال ..
    تراجع الشعر له حيثياته لكن ظهرت الرواية الالكترونية وربما ساعدت السينما والتلفاز علي تربع الرواية علي عرش الأدب بل وأصبحت الروايات او المسلسلات فنا قائما بذاته ..
    وبين التأثير الاجتماعي والانتشار التجاري تأتي ظاهرة النقد الأدبي ومثلث المؤلف والنص والقارئ ومن ثم ثنائية الشخص والنقد وعدم رضا المبدع عن النقد واتهامه بالتقصير في متابعة التراكم النوعي للروايات وتنوعها بين الذاتي والتاريخي والواقعي والخيالي وغيرها بينما يركز النقد علي ضعف النصوص أو ما يسمي دعائية الفن وتقريريته والمباشرة واختلاط مفهوم حرية التجريب مع الحداثة وإفلاس البعض فتتمحور كتاباتهم حول الجسد أو تضعف كتاباتهم بتأثير طغيان هموم الإنسان وتضخم الحديث عن الذات والاستغراق في عبثية الحياة كلها عناصر مؤثرة في تراجع التسويق وانتشار الأدب ..
    وان كان لكل روائي الحق في تكوين عالمه الخاص وهو يتحمل مسئولية كتاباته والفنان يكتب قصة عندما يريد التعبير عن فكرة دون أن يجدف في فراغ أو أن يتحول إلي داعية
    ..ويري النقاد أيضا عدم الاهتمام باللغة كما يقول النقاد مع عدم وجود مناهج نقدية عربية في المقدمة ثم ظاهرة تدني مستويات التلقي والقراءة لتمثل أزمة ثقافية في عالمنا العربي مع ملاحظة انخفاض متوسط الدخول وانتشار الأمية فضلا عن أننا نستورد الورق وأحبار الطباعة متقلبة الأسعار مع محظورات نقل الكتاب بين الدول العربية والسياسة الرقابية وقلة المعارض وحظر موضوعات التابو المعروفة .. وتتعدد المحاولات للتغلب علي أزمة النشر .. وهنا ما زالت تجربة الجماعات الأدبية المصرية للنشر الخاص علي حساب الكاتب في بداياتها كما أن كلاسيكية الصالونات الأدبية تقلل من دورها فضلا عن انحسار دور الجامعات في مواكبة التطور الأدبي بصورة فاعلة ..
    وبعيدا عن لغة الأرقام التي تحتاج للأمانة والدقة وجدلية حيادية الكاتب أو انحيازه فالإنسان روائي بالسليقة ونبحث مع آليات النشر ودور النشر الحكومية والخاصة وكلها تعمل وفق حسابات تجارية تشمل الدعم المرتبط بسياسات خاصة وتمثل مكتبة الأسرة تجربة مميزة .. ويمتاز الغرب بظاهرة تكليف مؤلف او جماعة لتأليف كتاب أو أكثر عن ظاهرة أو قضية والتسويق اللازم لها .. كما توجد حوالي 26 جائزة للسرديات فقط وتصل الي 70 جائزة للابداع والنقد في الولايات المتحدة ..
    ومع شيوع النشر بمبادرة من المؤلف ومسئولية الناشر في عالمنا العربي نبدأ بعرض أسباب الانتشار للكتاب والتي تتضمن جاذبية الموضوع وشهرة الكاتب وشكل الغلاف والسعر وتأتي الموضوعات الدينية والسياسية في المقدمة وأيضا كتب التراث والروايات الشهيرة والبوليسيه وتأتي الكتب العلمية والتراجم في ذيل القائمة .. وتوضح الدراسات ان السعر ليس هو الفيصل فالفقراء لا يتوقفون عن الشراء في الحدود المعقولة
    ..وتأتي المشاكل بداية من شهرة المؤلف وإمكانية التزوير المنتشرة في البلاد العربية مع الافتقار للجزاءات الرادعة للناشرين فضلا عن مشكلة حقوق الملكية الفكرية المتعثرة للمعاجم والمراجع العلمية والروايات الشهيرة مثلا . ويأتي تحول الصفحات الثقافية بوسائل الإعلام المختلفة لحساب الشلل الأدبية والتحزب مع ضمور الصفحات الأدبية لتتقدم الاقصوصة مع احتكار الأدباء الكبار للمشهد خاصة في مجال الجوائز الكبيرة في عالم يمثل الشباب فيه الغالبية مع التغيرات الكبيرة في طريقة التفكير واتساع الهوة بين القديم والجديد وليمثل كل ذلك دوره مع أزمة الإعلان كأحد وسائل التسويق وقلة المعارض وهي السوق الفعلية للتوزيع وكيفية دعم النشر لتبدو المشكلة أكثر قتامة خاصة مع الكتابة من خلال الأزمة والترميز المبالغ فيه والذي يفقدها الكثير من الرونق والصدق الفني وأصابع الاتهام لجائزة كبري مثل البوكر بتسييس الأعمال أو كيفية كسب لعبة الثقافة .. لكن الأمل في نضج الأجيال الجديدة والكتابة بروح المغامر وكيف يشتبك الروائي بالتاريخي والاجتماعي والعلمي وتواصل الخيوط مع التراث ..الدعوة إلي تحرير العقول هي الحل .
  • أمنية نعيم
    عضو أساسي
    • 03-03-2011
    • 5791

    #2
    الأديب الكريم الشربيني
    بدأت بسؤال " هل ما زال للنخبة دور في قيادة المجتمع
    ثم تسائلت من هم النخبة ...هل هم
    المثقفون
    الحكام
    أم رجال الأعمال
    ثم أردفت بسؤال آخر
    هل يستطيع الحكام ورجال الأعمال صناعة الثقافة
    وهل انتهى زمن الإبداع كان هذا آخر سؤال
    ومن طبيعة الحياة الثقافية والأدبية في بلدي الأردن
    أجد ان الإبداع ما يزال قائم وذو أبواب واسعة ومنطلقات عدة كان ما ميزها في السنوات الأخيرة تعامل كثير من الأدباء والمثقفين مع الفضاء الرحب للفيس بوك وزيادة الحركة المسرحية في حيز واسع من حرية الرأي والتعبير
    وانتشرت ظاهرة ما يسمى ب مسرح الشارع
    أما بالنسبة للكتاب فقد كانت مبادرة مكتبة في كل بيت
    بطباعة أمهات الكتب والمراجع والقصص والدواوين وبيعها بسعر رمزي جداً
    من قبل الحكومة لها كبير الأثر في نشر الكتاب المطبع
    أما هل يستطيع الحكام ورجال الأعمال على صناعة الثقافة
    فأظن نعم أستاذي ففتح الباب للتعبير الحر وصرف المبالغ على إنتاج كتب ذات قيمة وبيعها بأسعار زهيدة من شأنه رفع سوية المواطن الثقافية والأدبية وبالتالي صناعة جيل من الأدباء الأكفاء والذي بدوره يقودنا لصناعة الثقافة الحرة المسؤولة
    وأخيراً سيدي الجليل ...ما تزال النخبة من الحكام والمثقفين ورجال الأعمال قادرة على قيادة المجتمع
    إن قامت بالتكاتف لهدف واحد ...رفع سوية البلد بما يحقق الخير للجميع ...
    أتمنى أن أكون شاركت في موضوعك بما يليق أستاذنا
    لك كل الاحترام والتقدير .
    [SIGPIC][/SIGPIC]

    تعليق

    • أبوقصي الشافعي
      رئيس ملتقى الخاطرة
      • 13-06-2011
      • 34905

      #3
      مقال رائع جدا أستاذي الكريم
      ينم عن فكر راقي
      و ضمير حي
      تشرفت كثيرا بقراءة هذا
      البهاء اللغوي السامي

      ولكن هي ليست خاطرة سيدي
      لذا سأنقلها لمكانها المناسب
      مودتي و تحية تليق



      كم روضت لوعدها الربما
      كلما شروقٌ بخدها ارتمى
      كم أحلت المساء لكحلها
      و أقمت بشامتها للبين مأتما
      كم كفرت بفجرٍ لا يستهلها
      و تقاسمنا سوياً ذات العمى



      https://www.facebook.com/mrmfq

      تعليق

      يعمل...
      X