[align=justify]ولدي الوحيد .. يا كل ما عندي ولي، جاءت تعربد في السما معها الخبر... ريح .. ونبأ يزلزل من كياني ما استقر... قالوا مريض.. ولدي الوحيد... وأنا قريبٌ بيد أني كالبعيد... في الكون أحيا شاردًا.. لا والدا ولا وليد.... واليوم ماذا قد جرى لابني الوحيد؟

أرجوك لا ترحل.. فقد رحلت عني مرة... في ذلك الماضي البعيد... يوما أفقت بغرفتي لأرى ازدحام.... كلهن يرتدين سوادا... غمغمات باكيات وكلام لست أفهم ذا الكلام.... تقول واحدة ليس يفهم ليس يعي... ورأيت أدمعها فسالت أدمعي... ظنن أني قد فهمت... لم أدر ما الذي صار معي. .. وصرختُ أماه فأتت في مخدعي.... ضمتني خالطت دموعها أدمعي... سألتها من هن؟ وما حدث؟ نظرت وقالت قد ذهب.... ظلي الذي ظللته ورعيته وحملته لاعبته... أسميته وهو الجنين هيثما... ودعوته ظلي فلا أذهب الا إن ذهب.. لا أصعد أو أهبط دونه... ولا أركب إلا إن ركب.... أخي دمي وظلي هيثمي... ذهب؟ أين ذهب؟ كيف ذهب؟ لماذا ذهب؟ قولي يا أماه.... قولي... تكلمي... أين أضعتم هيثمي؟

وعشت عامان بين العزلة والحرمان... عجز الصديق معي وعجزت أختاي والأبوان... ودرت كما دارت بي الأيام... وعدت ثانية .. إلي من لحمي ومن دمي... يا هيثمي يا آدمي... ورأيت في خطوك المهتز خطوه... وشَعرك الهفهاف شَعرَه... ولعبنا كما لعبتُ معه.... ورجعتُ طفلاً من جديد.... نجري ونركض... ندنوا ونبعد... نقوم ونرقد... نضحك نلهو نسعد... حتى جاء الدور علينا... لدغتنا نفس العنكب.....

لا ترحل... فغدًا سيكون الأجمل.... لا ترحل... بدونك عيني تسمل... من أجلك أنت أعيش ... إن ترحل فبموتي تعجل...


[/align]