العنوان
شحاد
النص
لله يا محسنين ...... حسنة قليلة تمنع بلاوي كثيرة
أعطاهُ محسن كتاباً و نصف دينار.
بكل ذهول و أسى و ندم قلب الكتاب بين يديه .
هذا الذي باع ما فوقه و تحته لينشرهُ ... ديوانه الذي سماه سأعيش عزيزاً
قصة ساخرة قصيرة جدا
شحاد
\\
هكذا كان العنوان الذي حمل في طياته مهانة لشخص ما أثارت في النفس ثقلا و ضيقا و تساؤلا لا سبيل لإستجلاء أمره إلا بقراءة النص الذي حملنا إلى قفزات مشهدية متتابعة بدأت من لحظة النهاية ثم ارتدت إلى الماضي ووقفت عند خاتمة شبيهة باسدال الستارعلى وجه الكاتب و هو يبتسم في سخرية لاذعة ترتجف لها نفوس المشاهدين
\\
المشهد الأول : شخص يتسول في الطريق ... و لا نعلم بعد عن أمره شيئا
المشهد الثاني : يقترب منه أحد المحسنين فيعطيه كتابا و نصف دينار .. أما النصف دينار فهو هذا المبلغ الضئيل الذي يستطيع أن يشتري به أقل ما يمكن أن يقتات به شيئا ليأكله . و هو دلالة على الحالة التعسة التي يعيشها هذا المتسول
و يشد انتباهنا إلى أن المحسن لم يكتف بإعطاء المتسول نصف دينار بل أعطاه كتابا و هو دليل على أنه كتابا ليس له أهمية أو أن المحسن لا يراه ذات قيمة و من ثم استغنى عنه بكل سهولة
أو أن الكاتب أقحمه في النص ليصل بنا إلى الهدف الذي يريده من القصة فليس من العادة أن يكون الكتاب أداة إحسان و برّ يدفعها المحسن للمتسول .. فصاحب المعدة الخاوية ليس لديه رفاهية القراءة
المشهد الثاني : يتفرّس المتسوّل في الكتاب ليقع في صدمة تهز كيانه و تجعله يشعر بندم و غصة في قلبه.. فهذا نفسه الكتاب الذي وضعه على قائمة المتسولين بعد أن أنفق عليه كل ما يملك في سبيل أن يخرج للنور و هو يظن أنه كتابا ذا قيمة و سيرتفع بي إلى مصاف الكتّاب الذين خلدتهم كتبهم و جعلتهم ذائعي الصيت و الشهرة
المشهد الثالث : ابتسامة نلمحها على وجه المتسول تعبر عن المفارقة الساخرة المبكية حتى الضحك أو المضحكة حد البكاء حين يعيد قراءة أسم الكتاب ( سأعيش عزيزا ) و قد ظن الكاتب أن كتابه هذا حين ينشر و يخرج إلى النور سيكون سببا في عزته و فخره ؟
و قد أشار في سياق النص إلى أن الكتاب ما هو إلا ديوان
إذن نحن أمام شاعر سقط بحلمه إلى قاع لم يكن يتخيل أنه سيقع فيه
\\
أيا ما كان الأمر فالقصة القصيرة جدا و الساخرة حد الوجع تعبر عن قضية كبرى تمثل المعاناة التي يعيشها الكاتب عموما و الذي يكون كل حلمه أن يطبع كتابا للنشر و ينفق في سبيل ذلك كل مدخراته التي كان يحرص عليها في سبيل أن يخرج حلمه للنور فإذا به يصطدم بالواقع المرير و بصخرة الحقيقة المرّة التي تكشف له أن بعض الأفكار ليس لها قيمة أو أنه عاش خدعة كبرى من خلال هذا الحلم الكبير الذي احتضنه في ذاكرته و قلبه و روحه لتفترسه الحقيقة بكل قسوة و توقع به في شرك الندم و الفقر
و قد يكون التسوّل إشارة رمزية إلى مقدار ما عاناه الكاتب في سبيل نشر كتابه ليقع في مصيدة حلم لا يعيش إلا داخله .. فهو أما شخص مفلس فكريا و أدبيا و بضاعته مزجاة أو أن العالم هو المفلس عن استيعاب ما في كتابه من قيمة أدبية و فكرية
النص حمل رؤية فجرها الكاتب من خلال فكرة درامية عالجها من خلال قصته التي حملت مشاهد متعددة في لقطات قصيرة جدا و قد تجسد أمامنا البطل أو الشحاد و هو ينتقل من حال إلى حال دون إغفال العامل النفسي له من لحظات الألم للندم للحزن للدهشة للسخرية في قفلة محكمة تجلت فيها السخرية بكل مرارتها
شكرا للمبدع محمد مزكتلي
كل التقدير و الاحترام له
شحاد
النص
لله يا محسنين ...... حسنة قليلة تمنع بلاوي كثيرة
أعطاهُ محسن كتاباً و نصف دينار.
بكل ذهول و أسى و ندم قلب الكتاب بين يديه .
هذا الذي باع ما فوقه و تحته لينشرهُ ... ديوانه الذي سماه سأعيش عزيزاً
قصة ساخرة قصيرة جدا
شحاد
\\
هكذا كان العنوان الذي حمل في طياته مهانة لشخص ما أثارت في النفس ثقلا و ضيقا و تساؤلا لا سبيل لإستجلاء أمره إلا بقراءة النص الذي حملنا إلى قفزات مشهدية متتابعة بدأت من لحظة النهاية ثم ارتدت إلى الماضي ووقفت عند خاتمة شبيهة باسدال الستارعلى وجه الكاتب و هو يبتسم في سخرية لاذعة ترتجف لها نفوس المشاهدين
\\
المشهد الأول : شخص يتسول في الطريق ... و لا نعلم بعد عن أمره شيئا
المشهد الثاني : يقترب منه أحد المحسنين فيعطيه كتابا و نصف دينار .. أما النصف دينار فهو هذا المبلغ الضئيل الذي يستطيع أن يشتري به أقل ما يمكن أن يقتات به شيئا ليأكله . و هو دلالة على الحالة التعسة التي يعيشها هذا المتسول
و يشد انتباهنا إلى أن المحسن لم يكتف بإعطاء المتسول نصف دينار بل أعطاه كتابا و هو دليل على أنه كتابا ليس له أهمية أو أن المحسن لا يراه ذات قيمة و من ثم استغنى عنه بكل سهولة
أو أن الكاتب أقحمه في النص ليصل بنا إلى الهدف الذي يريده من القصة فليس من العادة أن يكون الكتاب أداة إحسان و برّ يدفعها المحسن للمتسول .. فصاحب المعدة الخاوية ليس لديه رفاهية القراءة
المشهد الثاني : يتفرّس المتسوّل في الكتاب ليقع في صدمة تهز كيانه و تجعله يشعر بندم و غصة في قلبه.. فهذا نفسه الكتاب الذي وضعه على قائمة المتسولين بعد أن أنفق عليه كل ما يملك في سبيل أن يخرج للنور و هو يظن أنه كتابا ذا قيمة و سيرتفع بي إلى مصاف الكتّاب الذين خلدتهم كتبهم و جعلتهم ذائعي الصيت و الشهرة
المشهد الثالث : ابتسامة نلمحها على وجه المتسول تعبر عن المفارقة الساخرة المبكية حتى الضحك أو المضحكة حد البكاء حين يعيد قراءة أسم الكتاب ( سأعيش عزيزا ) و قد ظن الكاتب أن كتابه هذا حين ينشر و يخرج إلى النور سيكون سببا في عزته و فخره ؟
و قد أشار في سياق النص إلى أن الكتاب ما هو إلا ديوان
إذن نحن أمام شاعر سقط بحلمه إلى قاع لم يكن يتخيل أنه سيقع فيه
\\
أيا ما كان الأمر فالقصة القصيرة جدا و الساخرة حد الوجع تعبر عن قضية كبرى تمثل المعاناة التي يعيشها الكاتب عموما و الذي يكون كل حلمه أن يطبع كتابا للنشر و ينفق في سبيل ذلك كل مدخراته التي كان يحرص عليها في سبيل أن يخرج حلمه للنور فإذا به يصطدم بالواقع المرير و بصخرة الحقيقة المرّة التي تكشف له أن بعض الأفكار ليس لها قيمة أو أنه عاش خدعة كبرى من خلال هذا الحلم الكبير الذي احتضنه في ذاكرته و قلبه و روحه لتفترسه الحقيقة بكل قسوة و توقع به في شرك الندم و الفقر
و قد يكون التسوّل إشارة رمزية إلى مقدار ما عاناه الكاتب في سبيل نشر كتابه ليقع في مصيدة حلم لا يعيش إلا داخله .. فهو أما شخص مفلس فكريا و أدبيا و بضاعته مزجاة أو أن العالم هو المفلس عن استيعاب ما في كتابه من قيمة أدبية و فكرية
النص حمل رؤية فجرها الكاتب من خلال فكرة درامية عالجها من خلال قصته التي حملت مشاهد متعددة في لقطات قصيرة جدا و قد تجسد أمامنا البطل أو الشحاد و هو ينتقل من حال إلى حال دون إغفال العامل النفسي له من لحظات الألم للندم للحزن للدهشة للسخرية في قفلة محكمة تجلت فيها السخرية بكل مرارتها
شكرا للمبدع محمد مزكتلي
كل التقدير و الاحترام له
تعليق