سيدي الرئيس و بعد أن تمكن مني الوهن و اشتعل الرأس شيبا و أوشكت أن أروح في طيس و بيس ، و ينتهي عمري الافتراضي و مدة صلاحيتي المحددة في بطاقة هويتي العربية ، و ينبت فوق رأسي الفول و العدس و البدنجان الأسود، قررت أن أكتب لك رسالة من تحت الماء ، فربما تصلك و أنا أغرق أغرق ، فقارئة الفنجان أخبرتني يا سيدي أن طريقي مسدود مسدود و مغلوق بالضبة و المسمار، بعد أن رحت أفتش عنها في كل مكان ، و سألت عنها في السبار ماركت و في العم الجوجل و حتى عند عبد الرحمان العطار أبو السبع بنات ، لا تعتقد يا سيدي الرئيس و لا يجي في بالك أنني أفتش عن مُزة ، فللموز أشكال كثيرة ، و أنا شكلي المفضل عريض المنكعين لكي أصل إلى البالكونة العشرة من غير أن أمر على طابور العيش أبو جنيه .
افرض مثلا مثلا أنني خاصمت كرامتي يوم ، و ذهبت إلى كوريا الشمالية و تزوجت من كورية نص متر ، فهل تعتقد أنني سأتمكن من السير معها و أنا الطويل ابن الطويل المتنيل على عين أمو ، و هل بنات بلدي سيعتقون رقبتي عندما أمر عليهن أتبختر و الكورية البرنسيسة تشد على كتفي و تطرطق في العلك، سيدي الرئيس أنا قصدت الشمال لأنني من صغري أكره الجنوب إلا كوريا الجنوبية ، ففي الجنوب إلا الرمال و ضيق الخاطر و الحرارة التي تجعلك تطبخ على صفيح ، فقد تعلمنا من خطبك مقولة ) للشمال نسير من الكبير حتى الذي يحبو على الحسير ( .
سيدي الرئيس لماذا لا تنفيني إلى الشمال ، حتما سأنقص عليك رغيف عيش في اليوم و ملعقة سكر و كأس زيت و حبة بنذورة ، و الكثير من الهواء ، و نص شبر في الميكروباص .
أقسم لك أنني لن أعترض على نفيك هذا ، و لن أعتصم في ساحة الهش هش ، فأنا منذ زمن أتوق لتغيير جلدي .
أعرف أن هناك من سيمزق رسالتي قبل أن تصلك سيدي الرئيس ، لكنني سأقول للذي سيمزق هذه الرسالة : ربنا على المفتري يا شيخ ، و الله يمزق صحفك كما مزقت رسالتي ، و ليك يوم يا ظالم ، و إن الله يمهل و لا يهمل .
تعليق