أخبار وطرائف من سير الشعراء والأدباء : أبو سليمان حمد الخطـّابيّ

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • الدكتور مروان
    أديب وكاتب
    • 09-01-2008
    • 301

    أخبار وطرائف من سير الشعراء والأدباء : أبو سليمان حمد الخطـّابيّ


    من سير الشعراء والأدباء والكتاب :
    أحمد بن يوسف الكاتب ( 000 - 213 ه‍ = 000 - 828 م )


    أحمد بن يوسف بن القاسم بن صبيح العجلي بالولاء ، المعروف بالكاتب : وزير من كبار الكتاب . من أهل الكوفة . ولي ديوان الرسائل للمأمون ، واستوزره بعد أحمد بن أبي خالد الاحول ، وتوفي ببغداد . وكان فصيحا ، قوي البديهة ، يقول الشعر الجيد ، له ( رسائل ) مدونة .

    وهو صاحب البيت المشهور :

    [poem=font="Simplified Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/4.gif" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
    إذا ضاق صدر المرء عن سر نفسه = فصدر الذي يستودع السر أضيق[/poem]

    ( 1 ) *
    ===========

    ( هامش 1 ) * ( 1 ) تاريخ بغداد 5 : 216 والوزراء والكتاب 304 ومعجم الادباء 2 : 160 والبداية والنهاية 10 : 269 والنجوم الزاهرة 2 : 206 وأمراء البيان 1 : 218 - 243 وفهرست ابن النديم : الفن الثاني من المقالة الثالثة .

    وجاءت أخباره في :
    مختصر تاريخ دمشق ؛ لابن منظور :

    (( أحمد بن يوسف بن القاسم بن صبيح
    أبو جعفر الكاتب أصله من الكوفة.
    ولي ديوان الرسائل للمأمون.
    يقال: إنه من بني عجل، وكان له أخ يقال له القاسم بن يوسف كان شاعراً كاتباً، وهما وأولادهما جميعاً أهل أدب وطلب للشعر والبلاغة.

    قال أحمد بن يوسف الكاتب:
    رآني عبد الحميد بن يحيى أكتب خطاً رديئاً، فقال لي:
    إن أردت أن يجود خطك فأطل جلفتك وأسمنها، وحرف قطتك وأيمنها ثم قال: (من الطويل)


    [poem=font="Simplified Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/16.gif" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
    إذا جرح الكتاب كان قسيهم = دوايا وأقلام الدوي لهم نبلا [/poem]

    والجلفة: فتحة رأس القلم.

    قال رجل لأحمد بن يوسف كاتب المأمون:
    والله ما أدري أيك أحسن: أما وليه من خلقك أم ما وليته من أخلاقك? ومن شعر أحمد بن يوسف: (من البسيط)


    [poem=font="Simplified Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/23.gif" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
    يزين الشعر أفـواهـاً إذا نـطـقـت = بالشعـر يومـاً وقـد يزري بـأفـواه
    قد يرزق المرء لا من حسن حـيلـتـه = ويصرف الرزق عن ذي الحيلة الداهي
    ما مسني من غـنـى يومـاً ولا عـدمٍ = إلا وقولي عـلـيه: الـحـمـد لـلـه [/poem]

    ومن شعر أحمد بن يوسف أيضاً: (من الطويل)

    [poem=font="Simplified Arabic,6,white,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/22.gif" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
    إذا قلت في شيء نعم فأتـمـه = فإن نعم دين على الحر واجب
    وإلا فقل: لا، واسترح وأرح بها = لئلا يقول الناس إنـك كـاذب [/poem]

    ومن شعره في إفشاء السر: (من الطويل)

    [poem=font="Simplified Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/25.gif" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
    إذا المرء أفشى سره بـلـسـانـه = ولام عليه غيره فـهـو أحـمـق
    إذا ضاق صدر المرء عن سر نفسه = فصدر الذي استودعته السر أضيق [/poem]

    كان لأحمد بن يوسف جاريةٌ مغنيةٌ شاعرةٌ يقال لها: نسيم، وكان لها من قلبه مكان، فقالت وقد غضب عليها: (من الطويل)

    [poem=font="Simplified Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/25.gif" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
    غضبت بلا جرمٍ علي تـجـرمـاً = وأنت الذي تجفو وتهفو وتـغـدر
    سطوت بعز الملك في نفس خاضعٍ = ولولا خضوع الرق ما كنت أصبر
    فإن تتأمل ما فعلت تـقـم بـه ال = معاذير أو تظلم فـإنـك تـقـدر [/poem]

    فرضي عنها، واعتذر إليها، وقالت ترثيه: (من البسيط)

    [poem=font="Simplified Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/44.gif" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
    نفسي فداؤك لو بالناس كلهـم = ما بي عليك تمنوا أنهم ماتـوا
    وللورى موتةٌ في الدهر واحدةٌ = ولي من الهم والأحزان موتات [/poem]

    ومن شعره: (مجزوء الكامل)

    [poem=font="Simplified Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/27.gif" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
    قلبي يحـبـك يا مـنـى = قلبي ويبغض من يحبـك
    لأكون فـرداً فـي هـوا = ك فليت شعري كيف قلبك [/poem]


    كان أحمد بن يوسف من أفاضل كتاب المأمون، وأذكاهم، وأفطنهم، وأجمعهم للمجالس، وكان جيد الكلام، فصيح اللسان، حسن اللفظ، مليح الخط. يقول الشعر في الغزل، والمديح، والهجاء.


    أشرف أحمد بن يوسف وهو في الموت على بستان له على شاطىء دجلة فجعل يتأمله؛ ويتأمل دجلة، ثم تنفس وقال متمثلاً: من البسيط

    [poem=font="Simplified Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/45.gif" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
    ما أطيب العيش لولا موت صاحبه = ففيه ما شئت من عيبٍ لعـائبـه[/poem]

    فما أنزلوه حتى مات.
    ومات في سنة ثلاث عشرة. وقيل: أربع عشرة ومئتين.

    وهو في سخطةٍ من المأمون.


    للحديث بقية >>
    يتبع ـ بمشيئة الله ـ
  • عبدالرؤوف النويهى
    أديب وكاتب
    • 12-10-2007
    • 2218

    #2
    قلبي يحبـك يـا منـى ***قلبي ويبغض من يحبـك
    لأكون فـرداً فـي هـوا***ك فليت شعري كيف قلبك



    الله

    زدنا من كنوز التراث ومتعة العقول.

    تقديرى واحترامى .
    أستاذنا الدكتور مروان

    تعليق

    • الدكتور مروان
      أديب وكاتب
      • 09-01-2008
      • 301

      #3
      [align=center]وبما أنني أحفظ هذين البيتين :

      [poem=font="Simplified Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/13.gif" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
      إذا قلتَ في شيئٍ "نعم" ؛ فأَتِمَّهُ = فإنّ "نعم" دَينٌ على الحُرِّ واجِبُ
      وإلاّ فقُل "لا" ؛ واسْتَرِح وأَرِح بها = لكيلا يقولَ الناسُ إنكَ كاذِبُ[/poem]

      فقد رجعت إلى مصادري ومراجعي ، ووجدت في حماسة البحتريّ أن هذين البيتين لشاعر اسمه :
      هرم بن غنـّام السلوليّ !!


      ووجدتهما أيضا في ديوان أبي الأسود الدؤليّ ، من قصيدة في تسعة أبيات ، وهي :

      [poem=font="Simplified Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/25.gif" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
      وعدد من الرحمان فضلا ونعمة = عليك إذا ماجاء للخير طالب
      وأن أمرا لايرتجى الخير عنده = يكن هيناً ثقلاً على من يصاحب
      أرى دولاً هذا الزمان بأهله = وبينهم فيه تكون النوائب
      فلا تمنعن ذا حاجة جاء طالباً = فإنك لاتدري متى أنت راغب
      وإن قلت في شيء (نعم) ؛ فأتمه = فإن نعم دين على الحرّ واجب
      وإلا فقل: (لا) ؛ واسترح وأرح بها = لكيلا يقول الناس: إنك كاذب
      إذا كنت تبغي شيمة غير شيمة = جبلت عليها لم تطعك الضرائب
      تخلق أحيانا إذا ما أردتها = وخلقك من دون التخلق غالب
      رَأَيتُ التِوا هَذا الزَمانِ بِأَهلِهِ = وَبينَهُمُ فيهِ تَكونُ النَوائِبُ[/poem]


      فهل توهم البحتري في نسبتهما لهذا الرجل :
      (هرم بن غنـّام السلولي) ؛

      الذي لم أجد له ذكرا في أيّ كتاب آخر !!!
      [/align]

      تعليق

      • الدكتور مروان
        أديب وكاتب
        • 09-01-2008
        • 301

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة عبدالرؤوف النويهى مشاهدة المشاركة
        قلبي يحبـك يـا منـى ***قلبي ويبغض من يحبـك
        لأكون فـرداً فـي هـوا***ك فليت شعري كيف قلبك



        الله

        زدنا من كنوز التراث ومتعة العقول.

        تقديرى واحترامى .
        أستاذنا الدكتور مروان

        [align=center]شكرا لك أخي الحبيب الأديب عبدالرؤوف النويهي
        مرورك العطر الكريم
        دمت بودٍّ
        [/align]

        تعليق

        • الدكتور مروان
          أديب وكاتب
          • 09-01-2008
          • 301

          #5
          [align=center]ومما أحفظه أيضا في معنى هذين البيتين قول الشاعر دِعامة بن زيد الطائيّ :[/align]

          [poem=font="Simplified Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/35.gif" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
          ولا تفشينْ سرّا إلى ذي نميمة = فذاك إذ ًا ذنـْبٌ برأسك يُعصبُ
          إذا ما جعلت السرَّ عند مضيـِّع = فإنك ممن ضيـَّع السرّ أذنبُ[/poem]

          تعليق

          • الدكتور مروان
            أديب وكاتب
            • 09-01-2008
            • 301

            #6
            [align=center]ورأيت في كتاب :
            الكامل في اللغة والأدب ؛ للمبرّد ،
            والمحاسن والأضداد ؛ للجاحظ ،
            والمحاسن والمساوئ ؛ لإبراهيم البيهقيّ :

            أبياتا للعتبي ، ورد فيها إشارة إلى ما هو مذكور في بيتي أحمد بن يوسف الكاتب ،
            وها هي ذي :


            [poem= font="Simplified Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/23.gif" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
            ولي صاحب سري المكتم عـنـده = محاريق نيران بـلـيل تـحـرق
            غدوت على أسراره فكسـوتـهـا = ثياباً من الكتمان مـا تـتـخـرق
            فمن كانت الأسرار تطفو بصـدره = فأسرار صدري بالأحاديث تغـرق
            فلا تودعن الدهر سرك أحـمـقـاً = فإنك إن أودعته مـنـه أحـمـق
            وحسبك في ستر الأحاديث واعظـاً = من القول ما قال الأديب الموفـق
            إذا ضاق صدر المرء عن سر نفسه = فصدر الذي يستودع السر أضـيق [/poem]

            وللعلم :
            فإن العتبيّ توفي سنة 427 هـ ؛ أي بعد وفاة أحمد بن يوسف الكاتب بأكثر من مئتي سنة ؛ ولهذا يمكن أن يقال :

            إنه اقتبس بيت أحمد بن يوسف الكاتب .
            وأشار إليه ، بقوله :
            الأديب الموفق !!

            والله أعلم
            [/align]
            التعديل الأخير تم بواسطة الدكتور مروان; الساعة 01-06-2008, 02:47.

            تعليق

            • د. وسام البكري
              أديب وكاتب
              • 21-03-2008
              • 2866

              #7
              [align=justify]اختيار بديع وموفّق، والأجمل اختيارك الرائع للأبيات الذي ينمّ عن ذائقة شعرية
              أفدتنا والله د. مروان، وننتظر المزيد من روائع موضوعاتكم.
              ودمت بخير
              [/align]
              د. وسام البكري

              تعليق

              • الدكتور مروان
                أديب وكاتب
                • 09-01-2008
                • 301

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة د. وسام البكري مشاهدة المشاركة
                [align=justify]اختيار بديع وموفّق، والأجمل اختيارك الرائع للأبيات الذي ينمّ عن ذائقة شعرية
                أفدتنا والله د. مروان، وننتظر المزيد من روائع موضوعاتكم.
                ودمت بخير
                [/align]

                شكرا لك أخي الحبيب الغالي د. وسام البكري
                وهذا من حسن ذوقك
                بارك الله فيك
                وأحسن إليك
                وجزاك الله خيرا

                تعليق

                • الدكتور مروان
                  أديب وكاتب
                  • 09-01-2008
                  • 301

                  #9
                  أخبار وطرائف من سير الشعراء والأدباء : أبو سليمان حمد الخطـّابيّ

                  [align=center]
                  أخبار وطرائف من سير الشعراء والأدباء :
                  أبو سليمان حمد الخطـّابيّ :


                  ( 319 - 388 ه‍ = 931 - 998 م )

                  حمد بن محمد بن إبراهيم بن الخطاب البُستي ، أبو سليمان :
                  فقيه محدث ، من أهل بست ( من بلاد كابل ) ، من نسل زيد بن الخطاب : ( أخي عمر بن الخطاب ) ـ رضي الله عنهما ؛ ولذلك سمّوه بالخطابيّ .
                  وكان يعرف أيضا : بحمد بن محمد ؛ ولذلك رثاه أبو بكر عبد الله بن إبراهيم الحنبلي ، فقال:


                  [poem=font="Simplified Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/23.gif" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
                  وقد كان حمداً كاسمه حمد الورى = شمائل فيها للثـنـاء مـمـادح
                  خلائق ما فيها معـابٌ لـعـائبٍ = إذا ذكرت يوماً فـهـنّ مـدائح[/poem]

                  وكان كاتبا وشاعرا.

                  ومن مؤلفاته :
                  ( معالم السنن ) في شرح سنن أبي داود ، و ( بيان إعجاز القرآن) ، و ( إصلاح غلط المحدثين - ط ) باسم ( إصلاح خطأ المحدثين ) و ( غريب الحديث) ، و ( شرح البخاري ) ؛ باسم ( تفسير أحاديث الجامع الصحيح للبخاري ) منه نسخة في الرباط ( 180 أوقاف ) .


                  وله شعر أورد منه الثعالبي في ( اليتيمة ) نتفا جيدة ، وكان صديقا له .
                  توفي في بست ( في رباط على شاطئ هيرمند ) .


                  ومن أشهر أبياته ، قوله :

                  [poem=font="Simplified Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/25.gif" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
                  ارض للناس جمـيعـا = مثل ما ترضى لنفسك
                  إنما الناس جـمـيعـا = كلهم أبناء جنـسـك
                  غير عدل أن تـوخـى = وحشة الناس بأنسـك
                  فلهم نفس كنـفـسـك = ولهم حس كحـسـك[/poem]

                  ===============

                  ( 1 ) تحفة ذوي الأرب 154 ، والوفيات 1 : 166 ،
                  وفيه : سمع في اسم أبيه ( أحمد ) أيضا ، والصحيح ( حمد ) .
                  ومجلة المجمع العلمي 15 : 241 ، وإنباه الرواة 1 : 125 وسماه ( أحمد ) ، والبغدادي في خزانة الأدب 1 : 282 ، وسماه ( أحمد ) ، وقال :
                  مات سنة 386 ه‍ .
                  ويتيمة الدهر 4 : 231 وهو فيه ( أحمد ) .
                  [/align]

                  تعليق

                  • الدكتور مروان
                    أديب وكاتب
                    • 09-01-2008
                    • 301

                    #10
                    [align=center]
                    قال السلفي :
                    ذكر الجمّ الغفير والعدد الكثير أن اسمه حمد، وهو الصواب وعليه الاعتماد. وذكره ياقوت في معجم الأدباء في باب أحمد ، وقال :
                    إن الثعالبي وأبا عبيد الهروي كانا معاصريه وتلميذيه سمياه أحمد وقد سماه الحاكم ابن البيع في "كتاب نيسابور" : حمداً وجعله في باب من اسمه حمد، وذكر أبو سعد السمعاني في "كتاب مرو" وسئل أبو سليمان عن اسمه فقال: اسمي الذي سميت به حمد، لكن الناس كتبوه أحمد فتركته عليه ..


                    وقال عنه ابن خلكان ، في كتابه :
                    وفيات الأعيان :


                    (أبو سليمان الخطابيّ :

                    أبو سليمان حمد بن محمد بن إبراهيم بن الخطاب البستي؛ كان فقيهاً أديباً محدثاً له التصانيف البديعة منها "غريب الحديث" و"معالم السنن في شرح سنن أبي داود" و"أعلام السنن في شرح البخاري" وكتاب "الشحاح" وكتاب "شأن الدعاء" وكتاب "إصلاح غلط المحدثين" وغير ذلك.

                    سمع بالعراق أبا علي الصفار وأبا جعفر الرزاز وغيرهما، وروى عنه الحاكم أبو عبد الله ابن البيع النيسابوري وعبد الغفار بن محمد الفارسي وأبو القاسم عبد الوهاب بن أبي سهل الخطابي وغيرهم، وذكره صاحب "يتيمة الدهر"،
                    وأنشد له:


                    [poem=font="Simplified Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/23.gif" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
                    وما غمة الإنسان في شقة النوى = ولكنها والله في عدم الشـكـل
                    وإني غريب بين بست وأهلهـا = وإن كان فيها أسرتي وبها أهلي [/poem]

                    وأنشد له أيضاً:

                    [poem=font="Simplified Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/27.gif" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
                    شر السباع العوادي دونه وزر = والناس شرهم ما دونه وزر
                    كم معشر سلموا لم يؤذهم سبع = وما ترى بشراً لم يؤذه بشـر[/poem]

                    وأنشد له أيضاً:

                    [poem=font="Simplified Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/45.gif" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
                    فسامح ولا تستوف حـقـك كـلـه = وأبق فلم يستـقـص قـط كـريم
                    ولا تغل في شيء من الأمر واقتصد = كلا طرفي قصـد الأمـور ذمـيم[/poem]
                    [/align]

                    تعليق

                    • الدكتور مروان
                      أديب وكاتب
                      • 09-01-2008
                      • 301

                      #11
                      [align=center]
                      وكان أبو سليمان واسع الصدر مع أهل زمانه ، كما رأينا في الأبيات الثلاثة التي ذكرناها ؛ ولكنه كان مع ذلك يتضجر من عيشه في زمانه ؛ حتى إنه قال في بلده بُسْت :

                      [poem= font="Simplified Arabic,6,white,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/22.gif" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
                      وما غمة الإنسان في شقة النوى = ولكنها والله في عـدم الشكـل
                      وإني غريب بين بست وأهلهـا = وإن كان فيها أسرتي وبها أهلي [/poem]

                      ومما يدلّ على تبرّمه بالناس وبمجتمعه وشدّة إعراضه عن أهل زمانه ، قوله يخاطب طائرا رآه على شجرة وحده ، يتغنى لنفسه :

                      [poem= font="Simplified Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/48.gif" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
                      يا ليتني كنت ذاك الطائر الـغـردا = من البرية منحـازاً ومـنـفـردا
                      في غصن بان دهته الريح تخفضـه = طوراً وترفعه أفنـانـه صـعـدا
                      خلو الهموم سوى حب تلـمـسـه = في الترب أو نفية يروى بها كبـدا
                      ما إن يؤرقه فـكـر لـرزق غـد = ولا عليه حساب في المعـاد غـدا
                      طوباك من طائر طوباك ويحك طب = من كان مثلك في الدنيا فقد سعـدا [/poem]

                      ومن شعره في اليتيمة ، وهو من أشعاره في الغربة ، وعدم وجود الصديق الموافق :

                      [poem= font="Simplified Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/49.gif" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
                      وليس اغترابي عن سجستان أننـي = عدمت بها الإخوان والدار والأهلا
                      ولكنني مالي بها من مـشـاكـل = وإن الغريب الفرد من يعدم الشكلا [/poem]

                      ومن شعره الرائع في إضرار الناس بالناس :

                      [poem= font="Simplified Arabic,6,white,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/50.gif" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
                      شر السباع العوادي دونه وزر = والناس شرهم ما دونه وزر
                      كم معشر سلموا لم يؤذهم سبع = وما ترى بشراً لم يؤذه بشـر [/poem]

                      ومنه أيضاً:

                      [poem= font="Simplified Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/25.gif" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
                      ما دمت حياً فدار الـنـاس كـلـهـم = فإنـمـا أنـت فـي دار الـمـداراة
                      من يدر دارى، ومن لم يدر سوف يرى = عما قلـيل نـديمـاً لـلـنـدامـات [/poem]

                      ومنه أيضاً:

                      [poem= font="Simplified Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/15.gif" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
                      وقائل ورأى من حجبتـي عـجـبـاً = كم ذا التواري وأنت الدهر محجوب؟
                      فقلت: حلت نجوم الدهر مـنـذ بـدا = نجم المشيب ودين الله مـطـلـوب
                      فلذت من وجل بالاستـتـار عـن ال = أبصار إن غريم الموت مـرهـوب [/poem]

                      ومنه أيضاً:

                      [poem= font="Simplified Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/13.gif" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
                      تغنم سكوت الحادثات فـإنـهـا = وإن سكنت عما قليل تـحـرك
                      وبادر بأيام الـسـلامة إنـهـا = رهان وهل للرهن عندك مترك [/poem]

                      ومنه أيضاً:

                      [poem= font="Simplified Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/17.gif" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
                      تسامح، ولا تستوف حقـك كـلـه = وأبق ولم يستـقـص قـط كـريم
                      ولا تغل في شيء من الأمر واقتصد = كلا طرفي قصـد الأمـور ذمـيم[/poem]
                      [/align]

                      تعليق

                      • عبدالرؤوف النويهى
                        أديب وكاتب
                        • 12-10-2007
                        • 2218

                        #12
                        ارض للناس جميعـا***مثل ما ترضى لنفسك
                        إنما النـاس جميعـا*** كلهم أبنـاء جنسـك
                        غير عدل أن توخـى***وحشة الناس بأنسك
                        فلهم نفس كنفسـك*** ولهم حس كحسـك


                        دكتور / مروان
                        لا أملك إلا قلمى وعقلى .
                        كيف أُوفيك حقك من التقدير والإحترام؟؟

                        تعليق

                        • الدكتور مروان
                          أديب وكاتب
                          • 09-01-2008
                          • 301

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة عبدالرؤوف النويهى مشاهدة المشاركة
                          ارض للناس جميعـا***مثل ما ترضى لنفسك
                          إنما النـاس جميعـا*** كلهم أبنـاء جنسـك
                          غير عدل أن توخـى***وحشة الناس بأنسك
                          فلهم نفس كنفسـك*** ولهم حس كحسـك


                          دكتور / مروان
                          لا أملك إلا قلمى وعقلى .
                          كيف أُوفيك حقك من التقدير والإحترام؟؟
                          أخي الحبيب الغالي الباحث عبدالرؤوف النويهي
                          مروركم الكريم هو أحلى وردة زاهرة
                          من أخ كريم أديب لبيب
                          شكرا لك

                          تعليق

                          • طالبة
                            عضو الملتقى
                            • 26-09-2007
                            • 186

                            #14
                            عزيزي الدكتور مروان

                            كل ماسطرته من سيرة وشعرأبي سليمان الخطابي جميل ومنتقى بشكل موفق.
                            أمتعتنا سلمت يداك

                            تحية ودّوتقدير

                            تعليق

                            • الدكتور مروان
                              أديب وكاتب
                              • 09-01-2008
                              • 301

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة طالبة مشاهدة المشاركة
                              عزيزي الدكتور مروان

                              كل ماسطرته من سيرة وشعرأبي سليمان الخطابي جميل ومنتقى بشكل موفق.
                              أمتعتنا سلمت يداك

                              تحية ودّوتقدير

                              شكرا لك
                              وبارك الله فيك
                              وأحسن إليك
                              وأهلا وسهلا ومرحبا
                              وعلى الرحب والسعة

                              تعليق

                              يعمل...
                              X