لماذا /لأحمد عيسى نور
لقد تألمت كثيراَ وأنا أرى الجنود الخمسة يقتلون، فكتبت هذه القصة على عجالة وقلبي يعتصر من اجلهم
عذرا ان كانت قاسية وصريحة وإذا نسيت شيئا او كان هناك بعض الأخطاء
أرادوا أن يعيشوا بسلام لتامين لقمة العيش إلى أهليهم ،إلا إن ذلك لم يتيسر لهم فالحياة أصبحت صعبة جداَ والحصول على حياة حرة كريمة صار أصعب منها.
قرروا أن يتطوعوا بالجيش فواجهتهم بعض المصاعب ، هذا يقول انا سوف أسيّر لكم المعاملة مقابل مبلغ من المال، وذلك يقول أأتوني بمئة ورقة دولارعن كل واحد منكم وأنا اضمن لكم التعيين ، فهو متنفذ بين السلطات ويعرف هذا المسئول وذلك الضابط وغيرهم ..... الا إن حالتهم المادية لا تسمح بإعطاء حتى ورقة دولار واحدة .
قالوا له وهم يحاوروه
-يا سيدي نحن لا نملك المال ولو كنا نملك نصف الذي تطلبه لما أتينا للتطوع بالجيش
-ولكن هذا أصبح شيء متعارف عليه ،تدفع تتعين ما تدفع لا يوجد تعيين
- اجعلنا حالة استثنائية وروج لنا المعاملة لوجه الله
نضر إليهم بنضرة استهزاء
-انكم خمسة ولا يمكن أن أفوت هذه الفرصة من يدي ، ثم تركهم وذهب.
جلسوا على قارعة الطريق ينضر احدهما بوجه الأخر، قرروا بعدها الذهاب إلى احد المساجد ليصلوا ويدعوا ربهم .
وصلوا إلى المسجد وقبل أن يهموا بالصلاة توجهوا إلى إمام المسجد وسردوا له قصتهم كاملة فحن لهم وقال
- يا أولادي سوف ادعوا لكم الله عسى أن تحصلوا على ما تتمنون .
توجه الخمسة للصلاة ووقفوا الواحد جنب الاخر وقالوا( الله أكبر) وفي قلوبهم أسى وحرقة ورجاء من الله ان يتقبل دعاءهم ،فمنهم من قال
-ربنا أتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة.
وقال أخر
-قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا.
الى غير ذلك من الأدعية ،ثم انهوا صلاتهم وذهبوا لترويج معاملات التطوع في الجيش.
بعد أسبوع جاء الخبر إنكم قد ظهرت أسماءكم وتم قبول تطوعكم .
فرح الجميع وفرح الأهل والأقارب وعمت الزغاريد أرجاء الحي وتم توزيع ما قدرهم الله علية للجيران .
دخل الجنود الخمسة دوره تدريبية لثلاثة أشهر، بعدها تم نقلهم إلى مدينة الانبار مع الجنود الباقين .
التحق الجميع وذهبوا الى ألأنبار وسط خوف من المجهول ، فالمظاهرات على أشدها ،وقد تحولت إلى اعتصام ، ثم إلى عصيان مدني ،ألا انهم اضطروا للذهاب .
بعد مرور شهركامل استلم الجنود رواتبهم وحان وقت الذهاب بالإجازة إلى بيوتهم .
قال احدهم: انا لا أريد أن أذهب إلى بيتنا فالشارع خطر وليس هناك أمان ،وتنظيم القاعدة منتشر في كل مكان .
قال الأخر: سوف اذهب وليحدث ما يحدث فأهلي بانتظاري منذ شهر لكي أراهم ويروني ،وعيشتهم أصبحت صعبة،أنهم يعتمدون على النقود التي أعطيها لهم فقط ،وليس لديهم أي مورد أخر .
قال ثالث : اشتقت لأمي وأبي وزوجتي وأطفالي وأريد ان أراهم واليوم يوم النزول الى البيت ،لقد انتظرته منذ شهر.
صعد الخمسة في سيارة يطلقون عليها اسم(همر)وقد لبسوا الملابس المدنية وهم بين فرح وخوف وترقب.
انطلقت السيارة بهم على الطريق الدولي ، وعند وصولهم قرب ساحات الاعتصام أوقفهم بعض الملثمين الذين يضعون القماش على وجوههم وأنزلوهم من السيارة
- ضعوا أيديكم على رؤوسكم....
-أعطونا ما لديكم من إثباتات....
-أنت اذهب إلى اهلك ، وأنت كذلك... وأنت.... وأنت، لم يتبقى إلا انتم الخمسة.
-أذاَ أنتم جنود،ألا تعلمون إننا نقتل كل جندي يمر علينا.
- يا أخي صحيح إننا جنود لكننا تركنا الجيش ونحن متوجهين إلى بيوتنا ولن نرجع .
-انتم خونه لقد خنتم هذا الوطن
-لا نحن ليس بخونة فهو وطني مثلما هو وطنك.
- سوف نقوم بإعدامكم وليفيدكم الوطن.
- يا أخي الذنب ليس بالوطن، فالوطن يستقبل الجميع ، و يحن على الجميع مثل الأم التي تحن على أطفالها ،بل أكثر من ذلك
فالوطن هو ألام وهو ألأب، ولولا الوطن لما استطعنا العيش أنا وأنت وغيرنا كثير.
- لا أريد أن أسمع الكلام الكثير، الآن خذوهم واقتلوهم
دمعت عينا أحدهم ،فقال له الملثم لقد خفت وبدئت تبكي
-لا أبداَ ولكنني وصلني خبر يوم أمس بأنني رزقت بطفل وكنت أريد أن أراه بل متلهف لرؤيته
- سوف تراه بالآخرة
- أن شاء الله.
- شرّحوا جسمه وعذبوه ثم اقتلوه.
-وأنت ألثاني ماذا تريد ؟
- أنا لا أريد منكم شيئا َلكنني خطبت أحدى الفتيات وكنت أأمل أن أتزوجها في هذه الإجازة فأن تركتموني ،تركتموني ،وأن لم تفعلوا فسأفوض أمري الى الله
-انزعوا ملابسه عنه واقطعوا أعضاءه التناسلية ثم اقتلوه
- وأنتم الثلاثة ماذا تريدون ، الا تريدون التوسل بنا لنترككم
-لو إننا نعلم أنكم سوف تتركوننا بالتوسل لتوسلنا بل لركعنا لا خوفاَ ولا طمعاَ ، لأننا نريد أن نعيش الحياة الجميلة التي نحلم بها منذ ان
أصبحنا ندركها ، ولكن ختم الشيطان على وجوهكم
- أذبحوا هذا،وعذبوا الباقين ، ثم اقتلوهم شر قتله
- أشهد أن لا اله إلا الله واشهد أن محمدا رسول الله
انتهى
اخوكم
احمد عيسى نور
لقد تألمت كثيراَ وأنا أرى الجنود الخمسة يقتلون، فكتبت هذه القصة على عجالة وقلبي يعتصر من اجلهم
عذرا ان كانت قاسية وصريحة وإذا نسيت شيئا او كان هناك بعض الأخطاء
أرادوا أن يعيشوا بسلام لتامين لقمة العيش إلى أهليهم ،إلا إن ذلك لم يتيسر لهم فالحياة أصبحت صعبة جداَ والحصول على حياة حرة كريمة صار أصعب منها.
قرروا أن يتطوعوا بالجيش فواجهتهم بعض المصاعب ، هذا يقول انا سوف أسيّر لكم المعاملة مقابل مبلغ من المال، وذلك يقول أأتوني بمئة ورقة دولارعن كل واحد منكم وأنا اضمن لكم التعيين ، فهو متنفذ بين السلطات ويعرف هذا المسئول وذلك الضابط وغيرهم ..... الا إن حالتهم المادية لا تسمح بإعطاء حتى ورقة دولار واحدة .
قالوا له وهم يحاوروه
-يا سيدي نحن لا نملك المال ولو كنا نملك نصف الذي تطلبه لما أتينا للتطوع بالجيش
-ولكن هذا أصبح شيء متعارف عليه ،تدفع تتعين ما تدفع لا يوجد تعيين
- اجعلنا حالة استثنائية وروج لنا المعاملة لوجه الله
نضر إليهم بنضرة استهزاء
-انكم خمسة ولا يمكن أن أفوت هذه الفرصة من يدي ، ثم تركهم وذهب.
جلسوا على قارعة الطريق ينضر احدهما بوجه الأخر، قرروا بعدها الذهاب إلى احد المساجد ليصلوا ويدعوا ربهم .
وصلوا إلى المسجد وقبل أن يهموا بالصلاة توجهوا إلى إمام المسجد وسردوا له قصتهم كاملة فحن لهم وقال
- يا أولادي سوف ادعوا لكم الله عسى أن تحصلوا على ما تتمنون .
توجه الخمسة للصلاة ووقفوا الواحد جنب الاخر وقالوا( الله أكبر) وفي قلوبهم أسى وحرقة ورجاء من الله ان يتقبل دعاءهم ،فمنهم من قال
-ربنا أتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة.
وقال أخر
-قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا.
الى غير ذلك من الأدعية ،ثم انهوا صلاتهم وذهبوا لترويج معاملات التطوع في الجيش.
بعد أسبوع جاء الخبر إنكم قد ظهرت أسماءكم وتم قبول تطوعكم .
فرح الجميع وفرح الأهل والأقارب وعمت الزغاريد أرجاء الحي وتم توزيع ما قدرهم الله علية للجيران .
دخل الجنود الخمسة دوره تدريبية لثلاثة أشهر، بعدها تم نقلهم إلى مدينة الانبار مع الجنود الباقين .
التحق الجميع وذهبوا الى ألأنبار وسط خوف من المجهول ، فالمظاهرات على أشدها ،وقد تحولت إلى اعتصام ، ثم إلى عصيان مدني ،ألا انهم اضطروا للذهاب .
بعد مرور شهركامل استلم الجنود رواتبهم وحان وقت الذهاب بالإجازة إلى بيوتهم .
قال احدهم: انا لا أريد أن أذهب إلى بيتنا فالشارع خطر وليس هناك أمان ،وتنظيم القاعدة منتشر في كل مكان .
قال الأخر: سوف اذهب وليحدث ما يحدث فأهلي بانتظاري منذ شهر لكي أراهم ويروني ،وعيشتهم أصبحت صعبة،أنهم يعتمدون على النقود التي أعطيها لهم فقط ،وليس لديهم أي مورد أخر .
قال ثالث : اشتقت لأمي وأبي وزوجتي وأطفالي وأريد ان أراهم واليوم يوم النزول الى البيت ،لقد انتظرته منذ شهر.
صعد الخمسة في سيارة يطلقون عليها اسم(همر)وقد لبسوا الملابس المدنية وهم بين فرح وخوف وترقب.
انطلقت السيارة بهم على الطريق الدولي ، وعند وصولهم قرب ساحات الاعتصام أوقفهم بعض الملثمين الذين يضعون القماش على وجوههم وأنزلوهم من السيارة
- ضعوا أيديكم على رؤوسكم....
-أعطونا ما لديكم من إثباتات....
-أنت اذهب إلى اهلك ، وأنت كذلك... وأنت.... وأنت، لم يتبقى إلا انتم الخمسة.
-أذاَ أنتم جنود،ألا تعلمون إننا نقتل كل جندي يمر علينا.
- يا أخي صحيح إننا جنود لكننا تركنا الجيش ونحن متوجهين إلى بيوتنا ولن نرجع .
-انتم خونه لقد خنتم هذا الوطن
-لا نحن ليس بخونة فهو وطني مثلما هو وطنك.
- سوف نقوم بإعدامكم وليفيدكم الوطن.
- يا أخي الذنب ليس بالوطن، فالوطن يستقبل الجميع ، و يحن على الجميع مثل الأم التي تحن على أطفالها ،بل أكثر من ذلك
فالوطن هو ألام وهو ألأب، ولولا الوطن لما استطعنا العيش أنا وأنت وغيرنا كثير.
- لا أريد أن أسمع الكلام الكثير، الآن خذوهم واقتلوهم
دمعت عينا أحدهم ،فقال له الملثم لقد خفت وبدئت تبكي
-لا أبداَ ولكنني وصلني خبر يوم أمس بأنني رزقت بطفل وكنت أريد أن أراه بل متلهف لرؤيته
- سوف تراه بالآخرة
- أن شاء الله.
- شرّحوا جسمه وعذبوه ثم اقتلوه.
-وأنت ألثاني ماذا تريد ؟
- أنا لا أريد منكم شيئا َلكنني خطبت أحدى الفتيات وكنت أأمل أن أتزوجها في هذه الإجازة فأن تركتموني ،تركتموني ،وأن لم تفعلوا فسأفوض أمري الى الله
-انزعوا ملابسه عنه واقطعوا أعضاءه التناسلية ثم اقتلوه
- وأنتم الثلاثة ماذا تريدون ، الا تريدون التوسل بنا لنترككم
-لو إننا نعلم أنكم سوف تتركوننا بالتوسل لتوسلنا بل لركعنا لا خوفاَ ولا طمعاَ ، لأننا نريد أن نعيش الحياة الجميلة التي نحلم بها منذ ان
أصبحنا ندركها ، ولكن ختم الشيطان على وجوهكم
- أذبحوا هذا،وعذبوا الباقين ، ثم اقتلوهم شر قتله
- أشهد أن لا اله إلا الله واشهد أن محمدا رسول الله
انتهى
اخوكم
احمد عيسى نور
تعليق