حمزة اللامي
فحيتني وقالت .. قريبتي تود ان تتقن فن قيادة السيارة، فهل لك ان ترشدها لأحد المكاتب او المتعهدين .. فقلت لها نعم بخدمتك وخدمتها .. ورمقتها بنظرة خفيفة وإذا هي باسمة
ومضيت .. وانا اقول بنفسي واااو يالها من حسناء!!!
وانطلقت لعملي ..
وبالطريق حدثتني نفسي .. فهي أمارة بالسوء كعادتها
كيف لم تنـــتبه!
أنت من زمان تبحث عن هكذا فرص وهذه الفرصة قد طرقت بابك، كيف لك ان تسلمها لغيرك؟ أمجنون أنت ام ماذا؟
فضربت المقود بشدة .. تبا .. كيف لم انتبه لذلك؟ .. بإشارة مني ستكون بقربي أجمل مخلوقة وعلى مقربة أصابع فقط .. ولوحدنا.. في مقصورتي هذه
آه ..
أنا المحروم انا المظلوم .. كيف اسلم فرصتي للغير .. تبا لي ما أغباني
أنا بحاجة لتلك المهمة .. يا ربي ما دهاني .. فتاة بعمر الزهور وحسناء وذات عينين زرقاوين وبياض كأنه الثلج .. ماذا اطلب أكثر من هذا!!
وشرعت احمد ربي على أنها اختارتني من دون الباقين
فقررت الانعطاف بالسيارة .. لأخبر جارتي إني مستعد لأنفذ هذه المهمة بدلا من المتعهدين فالأقربون أولى بالحسناء .. اقصد بالمعروف
علي الإسراع قبل ان يسبقني احد إليها ،، حينها سأكل أصابعي ندما وحزنا وانعطفت بسرعة!!
وربك محمود .. لو لا انتباه صاحب الباص لركب فوقي!
حمدت ربي ومضيت ..
وراحت سيارتي تنهب الطريق نهبا
ووصلت لجارتي ..
وطرقت الــــباب ..
فــــــــــــخرجت ..
وأخبرتها إني على أتم الاستعداد لخوض هذه المهمة وبالمجان!.. وشرعت امدح لها نفسي وأبين لها سجل حياتي في قيادة السيارات كما اني أفهمتها ان سيارتي آخر ما توصل له علم السيارات لعام 2009 .. واتفقنا على يوم غد هو اليوم المنشود
وربك كريم .. اقنعتها بسرعة
يا لك من إنسان تقنع الآخرين بسرعة .. ورحت اهنئ نفسي على هذه الموهبة
وفكرت ان علي طلب إجازة لتنفيذ مهمتي .. ومضيت لمقر عملي وطلبت إجازة لمدة شهر كامل .. وكانت نيتي ان اقضي مع تلك الحسناء شهرا قابلا للتجديد والتمديد .. فوافقوا على طلبي بمضض .. وقلت بنفسي عليك ان تهيئ نفسك وسيارتك للمهمة .. فقلت صدقت، هيا بنا
ومضيت لمحلات غسل السيارات .. فأمطروا سيارتي بمائهم المبارك .. حتى باتت نظيفة لماعة،، فهي بيضاء كالحليب .. وقسما بلحيتك لو كانت المسألة بيدي لحملت سيارتي على كتفي خوفا من ذرات الغبار ان تطولها
بعدها قصدت عدة محلات وابتعت منها عدة اشياء .. منها مناديل ورقية وعبوة كبيرة معطرة للجو وزهور لانثرها بأرجاء السيارة ودمىً قطنية ومواد تلميع للسيارة وشموع وزينة ودببة صغيرة واربعة او خمسة اصناف من العلكة والحلوى والسكاكر وعدة اكياس من الكرزات المحمصة على الطريقة اللبنانية وبعض الاقراص الليزرية التي تصدح بأعذب الموسيقى
وعند المساء رجعت لداري ..
ورميت نفسي على سريري وانا بملابسي وحذائي .. كما في الأفلام الحمد لك يارب .. انت نصير الضعفاء والمحرومين
وعندما استلم راتبي سأفرق بعض الحلوى على المساكين والأيتام ابتهاجا بهذه المناسبة .. شيء اشبه بالنذر يعني
آه .. متى يأتي الغد .. لتكون الى جانبي أجمل امرأة .. آه .. ان العيون التي في طرفها حور .. يا سلام لطالما سمعت هذا البيت وكنت أمر به مرور الكرام ولم ادر ِ إن القدر يخبئ لي شيئا بهذا الحجم
ما أسعدني .. ومن مثلي
هاهي الفرص تجثم أمامك فلا تقل انك قليل الفرص والحظ!
فجلست .. والابتسامة على وجهي وانا اقترب من المرآة .. لأجد وجهي باسما نعم انا رجل محظوظ .. فقالت لي نفسي على حين غرة لا تفرح كثيرا ولاتنسَ فأنت منحوس على الدوام .. فابتعدت عن المرآة بسرعة .. لا أريد ان أرى نفسي وهي تتهكم بي
فقلت أفضل شيء ان أنام لاختصر واختزل الوقت .. فمهمتي تبدأ صباحا .. إذن هيا للنوم
**********************
ونهضت فجرا مع صياح الديك،، فحييت نفسي بتحية خفيفة وحمدت الله على أني مازلت حيا .. وركضت نحو الحمام .. وصرت تحت الدوش ،، ورحت استخدام أرقى المساحيق والمنظفات لأظهر أنظف مما تتصور وابيض مما تعتقد
وانتهيت من حمامي .. وخرجت منــــتعشاً مسرورا ..
ووقفت قبالة المرآة لارتب حالي فقلت اوووووو سروالي!!! وعدت إلى الحمام فلبسته ،، ووقفت أمام المرآة زهاء نصف ساعة ارتب حالي وأهندس ما تبقى من شعرات رأسي المبارك
بعدها توجهت للمطبخ لالتهام فطوري ..
عند الثامنة .. موعد اللقاء لبست افخر ثيابي، وتعطرت بأفضل العطور الفرنسية الأصيلة .. وفتحت بابي وأخرجت مركبتي الأنيقة .. ودنوت من بابهم ورائحة المسك والعنبر تفوح مني وطرقت الباب طرقا ينم عن الحنان المشوب بالرومانسية والحنية
يا لله .. ما اجمل هذا الصباح .. انه صباح الحب، بل انه صباح العشق والسرور
آه ه ه .. كم انا مطمئن .. الان ستخرج فتاتي الجميلة، وستجلس بقربي ،، يالها من لحظات فاتكة كأنها أعوام
متى تخرج ..؟
وبعد لحظات خرجت جارتي وهي باسمة ضاحكة مستبشرة، ما جعلتني انشر البسمة على شفاهي اليتيمة اكثر واكثر،، حتى بان بياض طواحني الكريمة .. فقالت لحظات ستكون جاهزة
فقلت لها على رسلكم كما تشاؤون لست على عجلة من أمري
فقلت بسري .. ان الحسناوات يلزمهن ساعة على الأقل أمام المرآة .. آه من حيل الفاتنات
وبعد اقل من ثلاث دقائق .. خرج ثلاثة رجال غلاظ شداد،، من النوع الثقيل .. كأنهم فيلة يمشون على اثنين!!
على ما اعتقد يزن اقل واحد فيهم مئة وخمسين كيلوغراما، وهم قادمون نحوي!
يا ربي!!!!
مـــاهذا؟؟؟ من هؤلاء؟؟؟
ولماذا هم قادمون نحوي؟
يا مغيث ..
اقتربوا مني، فحيوني فحييتهم ، ووقفوا بقربي وراح واحد منهم يتفحص السيارة بعينين حمراوين والآخر يضرب بيده السمينة على السيارة كأنها بطيخة، ودس الآخر رأسه بداخل السيارة وخلته الملعون مد يده لبعض السكاكر!
وتسمرت مكاني .. ما هذه المصيبة يا ربي؟
من اين جاؤوا ؟؟
اوووف ياربي !!!
لابد انه يوم نحسي ..
تأبى الأحزان مفارقتي ..
فقلت لهم يا شباب هل من مشكلة؟
فقالوا .. لا .. ليست هناك مشكلة .. بيد إن أُمنا مرتبكة من مسألة القيادة ونحن معها لنشجعها
ماذا؟؟ .. لتشجعوها؟ وأمكم؟ لا افهم ..
يا شباب السيارة لاتسعنا جميعنا هل لكم فكرة أفضل من مرافقتنا؟
فقالوا .. إذن استرح أنت ونحن من سيتولى القيادة .. فقلت لهم هذا مستحيل .. وإذا بالحسناء قادمة! آه .. قلْ قلبي وقد قدم ،، أو روحي جاءت تسعى
الحمد لله .. كم أنت لطيف بعبادك ياربي
انظر الى مشيتها .. بل انظر لرشاقتها وحسنها وطولها الفريد
فقلت لها لماذا تأخرت؟ الوقت يداهمنا
فضحكت وما أجمل ضحكتها .. وكأن الدنيا قد ضحكت وزغردت ...
قالت يبدو إن الأمر التبس عليك .. أمي من ترغب بالتعلم وليس أنا!
ماذا؟ ... أمك ؟؟؟..
وهذه الفيلة لمن .. اقصد الشباب
فقالت هم اخوتي
فقالوا بصوت افزعني! هل من مشكلة؟؟
وظننتهم يمزحون
وبالفعل جاءت امرأة مسنة بيدها عصا تسعى .. ياويلي!!
يا الهي .. مسنة وذات عصا .. هذا اللي ناقص!
يارب انجدني للمرة الأخيرة اطلب نجاتك؟؟
وأرادوا الأوباش ان يركبوا سيارتي الوديعة
فقلت لهم على رسلكم .. الى اين؟؟
الوزن سيصبح ثقيلا على السيارة وينبغي عليَّ ضبط الهواء في الإطارات انتظروني ريثما أعود من ضبطها
فقالوا نحن نخشى ان لا تعود؟
فطفق كبيرهم غضبا وقال .. إياك ان لا تعود! ورفع سبابته بوجهي
فقلت لهم .. كيف لا أعود .. وأي شخص لا يرغب بمرافقتكم أيها الحملان الأعزاء .. والله اني لا أرى فيكم إلا الحب والوداد
انتظروني لدقائق ..
ووليت مدبرا فارا منهم!!
وهذا هو اليوم السابع وانا فار منهم ..
وجهودي واتصالاتي مكثفة .. لأرى هل غادروا بيت جارتي ام مازالوا ينتظروني!
فلم أحرز البشرى بعد
تعليق