كتب مصطفى بونيف

كنت بأحد الفنادق في المنصورة في الشقيقة مصر ، عندما جاءني أحد عمال الأوتيل ، وراح يحكي لي عن ابنته الصغيرة رشا : " عارف يا استاز مصطفى ، البنت رشا بنتي ده زكية أوي ، وشقية جدا ..." وأنا أرفع رأسي " اللي جابلك يخليلك يا عمو " ..وواصل حديثه عن رشا ..." هي بتحب الشكولاطا أوي مستحيل تنام من غير ما تاكل علبة شكولا بحالها ، عشان كده تلاقيني داخل عليها للبيت وفي ايدي دائما علبة أو علبتين .." ، ولأنني أحب الأطفال أخرجت ورقة ب 10 جنيه وأعطيتها له قائلا " أهه يا عم ، عاوزك تدلع رشا الليلة ، خليها تاكل شكولاطة كتير وتدعيلي ..."...دس الرجل الورقة النقدية أم عشرة جنيه في جيبه وهو يقول " ده هتدعيلك أوي ..."
وبعد يومين ..وجدت الرجل يبتسم وقد تأبطت ذراعه فتاة فائقة الجمال - طبعا لأنها من المنصورة - ....وما إن رآني الرجل حتى جاءني مبتسما ..." أقدم لك بنتي رشا ." فقلت له مندهشا جاحظ العينين .." ده هي رشا بنتك ؟" ، فقال الرجل بكل ثقة وكأنه يريد أن يفجر غضبي .." آآآآآآآآآآآآه ده هي رشا بنتي "
كنت أعتقد أن رشا التي تموت لو متاكلش شكولاطة ..لا تتجاوز العشر سنوات ، فإذا بها بنت الخمسة وعشرين سنة ..ربع قرن !!!!
لماذا لا يلاحظ الآباء أن بناتهم كبرن ؟؟؟
أتذكر موقفا حصل لي عندما كنت مدرسا في الثانوية ...عندما دخلت طالبة ، لابسة من غير هدوم ...دخلت بكل دلع وأخذت مقعدا وجلست ..
نظرت إلى أحد الطلاب وسألته : من هذه ؟
فأجاب الطالب : هذه "فاتي " ؟
فهمست في أذنه : أنا شفت هذه البنت ترقص وراء عاصي الحلاني في فيديو كليب ...
انفجر الطالب ضحكا ...
الفتاة ...في السابعة عشر من عمرها ...وجسمها كله امكانيات !!!!
من أجل ذلك أقترح على وزارة التربية أن لا تعين أساتذة مدرسين عزاب في الثانويات ..
أنهيت الحصة الأولى بصعوبة ...مش قادر ....
وفي آخر الحصة جاءت فاتي تتمايل إلى مكتبي ...وقالت بكل غنج " لم أفهم درس اليوم يا أستاذ ممكن تعيدهولي ؟؟؟"
تصبب جبيني عرقا : أي درس ؟؟؟؟
- درس الخلفية الاقتصادية للعولمة ..يا أستاذ.
- لا تقلقي ..لن يكون لنا دروس عن الخلفيات ..لا الثقافية ولا السياسية ولا الاقتصادية ...سوف نركز على خلفية واحدة فقط ...وهي الخلفية الاجتماعية لتعدد الزوجات ...
وفي آخر السنة ..رسبت فاتي فجاءت والدتها ...ونزلت بهدلة في الأساتذة ...
- " هل يعقل أن لا تنجح ابنتي الصغيرة البريئة فاتي ...لقد وفرت لها في كل مادة أستاذ دروس خصوصي ...ووفرت لها الأنترنيت والويب كام ، وكل القنوات الفضائية في غرفتها ...وموبايل كاميرا و بلوتوث ..كل هذا ثم لا تنجح ؟؟؟ الخلل فيكم يا أساتذة .
أخذت السيدة على جنب وهمست لها : قلت أنك وفرت لابنتك مدرس خصوصي في كل مادة ... كانوا رجالا أم نساءا ...؟"
فأجابت : - كانوا رجالا طبعا ...
- هل كانوا يدرسونها في الصالون ولا في غرفة النوم ؟؟
- في غرفة النوم طبعا حتى يجدا راحتهما ....
والقمر الصناعي الذي كانت تشاهدة ابنتك نايل سات ولا أوروبا .
- أوروبا طبعا ...حتى تتعلم من ثقافات الآخرين ...
تنحنحت قليلا وقلت للسيدة : الحق يقال ، الخلفية الثقافية لابنتك الكتكوتة ممتازة جدا ....17 سنة ...وتلبس ميني جيب ، وبنطلون ضيق ، وكل يوم الصبح تمسح لنا السبورة ..وهي تلبس البودي أبو سرة ....
فرت دمعة من عين السيدة : فعلا ابنتي مثل الملاك...حنونة وطيبة ..وأنيقة ، ابنتي كتكوتة صغيرة ...
ثارت ثائرتي وانقلب وجهي ..." كتكوتة ماذا يا سيدة ؟؟؟؟ ، فاتي البغلة كتكوتة ؟؟؟؟؟ أمي خلفتني وكان عمرها 15 سنة ....ابنتك يا سيدتي تقول لشاكيرا ابتعدي وأنا أرقص بدلا عنك ...يا شيخة ، عندما أقف أمامها يظن الناس بأنني ابنها الأصغر "
ثارت ثائرة الأم التي راحت تتهمني بالظلامية والتخلف والتطرف والإرهاب ...
"سوف أشتكي بك في إدارة المنطقة التعليمية ..."
وقبل أن تكمل تهديدها ..همست مرة أخرى في أذنها " نحن في فصل الصيف ، أخاف أن تأتيك الكتكوتة ، وتقول لك ...ماما أنا أتوحم على البرتقال !"
مصطفى بونيف

كنت بأحد الفنادق في المنصورة في الشقيقة مصر ، عندما جاءني أحد عمال الأوتيل ، وراح يحكي لي عن ابنته الصغيرة رشا : " عارف يا استاز مصطفى ، البنت رشا بنتي ده زكية أوي ، وشقية جدا ..." وأنا أرفع رأسي " اللي جابلك يخليلك يا عمو " ..وواصل حديثه عن رشا ..." هي بتحب الشكولاطا أوي مستحيل تنام من غير ما تاكل علبة شكولا بحالها ، عشان كده تلاقيني داخل عليها للبيت وفي ايدي دائما علبة أو علبتين .." ، ولأنني أحب الأطفال أخرجت ورقة ب 10 جنيه وأعطيتها له قائلا " أهه يا عم ، عاوزك تدلع رشا الليلة ، خليها تاكل شكولاطة كتير وتدعيلي ..."...دس الرجل الورقة النقدية أم عشرة جنيه في جيبه وهو يقول " ده هتدعيلك أوي ..."
وبعد يومين ..وجدت الرجل يبتسم وقد تأبطت ذراعه فتاة فائقة الجمال - طبعا لأنها من المنصورة - ....وما إن رآني الرجل حتى جاءني مبتسما ..." أقدم لك بنتي رشا ." فقلت له مندهشا جاحظ العينين .." ده هي رشا بنتك ؟" ، فقال الرجل بكل ثقة وكأنه يريد أن يفجر غضبي .." آآآآآآآآآآآآه ده هي رشا بنتي "
كنت أعتقد أن رشا التي تموت لو متاكلش شكولاطة ..لا تتجاوز العشر سنوات ، فإذا بها بنت الخمسة وعشرين سنة ..ربع قرن !!!!
لماذا لا يلاحظ الآباء أن بناتهم كبرن ؟؟؟
أتذكر موقفا حصل لي عندما كنت مدرسا في الثانوية ...عندما دخلت طالبة ، لابسة من غير هدوم ...دخلت بكل دلع وأخذت مقعدا وجلست ..
نظرت إلى أحد الطلاب وسألته : من هذه ؟
فأجاب الطالب : هذه "فاتي " ؟
فهمست في أذنه : أنا شفت هذه البنت ترقص وراء عاصي الحلاني في فيديو كليب ...
انفجر الطالب ضحكا ...
الفتاة ...في السابعة عشر من عمرها ...وجسمها كله امكانيات !!!!
من أجل ذلك أقترح على وزارة التربية أن لا تعين أساتذة مدرسين عزاب في الثانويات ..
أنهيت الحصة الأولى بصعوبة ...مش قادر ....
وفي آخر الحصة جاءت فاتي تتمايل إلى مكتبي ...وقالت بكل غنج " لم أفهم درس اليوم يا أستاذ ممكن تعيدهولي ؟؟؟"
تصبب جبيني عرقا : أي درس ؟؟؟؟
- درس الخلفية الاقتصادية للعولمة ..يا أستاذ.
- لا تقلقي ..لن يكون لنا دروس عن الخلفيات ..لا الثقافية ولا السياسية ولا الاقتصادية ...سوف نركز على خلفية واحدة فقط ...وهي الخلفية الاجتماعية لتعدد الزوجات ...
وفي آخر السنة ..رسبت فاتي فجاءت والدتها ...ونزلت بهدلة في الأساتذة ...
- " هل يعقل أن لا تنجح ابنتي الصغيرة البريئة فاتي ...لقد وفرت لها في كل مادة أستاذ دروس خصوصي ...ووفرت لها الأنترنيت والويب كام ، وكل القنوات الفضائية في غرفتها ...وموبايل كاميرا و بلوتوث ..كل هذا ثم لا تنجح ؟؟؟ الخلل فيكم يا أساتذة .
أخذت السيدة على جنب وهمست لها : قلت أنك وفرت لابنتك مدرس خصوصي في كل مادة ... كانوا رجالا أم نساءا ...؟"
فأجابت : - كانوا رجالا طبعا ...
- هل كانوا يدرسونها في الصالون ولا في غرفة النوم ؟؟
- في غرفة النوم طبعا حتى يجدا راحتهما ....
والقمر الصناعي الذي كانت تشاهدة ابنتك نايل سات ولا أوروبا .
- أوروبا طبعا ...حتى تتعلم من ثقافات الآخرين ...
تنحنحت قليلا وقلت للسيدة : الحق يقال ، الخلفية الثقافية لابنتك الكتكوتة ممتازة جدا ....17 سنة ...وتلبس ميني جيب ، وبنطلون ضيق ، وكل يوم الصبح تمسح لنا السبورة ..وهي تلبس البودي أبو سرة ....
فرت دمعة من عين السيدة : فعلا ابنتي مثل الملاك...حنونة وطيبة ..وأنيقة ، ابنتي كتكوتة صغيرة ...
ثارت ثائرتي وانقلب وجهي ..." كتكوتة ماذا يا سيدة ؟؟؟؟ ، فاتي البغلة كتكوتة ؟؟؟؟؟ أمي خلفتني وكان عمرها 15 سنة ....ابنتك يا سيدتي تقول لشاكيرا ابتعدي وأنا أرقص بدلا عنك ...يا شيخة ، عندما أقف أمامها يظن الناس بأنني ابنها الأصغر "
ثارت ثائرة الأم التي راحت تتهمني بالظلامية والتخلف والتطرف والإرهاب ...
"سوف أشتكي بك في إدارة المنطقة التعليمية ..."
وقبل أن تكمل تهديدها ..همست مرة أخرى في أذنها " نحن في فصل الصيف ، أخاف أن تأتيك الكتكوتة ، وتقول لك ...ماما أنا أتوحم على البرتقال !"
مصطفى بونيف
تعليق