* أسآمَة يَعود

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • جنات أحمد
    • 10-04-2011
    • 8

    * أسآمَة يَعود




    أسآمَة يَعود - قصَة قَصيرة *!


    قبل عدة أعوآم , العام 1984 م , كانَ أسامَة ، الشابَ البالِغ من عمره السادسَة و العشرين ،في البيتِ القروي الكبير في بَلدتهِ
    جالِساً أنذآكَ وَسط خُضمِ عائِلتِه ، وَ قد بدا الجَميع يبدي رأيَه حَول ما كانَ يقوله إليهم

    أسامَة : أريدُ أن أكونَ مراسلاً للصَحيفَة ، وَ أكشِف عن الحرب التي كشفت ساقيها في بلادِ الشَرق ، وَ بعدها أعود إلى هنآ ..!

    عارَضته امه مراراً ، و لكنه أصرَّ على رأيِه وَ استمسَكَ بِه ، أما والده فقد كانَ مُكرها على قبولِ رغبَةِ ابنِه ، وَ الذي يَعمل لدى
    جريدَةالأنباء في البلدة ، كانَ الحوار يَشتعل تارَةً و يخمِدُ تارَةً أخرى ، وَ لكن في النهاية .. انتصرت عزيمَة أسامَة .

    في اليومِ التالي حزم أسامَة حَقيبته للسَفر , بعضُ الملابِسِ وَ صرَّة من بَعضِ الطعامِ ، وَ لم يَنسَ أقلامَه وَ حبره وَ دواتَه بالطَبع .
    ودعَه أخوه ( مُحمد ) وَ أختيه ( نور ) وَ ( سُمَية ) ، قابَلته أمُه بالأحضآنِ داعيَةً إليهِ بالسلآمَة ، فالوَضع خطير جداً ، وَ لآ أحد
    يَعلم ما سَيحدث له ، كما أن الاتصال بَينه وَ بينهم شبه وآرِد ، وَ هكذآ على حِسآبِ الجريدَة انطلق أسامَة في الرحلة .

    بعد بِضعة أيامٍ معدودات ، وَصل أسامَة إلى البَلد المعنيَة ، سارَ طويلاً مع رَفيقيه ، وَ هناكَ رأى الدخانَ المتصاعِد البَعيد ، وَ سمعَ
    صراخَ أطفالٍ مع دويِ الرصاص ، حتى أن البيتَ الذي آوآهُ يكادُ يضجُ مِن معاناةِ أهلهِ ، لآ مأوَى لآ غِذاء ، يَجب أن تتحرر هذهِ
    الأرضْ من الطغاةِ وَ الفساد !

    بدأ يكتُب مقالَته وَ صميمُ قَلبه يكادُ يتَقطع ، في كُلِ يومٍ يَدخل فجأة رجل آخَر حاملاً معه أما خبراً سيئاً ، أو جثَة هامِدَة ، أو حتى
    جَريح ..

    بَعدَ شهرينِ وَ في يومٍ من الأيام ، قبيلَ الفجر .. شُنَّ هجوم من قِبلَ المعتدين على المأوَى ، أخذوآ يأخذونَ كل ما أمسكتْ أيديهم ،
    وَ في غَفلة من أسامَة ، مُزِقَت أوراقُ ما دَونَّه ، وَ جُرَّ بعدها إلى حيث لا يَعلم .

    هناكَ في المعتَقل كانَ معصوبَ العينينِ ، وَ قالَ لَهم بأصلِ موطِنه ، أخذوه وَ ألقوآ بِهِ في آخر بقعَة من الصحارِي هناكَ جَريحاً يُعانِي
    لوحده ، بلا وسائِل اتصال أو ايصال .. وَ بلآ أي شيءٍ آخر يَحتاجَه . ظلَّ يَسير بلآ رَفيقيهِ حائِراً صامتاً في دربِهِ إلى أن وَصلَ إلى
    كوخٍ صغير في أطرافِ هذهِ البلدَة ، يَقطن فيه شيخٌ طاعنٌ في السن ، عالجه من جرح ، وَ سرد له أسامَة كل الروآيَة وَ بعد أيام ..

    أسامَة : أريدُ العودَة إلى وَطنِي يآ عَم ..
    الشيخ : صعبٌ جداً يا وَلدي الوصول للقنصليَة الآن , المدينَة بعيدة !
    يأسَ أسامَة قليلاً وَ أكمل الشيخ : لكن لديكَ حلٌ وَحيد .. وَ هوَ ان تسير في هذا الطريق بعد الوادِي إلى أن تخرجَ إلى البلدة المجاورَة
    وَ تتجه نحو قنصليَة موطنك ! وَ سأعطيكَ ناقتي يا بني لهذآ الغَرض .
    أسامَة : أشكركْ ، ليتني أرد جميلكَ هذا يوماً !

    و هكذا .. مرة أخرى حمل زادَه وَ ركب الناقَة ، بعد أسبوع أو اكثر بقليل تقريباً من الضياعٍ رأى أطلالَ البلدَة المجاورَة و ابتسم للحَظ !
    حينَها سأل عن مكانِ القنصلية الخاصة ببلده ..

    وَ بعدَ أيام طَويلَة بالنسبَة لأسامَة ، وَ لعائِله أسامَة القلقَة على مَصيرِ ابنهآ ، عآدَ بعد طولِ الغيآبِ ، وَ جهدِ السَفر ، وَ التَقى بعائِلته وَ
    حكى لهم مآ حَصل , جمعَهُ من جديد جو عائِلته التي افتَقده .. وَ هنا مسآءً .. نراهُ يحمِل دَفتراً وَ بَدأ يكتُب مَقالاً جديداً , وَ سطوراً
    جديدَة .. وَ هو يدعو للعَجوزِ بالخَير , وَ متمنياً الحُريَةة وَ فَكَ الحصآرِ عن ذآكَ البَلد الغَريب !

    تمت ..




    * مُلاحَظَة : إهداءُ ما كَتبتُه ، إلى بَحرينِي الغالِيَة ..



    [CENTER]
    [url=http://www.gulfup.com/?VgmGhp][img]http://im42.gulfup.com/plTmV.png[/img][/url]
    [/CENTER]
  • محمد الشرادي
    أديب وكاتب
    • 24-04-2013
    • 651

    #2
    أخت جنات
    لا يمكن للمرء أن يحقق أحلامه بدون متاعب.فالصحافة ليست دائما عسلا في كثير من الأحيان تكون قطران.
    تحياتي

    تعليق

    • جنات أحمد
      • 10-04-2011
      • 8

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة محمد الشرادي مشاهدة المشاركة
      أخت جنات
      لا يمكن للمرء أن يحقق أحلامه بدون متاعب.فالصحافة ليست دائما عسلا في كثير من الأحيان تكون قطران.
      تحياتي

      صَحيح ، أوافقكَ الرأي ، وَ ليسَت فَقط الصّحافَة إنّما كُل المِهَن تَتَطلّبُ الصّمود
      وَ بالذاتِ الصحافَة كما أسلَفت في مُرورِكَ الكريم ، بأنّها تَكُون في كَثيرٍ من الأحيان ( قطران )

      رَحمَةُ اللهِ واسِعَة على كلِ حال
      أشكرك على التّعقيب ..

      [CENTER]
      [url=http://www.gulfup.com/?VgmGhp][img]http://im42.gulfup.com/plTmV.png[/img][/url]
      [/CENTER]

      تعليق

      يعمل...
      X