

أفلتته من قبضتها...
فأصابه الدوار ،حتى كاد أن يرتطم باﻷرض
عاد مسرعا وتشبت بكفها
يويو...
عنوان لافت...؟!
نعم...لافت جدا...و ربما يكون شارحا لـ محتوى القص
لكنه كذلك يظل دافعا لـ القارئ كي يستكشف مكنونات النص
(أفلتته) ...الضمير هنا (تاء الفاعل المؤنثة) فتح التأويل في عدة اتجاهات...فـ هي قد تكون المرأة...الأم أو الزوجة...المرأة اللعوب التي تتمكن من عاشقيها فـ تلهو بهم..و ما إلى ذلك من مذاهب في التأويل
لكني لست أذهب إلى هذا التأويل المباشر لـ الحروف و الألفاظ
الفاعل المؤنث هنا...أراه يصلح أن يعود على (الدنيا)...و كذلك على (الرغبة)...و ربما على (الفكرة)...
فـ الدنيا تلف و تدور ...هذه حقيقتها...و هي دول...يتداولها الناس...و كم من تراثٍ في ثقافاتنا العربية تؤيد الفكرة...كما أكدها القرآن الكريم في أياته المقدسة..
الدنيا...
تلهو بـ عاشقها تدنيه و تغريه ثم تجربه فـ تلقيه...أو يملها لـ حين و يبتعد عنها...لكنه سرعان ما يعاود إدمانه القديم بـ العودة إلى قبضتها ...
الرغبة لها نفس الفعل...و الفكرة التي تسيطر على نفس المرء لـ وقتٍ قد يكون عمره كله في بعض الحالات
و مع النص...
أفلتته من قبضتها...
هي أفلتته...و كـ أنها تخضعه لـ تجربة تختبر فيها مدى سيطرتها و إدمانه
و كذلك فيها فعل المفاجأة...فـ لفظة (قبضتها) توحي أنها كانت محكمة الإمساك به...و ذلك منحه الاستسلام و الاطمئنان
لـ هذا حين أفلتته...أصيب بـ الدوار...حتى كاد أن يرتطم بـ الأرض
حينها لما تأكدت من سيطرتها ...بسطت كفها فـ عاد إليها متشبثا بها
،،،
عزيزتي ابتهال
كذلك رأيت فيها من بعد آخر...النفس
و سيطرتها على المرء...و كيف أن المرء بعيدا عن النفس و السلام معها يسقط و يتهاوى...
،،،
رائعة ابتهال و روعتها في تعدد تأويلاتها
و ليس على المبدع أن يشرح نصوصه
مع كامل تقديري و محبتي
تعليق