جراح الشام النازفة
أننامُ والشَّرَفُ الرَّفيعُ مُمَزَّقٌ
والبَغيُ في أوطانِنا يَتربَّعُ
إنْ لمْ يَثُرْ فينا الضَّميرُ مُناهضاً
فمَتى إذاً لجِراحِنا نَتوجَّعُ
ذَبحوا المُروءةَ، واستحلّوا عِرَضنا
وعلى عَفافِ المُحصناتِ تَجمَّعوا
أفلا نَرى الأطفالَ تُذبحُ جهرةً
وتُمزَّقُ الأشلاءُ وهي تُقطَّعُ
أفلا نَرى أمّاً تَفتَّتَ قلبُها
وتَهيجُ . كل ُّكيانِها يَتصَّدعُ
ذَبحوا ابنٌها في حُضنِها. يا ويحَهمْ
لا دينَ يَنهى، لا مُروءةُ تَردَعُ
فتَضمُّ أشلاءَ الرَّضيعِ وروحُها
وَلهى، وأوصالُ الفؤادِ تُقطَّعُ
وتَهيجُ صارخةً على أشلائِهِ
وبكلَّ ما صَفَقٍ وفُحشٍ تُصفَعُ
وأمامَ مرآها ومَرأى زَوجَها
ذَبحوا البَنينَ، وفي الحَرائرِ شَنَّعوا
ليسَ الذي يَخشَونَ سَفكَ دِمائِهم
وهُمُ بأغلالِ القُيود تَوجَّعوا
لكنَّما قَتلُ الطُّفولةِ دونَما
حِسٍّ، يَطالُ الكُلُّ، حتى الرُّضَّعُ
أينَ الضَّميرُ؟ أليسَ عارضُ نَخوَةٍ
أم أنَّها ضاعَتْ، فليسَتْ تَرجِعُ
ويلٌ لكل ِّمُخنَّثٍ مُتغافِلٍ
عمّا جَرى، وكأنَّهُ لا يَسمعُ
يا مُدَّعينَ الحقَّ أينَ ضَميرُكُم.؟
أفلا تَرونَ المُحصناتِ تُروَّع
يا مُسلمونَ أليسَ فيكُمْ ضَيغَمٌ
لصُراخِ ثاكلةٍ يَهبُّ ويُسرِعُ
يا مُسلمونَ أليسَ فيكم ماجدٌ
لِصُراخِ أطفالٍ يَثورُ ويَهرَعُ
هلْ ثَمَّ مُعتصمٌ يَهبُّ على تُقى
ونَراهُ أشتاتَ الكُماةِ يُجمِّعُ
رَبّاهُ ليسَ لنا سواكَ وإنَّنا
لسواكَ لَسنا يا إلهي نَركَعُ
وكأنَّنا والوَهنُ أرهقَ عَزمَنا
لا حِسَّ ثارَ بنا، ولا نَتوَجَّعُ
وإذا المروءةُ ودَّعَتْ أبناءَها
لا وَعظُ يُجدي، أو نَصيحةُ تَنفَعُ
Connecticut -bridgeport 9 / 5 / 2013
محمد نادر فرج
تعليق