بردٌ و خيمة!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ياسمينة
    عضو الملتقى
    • 17-05-2013
    • 29

    بردٌ و خيمة!

    لا أنتظر أيار كل عام لأعيش نكبتنا السوداء، إلا أنني أذكر من حماقة النكبة الكثير مما رواه الراحلون، فشريط التهجير عالق بذهني كأنني عشته بحذافيره.!
    أذكر أننا لملمنا أفراحنا وأتراحنا وغادرنا بيتنا الحجري حافيي العواطف.
    لم نحمل معنا أي ملابس أو قطع أثاث، أو ما قد يؤكد لنا أننا لن نعود،
    فقط "مفتاح الدار"..!
    رحلنا معتليين عربة لجوء، وكان هناك الكثير من العربات، تعتليها وجوه بشرية مخدوعة بجملة "تهجير مؤقت لن يدوم..فقط عشرة أيام"..لم نك نعلم أن الأيام العشر تساوي في قواميسهم أكثر من ست عقود!
    وصلنا عمان، وكانت آنذاك مدينة أشبه بقرية صامتة،لا منازل كثيرة فيها ولا متاجر.
    رأينا منطقة هادئة جداً، لم ينبت على أرضها سوى منزلين، وثالث عير مسكون.
    سألنا أصحابه أن نقيم به لغاية عودتنا..واستأجرناه حقا!
    غادر النوم أعيننا ، تلك الليلة.
    أين ليالي"البلاد"..وأين "ميجانة و ظريف الطول"..وأين سماء القدس ورائحة الياسمين،
    غفونا بعد تذكر جيش الاحتلال عندما اقتحم دير ياسين وانتزع الأجنة من بطون أمهاتهم.!
    عندما كنا نتذكر مآسي الحرب..
    كنا نحاول تبديلها بما يسرنا ، فنجلس نحكي حكاية قريبنا أبو عصام الذي أحرق جندي اسرائيلي قبل رحيلنا،وآخرين من الثوار الذين كان جدي أحدهم وتفاصيل رعب الصهاينة..
    زارتنا الشمس..لا صوت لديوك هنا ولا لعربات تجر الفرح!
    أشرقت الشمس ،
    تلو الشمس ،
    وأخرى أشرقت ..
    واشترينآ المنزل بدل استئجاره،
    وبنينا فوقه طوابق كثيرة،
    ولأنني منذ أن نشأت على صوت انفجار النكبة الى يومنا مكترثة جدا بتفاصيل قضيتي المرهقة،
    تراني ما زلت الى زمن ليس بعيد أغني "يويا"، وأزور مخيمات عاما، وتمنيت لو أن جدي عاش بخيمة لأترعرع بأحضان قضيتي، فأولئك الرافضون الرحيل من مخيماتهم والمتشبثون بفكرة المخيم والمؤمنين بأن القضية لن تحل الا بزواله..أعشقهم!
    فتلك الخيم التي كانت "كالأمل"،الا أنني لا أظن الأمل باقٍ فينا بعد 65 حسرة!
    ولأن سقف الزينكو،
    وعلب السردين،
    وأكياس الطحين،
    وكراتين النيدو،
    والبرد والمطر،
    وقرارات هيئة الأمم ..
    ومجلس القمة العربية ..
    وكل ما كان حتى الآن أبلغ مني قولا.
    سأصمت وأنتظر على حافة اللجوء، يوما أعود به الى "القدس.
  • سليمان بكاي
    أديب مترجم
    • 29-07-2012
    • 507

    #2
    لا أرى دواء أنجع من الأمل
    الأمل المبني على الإيمان بالقضية
    و العمل الجماعي المستمر
    و الذاتية
    بهذا قد تزول الحسرة و يهدأ الألم و تنكشف الغمة
    لا أكثر و لا أقل
    أعرف أن كتابة هذا أسهل من فعله
    و لكن لا أومن إلا بهذا

    لقد استطاع قوم أن يرمي عن نفسه نير ظالمه بعد أن سامه 132 حسرة!!

    تحياتي و شكرا على الخاطرة

    تعليق

    • أبوقصي الشافعي
      رئيس ملتقى الخاطرة
      • 13-06-2011
      • 34905

      #3
      أسأل الله العلي القدير
      أن يعجل بنصره
      و يعانق القدس خفقاتكم

      أهلا و سهلا بك أختي ياسمينة
      و بحرفك الجليل الحر
      نص جميل مؤثر جدا
      محكم البيان و المعاني
      تقديري و تحية تليق

      شاركينا الردود
      نتشرف بحرفك دوما



      كم روضت لوعدها الربما
      كلما شروقٌ بخدها ارتمى
      كم أحلت المساء لكحلها
      و أقمت بشامتها للبين مأتما
      كم كفرت بفجرٍ لا يستهلها
      و تقاسمنا سوياً ذات العمى



      https://www.facebook.com/mrmfq

      تعليق

      • ياسمينة
        عضو الملتقى
        • 17-05-2013
        • 29

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة سليمان بكاي مشاهدة المشاركة
        لا أرى دواء أنجع من الأمل
        الأمل المبني على الإيمان بالقضية
        و العمل الجماعي المستمر
        و الذاتية
        بهذا قد تزول الحسرة و يهدأ الألم و تنكشف الغمة
        لا أكثر و لا أقل
        أعرف أن كتابة هذا أسهل من فعله
        و لكن لا أومن إلا بهذا

        لقد استطاع قوم أن يرمي عن نفسه نير ظالمه بعد أن سامه 132 حسرة!!

        تحياتي و شكرا على الخاطرة

        وَاِن زارنا شعور اليأسِ يومًا ،
        الا أنه مزروع فينـا كزهرة لوز شفافة طاهرة ..
        فها نحن نقف على جسر العودة مبتسمين ،
        نحاول لو بكلمة أن نصنع مراكب العودة لنبحر الى الضفة الأخرى
        شكرًا لكَ و لمروركَ الكَريم ..

        تعليق

        • ياسمينة
          عضو الملتقى
          • 17-05-2013
          • 29

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة قصي الشافعي مشاهدة المشاركة
          أسأل الله العلي القدير
          أن يعجل بنصره
          و يعانق القدس خفقاتكم

          أهلا و سهلا بك أختي ياسمينة
          و بحرفك الجليل الحر
          نص جميل مؤثر جدا
          محكم البيان و المعاني
          تقديري و تحية تليق

          شاركينا الردود
          نتشرف بحرفك دوما
          آمين !
          سيـد قُصَي كُل مـآ بحتَ بهِ ليس الآ لذوقك و لرقتك في التقدير ،
          قـآدتني روحـي الـى هنـآ البـارحة ،
          و ستقودني كل يوم ،
          لي الشرف في البوح هنـآ ،
          شكرًا لَك..

          تعليق

          • محمد الصحراء
            أديب وكاتب
            • 11-09-2012
            • 764

            #6
            لا يمكن أن يختصر الوطن في سجادة تفترش أنى الارتحال
            بالاحرى إذا كان هذا الوطن أولى القبلتين


            و الحافة سيدتي نسال الله العلي القدير أن يكون الصمت المطبق الان هو من مهابة و جلال الاقتراب قاب قوسين أو اذنى من النصر
            تحيتي و تقدير الكبير
            إذا لم توجه الناس سبل السلامة ... فلا توضح لهم سبل المهالك

            تعليق

            • ريما الجابر
              نائب ملتقى صيد الخاطر
              • 31-07-2012
              • 4714

              #7
              لن يزورنا اليأس مادام للسماء رب رفعها بلا عمد
              نص مفعم بالجمال
              تحيتي وشتائل الورد
              http://www.pho2up.net/do.php?imgf=ph...1563311331.jpg

              تعليق

              يعمل...
              X