لا أنتظر أيار كل عام لأعيش نكبتنا السوداء، إلا أنني أذكر من حماقة النكبة الكثير مما رواه الراحلون، فشريط التهجير عالق بذهني كأنني عشته بحذافيره.!
أذكر أننا لملمنا أفراحنا وأتراحنا وغادرنا بيتنا الحجري حافيي العواطف.
لم نحمل معنا أي ملابس أو قطع أثاث، أو ما قد يؤكد لنا أننا لن نعود،
فقط "مفتاح الدار"..!
رحلنا معتليين عربة لجوء، وكان هناك الكثير من العربات، تعتليها وجوه بشرية مخدوعة بجملة "تهجير مؤقت لن يدوم..فقط عشرة أيام"..لم نك نعلم أن الأيام العشر تساوي في قواميسهم أكثر من ست عقود!
وصلنا عمان، وكانت آنذاك مدينة أشبه بقرية صامتة،لا منازل كثيرة فيها ولا متاجر.
رأينا منطقة هادئة جداً، لم ينبت على أرضها سوى منزلين، وثالث عير مسكون.
سألنا أصحابه أن نقيم به لغاية عودتنا..واستأجرناه حقا!
غادر النوم أعيننا ، تلك الليلة.
أين ليالي"البلاد"..وأين "ميجانة و ظريف الطول"..وأين سماء القدس ورائحة الياسمين،
غفونا بعد تذكر جيش الاحتلال عندما اقتحم دير ياسين وانتزع الأجنة من بطون أمهاتهم.!
عندما كنا نتذكر مآسي الحرب..
كنا نحاول تبديلها بما يسرنا ، فنجلس نحكي حكاية قريبنا أبو عصام الذي أحرق جندي اسرائيلي قبل رحيلنا،وآخرين من الثوار الذين كان جدي أحدهم وتفاصيل رعب الصهاينة..
زارتنا الشمس..لا صوت لديوك هنا ولا لعربات تجر الفرح!
أشرقت الشمس ،
تلو الشمس ،
وأخرى أشرقت ..
واشترينآ المنزل بدل استئجاره،
وبنينا فوقه طوابق كثيرة،
ولأنني منذ أن نشأت على صوت انفجار النكبة الى يومنا مكترثة جدا بتفاصيل قضيتي المرهقة،
تراني ما زلت الى زمن ليس بعيد أغني "يويا"، وأزور مخيمات عاما، وتمنيت لو أن جدي عاش بخيمة لأترعرع بأحضان قضيتي، فأولئك الرافضون الرحيل من مخيماتهم والمتشبثون بفكرة المخيم والمؤمنين بأن القضية لن تحل الا بزواله..أعشقهم!
فتلك الخيم التي كانت "كالأمل"،الا أنني لا أظن الأمل باقٍ فينا بعد 65 حسرة!
ولأن سقف الزينكو،
وعلب السردين،
وأكياس الطحين،
وكراتين النيدو،
والبرد والمطر،
وقرارات هيئة الأمم ..
ومجلس القمة العربية ..
وكل ما كان حتى الآن أبلغ مني قولا.
سأصمت وأنتظر على حافة اللجوء، يوما أعود به الى "القدس.
أذكر أننا لملمنا أفراحنا وأتراحنا وغادرنا بيتنا الحجري حافيي العواطف.
لم نحمل معنا أي ملابس أو قطع أثاث، أو ما قد يؤكد لنا أننا لن نعود،
فقط "مفتاح الدار"..!
رحلنا معتليين عربة لجوء، وكان هناك الكثير من العربات، تعتليها وجوه بشرية مخدوعة بجملة "تهجير مؤقت لن يدوم..فقط عشرة أيام"..لم نك نعلم أن الأيام العشر تساوي في قواميسهم أكثر من ست عقود!
وصلنا عمان، وكانت آنذاك مدينة أشبه بقرية صامتة،لا منازل كثيرة فيها ولا متاجر.
رأينا منطقة هادئة جداً، لم ينبت على أرضها سوى منزلين، وثالث عير مسكون.
سألنا أصحابه أن نقيم به لغاية عودتنا..واستأجرناه حقا!
غادر النوم أعيننا ، تلك الليلة.
أين ليالي"البلاد"..وأين "ميجانة و ظريف الطول"..وأين سماء القدس ورائحة الياسمين،
غفونا بعد تذكر جيش الاحتلال عندما اقتحم دير ياسين وانتزع الأجنة من بطون أمهاتهم.!
عندما كنا نتذكر مآسي الحرب..
كنا نحاول تبديلها بما يسرنا ، فنجلس نحكي حكاية قريبنا أبو عصام الذي أحرق جندي اسرائيلي قبل رحيلنا،وآخرين من الثوار الذين كان جدي أحدهم وتفاصيل رعب الصهاينة..
زارتنا الشمس..لا صوت لديوك هنا ولا لعربات تجر الفرح!
أشرقت الشمس ،
تلو الشمس ،
وأخرى أشرقت ..
واشترينآ المنزل بدل استئجاره،
وبنينا فوقه طوابق كثيرة،
ولأنني منذ أن نشأت على صوت انفجار النكبة الى يومنا مكترثة جدا بتفاصيل قضيتي المرهقة،
تراني ما زلت الى زمن ليس بعيد أغني "يويا"، وأزور مخيمات عاما، وتمنيت لو أن جدي عاش بخيمة لأترعرع بأحضان قضيتي، فأولئك الرافضون الرحيل من مخيماتهم والمتشبثون بفكرة المخيم والمؤمنين بأن القضية لن تحل الا بزواله..أعشقهم!
فتلك الخيم التي كانت "كالأمل"،الا أنني لا أظن الأمل باقٍ فينا بعد 65 حسرة!
ولأن سقف الزينكو،
وعلب السردين،
وأكياس الطحين،
وكراتين النيدو،
والبرد والمطر،
وقرارات هيئة الأمم ..
ومجلس القمة العربية ..
وكل ما كان حتى الآن أبلغ مني قولا.
سأصمت وأنتظر على حافة اللجوء، يوما أعود به الى "القدس.
تعليق